أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ميليشيات إيران في سوريا تعيد تموضعها في دير الزور والبادية السورية، في أعقاب سلسلة من الاستهدافات الجوية التي طالت مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا.
وبحسب المرصد السوري، الأربعاء، فإن الميليشيات الإيرانية عمدت خلال الساعات الفائتة إلى إجراء عمليات إعادة تموضع جديدة في مناطق نفوذها بمحافظة دير الزور عند الضفاف الغربية لنهر الفرات.
وقامت الميليشيات الإيرانية  بتغيير مواقع ومقرات في محيط الميادين وأطراف البوكمال بالإضافة لمدينة دير الزور، ونقلت أسلحة وذخائر لأماكن أكثر تحصيناً وفقاً لأوامر من قيادة الميليشيات تحسباً لضربات جديدة من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما بعد الضربات الأخيرة التي تعرضت لها قبل أيام قليلة.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب سلسلة من الاستهدافات الجوية التي طالت مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا، بما في ذلك استهداف مدينة البوكمال في فبراير الماضي.
ففي 12 نوفمبر 2023، قتل 8 من الميليشيات الموالية لإيران بينهم واحد على الأقل من الجنسية السورية، بالإضافة لعراقيين، جراء الغارات الجوية الأمريكية على دير الزور حيث طالت الغارات الأمريكية مستودعات أسلحة وذخائر ومنصة إطلاق صواريخ في كل من حسرات بريف البوكمال، ومزارع الحيدرية بالقرب من مدينة الميادين، حيث ضربت 4 انفجارات على الأقل البوكمال وانفجار عنيف الميادين سمع صداه إلى البوكمال على خلفية القصف الأمريكي.
وفي التاسع من نوفمبر، قتل 9 أشخاص بينهم 3 سوريين على الأقل من العاملين مع الإيرانيين، جراء غارات جوية نفذها الطيران الحربي الأمريكي على مقرات عسكرية ومستودع أسلحة في شارع بور سعيد جانب الفرن الآلي بمدينة دير الزور، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالة خطرة.

ويرى مراقبون أن إعادة تموضع الميليشيات الإيرانية في سوريا تهدف إلى تعزيز دفاعاتها ضد الاستهدافات الجوية، وإلى ترسيخ وجودها في مناطق استراتيجية في البلاد.
وتعد محافظة دير الزور من أهم مناطق تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا، حيث تسيطر على مساحات واسعة من المحافظة، بما في ذلك مدينة البوكمال، التي تعتبر من أهم القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا.
وكانت الميليشيات الإيرانية قد توسعت بشكل كبير في سوريا خلال السنوات الماضية، حيث تلعب دوراً مؤثراً في دعم نظام بشار الأسد، وتعمل على تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة.