"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الاتحاد: نجاة رئيس أركان الجيش اليمني من محاولة اغتيال
وأفادت وسائل إعلام يمنية، بانفجار سيارة مفخخة اعترضت موكب الفريق بن عزيز، ظهر أمس في مأرب، ما أدى إلى سقوط ثلاثة مصابين من المرافقين.
وسبقت الجريمة الإرهابية، حملة تحريض واسعة ولا تزال مستمرة على وسائل إعلام جماعة الحوثي تستهدف الفريق بن عزيز عقب زيارة للولايات المتحدة ولقائه مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية.
وفي سياق آخر، كشف تقرير أممي حديث عن سقوط أكثر من 500 ضحية بين قتيل ومصاب، وتضرر أكثر من 18 ألف أسرة، نتيجة إعصار «تيج» الذي ضرب محافظات سقطرى والمهرة وحضرموت، جنوب اليمن مؤخراً.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، في تقرير له، أنه «تم الإبلاغ عن 510 ضحايا لإعصار تيج، منها 6 حالات وفاة و473 إصابة في المهرة، و31 إصابة في سقطرى، تم علاجها في المرافق الصحية، بحسب غرفة عمليات الطوارئ بمكتب الصحة بالمحافظة وجمعية الهلال الأحمر اليمني».
وبحسب التقرير، فإن «التقديرات تشير إلى تضرر 18659 أسرة، خاصة في المهرة، تليها محافظتا حضرموت وسقطرى، كما تضررت، بشكل كبير، منازل المدنيين والبنية التحتية العامة، ومرافق الرعاية الصحية وشبكات المياه».
وقال التقرير: «في محافظة المهرة تضررت نحو 16119 أسرة في 8 مديريات، فيما تضررت 2040 أسرة في مديرية الريدة وقصير بحضرموت، بينما في جزيرة سقطرى تضررت 500 أسرة».
وأضاف التقرير، أن «آلاف العائلات النازحة التي كانت تقيم مؤقتاً في المخيمات الجماعية انتقلت إلى الفنادق أو تقيم مع أقاربها أو عادت إلى منازلها التي تضررت جزئياً، ومع ذلك، تعرضت مواقع النازحين الموجودة مسبقاً لأضرار بالغة، بما في ذلك 10 مواقع في المهرة، وموقعان في حضرموت، ومنازل مستأجرة لـ32 نازحاً من محافظة أبين المجاورة، ما أثر على أكثر من 400 أسرة».
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية حاجته إلى تمويل إضافي لمواجهة الاحتياجات المتزايدة للأسر المتضررة جراء إعصار «تيج»، وقال: «يواصل شركاء آلية الاستجابة السريعة تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها للأسر المتضررة، ومع ذلك، هناك حاجة ماسة إلى تمويل إضافي لمعالجة فجوات الاستجابة القائمة».
وفي سياق آخر، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أمس، نزوح نحو 56 ألف شخص في اليمن منذ مطلع العام الجاري.
وذكرت المنظمة الأممية، في بيان صحفي، أن «وحدة تتبع النزوح تابعة لها رصدت نزوح 9273 أسرة في اليمن منذ بداية يناير الماضي وحتى الرابع من نوفمبر الجاري.
وأضافت المنظمة، أن «هذه الأسر النازحة يبلغ عدد أفرادها 55 ألفاً و638 شخصاً نزحوا مرة واحدة على الأقل».
وأوضحت أن أكثر المحافظات التي شهدت حالات النزوح، هي الحديدة، وتعز ومأرب والضالع وعمران.
البيان: تصعيد حوثي يحصد أرواح 13 جندياً يمنياً
في وقت كان اليمنيون ينتظرون إعلان تجديد وتمديد اتفاق الهدنة، ودخول عملية السلام، شنّ الحوثيون هجوماً مفاجئاً على مواقع القوات الحكومية غربي مأرب وتعز، وجنوبي الحديدة، حيث قتل ما لا يقل عن 13 جندياً، وجرح آخرون.
