الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية

الإثنين 14/أغسطس/2023 - 04:09 م
طباعة الإخوان اليوم.. متابعات حسام الحداد
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم  14 أغسطس 2023.

العين الإخبارية: وجدي العربي.. وجه الإخوان لسردية التكفير بعد فشل "السلمية المزعومة"
بعد أن لعب على أوتار الشماتة في حادث غرق نجل فنان مصري شهير، عاد وجدي العربي ليرسخ ظهوره الأخير على الساحة، بـ"سردية التكفير".
إذ ظهر الممثل السابق والشخصية الإخوانية البارزة، العربي، مرة ثانية خلال أيام قليلة، مثيرا الكثير من السخرية في حديثه عن التكفير بحق إعلامي مصري.
وفي ثنايا الفيديو، كرر العربي، سؤالا للإعلامي المصري أحمد موسى، أكثر من مرة، مفاده: هل أنت مسلم؟ هل بعد ما كتبته عن رابعة (في إشارة لاعتصام الإخوان 2013)، تعتقد أنك مسلم؟
سؤال يعيد للواجهة سياسة الإخوان التقليدية في تكفير الخصوم، واغتيالهم معنويا، والتي لاقت رواجا في فترة وجود الجماعة في الساحة السياسية وصعودها للسلطة بين 2011 و2013.
العربي لم يكتف بذلك، بل عاد للحديث عن الفنان المصري حسن يوسف الذي فقد نجله في حادث غرق قبل أيام، وكان محور تغريدة سابقة له حملت قدرا من الشماتة، باعتبار أن "يوسف يقف في صف الدولة".
وقال العربي في الفيديو الجديد: "يا أبيه (تعبير دارج في مصر يخاطَب به الأكبر سنا) حسن، أنت مع دول(هؤلاء)؟ أنت بتصقف (تصفق) لدول؟ أنت موافق على كلام الناس دي (هؤلاء)؟"،  في تساؤلات فسرها ناشطون بأن ثمة ثأر بينه وبين حسن يوسف.
فقبل أيام، كان العربي حديث الساعة بعد تغريدة على موقع إكس،  تويتر سابقًا، فٌهمت على أنها شماتة في وفاة نجل الفنان حسن يوسف.
تكفير ضمني
وحول الغرض من الفيديو الجديد له، يرى طارق البشبيشي، الكاتب والباحث في الإسلام السياسي والقيادي الإخواني السابق، أن الجماعة "لا تكف عن الكذب وكلما احترقت لها ورقة تستبدلها بغيرها، ووجدي العربي ورقة جديدة تريد الإخوان تمرير الرسائل عبرها".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال إن الإعلام الإخواني "يعاني من هذيان محموم، وبعد فشل هذا الإعلام في إثبات سلمية الجماعة المزعومة، يريد العربي العودة للأضواء لكن من الأبواب الرديئة؛ مرة من باب الشماتة، وهذه المرة من باب التكفير".
وتابع "السؤال الذي طرحه العربي لأحمد موسى، ليس بريئًا، ويحمل في طياته التكفير الضمني، وهي آفة الإخوان الكبرى، فقد اعتادوا تكفير خصومهم".
وانتقل البشبيشي من التوضيح إلى التفسير "الإخوان أفلست وتعيش أزمة وجودية أكبر من قدراتها، وأكبر مما كانت تتوقع".
وتابع "بعد أن أدركت الإخوان أن خطابها التقليدي عن المظلومية الكاذبة، وسلميتها المزعومة، وشرعيتها الوهمية، فشل، بل وثبت للجميع ضلوع الجماعة في إعداد جيل متطرف غذته بالأفكار الإرهابية ومولته وأمدته بالسلاح ورصدت له الأهداف بدقة".
واعتبر أن "أي ادعاء بالبراءة والسلمية هو كذب محض، وأصبح تكرار الخطاب البكائي غير مقبول ولا مستساغ، ويثير الشفقة، لذلك وجدت الجماعة الحل في تغيير الوجوه لكن الرسالة والأفكار ثابتة.. وحامل الرسالة هذه المرة وجدي العربي".
