مخيمات العودة.. كيف تتلاعب حماس بقطاع غزة؟
السبت 02/سبتمبر/2023 - 08:29 م
طباعة
علي رجب
تحبس غزة أنفسها بعد لقاء قادة حماس والجهاد الإسلامي، مع وزير الخارجية الايراني حسين أمير اللهيان والامين العام لحزب الله حسن نصرالله في بيروت، لبحث الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، وسط عودة في كان احتجاجات واشتباكات عنيفه قرب السياج الحدودي للقطاع.
واستقبل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، السبت2 سبتمبر الجاري، نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري وأمين عام الجهاد الاسلامي زياد النخالة، استعرضوا آخر المستجدات والتطورات السياسية خصوصا في فلسطين مع إجراء تقييم مشترك للوضع في الضفة الغربية وتصاعد حركة المقاومة فيها والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة.
وأكد المجتمعون على الموقف الثابت والراسخ لكل قوى محور المقاومة في مواجهة إسرائيل واحتلالها وغطرستها وأهمية التنسيق والتواصل اليومي والدائم بين حركات المقاومة، خصوصا في فلسطين ولبنان لمتابعة كل المستجدات السياسية والأمنية والعسكرية واتخاذ القرار المناسب.
وسبق لقاء نصرالله والعاروري والنخالة، لقاء جمع قادة حماس والجهاد الإسلامي مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والذي اكد على ان المرشد علي خامنئ لدعم الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، مؤكدا للقيادتيين بأن "طهران لن تتراجع عن خياراتها الفلسطينية واستمرار دعمها المقاومة بقوة".
اللقاءت مع ووزير الخارجية الإيراني والأمين العام لحزب الله تتزامن مع عودة "مخيمات العودة" على حدود غزة، وهو ما يشير الى تحريك حركة حماس للقائمن على "مخيمات العودة"، بما يخدم أهدافها ومصالحها في الحصول على مزيد من المكاسب سواء من الداعم الايراني، او عمن اسرائيل بعد تأسيس الحركة لشركات عمالة تختص بتصاريح عمل الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة في الداخل الاسرائيلي.
ويرى مراقبون أن الحركة تدفع بابناء قطاع غزة على عدة مستويات لتحقيق مصالحها المالية بشكل اكبر، بعد ان تحول قطاع غزة إلى رهينة في يد حركة حماس، بما يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية، دون النظر إلى البنية التحتية والوضع المعيشي لأبناء قطاع غزة والبالغ عددهم اكثر من مليوني مواطن.
وفي وقت سابق اعلنت لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة، التي تنسقها مختلف الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركتي حماس والجهاد، قد أعلنت، الأربعاء 30 اغسطس 2023، عن إعادة تنظيم "مخيمات العودة" على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وبحسب موقع "الرسالة" الموالي لحركة حماس، فقد تم العمل على تجهيز منطقة مخصصة لهذه المخيمات شمال قطاع غزة، على أن تكون خطوة نحو استئناف مسيرات العودة الأسبوعية على طول الحدود، بهدف الاحتجاج على الحصار.
ونتيجة لعود "مخيمات العودة" أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع، السبت، إثر تفريق جيش الاحتلال الإسرائيلي تظاهرة قرب السياج الفاصل، شرق قطاع غزة.
والجمعة، أصيب 9 مواطنين بجروح وعشرات بحالات اختناق جراء تفريق الجيش الإسرائيلي تظاهرة قرب السياج الفاصل بغزة، خرجت تضامنا مع الضفة الغربية.
ونقل موقع "والا" العبري، أنه "على نحو بطيئ، تخلق حماس ديناميكية تصعيد على حدود قطاع غزة، وأوضح أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي حذر من محاولات لحركتي حماس والجهاد الإسلامي لاختطاف إسرائيليين خلال الأعياد بسبب الجمود في قضية الأسرى والمفقودين.
