مقتل قيادان بالحركة في تخار.. تصاعد الصراعات الداخلي في طالبان
الجمعة 01/سبتمبر/2023 - 07:59 م
طباعة
علي رجب
كشفت وسائل اعلام أفغانية معارضة عن مقتل قيادان بحركة طالبان في ولاية تخار شمال شرقي أفغانستان، في استمرارا لتصاعد الصراع الداخلي في حركة طالبان.
ووقع اشتباك بين مجموعتين من حركة طالبان، في قرية غارلدي بمديرية خاجه بهاء الدين، بعد أن هاجمت حركة طالبان البشتونية منزل نصر الله طاجيك، الحارس الشخصي لقاري طيب، نائب فيلق جيش طالبان في دار الأمان كابول، في قرية قريليد بهذه المنطقة.
وفي هذا الصراع قتل اثنان من مقاتلي طالبان من الجانبين.
وتضيف المصادر أن الحارس الشخصي لقاري طيب كان قد عاد لتوه إلى منزله بعد بضعة أشهر من وقوع هذا الصراع.
هذا على الرغم من أنه قبل أيام قليلة، خلال صراع داخلي آخر بين فصيلين من طالبان في فرخ طخار، قتل أحد أفراد طالبان وأصيب خمسة آخرون من طالبان من سكان قندهار.
هنا تجدر الإشارة إلى أن ظهور صراعات داخلية على السلطة والموارد ليس أمرا مستغربا، لأن حركة طالبان الأفغانية عبارة عن شبكة معقدة من فصائل مختلفة، لكل منها مصالحه الخاصة. منذ وفاة الملا عمر، أصبح الصراع الداخلي على السلطة سمة صارخة لحركة طالبان، مما يعكس الاختلافات الأيديولوجية والانتماءات والولاءات القبلية والإقليمية المتنوعة، فضلا عن الطموحات الشخصية لكبار قادة طالبان.
ومع استمرار الخلافات الداخلية حول قضايا أساسية مثل الحكومة الشاملة، وحقوق المرأة، وتعليم الفتيات داخل حركة طالبان الأفغانية، فإن العواقب المترتبة على تماسك الجماعة ووحدتها تصبح بالغة الأهمية بالنسبة للعالم الخارجي.
ومن الممكن أن تؤدي الخلافات المستمرة والصراعات على السلطة إلى مزيد من الانقسامات، مما يجعل ما يسمى بالإمارة الإسلامية غير قادر حتى على الانطلاق في شؤون الحكم وتقديم الخدمات للشعب الأفغاني.
وعلى نحو مماثل، فإن قدرة طالبان على الحفاظ على نفوذها والتفاوض مع الجهات الفاعلة الخارجية قد تتعرض للخطر أيضا، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي المضطرب بالفعل في أفغانستان.
إن خطوط الصدع الداخلية المتجذرة في الأيديولوجية، والولاءات القبلية، والانتماءات الإقليمية، والسيطرة على الموارد بما في ذلك تجارة المخدرات وما إلى ذلك، تتحدى أسطورة طالبان كونها منظمة موحدة ومتماسكة.
داخل إمارة طالبان يصطدم هؤلاء المعتدلون نسبيا مع المتشددين في معركة مستمرة للحصول على دور أكبر في شؤون الدولة بما في ذلك المسار العام للمنظمة.
وفي حين يدعو البعض إلى تغيير النهج في التعامل مع الحكم بحيث يقدم بعض مظاهر الاعتدال، فإن آخرين يتمسكون بالتفسير الصارم للمبادئ الإسلامية، غير راغبين في التراجع عن موقفهم المتصلب ولا تزال الفجوة بين هذه الفصائل قائمة.
إن تداعيات الاقتتال الداخلي في حركة طالبان كبيرة، وتمتد إلى ما هو أبعد من الجماعة نفسها. فهي تؤثر على علاقة طالبان بالشعب الأفغاني الذي أصبحت حياته معرضة للخطر بشكل متزايد مع فشل أسلوب حكم طالبان الفوضوي في تحقيق النتائج.
كما تشكل الانقسامات أيضا تفاعلات طالبان مع الجماعات المسلحة الأخرى، مما يؤثر على التحالفات والتنافسات التي تحدد ديناميكيات المشهد الجهادي. ولها آثار عميقة على مستقبل الاستقرار والحكم في أفغانستان، الدولة العالقة في أزمة إنسانية وتنتظر معجزة ما.
وفي هذا السياق، فإن فهم تعقيدات الصراعات الداخلية التي تعيشها حركة طالبان يشكل أهمية بالغة، فهو مفتاح لفهم سلوك المجموعة، وتقييم استقرارها وديناميكياتها الداخلية المتغيرة التي تشكل مسارحكم طالبان.
كما تشكل الانقسامات أيضا تفاعلات طالبان مع الجماعات المسلحة الأخرى، مما يؤثر على التحالفات والتنافسات التي تحدد ديناميكيات المشهد الجهادي، ولها آثار عميقة على مستقبل الاستقرار والحكم في أفغانستان، الدولة العالقة في أزمة إنسانية وتنتظر معجزة ما.
وداخل حركة طالبان، تعمل شبكة العنكبوت من الصراعات الداخلية على زيادة هشاشة النظام وتلقي بظلال من عدم اليقين على وحدة حركة طالبان الأفغانية وهدفها. وبينما يراقب المجتمع الدولي، بما في ذلك باكستان، حركة طالبان وهي تتدافع في إدارة الحكومة في كابول، فمن الضروري دراسة العوامل التي تساهم في هذه الانقسامات والصراعات داخل حركة طالبان. وفي قلب هذه الصراعات الداخلية تكمن الخلافات الإيديولوجية، والرؤى المتضاربة، والتفسيرات المتباينة للشريعة، والولاءات والتحالفات القبلية والإقليمية التي تتشابك مع الطموحات الشخصية لزعماء طالبان في السلطة والموارد.
هذه الصراعات الداخلية على السلطة ليست دائما سلمية. وفي بعض الأحيان، تؤدي هذه الصراعات من أجل المزيد من السلطة، التي تتسم بالشك وعدم الثقة، إلى اقتتال داخلي مميت. على سبيل المثال، كان ظهور سراج الدين حقاني والملا يعقوب ـ نجل الملا عمر ـ كلاعبين جديدين على السلطة داخل حركة طالبان، سببا في ظهور ديناميكية معقدة تتسم بالتوازن الدقيق بين التعاون وتآكل الثقة.
وبينما يبدو أنهما يعملان جنبا إلى جنب علنا، إلا أن ثقتهما المتبادلة تتضاءل خلف الكواليس حيث يتطلع كل منهما إلى خلافة هبة الله أخونده كزعيم للمجموعة.
ومن أجل الحصول على ميزة على بعضهم البعض، لجأوا حتى إلى التجسس على بعضهم البعض، الأمر الذي كشف ليس فقط عن طموحهم ولكن أيضا عن المنافسة الشرسة الجارية داخل حكومة طالبان.
ويرسم هذا الصراع الداخلي على السلطة داخل حركة طالبان صورة حية للمخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها الأمر والمدى الذي يرغب الأفراد في الذهاب إليه لتأمين مناصبهم. تتخلل المنافسة الشديدة كل ركن من أركان المجموعة، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ويعرض كل ما قاتلوا من أجله على مر السنين للخطر.