ووفق مصادر عسكرية، فإن المسلحين الحوثيين شنوا هجوماً مباغتاً على مواقع الجيش في جبهة رغوان غرب مدينة مأرب، ما أدى إلى مقتل 13 جندياً، أعقب ذلك مواجهات عنيفة بين الجانبين في هذه الجبهة التي شهدت هدوءاً متقطعاً منذ إبرام اتفاق الهدنة برعاية الأمم المتحدة في أبريل 2022.
ووفق المصادر ذاتها، فإن الحوثيين دفعوا أخيراً بتعزيزات إضافية من المسلحين إلى قرب خطوط التماس في محافظات مأرب، وتعز، والحديدة، بالتزامن واستئناف المبعوث الأممي الخاص باليمن، هانس غروندبورغ، تحركاته في المنطفة بغية الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق جديد للهدنة واتفاق اقتصادي وآخر سياسي.
وفي جنوب محافظة الحديدة، أخمدت القوات المشتركة في الساحل الغربي نيران مدفعية الحوثيين التي كانت تستهدف التجمعات السكانية ومواقع تلك القوات في مناطق التماس، كما استهدفت مدفعية الجيش في مدينة تعز تعزيزات للحوثيين غرب المدينة ومنعتها من استحداث خنادق وتحصينات في الجبهة الشمالية الشرقية للمدينة، كما أحبطت محاولة تسلل في اتجاه مواقعها في جبل هان.
وتصدت قوات الجيش أيضاً لتحركات معادية للحوثيين في جبهتي مقبنة، والكدحة، بالريف الغربي لمحافظة تعز، وردت على مصادر نيرانهم في مناطق الصفا، وكلابة، شمال شرق المدينة.
الشرق الأوسط: إخضاع مسؤولين أمنيين في صنعاء لبرامج تعبئة طائفية
وتحدثت المصادر عن إجبار الحوثيين نحو 35 مسؤولاً أمنياً من مديري ونواب مراكز وأقسام شرطة وإدارات وأقسام التحريات والمباحث الجنائية، على حضور دورات التعبئة، وهم ممن تشك الجماعة في ولائهم المطلق لزعيمها.
وتركزت مضامين الدورات على إخضاع المسؤولين الأمنيين للاستماع إلى خطب ومحاضرات وبرامج تعبوية، يلقيها معممون ينتمون إلى السلالة الحوثية، إضافة إلى تقديم دروس مستنبطة من مناهج إيرانية.
وإلى جانب الاستهداف بالتطييف، حرض المعممون الحوثيون المشاركين في تلك الدورات على اتخاذ كل ما يلزم من الوسائل والأدوات، من بينها القمع والإذلال والترهيب والملاحقة والاعتقال، ضد الأصوات المتزايدة المناوئة للجماعة والرافضة لفكرها الطائفي.
ونقل مصدر مطلع على ما يدور في دائرة حكم الجماعة في صنعاء، عن قيادات حوثية تدير قطاع الأمن في صنعاء، زعمها أن هذه البرامج والدروس عبارة عن دورات «فكرية وتوعوية» تستهدف رؤساء ونواب مديري الإدارات والمناطق والأقسام الأمنية في العاصمة صنعاء.
وأفصح المصدر عن اقتياد الجماعة عشرات الضباط في قطاع الأمن العام، وخصوصاً ممن لديها شكوك مسبقة في عدم ولائهم لزعيمها عبد الملك الحوثي، إلى مراكزها السرية؛ حيث يقع أحدها في مقر مدرسة الشرطة العسكرية وسط صنعاء، ويعد مركزاً معتمداً من قبل الجماعة، لإقامة سلسلة دورات من هذا النوع.
ويعد سلوك الجماعة امتداداً لدورات سابقة، أجبرت فيها مسؤولي وموظفي المؤسسات الحكومية ومواطنين في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها، على المشاركة قسراً في برامج «التطييف».