فيما نقل موقع"ميديل إيست"، بعض التغريدات على منصة "إكس"، أن هناك انتقادات لمسيرات العودة، واتهمت أجهزة أمن حماس باختطاف الناشط شادي موسى بسبب نشره مقطع يتحدث فيه عن من يدعون الغزيين إلى مسيرات العودة، فما ندد مدون بجر حماس للشباب للاشتباك مع جنود مسلحين والتسبب بمقتلهم أو بإصابات خطيرة يدفعون ثمنها طيلة حياتهم، فيما ذكر أن بعض الشباب تعرض لبتر القدم.
ويقول الكاتب الفلسطيني ابراهيم ابراش إنه يبدو أن مسيرات العودة على حدود قطاع غزة خرجت عن أهدافها ومطلقاتها الوطنية كما تم تحديدها عندما تم الإعلان عنها لأول مرة عام 2018 كتحرك شعبي فلسطيني على كافة المناطق الحدودية في كافة الأراضي الفلسطينية التاريخية وفي بعض المناطق الأخرى.
ولفت ابراش، إلى الخسائر في الأرواح والمصابين جراء "مخيمات العودة" والاشتباكات مع الاحتلال الاسرائيلي قائلا "خلال عامين من التصعيد بالمسيرات والارباك الليلي ذكرت وزارة الصحة في ان 305 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 17335 فلسطينيا وصلوا للمشافي، ومن بين الشهداء 59 طفلا و10 إناث و1 مسن نتيجة اعتداء قوات الإحتلال على المواطنين في مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية شرق قطاع غزة منذ 30/3/2018 وحتى 14/5/2019.
وأوضح الكاتب الفلسطيني أن حركة حماس حققت مكاسب مادية كبيرة من أجل وقف مسيرات" مخيمات العودة" فقد قررت قطر في أكتوبر 2018 تقديم مبلغ 150 مليون دولار لحماس وبعد حرب 2021 قررت زيادة الأموال لقطاع غزة والتي وصلت الى 30 مليون دولار شهريا يتم إدخالها عبر إسرائيل أو تحت إشرافها.
وتابع ابراش قائلا " كانت المسيرات في بدايتها تأكيدا على وحدة الشعب في كل أماكن تواجده وتمسكه بحق العودة لفتت انتباه العالم الى معاناة الشعب الفلسطيني وحصار غزة، ولكن فيما بعد انحرفت المسيرات عن هدفها الأول عندما تم توظيفها من حركة حماس وبعض فصائل المقاومة كأداة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية ومالية في سياق محاولاتها لكسر الحصار عن القطاع والاعتراف بسلطتها كما أنها أبعدت الأنظار عن المعركة الحقيقية التي تجري في الضفة والقدس".
وأضاف الكاتب الفلسطيني أن قرار عودة فعاليات (مسيرات العودة وكسر الحصار) جاء في ظل ضائقة مالية تمر بها حركة حماس وسلطتها واستمرار حصار قطاع غزة، وردا على عدم قدرة الوسطاء على إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاقيات السابقة ومنها تعهدات تضمنتها اتفاقية الهدنة، أيضا هناك إحجام من الجهات الدولية المانحة عن تقديم مساعدات لقطاع غزة سواء لإعادة إعمار ما دمرته الحرب أو لمشاريع جديدة، في وقت يتزايد فيه سكان القطاع بسرعة وانعدام فرص العمل وحتى فرص السفر للعمل في الخارج.
وأضاف "ولأن المسيرات خرجت عن هدفها الأول وأصبحت أكثر توظيفا من طرف حماس وبعض فصائل المقاومة في غزة لتحقيق أهداف جزئية لا علاقة لها بحق العودة كما لا يتم التفاعل مع هذه المسيرات في أماكن تواجد الفلسطينيين الأخرى، فمن المتوقع ألا تكون بنفس الزخم والحشد الشعبي الذي كان في العام الأول للمسيرات، وسيكون هناك نكوص عن المشاركة خصوصا أن محصلة المسيرات الأولى من شهداء وجرحى لم تكن تتناسب مع أي منجز وطني حقيقي، هذا إن كان هناك أي منجز باستثناء مساعدات محدودة ساعدت حماس على الاستمرار بالسلطة حتى اليوم.، وما زال مئات إن لم يكن الآلاف من الشباب يجولون شوارع غزة على كراسي متحركة أو على عكاكيز وينتظرون مساعدات مالية تأتيهم من هذه الجهة أو تلك".