مكب النفايات في جحر الديك.. كارثة بيئة تهدد غزة وسط تقاعس حماس
السبت 09/سبتمبر/2023 - 01:30 م
طباعة
علي رجب
يواجه قطاع غزة كارثة بيئة تهدد حياة اكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، وسط تقاعس حركة حماس التي تسيطر على غزة منذ انقلاب 2007، في إهمال البنية التحتية رغم المحفظة المالية التي تتخطها 500 مليون دولار في استثمارات خارجية بعدة دول..
وحذرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان من التداعيات البيئية والصحية الخطيرة الناجمة عن حريق مكب النفايات في جحر الديك شرق مدينة غزة، الأمر الذي ينتهك حقوق المواطنين في بيئة سليمة ومستدامة، وحقوقهم في الصحة والحياة.
أكد المدير بقسم العلاقات العامة في بلدية غزة، حسني مهنا، اليوم السبت 9 سبتمبر2023، أن الحريق الذي اندلع في مكب نفايات منطقة "جحر الديك" تم السيطرة عليه، وتم تطويق مساحات كبيرة من الحريق ولم يتبقى إلا القليل من المساحة المشتعلة، مشيرا إلى أن عملية ردم المساحات المشتعلة في المكان انتهت بالكامل.
وأضاف مهنا في تصريحات لوسائل اعلام فلسطيينة: "إن السيطرة على "الأجزاء الصغيرة" التي لا زالت تنبعث منها الروائح الكريهة في مدينة غزة تحتاج لبعض الوقت؛ للانحدار الشديد لجوانب "المكب"، وكون أن الحريق اكتسح مساحة 50 دونما من مساحة مكب النفايات الإجمالية والتي تقدر بـ220 دونما".
ونشب حريق في الجهة الشمالية من مكب النفايات في منطقة جحر الديك شرق مدينة غزة منذ عصر يوم الجمعة 1 سبتمبر الجاري، ووفقا لبيان صادر عن بلدية غزة "إن ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح في ساعات الليل والفجر أدى لاتساع رقعة الحريق لتشمل أجزاء واسعة من المكب.
وقد أعلنت البلدية حالة الطوارئ في مكب النفايات واستمرار الجهود لإطفاء الحريق ومنع تمدده، مشيرة إلى أنه قد تضطر لوقف وصول النفايات للمكب في حالة استمرار الحريق واتساعه.
وتشير بيانات سلطة جودة البيئة في قطاع غزة إلى أن مكب قرية حجر الديك مخصص لنفايات نصف سكان قطاع غزة تقريبا، ويستقبل يوميا 1200 طن من النفايات، وتبلغ مساحته 220 دونما تقريبا، وفي حالة استمرار الحريق قد يتم وقف وصول النفايات للمكب مما قد يتسبب بكارثة صحية وبيئة في المناطق والمدن التي يخدمها المكب.
وتجدر الإشارة انها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها حريق في المكب، فالحرائق تحدث في المكب بشكل متكرر وان النيران المشتعلة في النفايات تفرز غازات خطيرة، مثل أكاسيد النيتروجين وثاني أوكسيد الكربون وأول أوكسيد الكربون والديكسون، وجميعها تؤثر على صحة السكان، لا سيما من يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو، فضلا عن الأمراض البيئية الأخرى، والخطر على سلامة التربة وجودة الهواء".
وحذرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان من مخاطر مواصلة ممارسة حرق النفايات، مؤكده على أن كل من يقدم على ذلك فإنه يزيد من الآثار السلبية للنفايات الصلبة على الصحة العامة وعلى مكونات البيئة، وتؤكد على موقفها القاضي بحماية منظومة حقوق الإنسان والتي من ضمنها الحقوق البيئية والصحية للمواطن، والمكفولة بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني،
وشددت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان من أن الوضع البيئي والصحي السيئ الذي يعاني منه سكان قطاع غزة، وانتشار ظاهرة حرق النفايات الصلبة، ينذر بالتسبب بتردي الأوضاع الصحية والبيئية، ما يضاف لسلسلة الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
وطالت مؤسسة الضمير بلدية غزة والجهات المختصة بتحمل مسئولياتها وبذل كافة الجهود في إطفاء الحريق والتدخل الفوري في منع نشوب أي حريق مستقبلا والتحقيق في حوادث الحرائق المتكررة للمكب لمنع وقوع كارثة بيئية وصحية.
كما طالبت المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الدولية والإنسانية المعنية بالتدخل العاجل وتقديم المساعدة العاجلة الطارئة للبلدية والدفاع المدني بالمعدات الحديثة القادرة على اخماد مثل هذه الحرائق.