تكريس الولاء
واشتكى ضباط أمن في صنعاء، شاركوا في البرنامج الحوثي، لـ«الشرق الأوسط»، من إلزام الجماعة لهم بحضور دورات ليست لها علاقة بالهموم والمشكلات المتعلقة بقطاع الأمن وما تعانيه صنعاء وبقية المناطق من انفلات أمني غير مسبوق، يرافقه تصاعد متكرر ومخيف في منسوب الجرائم بمختلف أشكالها.
وأكد أحد الضباط في صنعاء أن الجماعة تركز اهتمامها على الجانب الطائفي والتحريضي أكثر من الجانب الأمني، وما يعانيه من اختلالات كانت نتاج انقلابها وفرض بسطتها بقوة السلاح على مؤسسات الدولة.
وأوضح أن الدورة الحوثية التي استهدفتهم أخيراً كانت لغرض الشحن الطائفي، والتحريض على استخدام وسائل العنف والتعسف والقمع ضد المشاركين في أي تظاهرات تعارض سياسات وفساد الجماعة، وفي مقدمهم الموظفون العموميون المطالبون بالرواتب.
وأبدى أحمد -وهو اسم مستعار لضابط أمن حضر الدورة الحوثية- استياءه مما وصفه بـ«ممارسات الكذب والخداع» وادعاء الجماعة أن الدورة ليس لها علاقة بالطائفية والتحريض على العنف والقتل.
وأفاد بأنه توقع لحظة استدعائه للمشاركة فيما يسمى برنامج «أمني توعوي» أن يتلقى التدريب على أمور من شأنها خدمة المجتمع في مجال الأمن، وغيره؛ لكنه تفاجأ مع كثير من زملائه بأن البرنامج خُصص للاستماع إلى محاضرات وخطب زعيم ومؤسس الجماعة، تحرض على العنف والاقتتال وزرع الفتنة والطائفية.
وجاء هذا التوجه الانقلابي متزامناً مع دعوات حوثية أخرى لوجهاء القبائل ومسؤولي الأحياء في صنعاء وضواحيها، للبدء في إطلاق دورات تعبوية وأعمال تحشيد المقاتلين تحت لافتة «نصرة فلسطين».
كما تأتي تلك التحركات في وقت لا تزال تعاني فيه معظم مناطق سيطرة الجماعة من حالة تدهور اقتصادي ومعيشي حاد، إلى جانب الارتفاع المخيف وغير المعهود لمنسوب الجرائم والانتهاكات، أغلبها ضد المدنيين. ويقف خلف ارتكاب كثير منها عصابات على ارتباط بقيادات حوثية.
وكانت الجماعة الحوثية قد أقرّت حديثاً بتسجيل مناطق سيطرتها أكثر من 3258 جريمة وانتهاكاً خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، شمل بعضها القتل والإصابة والنهب والسرقات والاعتداء والسطو على الممتلكات، وجرائم أخرى.
غروندبرغ يبحث في إيران السلام اليمني
وأفاد بيان من مكتب المبعوث غروندبرغ، الاثنين، بأنه زار طهران والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وعدداً من كبار المسؤولين الإيرانيين؛ حيث تبادلوا الآراء حول أهمية إحراز تقدم للتوصل إلى اتفاق حول تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد بشكل مستدام، واستئناف عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة. وشدد المبعوث الأممي، وفق البيان، على الدور المهم للمجتمعَين الإقليمي والدولي في تقديم الدعم المستدام لجهود تحقيق سلام دائم يلبي تطلعات نطاق واسع من أصحاب المصلحة اليمنيين.
إلى ذلك، ذكر الإعلام الرسمي أن قوات الجيش اليمني بمحور محافظة تعز أحبطت، مساء الأحد، تحركات عسكرية للجماعة الحوثية على جبهتين غرب المحافظة. وأوضح أن قوات الجيش قصفت بقذائف المدفعية مواقع للميليشيا عقب قصف الأخيرة مواقع في الصفا وكلابة شرق مدينة تعز، وموقع الصياحي في منطقة الضباب غرب المدينة.
