تصاعد خطاب الحرب.. هل إيران أمام عمل عسكري أمريكي إسرائيلي؟
الأحد 22/أكتوبر/2023 - 07:28 م
طباعة
علي رجب
تصاعد خطاب التهديد والحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من جانب وإيران وأذرعها المسلحة من جانب اخر، على خليفة استعدادات الجيش الإسرائيلي لعملية برية في قطاع غزة، ردا على هجوم حركة حماس يوم 7 اكتوبر.
أثار إرسال الولايات المتحدة الأمريكية حاملة طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، تساؤلات حول الأهداف التي ترمي إليها واشنطن، خاصة في ظل تفوق الجيش الإسرائيلي نظريا على الفصائل الفلسطينية بغزة من حيث العدد والسلاح.
ووصلت حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" إلى المنطقة في 10 أكتوبر الجاري، بعد أربعة أيام فقط من اندلاع عملية "طوفان الأقصى".
كما أرسلت بريطانيا قطعتين بحريتين إلى المنطقة، في أشبه بتحالف ثلاث جيوش كبرى لمواجهة حركة فلسطينية محاصرة في أكبر تجمع سكاني مكتظ في العالم.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطاب ألقاه أمام الشعب الأميركي في 19 أكتوبر، قائلا: إيران من أن بلاده ستحملها “المسؤولية” عن تقديم الدعم العسكري لروسيا وحركة حماس الفلسطينية.
وفي وقت سابق، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع على قرار يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ويدين "دعم إيران للإرهاب العالمي، بما في ذلك دعمها للجماعات الإرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني".
في غضون ذلك، قال مسؤول دفاعي أمريكي، الجمعة، إن إطلاق الصواريخ على أهداف أمريكية في بغداد يتوافق مع تصرفات الميليشيات الموالية لإيران في العراق.
كما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من أنها لن تتردد في التحرك عسكريا ضد أي منظمة أو بلد يسعى إلى توسيع النزاع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحركة حماس، في إشارة ضمنية إلى إيران.
أيضا حذر نير بركات، وزير الاقتصاد الإسرائيلي، في مقابلة حصرية مع صحيفة ميل أون صنداي، أن المسؤولين في إيران سوف “يمحون من على وجه الأرض” إذا هاجم حزب الله، وكيلهم الإرهابي في #لبنان، إسرائيل.
وفي تهديد مباشر، حذر بركات من أن إسرائيل لن “تقضي على حزب الله” فحسب، إذا فتحت الجماعة الإرهابية “جبهة شمالية”، ولكننا “سنستهدف إيران بالفعل”.
وأضاف: “لدى إسرائيل رسالة واضحة للغاية لأعدائنا. ونحن نقول لهم، انظروا إلى ما يحدث في غزة – سوف تحصلون على نفس المعاملة إذا هاجمتمونا. سوف نقوم بمسحك من على وجه الأرض.
وأضاف وزير الاقتصاد الإسرائيلي أن لبنان وحزب الله سيدفعان ثمنا باهظا مثل ما ستدفعه حماس. ولكن هذا ليس كافيا، لافتا إلى: “الرسالة الواضحة للغاية هي أننا سنلاحق رؤساء إيران أيضا. متى سنفعل ذلك؟ عندما نقرر”.
وتابع بركات قائلا “لدى إسرائيل رسالة واضحة للغاية لأعدائنا. ونحن نقول لهم، انظروا إلى ما يحدث في غزة – سوف تحصلون على نفس المعاملة إذا هاجمتمونا. سوف نقوم بمسحك من على وجه الأرض.
كما وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدا حاسما لحزب الله.
وأكد خلال جولة على حدود لبنان، أن حزب الله سيواجه حربا أقوى من تلك التي اندلعت في 2006 في حال قرر التصعيد.
كما أضاف في تصريحات بثها مكتبه، اليوم الأحد، أنه حتى الآن لا يمكن لإسرائيل تأكيد أن حزب الله قرر دخول الحرب أم لا.
المواقف الإيرانية تلخصت اليوم على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان، الذي لوح بكل الاحتمالات ردا على ما يتعرض له قطاع غزة من قصف إسرائيلي عنيف منذ أسبوعين، رغم تأكيد مسؤولين إيرانيين في وقت سابق عدم سعي طهران إلى التصعيد وتوسيع الحرب.
حذر وزير الخارجية الإيراني، خلال زيارة إلى لبنان لبحث الصراع بين حماس وإسرائيل، من أن استمرار الجرائم ضد الفلسطينيين سيلقى ردا من حلفاء طهران في المنطقة.
وقال أمير عبد اللهيان لدى وصوله إلى العاصمة اللبنانية في اليوم السابق: "تساءل بعض المسؤولين الغربيين حول وجود نية لفتح جبهة جديدة ضد الكيان الصهيوني. بالطبع في ظل استمرار هذه الظروف التي تعتبر جرائم حرب."
وأضاف:"سيحظى استمرار جرائم الحرب ضد فلسطين وغزة بالرد من بقية دول المحور، ومن الطبيعي أن يتحمل الكيان الصهيوني وداعميه تبعات ذلك".
لكن في حين أن إيران تضع نفسها علنا على أنها في تهديد اسرائيل بحرب اقليمية عبر محور المقامة، فإن "فيلق القدس يتجنب الإدارة الجزئية ويوفر لوكلاءها بعض المساحة للمناورة"، كما قال علي الفونه، زميل أول في مركز بحوث دول الخليج العربي
لكن على الرغم من دعم إيران طويل الأمد لحماس لم تتمكن إسرائيل والغرب من ربط الهجوم مباشرة بإيران.
من جانبه حذر السيناتور الأمريكي، ليندسي جراهام، إيران من تصعيد الصراع بين إسرائيل وحماس، موضحا أنه سيقدم قرارا في مجلس الشيوخ للسماح لـ أمريكا باتخاذ إجراء عسكري.
وحسب شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، قال جراهام: “هذه رسالتي: إذا شن حزب الله، الوكيل لإيران، هجوما واسع النطاق على إسرائيل، فسأعتبر ذلك تهديدا وجوديا لـ إسرائيل”.
وقال جراهام إنه سيقدم قرارا في مجلس الشيوخ للسماح للولايات المتحدة باتخاذ إجراء عسكري بالتعاون مع إسرائيل بشأن إيران”.
وأضاف في رسالة تحذير صريحة لـ طهران: “إيران.. إذا صعدت هذه الحرب، فنحن قادمون إليك”.