"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

السبت 16/ديسمبر/2023 - 10:33 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 16 ديسمبر 2023.

الاتحاد: هجوم «حوثي» بالصواريخ على سفينتين بالبحر الأحمر

أعلن مسؤول دفاعي أميركي، أن هجمات من مناطق باليمن يسيطر عليها الحوثيون أصابت سفينتين ترفعان علم ليبيريا في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر أمس، مما يسلط الضوء على التهديد الذي تتعرض له السفن في ممرات ملاحية تستهدفها جماعة الحوثي.
وقال المسؤول إن مقذوفاً يعتقد أنه طائرة مسيرة أصاب إحدى السفينتين، وهي «الجسرة» المملوكة لشركة ألمانية، مما أدى إلى نشوب حريق دون وقوع إصابات، مضيفاً أن صاروخين باليستيين أطلقا في الهجوم الثاني، أصاب أحدهما سفينة، مما أدى إلى نشوب حريق يعمل الطاقم على إخماده.
وأضاف أن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية في طريقها لمساعدة السفينة، دون أن يذكر اسم السفينة.
وقال متحدث باسم شركة «هاباج لويد» التي تمتلك السفينة الجسرة، إن السفينة تعرضت للهجوم وهي مبحرة قرب الساحل اليمني، مضيفاً أن «هاباج لويد ستتخذ إجراءات إضافية لتأمين سلامة طواقمنا».
وهناك تقارير عن واقعتين أخريين على الأقل في المنطقة أمس.
من جانبه، أكد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في اليمن، أن الجماعة شنت هجمات بالصواريخ على سفينتين.
وذكرت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أن سفينة حاويات ترفع علم ليبيريا وهي السفينة إم.إس.سي ألانيا تلقت أمراً من جماعة الحوثي في زورق صغير بتغيير مسارها صوب اليمن، مضيفة أن السفينة لجأت للمناورة.
وقال متحدث باسم إم.إس.سي، إن السفينة لم تتعرض لهجوم وأحجم عن الإدلاء بالمزيد من التصريحات.
وفي حادث آخر، أفادت أمبري بأن سفينة حاويات مملوكة لشركة سويسرية وترفع علم ليبيريا، هي السفينة بلاتيوم 3، تم استهدافها أثناء إبحارها شمالا على بعد حوالي 23 ميلا جنوب غربي المخا.
ورفض متحدث باسم إم.إس.سي التعقيب عند الاتصال به بشأن التقرير.
وقالت أمبري، إن السفينة بلاتيوم 3، التي كانت في طريقها إلى السعودية، تلقت نفس التحذير الذي تلقته السفينة ألانيا.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الأول، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن تنفيذ عملية عسكرية ضد سفينة حاويات تابعة لميرسك وإصابتها مباشرة بطائرة مسيرة، ونفت شركة الشحن الدنمركية الأمر وقالت إن السفينة لم تصب.
وأمس الأول، قال تيم ليندركينج المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن إن واشنطن تريد تشكيل تحالف بحري «بأوسع نطاق ممكن» لحماية السفن في البحر الأحمر وإيصال إشارة للحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع الهجمات.
وطالب خبراء ومحللون سياسيون يمنيون المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات أكثر حسماً ضد قيادات جماعة الحوثي المتورطة في جرائم وانتهاكات ضد الشعب اليمني والإقليم والعالم، وعدم الاكتفاء بتمديد العقوبات فقط.
ويرى المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أنه كان يجب أن تضم قائمة العقوبات الأممية التي صدرت مؤخراً ضد قيادات حوثية متورطة في أعمال تهدد السلام والأمن الدوليين، أسماء أخرى من جماعة الحوثي متورطة في جرائم وانتهاكات خطيرة ضد أبناء الشعب اليمني.
وأوضح الطاهر لـ«الاتحاد»، أن انتهاكات الجماعة تهدد الاستقرار اليمني والإقليمي والدولي، من خلال قيامها بجرائم قرصنة السفن وقطع طرق الملاحة، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك طريقة أخرى للتعامل مع الحوثي من قبل المجتمع الدولي بجانب تمديد العقوبات، من خلال مساعدة الحكومة الشرعية بالطرق العسكرية.
وكان مجلس الأمن الدولي صوت منتصف الشهر الماضي لصالح تمديد العقوبات المفروضة على قيادات حوثية متورطة في أعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن.  
ومن جانبه، قال رئيس مركز اليمن والخليج وليد الأبارة، إن مجلس الأمن الدولي يرى أنه ينبغي تمديد العقوبات على القيادات الحوثية في اليمن باعتبارها سلاحاً فاعلاً للضغط على هذه القيادات على صعيد البنية التنظيمية أو الأمني والعسكري، خصوصاً وأن العديد منهم متورطون في ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح الأبارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه رغم مفاوضات السلام، فإ ن الحوثي يواصل التصعيد عسكرياً على الحدود وفي عدد من جبهات القتال الداخلية، ويعرقل حركة الملاحة الدولية ما يؤكد أن الجماعة ليست جادة في عملية السلام.
وبدوره، قال وزير الأوقاف اليمني السابق، القاضي الدكتور أحمد عطية، لـ«الاتحاد»، إن الجماعة تمثل خطراً كبيراً على اليمن والمنطقة والعالم، ويجب أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات فورية لوقف انتهاكات وجرائم الحوثي خاصة بعد الاعتداء على خطوط الملاحة الدولية.