العين الإخبارية: الإمارات تضيء اليمن.. وصول شحنة وقود «طارئة» إلى عدن
وقال مصدر حكومي يمني لـ"العين الإخبارية"، إن سفينة وقود مقدمة من دولة الإمارات تستعد للدخول إلى ميناء الزيت في عدن، وذلك ضمن دعم عاجل مخصص لمحطات توليد الكهرباء في العاصمة المؤقتة.
وتأتي شحنة الوقود الطارئة (ديزل) والمقدرة بنحو 41 ألفا و900 طن استجابة للأزمة التي تضرب عدن إثر انقطاع الكهرباء المتكرر.
ومن المتوقع أن تصل سفينة أخرى تحمل مادة "المازوت" إلى ميناء الزيت في عدن ومخصصة لمحطات الكهرباء التي تشهد أزمة خانقة منذ أيام.
ما قاله المصدر أكده رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي خلال لقاء له مع وفد إماراتي برئاسة السفير الإماراتي محمد الزعابي، مشيرا إلى وصول شحنة وقود طارئة إلى ميناء عدن.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن اللقاء تطرق "إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، والشعبين الشقيقين، والآفاق الواعدة لتعزيزها في مختلف المجالات".
كما تطرق إلى "مستجدات الوضع اليمني، وبرامج الدعم الإماراتية الجاري تنفيذها، والمرتقبة في المجالات الأمنية، والإنسانية، والكهرباء والطاقة المتجددة، بما ذلك شحنة الوقود الطارئة التي تصل دفعتها الأولى اليوم الثلاثاء إلى ميناء عدن".
وأشاد العليمي بـ"العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، وبدور دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن تحالف دعم الشرعية، وتدخلاتها الإنمائية والإنسانية السخية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، والاستقرار، والتنمية والسلام".
في وقت سابق، أعلنت الحكومة اليمنية تأمين استقرار خدمات الكهرباء حتى يناير/ كانون الثاني المقبل، مشيرة إلى أن كميات الوقود ستصل تباعا وبما يضمن تجاوز صعوبات عدم انتظام الكميات خلال الأسبوعين الماضيين.
وكانت المؤسسة اليمنية للكهرباء في عدن أطلقت مؤخرا دعوات مناشدة للمجلس الرئاسي بتوفير وقود محطات التوليد التي بدأت فعلياً بالتوقف تدريجياً جراء نفاد الوقود والذي انعكس سلباً على كافة القطاعات الخدمية بالعاصمة عدن وأدخلها لأيام في ظلام دامس.
ويأتي وصول الشحنة الإماراتية في إطار الدعم المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة للشعب اليمني، في مختلف المجالات، خاصة قطاع الكهرباء.
وعلى مدى السنوات والأشهر الماضية زودت دولة الإمارات كهرباء عدن بشحنات وقود عديدة كان آخرها في مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي بكمية بلغت 41 ألف طن ديزل و29 ألف طن مازوت.
يشار إلى أن دولة الإمارات وضعت الحلول الاستراتيجية المستدامة في قطاع الكهرباء باليمن وذلك بعد سنوات من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وعرقلته جهود التنمية في البلاد.
وحضرت دولة الإمارات في العاصمة المؤقتة عدن وشبوة جنوبا إلى حضرموت شرقا والمخا في تعز غربا، في تدخلاتها الحاسمة وبمشاريع حيوية في مجال الطاقة المتجددة لتعمل في تشيد محطات كهرباء بالطاقة الشمسية متوقع أن تدخل في الشهور المقبلة مما يوفر لليمن قرابة 100 مليون دولار شهريا كانت تستهلكها الكهرباء في عدن فقط.
وقال مصدر حكومي يمني لـ"العين الإخبارية"، إن سفينة وقود مقدمة من دولة الإمارات وصلت إلى ميناء الزيت في عدن وذلك ضمن دعم عاجل مخصص لمحطات توليد الكهرباء في العاصمة المؤقتة.