رابعة السبب
وحول اختيار أحمد موسى هذه المرة، لفت الكاتب المصري، إلى أنه "أكثر مذيع كشف خيانة الجماعة"، مشيرا إلى أن "الإخوان تتوقع أن يرد موسى، ما يقود العربي لصدارة التريند والجدل، وهي وسيلة إخوانية للبقاء في المشهد".
مستدركا"لكن رسالة العربي والإخوان يجب الرد عليها، فكل ما فعله الإعلامي أحمد موسى، هو أنه ذكر على لسان الشهود والخبراء أن معسكر رابعة كان مسلحًا، وهو كان مسلحًا بالفعل والعربي يدرك ذلك قبل غيره".
وزاد "قبل سنوات خرج الإخواني أحمد المغير، أحد القادة الميدانيين للإخوان، معلنا صراحة في فضائية الشرق الإخوانية، أن اعتصام رابعة كان يعج بالسلاح، وأن رعونة قادة الاعتصام هي التي أخرجت السلاح الكبير جدًا إلى مكان بعيد، نظرًا لتفقد ممثلين من الاتحاد الأوروبي الاعتصام ورغبة الإخوان في إثبات سلمية التجمع شكلا، في هذا الوقت".
وتساءل البشبيشي "ألم يشاهد العربي وهو يخيم في رابعة، احتلال عناصر الإخوان للشوارع والطرق والممتلكات العامة مثل المدارس وغيرها؟، ألم يمنع الإخوان حركة المرور في منطقة التجمع؟، ألم تكن الرصاصات الأولى من داخل رابعة في اتجاه قوات الأمن المنوط بها فض الاعتصام سلميًا؟، ألم يكن أول شهيد من رجال الأمن؟"
وقال "كل هذا إرهاب وعمل مسلح غير مقبول وغير قانوني ويجب وقفه"، و"حديث العربي محاولة للعودة بالجماعة إلى صدارة المشهد، لكن بوجه جديد".
وفضت قوات الأمن اعتصامين في رابعة والنهضة، في صباح 14 أغسطس/آب 2013، بعد أن حاول قادة التنظيم الإرهابي استغلال الحشود في الضغط على السلطات، لإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقتها، دارت مواجهات بين قوات الأمن وعناصر الإخوان المسلحين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قضت محكمة مصرية بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، بحث 59 متهما من عناصر الإخوان، بتهمة المشاركة في تدبير تجمهر واعتصام رابعة. كما أدين 59 متهما بالسجن المشدد 15 عاما، وآخرون بأحكام متفاوتة، إلى جانب براءة آخرين.

في ذكرى الفض.. لماذا اختار الإخوان الاعتصام في رابعة والنهضة؟
"قبل 10 سنوات، أشعلوا أنصارهم بالغضب، وخدعوا الشباب بالأكاذيب، كالأفعى تبخ سمومها فى الناس ثم تشكى العداء"، هكذا وصف محللون الذكرى العاشرة لفض اعتصامي تنظيم الإخوان الإرهابي بميداني النهضة، غرب القاهرة ورابعة، شرق العاصمة.
آنذاك، هرب القادة الذين كانوا يتصدرون المشهد، تاركين من غرروا بهم يواجهون مصيرا مؤلما، بتخطيط مدروس عبر استفزاز متعمد لقوات الجيش والشرطة على مدار نحو 55 يوما، في محاولة لسقوط ضحايا حتى يملأوا الدنيا صراخا وكذبا عبر صناعة وهم المظلومية.
الذكرى الـ10 لفض رابعة.. نقطة النهاية في طريق إرهاب الإخوان بمصر
وحول أسباب اختيار هذين الميدانين، أكد محللون لـ"العين الإخبارية" أن "الجماعة حاولت استنساخ تجارب سابقة دون فهم لواقع هذه التجربة، فهم كانوا يستنسخون تجربة الثورة الإيرانية الخومينية، التي كانت تعتمد على احتلال ميادين متوسطة المسافات والتمدد حتى يلتحموا معا وإصابة العاصمة بالشلل حتى لا يتمكن الأمن من فض هذه الاعتصامات".