البيان: تحذيرات دولية من تفشّي «الكوليرا» في اليمن

حذرت منظمة إغاثة دولية من تحوّل «الكوليرا» في اليمن إلى وباء، بعدما ارتفعت معدلات الإصابة إلى 1,336 حالة في شهر واحد في 8 محافظات، داعيةً إلى اتخّاذ «إجراءات عاجلة» لمواجهته.

ووفق منظمة «أوكسفام»، تم رصد زيادة «مقلقة» في إصابات «الكوليرا» بين سبتمبر وأكتوبر الماضيين، «ما ينذر بتحوّله إلى وباء إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة للمواجهة، فتم الإبلاغ عن 1,336 حالة مشتبهاً بها، و11 حالة وفاة».

وعبّرت «أوكسفام» عن مخاوفها من احتمال عودة مستويات «الكوليرا» إلى فترة وباء (2016-2021)، حينما تم تسجيل 2.5 مليون إصابة، و4,000 وفاة مرتبطة بها، إذ سجلت الإصابات في اليمن في سنة 2019 نحو 93% من جميع حالات الإصابة في أنحاء العالم.

ونبّهت المنظمة إلى أن نقص التمويل، وعدم توفير اللقاح، يشكلان تحدياً للجهود المبذولة، وكفيلان بإفشالها، فضلاً عن عوامل: الصراع، والأزمات الاقتصادية، وتغيّر المناخ، وانعدام المياه النظيفة والخدمات الصحية، «كلها عوامل تشكل أرضاً خصبة لتفشي «الكوليرا» من جديد».

وقال مدير السياسات والمناصرة لدى مكتب «أوكسفام» في اليمن، عبدالواسع محمد، إنه من دون الاستثمار المناسب في النظام الصحي، واللقاحات، والحصول على المياه النظيفة، ومرافق الصرف الصحي، سيستمر اليمنيون في دفع الثمن.

ودعا محمد المجتمع الدولي إلى توفير التمويل الكافي للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، ولا سيما برامج الصحة، والقدرة على الثبات، وسُبل العيش، وزيادة الجهود للتفاوض على سلام دائم وشامل في اليمن.


وزير الخارجية اليمني لـ"العربية.نت": الحوثيون يستغلون أحداث غزة للتكسب شعبياً

في خضم عمليات القرصنة الحوثية في سواحل البحر الأحمر، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، أحمد عوض بن مبارك، إن تهديدات الحوثيين لأمن الملاحة البحرية، تمنح المجتمع الدولي فرصة إعادة تقييم موقفه السلبي تجاه عملية تحرير الحديدة، وبالتالي إيجاد مقاربات جديدة تتعاطى مع الآثار تلك.