وقال متحدث مؤسسة الكهرباء العامة في عدن نوار أبكر لـ"العين الإخبارية"، إن حجم الشحنة الإماراتية يبلغ 40 ألف طن ديزل فيما تصل خلال أسبوعين شحنة مازوت تقدر بقرابة 30 ألف طن.
وأوضح المسؤول اليمني أن الشحنة الإماراتية مخصصة لكافة محطات الكهرباء في المحافظات الجنوبية المحررة وهي تكفي لقرابة شهر لتشغيل المحطات بعد توقفها.
وأشار إلى أن أهمية هذه الشحنة الإماراتية تكمن في الإسهام بتحقيق استقرار للخدمة من خلال تشغيل كافة محطات توليد الكهرباء التي توقفت معظمها عن الخدمة جراء نفاد الوقود.
ولفت إلى أن شحنة الوقود المقدمة من دولة الإمارات ستعمل "على تشغيل المحطات وخفض ساعات الانطفاء بالمقابل رفع ساعات التشغيل" وبالتالي تخفيف معاناة المدنيين من لهيب الحر.
الحوثي والإخوان.. حلف «انتهازي» على «أنقاض غزة»
وغالبا ما يستغل الحوثيون المستجدات المحلية والإقليمية لإصدار مثل هذه الدعوات التي تكشف مدى التقارب بين الجماعتين، بحسب مراقبين يمنيين.
آخر تلك الدعوات ما خرج به القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي من دعوة لحزب الإصلاح (فرع تنظيم الإخوان في اليمن) إلى الانضمام للمليشيات فيما وصفه بـ"محور المقاومة"، لمواجهة ما يجري في غزة الفلسطينية، بحسب زعمه.
ودعا البخيتي قادة وأفراد إخوان اليمن إلى "فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي وتوحيد الصف على امتداد العالم الإسلامي لمواجهة العدوان الغربي بقيادة أمريكا على فلسطين"، مؤكدا أن قادة وقواعد المليشيات جاهزون لذلك، بحسب قوله.
وتأتي دعوة البخيتي الذي كان قياديا سابقاً في تنظيم الإخوان بعد أسابيع فقط من لقاء علني عقده القيادي الحوثي علي القحوم بقيادات تنظيم الإخوان منصور الزنداني وفتحي العزب في صنعاء وذلك منتصف الشهر الماضي.
آنذاك، قال القيادي الحوثي القحوم إن اللقاء مع الإخوان استهدف "بناء العلاقات" و"التنسيق المستمر" لتعزيز ما سماه بـ"الجبهة الداخلية" و"الشراكة"، حفاظا على "الاستقلال والوحدة".
غير أن مراقبين يمنيين علقوا على هذه الدعوة الحوثية واعتبروها «بالون اختبار»، وأن المليشيات تسعى لتوحيد البندقية الداخلية في وجه المتغيرات الإقليمية التي قد تحدث بعد هجوم الحوثي على إسرائيل، وفق ما أدلوا به من أحاديث لـ«العين الإخبارية».
تخادم متواصل
الصحفي اليمني نزار الخالد، رئيس تحرير صحيفة المنتصف، ورئيس اتحاد الإعلاميين الأفروآسيوي قال إن «الدعوة الحوثية تؤكد حجم التخادم بين الحوثيين وإخوان اليمن، وهو تخادم ليس وليد اللحظة، ولكن كثيراً من العمليات العسكرية القتالية في اليمن دلت عليه خلال السنوات الماضية».
وأكد لـ«العين الإخبارية» أن «هذا التخادم كبير وعميق، وكشفت عنه جبهات القتال في محافظات تعز والجوف والبيضاء، حين شاهدنا التوافق على عدم التقدم العسكري أو تحريك الجبهات، في إطار اتفاقيات معروفة بينهما تتم من تحت الطاولة».
ويضيف الخالد أن من علامات هذا التخادم ما يحصل في محافظة أبين من معارك بين الجماعات المتطرفة المرتبطة بالإخوان، والتي يتم تمويلها وتدريبها في محافظة البيضاء المجاورة على يد الحوثيين.