وأشاروا إلى أن عناصر الإخوان اعتادت على سفك الدماء وإزهاق الأرواح، ومن ثم تمثيل دور الضحية لكسب تعاطف البسطاء في الداخل والدعم من الخارج للهروب من العقاب إلا أن مصر رفضت أن يلوي ذراعها فئة تملك سجلا حافلا بالعنف والإرهاب، وتمت عمليات الفض بعد تحذيرات وفتح ممرات آمنة أشعلها قادة الإخوان في محاولة لخلق حالة من الفوضى غدرا وخداعا بدعايات وهمية.
وفي 14 أغسطس/آب 2013، فضت قوات الجيش والشرطة المصرية اعتصامي ميداني النهضة ورابعة، منهية 55 يوماً من خطاب الإرهاب الدموي الذي كان يخرج من منصتي الاعتصامين.
ومع ذكرى الفض تتفجر الأسئلة حول الدوافع الحقيقية لاختيار الإخوان التخييم في النهضة ورابعة، ولماذا كانوا يتحرشون بالجيش ومؤسساته وبالشرطة ورجالها، ولماذا الآن يقيمون اللطميات على رابعة؟
 المظلومية
وللإجابة عن ذلك، قال الكاتب والباحث في التنظيمات الإرهابية، هشام النجار، إن الإخوان لم ينخرطوا في العمل السياسي بصدق، فلو كانوا صادقين لاستخدموا أدوات النضال السياسي وليس العمل كتنظيم سري يمارس العنف، وتجربة الإخوان تؤكد أن أي جماعة تؤسس حزبا سياسيا تكذب على المجتمع، لأنها تصنع مليشيات مسلحة مؤدلجة في الواقع.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، أكد النجار أن الجماعة الإرهابية لم تتعلم من أخطائها، ولم تفهم تموضعها السياسي الجديد، وأن عليها التخلص من إرث حسن البنا وسيد قطب الإرهابي، لتتمكن من التعامل مع الواقع السياسي والمجتمع بشكل صحي في ظل المتغيرات المعاصرة.
وأوضح النجار أن "الإخوان تعلم أنها وصلت للحكم في لحظة استثنائية قد لا تتكرر، وأدركوا أيضا أنهم فشلوا في إدارة الدولة وأن مشروعهم سقط ولم ولن يقوم ثانية، وفي سبيل ضمان استمرار الجماعة ضحَّى الإخوان بالحزب وبالقيم والمبادئ الحزبية وبأدوات السياسة الحقة التي ترفض العنف أو حتى التلويح به، لهذا زجوا بأتباعها لمعسكر رابعة لخلق مظلومية مصنوعة، تساعدهم على عودة ثانية".
وتابع: "كما أن خيارهم للتموضع في رابعة في محاولة لاستفزاز قوات الجيش والشرطة من أجل وقوع ضحايا".
أطلقت الرصاص على نفسها
و"إذا كان الإخوان يزعمون أنهم ضحية فهم الجاني في نفس الوقت"، وفق النجار، الذي أكد أن "كل الأدوات التي استخدمتها الجماعة لحل الأزمة كانت بمثابة رصاص تطلقه بنفسها على قدميها، أولها قرار الاعتصام نفسه، وجلب مغرر بهم من كل مكان، والاستعانة والتحالف مع طيف الحركات الإسلاموية والإرهابية، وتسليح بؤرة مشاكسة معاكسة لمسارات الدولة المصرية لأسابيع طويلة، وأخيرًا الارتكان تماما لأجهزة مخابرات دول إقليمية ودولية، على حساب المصالح الوطنية العليا للدولة المصرية".
وأشار إلى أنه "لكون المسار كان خاطئا والأدوات كانت خاطئة، فالنتائج كانت كارثية على التنظيم لأنه فقد كل شيء وخسر كل شيء في الساحة السياسية حيث جرى حظر الجماعة نفسها وتصنيفها إرهابية".
