للهروب من الاستحقاقات السياسية والمطالب المتصاعدة بصرف المرتبات.. الحوثي تحاول تصدير أزماتها الداخلية
الثلاثاء 05/سبتمبر/2023 - 11:25 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني- أميرة الشريف
في سياق محاولات ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا المستمرة تضليل الرأي العام اليمني للتنصل من جريمة نهب ووقف صرف مرتبات موظفي الدولة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، ومطالبة الحكومة الشرعية بصرفها، فيما هي تواصل نهب الخزينة العامة والاحتياطي النقدي ومئات المليارات من الايرادات العامة وعوائد واردات المشتقات النفطية.
حذرت الحكومة اليمنية من أن ميليشيا الحوثي الإرهابية تحاول تصدير ازماتها الداخلية، والهروب من الاستحقاقات السياسية، والمطالب المتصاعدة بصرف مرتبات موظفي الدولة، مرة بإطلاق حملات إعلامية للتضامن مع شعب النيجر، واخرى بالترويج لما اسمته خطة السفارة الأمريكية (ب)، واخيرا بافتعال ازمة سياسية مع قيادات المؤتمر الشعبي العام في صنعاء.
ولفت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إلى "حقيقة أن ميليشيا الحوثي الإرهابية تعاني من انقسامات داخلية عميقة على خلفية الصراع المتنامي بين قياداتها على الأموال المنهوبة من إيرادات الدولة والتي تقدر بمئات المليارات من الريالات، والفساد الذي استشرى في مفاصلها في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، والموقف من جهود التهدئة وعملية السلام
وأكد الإرياني في تغريدة له على موقع "إكس" على أن محاولات ميليشيا الحوثي لن تنجح في صرف الانظار عن مسئوليتها الكاملة عن توقف صرف المرتبات، وانهيار الأوضاع الاقتصادية وتفاقم المعاناة الانسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، واشغال الرأي العام عن الفساد المهول الذي تمارسه، والمطالبات بتوضيح مصير مئات المليارات المنهوبة من الإيرادات الضريبية والجمركية، وقطاع الاتصالات، وفوارق بيع النفط والغاز، والزكاة والاوقاف
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن بإعادة النظر في طريقة التعاطي مع ميليشيا الحوثي، وممارسة ضغوط حقيقية وفاعلة على قياداتها لتنفيذ التزاماتها بتخصيص إيرادات الدولة لصرف مرتبات الموظفين، والتعاطي الايجابي مع جهود ودعوات التهدئة واحلال السلام.
يشار إلى أنه مع تصاعد الاحتجاجات بشأن الرواتب، وصف رئيس ما يسمى المجلس السياسي الاعلى للحوثيين غير المعترف به مهدي المشاط في كلمة ألقاها أمام جموع من مناصريه بمحافظة عمران، رئيس حزب مؤتمر صنعاء والمعلمين والأكاديميين وأساتذة الجامعات والموظفين الحكوميين المطالبين بالرواتب، بـ "الحمقى والغوغائيين والعملاء"، متهماً إياهم "بإثارة الفتن والمؤامرات والعمل لمصلحة المخططات الأمريكية"، و"المزايدين المرتزقة الذي يخدمون العدوان"، وتوعد بمحاسبتهم وذلك على خلفية دعم رئيس جناح حزب "المؤتمر الشعبي" في صنعاء صادق أمين أبو راس للمطالب الشعبية بصرف الرواتب، ومطالبته في هذا السياق خلال الحفل الجماهيري بمناسبة ذكرى تأسيس حزبهم، بالكشف عن مصير الموارد الضخمة التي تتحصلها الجماعة في مناطق سيطرتها. وهو ما أثار سخط الحوثيين الذين راحوا يتوعدون قادة وأنصار حزب المؤتمر بالاجتثاث، ووصفوهم بـ "الخلايا النائمة" و "الطابور الخامس" الذي يعمل لصالح لأعداء.
وكان أبو راس قد شن هجوماً لاذعاً ضد حكومة الحوثيين وقال "إن من حق الموظفين مطالبة حكومة الانقلاب بدفع الرواتب كونها سلطة أمر واقع"، مقترحاً على الميليشيات تسليم شيكات آجلة لكل موظف محروم من راتبه بوصف ذلك التزاماً من قبلها حال توافر الأموال، أن تصرف لهم مرتباتهم جميعها دون نقصان، وطالبهم "بالشفافية وتقديم شرح مفصل لليمنيين عن الموازنات والمبالغ المالية التي صرفت، وكيف تم صرفها".
كاشفاً خلال كلمة ألقاها أمام جموع من قادة وأعضاء ومناصري "المؤتمر" في صنعاء بمناسبة الذكرى الـ 41 لتأسيس الحزب، عن عجز حكومة الحوثيين توفير أبسط الخدمات للمواطنين الذي يعانون من صعوبة الحصول على لقمة العيش.
وبلغ الغضب الحوثي حد التهديد بتصفية القيادي المؤتمري أبو راس، حيث توالت التهديدات الحوثية وأبرزها ما صدر عن القيادي في الميليشيات، نصر الدين عامر، رئيس النسخة الحوثية من وكالة أنباء "سبأ"، الذي ألمح إلى "كسر جمجمته" في إشارة للطريقة ذاتها التي قتل بها الرئيس اليمني رئيس الحزب السابق علي عبدالله صالح، الذي ينعتونه بلقب "عفاش" في محاولة لازدرائه اجتماعياً، على يد مسلحي الميليشيات.