بالون سياسي
ويرى الإعلامي اليمني أن دعوة محمد البخيتي ”بالون سياسي”، يريد الحوثي من خلالها إرسال رسائل للأحزاب الأخرى، وليس إلى حزب الإصلاح الإخواني فقط، لأن العلاقة بين الاخوان والحوثي مفضوحة، وشاهدنا قبل أسابيع، وقبل دعوة البخيتي، قيادات إخوانية يلتقطون الصور في صنعاء مع قيادات حوثية.
الخالد يعتقد أن الحوثيين يسعون لاستباق تصنيفهم كجماعة إرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي، بطلب بعض الدول العربية؛ نتيجة استهدافهم السعودية ودول أخرى في الإقليم، فقاموا بهذه الخطوة في محاولة عبثية لاستقطاب الأحزاب السياسية اليمنية إلى صفهم.
كما أن هذه الدعوة تأتي انطلاقا من استغلال الحوثيين للحرب الدائرة في غزة؛ لاستعطاف اليمنيين، خاصة بعد الاحتقانات والاحتجاجات ضد المليشيات، بسبب عدم تسليم الرواتب وفرض الجبايات المالية، بحسب نزار الخالد.
ولفت إلى أنه يرجح عدم التفات إخوان اليمن لدعوة الحوثيين، أو الموافقة على الالتفاف معهم في هذا الوقت تحديدا؛ مشيرا إلى أن الإخوان أذكى من يتماهوا مع "مغامرات الحوثيين" في تهديد الدول العربية، وهو ما قد يؤثر على موقف الإخوان وعلاقاتهم بتلك الدول.
ولخص الخالد رؤيته لعدم استجابة إخوان اليمن لدعوات الحوثي -حتى، وإن كان بينهما تخادم مفضوح- في أن «الإخوان منتظمون كحزب سياسي له ارتباطاته والتزاماته المحلية والإقليمية، بينما الحوثيين مجرد مليشيات منفلتة لا تخضع لأية ضوابط».
الحوثي يستشعر خطر اجتثاثه
من جهته، أكد رئيس صحيفة الثوري للحزب الاشتراكي اليمني سابقا خالد سلمان رسالة محمد البخيتي لتنظيم الإخوان تستهدف "تعزيز التلاحم بينهما وتوحيد المواقف وتجميد الصراعات استعداداً للمخاطر المقبلة".
وبحسب سلمان فإن "الحوثي بات على يقين أن هناك قادم يستهدفه، وأنه بحاجة لوحدة بندقية، في مواجهة محطات الحرب المقبلة وأكثرها حسماً وقصفاً واجتثاثاً لسطوة الحوثي".
وأكد أنه "دون أدنى شك فإن هناك الكثير من التخادم وتنسيق المواقف، وهناك أيضاً حوارات معلنة وأخرى خلف جدار من السرية بين الإخوان والحوثي، ومع ذلك فإن رسالة البخيتي تعبر عن رغبة في مزيد من التقارب، وشراء ما تبقى من بنادق داخلية، تحت حجة أن اليمن المختزل بجماعته، مستهدف ضمن مخطط دولي يبدأ بفلسطين وينتهي بصنعاء".
وأشار إلى أن الإخوان بانتهازيتهم وقدرتهم الفائقة على قراءة اتجاهات ومسارات الأحداث، يدركون أن الحوثي قد استنفد مبررات وجوده حاكماً انقلابياً، وأن قراراً دولياً قد اُتخذ بتصفيته، وعليه فإن تنظيم الإخوان تاريخياً لا يراهن على الجبهة الخاسرة، بخوض حرب نتائجها محسومة سلفاً".
ولفت إلى أن "براغماتية الإخوان وحسابات مصالحهم، لن تقودهم إلى الانتحار مع الحوثي، وهو في أشد حالاته اضطراباً وضعفاًً أياً كان وحدة الخطاب العاطفي بشأن فلسطين كما أن ذلك ليس لحسابات وطنية بل لمراكمة المكاسب".