المظلومية وقاحة إخوانية
من جانبه، قال الكاتب والمفكر المصري، ثروت الخرباوي، أن "إشكالية التعامل الجاد مع أحداث رابعة، تنبع من عدم وضع الأمور في نصابها، فالجماعة هي التي اختارت نشر الفوضى، وهي التي اختارت تسليح رابعة وهي التي استفزت قوات الأمن وهي التي قررت مهاجمة مؤسسات الجيش فهزموا وشردوا، وأي ادعاء بالمظلومية هو وقاحة إخوانية يجب فضحها للرأي العام".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، أضاف الكاتب المصري أنه "من المؤكد أن الإخوان كانت تسعى للحظة الصدام مع الدولة المصرية، ففي عقيدة الجماعة، إما الانتصار وإما الادعاء بالمظلومية، وكان أمام الإخوان خياران إما الانحياز للوطن وإما استكمال النضال السياسي بأدواته، وإما الانحياز للغرب واستكمال مشروع تخريب مصر وأهم أدواته العنف المسلح والفوضى الأمنية، وقد سبق أن قلت أن الإخوان دائما ما تختار العنف ومشاريع هدم الدولة، وذلك لأن فكر التطرف والعنف مغروس في جينات الجماعة ولا يمكن أن تتخلى عنه".
لماذا رابعة والنهضة؟
وعن أسباب اتجاه الإخوان للاعتصام، قال الخرباوي إن "الجماعة لا تملك رفاهية التفكير المستقل، وهي دائما ما تحاول أن تستنسخ تجارب ناحجة سابقة دون فهم لواقع هذه التجربة، فهم في رابعة كانوا يستنسخون تجربة الثورة الإيرانية الخومينية، التي كانت تعتمد على احتلال ميادين متوسطة المسافات والتمدد حتى يلتحموا معا وإصابة العاصمة بالشلل حتى لا يتمكن الأمن من فض هذه الاعتصامات".
وتابع: "ولهذا قام حاتم عبد اللطيف وزير النقل في حكومة هشام قنديل الإخوانية برسم خطة للتمدد في القاهرة وعزل شرق القاهرة، وبما لديه من معلومات عن الضعف المروري، حرص الإخوان على التمدد خارج رابعة، لحدود شارع الطيران والمنصة واحتلال الشارع وامتداد كوبري 6 أكتوبر، والادعاء بأن العاصمة تحت سيطرة الإخوان، مع الهجوم على الحرس الجمهوري بهذا الشكل المستفز الساذج كان غرضه وضع الرئيس المعزول، محمد مرسي، على المنصة لمدة دقائق لخلق أزمة دولية تسمح بتدخل مجلس الأمن".
وأكد الخرباوي أن "الإخوان هزموا في تنفيذ مشروعهم التخريبي، فقاموا يبكون ويلطمون ويدعون المظلومية، ولما تأكد لديهم الهزيمة أرادوا إسقاط عدد كبير من شبابهم ضحايا المواجهات، فهربوا بأولادهم وتركوا المغرر بهم المصدق لأكاذيبهم، والدولة فتحت ممرات آمنة لمن أراد الخروج، أما من أراد الصدام فقد واجهته بحزم حماية للوطن وللدولة وللشعب".

مكة: الإخوان يصنعون الموت في تونس
قصص مأساوية لنساء وأطفال من ضحايا الألغام في مرتفعات وجبال القصرين
عندما أفاق عدنان المعموري من غيبوبته على سريره بالمستشفى العسكري، كان أول هاجس يدور بخلده هو كيف سيعود إلى مقاعد الدراسة بيد مبتورة.
قبل أشهر كان هدف عدنان (17 عاما) هو تخطي مرحلة البكالوريا (الثانوية العامة) بتفوق، وبدأ خلال العطلة الصيفية بجمع أعشاب الإكليل في جبل سبيطلة المحاذي لقريته لبيعها وجمع تكاليف مستلزماته المدرسية، قبل أن يفجر لغم أرضي أحلامه، وتسبب اللغم في بتر اليد اليمنى لعدنان كما ألحق أضرارا في عينه اليمنى، ولن يكون بمقدوره مستقبلا الاعتماد عليها.