وأشار في حديث إلى "العربية.نت" إلى أنه في حال حدوث أضرار فادحة نتيجة تزايد الهجمات تجاه السفن التجارية، فإن هذا الأمر أشبه بإعلان حرب إقليمية، ودولية، ما سيخلق كارثة للشعب اليمني، فما تنفذه الميليشيا الحوثية في البحر الأحمر يصاحبه تبعات عدة، وتتحمل مسؤولية هجماتها أمام المجتمع الدولي.

وأكد بن مبارك أهمية الدور السعودي في دعم واستقرار المنطقة، واليمن، إذ يعزز التصدي للأخطار المحدقة على غرار مكافحة تهريب السلاح، والمخدرات عبر المياه الإقليمية اليمنية، ودول الجوار.

الحوثي يستغل قضية غزة
وفي الوقت الذي يزعم الحوثيون مناصرة القضية الفلسطينية عبر استهداف السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل، يرى وزير الخارجية اليمني، أن الجماعة استغلت الحرب في غزة للتكسب سياسياً، وشعبياً، كعادتها، والهروب من أزمتها الداخلية بعد حالة السقوط الأخلاقي كما وصفها.

مناصرة غزة لا تعني خراب اليمن
وفي سياق تلك المزاعم، يقول إن مناصرة غزة، حسب ما تدعيه الجماعة، لا تعني تحويل اليمن والمنطقة العربية إلى حقل للحروب والخراب والقرصنة، لكن الحوثيين أرادوا الظهور كما يريدون، ما يعني فرصة أخرى لتعريف العالم بخطورة سيطرتهم، فهؤلاء يؤمنون بالموت والحرب الدائمة.

الحوثي يعيش بـ "دائرة الحرب"
ويفسر في سياق تصعيد الجماعة، بأن الحوثيين استغلوا حالة الغضب الشعبي في المجتمع العربي، نتيجة المآسي العدوانية في قطاع غزة، بيد أن تلك الجماعة حسب ما يقول لا يمكن أن تعيش خارج "دائرة الحرب"، مشيراً إلى أن إرادتهم السياسية مرتبطة بسياسة التخريب.

اليمن لن يصبح ورقة ضغط
وعن الخيارات العسكرية المطروحة للحكومة اليمنية للتعامل مع تهديدات الحوثي للملاحة البحرية، ألمح بن مبارك وزير الخارجية اليمني إلى استمرار المحادثات بين أطراف دولية عدة بشأن تشكيل أوسع تحالف دولي لحماية الملاحة في البحر الأحمر، غير أنه لم يجرِ الحديث مع الحكومة اليمنية حتى الآن في الأمر ذاته، حسب تصريحاته.

إيران مواقفها سلبية
في المقابل، يصف الوزير مواقف إيران تجاه بلاده والشرعية اليمنية بالسيئة والسلبية، ويقول، إن تلك المواقف تجعلنا نتوقف عن أي تواصل أو لقاء، فرغم الترحيب اليمني بالاتفاق السعودي – الإيراني، فإنه ليس لدينا أي حوار يمني – إيراني.

نتعامل بحذر مع طهران
وأشار إلى أن حكومة اليمن مستمرة في التعامل بحذر مع طهران حتى يتغير سلوكها وسياساتها تجاه الشرعية اليمنية، لافتاً إلى أنه حتى اللحظة الراهنة لا تزال الحكومة الإيرانية ترفض أبسط مطالب الحكومة اليمنية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بإخلاء السفارة اليمنية في عاصمتها من ممثلي الحوثيين.

تأكيد أميركي ألماني على ضرورة إيقاف هجمات الحوثي بالبحر الأحمر

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، على أهمية الجهود الدولية لإيقاف هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر وضمان أمن الملاحة.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان اليوم السبت، أن الوزيرين ناقشا ضرورة تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة وحماية المدنيين.

كما ناقش بلينكن وبيربوك ضرورة بذل الجهود لمنع اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، على حد قول البيان.

يأتي ذلك فيما أعلنت شركتا "ميرسك" الدنماركية و"هاباغ-لويد" الألمانية للنقل البحري الجمعة تعليق مرور سفنهما في البحر الأحمر، في ظل هجمات ينفذها الحوثيون في اليمن على خلفية الحرب في غزة.

وقالت شركة "ميرسك"، في بيان: "عقب الحادث الذي استهدف (سفينة) ميرسك جبل طارق والهجوم الجديد ضد حاملة حاويات، طلبنا من كل سفن ميرسك في المنطقة التي يتوجب عليها عبور مضيق باب المندب، تعليق إبحارها حتى إشعار آخر". بدورها، أعلنت شركة "هاباغ-لويد" تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر "حتى الاثنين على الأقل".

وقالت المجموعة في بيان إنها "تعلّق حركة حاملات الحاويات عبر البحر الأحمر حتى الاثنين"، مضيفة "سنقرر في وقت لاحق بشأن المرحلة المقبلة".

وأوضحت الشركة أن إحدى السفن العائدة إليها "كانت هدفا لهجوم أثناء إبحارها قرب سواحل اليمن"، مؤكدة أن ذلك لم يؤد الى سقوط "أي ضحايا".

ويأتي قرار شركة "ميرسك" بعدما حذّر الحوثيون من أنهم سيستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن ردا على الحرب بين إسرائيل وحماس.

وفي وقت سابق من أمس الجمعة، أعلن الحوثيون استهداف سفينتي حاويات قبالة سواحل اليمن كانتا متجهتين الى إسرائيل هما "إم إس سي ألانيا" و"إم إس سي بالاتيوم".

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، في بيان: "نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية.. عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات إم إس سي ألانيا وإم إس سي بالاتيوم كانتا متجهتين الى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين".

وأوضح أن استهداف السفينتين تمّ "بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية".

وأوضح مسؤول أميركي في وزارة الدفاع لوكالة "فرانس برس": "نحن على علم بأن شيئا ما أُطلق من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن ضرب هذا المركب الذي تضرر. ووردت معلومات عن اندلاع حريق".

كما أفادت وكالة الأمن البحري البريطانية UKMTO أن سفينة أصيبت بـ"جسم مجهول" ما أدى إلى اندلاع حريق من دون التسبب في وقوع إصابات.

ولفتت شركة الاستخبارات الألمانية الخاصة "آمبري" إلى أن شركة "هاباغ-لويد" لديها مكاتب في موانئ حيفا وتل أبيب وأسدود الإسرائيلية.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة "يجب أن تتوقف فورا هجمات الحوثيين التي تستهدف سفنا تجارية مدنية في البحر الأحمر".

واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان أن الحوثيين يشكلون "تهديدا ملموسا لحرية الملاحة".

وقال لصحافيين الجمعة خلال زيارة لإسرائيل إن "الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي ومع شركاء من المنطقة ومن كل أنحاء العالم للتعامل مع هذا التهديد" مضيفا "الحوثيون يضغطون على الزناد (...) لكن إيران تسلمهم السلاح".
والأربعاء، حذّر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني من نشر قوات متعددة الجنسيات في البحر الأحمر الذي يعتبره منطقة خاضعة لنفوذ بلاده. وقال لوكالة "إسنا" الإيرانية "إذا اتخذوا قرارا غير عقلاني لهذه الدرجة سيواجهون مشكلات كبيرة".

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان رداً على سؤال عن عواقب هذه الهجمات في البحر الأحمر، إنه "قلق من خطر التصعيد" في المنطقة.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في أوسلو "منطقتنا معقّدة للغاية ولسنا بحاجة إلى اندلاع المزيد من النزاعات. نأمل أن نتمكن من تجنّب أي تصعيد جديد في منطقتنا".

وتسلك حوالى 20 ألف سفينة كل عام هذا المسار البحري الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي.

وفي الأسابيع الأخيرة، كثف الحوثيون هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجيا للنقل البحري إذ يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا وتمر عبره 40 % من التجارة الدولية.

أميركا تحذر من خطورة الملاحة في البحر الأحمر وسط تهديدات حوثية

ومع استمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية في مياه البحر الأحمر، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين باتجاه المجرى الملاحي في باب المندب، أحد الصاروخين أصاب سفينة ترفع العلم الليبيري، والتي بثت نداء استغاثة ذكرت خلاله أن السفينة تكافح حريقا ناجما عن هجوم صاروخي.

كما طالبت عناصر من الحوثيين سفينة أخرى كانت متجهة شمالًا في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر وهددت بمهاجمتها.

وأيضا هاجمت مسيرة انطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون سفينة كانت متجهة جنوبًا في البحر الأحمر.

وقال متحدّث باسم البيت الأبيض إنّ عبور السفن التجارية في البحر الأحمر أصبح الآن أكثر خطورة بسبب هجمات الحوثيين.

وأضاف أنّ الولايات المتّحدة ستعلن عن المزيد من التفاصيل بشأن فرقة العمل البحرية في الأيّام المقبلة.

وإلى ذلك، قال علي القحوم عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن لقناة الميادين في وقت متأخر الجمعة إن أي تحرك عدائي ضد اليمن ستكون عواقبه وخيمة وتكلفته كبيرة.

وأضاف أن "القضية الفلسطينية هي البوصلة ولن نتخلى عنها مهما كان ومهما يكن ومهما كانت التهديدات والتلويحات الأميركية والغربية والإسرائيلية"، مضيفا أن العمليات ضد إسرائيل ستستمر، نقلا عن رويترز .

وأكد أن اليمن "حاضر" بكل الخيارات الدفاعية في الرد على أي تحركات عدائية أميركية إسرائيلية غربية.
هذا وأصدرت الاتّحادات الرائدة في قطاع الشحن تحذيراً من أنّه يتعيّن على شركات الشحن استكمال تقييم شامل للمخاطر عند التعاقد مع حرّاس مسلّحين ونشرهم على متن السفن التي تبحر عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

وذكر التحذير أنّه يجب التمييز بوضوح بين المهاجمين المشتبه بهم الذين يحملون أسلحة صغيرة والقوّات العسكرية التي تمتلك أسلحة أكثر تطوّراً، مضيفا أنّه لا ينصح بالاشتباك مع القوّات العسكرية لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى تصعيد كبير.

الشرق الأوسط: انقلابيو اليمن يقرون بمقتل 3 آلاف عنصر من مديرية واحدة في صنعاء

بالتوازي مع استمرار فعاليات الذكرى السنوية لتمجيد قتلى جماعة الحوثي التي سخرت لها الملايين من قوت اليمنيين، كشف معرض حوثي جديد للصور عن ارتفاع عدد قتلى الجماعة من مديرية واحدة في العاصمة المختطفة صنعاء إلى نحو 3 آلاف قتيل، بعد أن كان عددهم 1000 قتيل عام 2021.

وحولت الجماعة الحوثية سور إحدى الأراضي في شارع الستين الغربي (أكبر شوارع صنعاء) معرضاً مفتوحاً لصور 3 آلاف من القتلى ينتمون إلى مديرية معين وسط العاصمة، في سياق سعيها لتكريس ثقافة الموت والقتل في أوساط السكان، لا سيما صغار السن والموظفين الخاضعين لها.

ووثقت عدسة «الشرق الأوسط» في زيارة قامت بها إلى المكان، إلصاق الجماعة ما يزيد على 20 لافتة كبيرة ومربعة وذات الحجم العريض، تحوي كل لافتة صور 150 قتيلاً جلهم من الشبان والأطفال، وينتمون إلى ثلاثة أحياء تتبع مديرية معين هي: حي عصر، وحي السنينة، وحي معين.

وفي مطلع 2021 كانت الجماعة حولت سور مبنى البرلمان الجديد بذات الشارع إلى معرض مشابه لصور نحو 1060 قتيلاً من مديرية معين نفسها.

حي السنينة يتصدر
كشف مصدر مقرب من دائرة حكم الجماعة الحوثية في صنعاء عن تصدر حي السنينة، الذي يضم أكثر الحارات في مديرية معين ذات الكثافة السكانية العالية على مستوى العاصمة صنعاء، قائمة القتلى ممن لقوا حتفهم في جبهات القتال.

وجاءت حارات كل من العزة، وقرية السنينة، والقميعة، ووادي الأحلى، والأحلى الشمالية، والرسالة، وحارة الخير والسلام، والأبرار، والحارة الغربية بنطاق حي السنينة في قائمة الحارات بمديرية معين من حيث عدد الصرعى الذين زجت بهم الجماعة إلى القتال.
كما تصدرت حارات حي معين بذات المديرية المرتبة الثانية فيما يتعلق بعدد القتلى، تليها حارات حي عصر في المرتبة الأخيرة.

وبينما أكد المصدر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن ما تضمنه المعرض من صور الصرعى لا يعد الحصيلة النهائية، بل هو جزء بسيط من الإجمالي العام لعدد قتلى الجماعة في الجبهات من مديرية معين وحدها، كشفت بعض أُسر القتلى عن أن الجماعة لم تضم صور من قُتل من ذويها في ذلك المعرض ومعارض سابقة.

ويعتقد محمد، وهو اسم مستعار لوالد أحد القتلى في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن عدم تعليق صورة نجله يأتي ضمن عمليات الانتقاء والتمييز العنصري والطبقي والطائفي الذي انتهجته الجماعة الحوثية بحق القتلى المغرر بهم.

نزيف القتلى مستمر
جاء التصاعد الملحوظ في أعداد قتلى الجماعة من مديرية واحدة رغم التهدئة المستمرة، وهو ما يشير إلى استمرار الجماعة في انتهاك وقف إطلاق النار ومحاولة اقتحام مواقع جديدة في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية.

ويعدّ ما يسمى «أسبوع الشهيد» الذي تحتفل به الجماعة حالياً فعالية ذات طابع تعبوي وطائفي تشابه تلك التي ابتكرها «حزب الله» اللبناني للاحتفال بالصرعى في المعارك، حيث تتضمن الفعاليات افتتاح مقابر جديدة سنوياً وتزيينها، وإقامة احتفالات تعبوية ومعارض صور للقتلى، وجمع التبرعات لمصلحة أسر القتلى، وتنظيم حملات لتجنيد مقاتلين جدد.

ويتحدث سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن شن الجماعة منذ أسابيع عبر سماسرة ومشرفين ولجان تعبئة وحشد تابعة لها، حملات خطف منظمة بحق الأطفال وطلبة المدارس صغار السن من جهة، وكذا شن حملات للتغرير بالشبان للإيقاع بهم وتجنيدهم.

ويشير سامح، وهو موظف متقاعد في صنعاء، إلى أن تصاعد حملات الاستهداف الحوثي في هذه الأيام من أجل التجنيد يأتي ضمن مزاعم الجماعة بأنها تقوم بتحشيد المقاتلين الجدد وجمع الأموال من أجل نصرة أهل غزة وتحرير فلسطين.

وفي الوقت الذي لا يزال يعيش فيه معظم اليمنيين في مناطق سيطرة الجماعة أوضاعاً معيشية بائسة بفعل الانقلاب وآلة الحرب الحوثية، تواصل الجماعة ضمن تمجيدها السنوي لقتلاها إقامة وتنظيم المئات من المعارض لصور القتلى بالجبهات في إطار الأحياء في مديريات العاصمة المختطفة صنعاء وريفها، وعلى مستوى القرى والعزل والمدن في المحافظات الخاضعة تحت سيطرتها.

شارك