تهريب مواد متفجرة.. حماس تعمق من ازمات قطاع غزة
أعلن الاحتلال الاسرائيلي، الاثنين 4 أغسطس 2023، أنه علق كل صادرات البضائع من غزة بعدما أحبطت محاولة لتهريب متفجرات من القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن الجيش الذي يسيطر على المعابر بين إسرائيل والقطاع الفلسطيني عثر عند معبر كرم أبو سالم "على كيلوجرامات عدة من المتفجرات العالية الجودة مخبأة ضمن شحنة ملابس تحملها ثلاث شاحنات".
وأضاف البيان أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي وبموافقة وزير الدفاع يوآف غالانت أمر بوقف "الشحنات التجارية من غزة إلى إسرائيل للسماح بإجراء تعديلات أمنية في المعبر"، لافتا إلى أن "الشحنات ستستأنف بالتماشي مع التقييمات اللاحقة للوضع".
ويأتي هذا التطور وسط تصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة. وتصاعدت أعمال العنف بين الإسرائليين والفلسطينيين وأودت بحياة ما لا يقل عن 225 فلسطينيا حتى الآن هذا العام، وبعد ايام من لقاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير اللهيان والامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله بقيادات من حركتي حماس والجهاد الاسلامي في بيروت، والذي ناقش التصعيد في الضفة الغربية.
ودعا وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني خالد عسيلي، المجتمع الدولي إلى "الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإلغاء قرار العقاب الجماعي بمنع تسويق منتجات قطاع غزة في الضفة الغربية، بعد إغلاقها معبر كرم أبو سالم التجاري، المنفذ الوحيد للقطاع".
وبينما وصف القرار الإسرائيلي "بالجائر"، قال إنه "يضاف إلى سياسة العقاب الجماعي، التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007".
ويعد "كرم أبو سالم" المعبر التجاري شبه الوحيد لغزة، ويتم من خلاله إدخال مواد البناء والسلع والمحروقات والمواد الغذائية التي يحتاجها القطاع. ويتسبب إغلاقه في أزمة اقتصادية ومعيشية كبيرة لسكانه.
وتقول وزارة الزراعة في قطاع غزة إن تكلفة إغلاق المعبر اليوم هي تقريبا 1 مليون شيكل خسائر. يضاف إلى ذلك خسائر تتعلق بـ60 ألف فلسطيني يعملون في قطاعي الصيد والزراعة، الذين يتأثرون بقرار وقف تصدير البضائع إلى خارج القطاع أو تسويقها في أسواق الضفة الغربية المحتلة، على ما ذكر مراسل "العربي".
كما حذر مركز الميزان لحقوق الانسان، من تداعيات استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام حركة الصادرات من قطاع غزة، على الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وقال المركز في بيان إن الإغلاق إجراء آخر في سياق العقاب الجماعي المفروض على سكان القطاع . مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ، لافتا إلى أن القرار يلحق مزيدا من الضرر في البنية الاقتصادية المدمرة أصلا في القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة .
وأكد مركز الميزان لحقوق الانسان على أن القرار يسهم في تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، الذي سجلت فيه معدلات البطالة نحو (46%) في صفوف القوى العاملة خلال الربع الثاني من عام 2023.
وفي وقت سابق تحدث نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، يوم الجمعة 25 أغسطس 2023، عن جهوزية المقاومة للحرب الشاملة، و"إن المقاومة جاهزة للحرب الشاملة وإسرائيل ستمنى بهزيمة غير مسبوقة، مضيفا، نحن نتجهز للحرب الشاملة".
فيما قال الكاتب الفلسطيني ابراهيم ابراش غنه ما بين الفينة والأخرى يتردد الحديث عن حرب شاملة في الشرق الأوسط كما ورد في الأيام الأخيرة على لسان قادة فلسطينيين وإسرائيليين، فما المقصود بالحرب الشاملة؟ وهل الظروف ناضجة بالفعل لهكذا حرب أم أن الأمر مجرد بروباغندا لتحقيق أهداف داخلية عند الطرفين؟
وأضاف "ابراش" "وقبل الاستطراد نذكر بأن كل القيادات الفلسطينية وفي كل الفصائل كانت تقول بأن استمرار إسرائيل في سياستها العدوانية ستؤدي لتفجير المنطقة واندلاع حرب شاملة، قالوا ذلك عند ضم القدس وعند اقتحامات المسجد الأقصى وبعد كل جريمة ترتكبها عصابات الاحتلال ضد المواطنين سواء في القدس أو جنين أو نابلس ومع كل مشروع استيطاني وبعد كل اغتيال لقيادي فلسطيني الخ، ومع ذلك يستمر العدو في جرائمه ولم يحدث الانفجار والحرب بل بالعكس يزداد الإقليم خضوعا لإسرائيل وهذا ما لمسناه في موجات التطبيع الأخيرة".
وتابع الكاتب الفلسطيني قائلا " حركة حماس، فهي لا تمثل كل الشعب الفلسطيني ولا يحق للعاروري أن يتحدث عن استعداد لحرب شاملة نيابة عن الشعب وقد سبق وأن اتفقت فصائل المقاومة بأن قرار الحرب يجب أن يكون بالتوافق الوطني، كما أن حركة حماس التي وقعت هدنة مع الاحتلال للحفاظ على سلطتها في غزة، لا أعتقد أنها جادة في حديثها عن الاستعداد للحرب الشاملة وخصوصا أن أهالي غزة جربوا الحروب ونتائجها الكارثية ويعرفون جيدا (انتصارات) المقاومة في هذه الحروب".