هذا أحدث انفجار للغم أرضي تقليدي الصنع بوجه المدنيين الرعاة، من بين أعداد غير محددة من الألغام التي زرعتها جماعات الإخوان المتشددة في الغابات وأراضي الرعي بمرتفعات وجبال القصرين غرب تونس، وتمتد سلسلة هذه الجبال على مناطق شاسعة بولاية القصرين، وإلى أطراف ولاية سيدي بوزيد المجاورة.
قصص دموية
ولطالما كانت هذه المناطق الجبلية الوعرة حصنا منيعا للجماعات المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة في المغرب وتنظيم «داعش» المتطرف لاحقا، مع تصاعد أنشطتها بعد ثورة 2011 بتونس، ومن تلك المناطق كانوا يشنون هجمات خاطفة دامية ومباغتة ضد دوريات للجيش والحرس الوطني التونسي، كان أشهرها هجومي 2013 و2014 خلال شهر رمضان، اللذين أوقعا العشرات من القتلى من الجنود.
أول ضحية
يقطن عدنان مع عائلته في قرية «العيتة» التي تتبع إداريا ولاية سيدي بوزيد، وهو ليس أول ضحية للألغام في المنطقة إذ سبق أن بترت ساق امرأة من نفس القرية بعد أن لمست لغما مخفيا أثناء الرعي، وقال رياض الأخ الأكبر لعدنان «نحن نعيش مع الخطر كل يوم.. لقد اهتزت معنويات عدنان بشدة. لا يزال تحت تأثير الصدمة ولا يفكر في العودة إلى الدراسة، لم يتقبل بعد وضعه الجديد ويخشى ردة فعل أصدقائه».
وبحسب شهادات عائلة عدنان والمحيطين به، فهو يعد من بين الطلبة المتميزين، وكان قد ارتقى الأول عن الصف إلى الثانوية العامة.
ومع أنه حظي بتكريم رئاسي في المستشفى حيث يرقد، إلا أن الخوف من المستقبل يسيطر على تفكير عائلته، وقال أخوه رياض «إن ما يهمنا الآن هو الاهتمام بصحة عدنان، نحتاج إلى دعم من السلطة من أجل وضعيته».
وسيكون عدنان أمام تحد مضاعف لتحقيق حلمه بالنجاح في الدراسة بعد مسار علاجي طويل. وإلى حين تحقيق ذلك الهدف لن يكون بوسعه التفرغ مرة أخرى لجمع الإكليل في الجبال.
وتعد تونس من بين الدول التي استخدمت فيها الجماعات المسلحة على نطاق واسع ألغاما بدائية مضادة للأفراد وحتى المدرعات.
حفظ الكرامة
ويلفت التقرير الانتباه إلى أن النساء والفتيات المصابات يتأثرن بشكل خاص في وقت لاحق من الحياة، عندما يتعلق الأمر بالحصول على المساعدة للضحايا، وينسحب هذا الوضع على خديجة الرحيمي التي فقدت ساقها بفعل لغم تقليدي في جبل السلوم بضواحي القصرين عام 2018 أثناء جمعها للحطب.
ومن حسن الحظ أن ابنتها الصغرى التي كانت برفقتها لم تصب بأذى في التفجير لكن ابنة عمها أصيبت في الحادث بأضرار في عينها، وقبل هذا التفجير كانت ابنة خالة خديجة قد لقيت حتفها في تفجير لغم بنفس المنطقة.
وضعت لخديجة ساق اصطناعية بعد التفجير لكنها اليوم تحتاج إلى المال لاستبدالها بسبب التلف، وتقول في يأس «لم أتلق أي تعويض ولدي طفلان يتعين علي رعايتهما. أتلقى المساعدات من الجيران لكن هذا لن يحل المشكلة».
ويقول شقيقها سالم الرحيمي الذي يعمل باليومية عبر جمع نبتة الحلفاء في الجبل أو فرز القمامة في قرية «المثنانية» الفقيرة «نعيش كل يوم بيومه... نحن لا نطلب شيئا، مجرد مورد رزق يحفظ كرامتنا لا أكثر».
مصيدة المدنيين
مثل عائلة الرحيمي، اضطر السكان العزل في القرى المتاخمة للجبال، إلى التعايش على مدى سنوات مع خطر المسلحين المتربصين بهم في المرتفعات والتي تحولت إلى مصيدة قاتلة للمدنيين الرعاة أو الجنود.
وكانت أكثر الاعتداءات دموية ما تعرض له الأخوان مبروك (16 عاما) وخليفة السلطاني (21 عاما) عندما ذّبِح الاثنان وقطع رأسيهما في نفس المنطقة بجبل المغيلة بين ولايتي القصرين وسيدي بوزيد، في حادثين منفصلين عامي 2015 و2017 على التوالي.
وعلى الرغم من تصفية أغلب المسلحين في تلك المناطق وانحسار أنشطتهم وهجماتهم، فإنه لا يعرف أعداد الألغام التي تركوها من خلفهم لتعطيل عمليات تعقبهم، وهذه الألغام قادرة على أن تهز مدرعة كاملة.
وتعتبر العائلات القاطنة بمحاذاة هذه المناطق أنها دفعت ثمنا باهظا في مكافحة الإرهاب، بسبب انقطاع أنشطتها الاقتصادية جراء الألغام وخسارتها للأرواح، والعاهات الجسدية الدائمة التي لحقت بالمتضررين.
ضحايا الألغام في تونس:
8 من كل 10 من المدنيين
50% من القتلى أطفال
35% من القتلى رجال
15% من القتلى نساء

اليوم السابع: 10 سنوات على "مذبحة كرداسة" دليل الإرهاب لجماعة الإخوان بعد فض رابعة
جرائم بشعة نفذها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، بعد فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، في محاولة فاشلة لإثارة الرعب وزعزعة أمن واستقرار الدولة فى مشاهد تنعدم منها الرحمة والإنسانية، ولعل أبرز هذه الجرائم هو حادث " مذبحة كرداسة".
مذبحة كرداسة الشهيرة وقعت في يوم 14 أغسطس عام 2013 فى نفس لحظة فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، فقد حاصر العشرات من عناصر جماعة الإخوان، مركز "شرطة كرداسة"، تنديدا بفض اعتصامى رابعة والنهضة لمدة 5 ساعات، وذلك بعد أن حاول ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة فض التجمهر، إلا أن العناصر الإخوانية أطلقت الأعيرة النارية، واستخدموا سلاح "أر بى جى" فى اقتحام مركز شرطة "كرداسة".
العناصر الإرهابية اعتدوا على رجال وأفراد الشرطة ومثلوا بجثث بعض الشهداء، ما أسفر عن استشهاد العميد محمد جبر، مأمور قسم شرطة كرداسة، ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث، والملازم أول هانى شتا وآخرين، ليصل عدد شهداء المجزرة إلى  14 ضابطا وفرد شرطة من قوة مركز شرطة "كرداسة".
القضاء كان له الكلمة الأخيرة في هذه المذبحة، فقد كانت آخر درجات التقاضى فى شأن أكبر عدد من المتهمين بارتكاب أحداث اقتحام مركز شرطة كرداسة، فى يوليو 2017، حيث قضت الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شرين فهمى، بالإعدام شنقا لـ20 متهما، والسجن المؤبد لسامية شنن و 7 آخرين فى اتهامهم باقتحام مركز شرطة كرداسة وقتل مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، والمعروفة إعلاميا بـ"مذبحة كرداسة"، كما قضت بالسجن المشدد 15 سنة لـ34 متهما، والسجن 10 سنوات لمتهم حدث، وبراءة 21 متهما آخرين، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض.

شارك