بعد تصاعد المواجهات المسلحة بين القوات المشتركة وعناصر تنظيم القاعدة الارهابي في اليمن، تواصلت الانفجارات في أنحاء متفرقة من البلاد، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى من الجنود والضباط منذ أكثر من عام. 

وفي هذا السياق استشهد جنديان وأصيب آخرون، السبت، في ثاني  عملية إرهابية تستهدف القوات المشتركة الجنوبية، في غضون ساعات، بمحافظة أبين.

وقالت مصادر أمنية، ان مجهولين استهدفوا مساء السبت بعبوة ناسفة طقم عسكري بالقرب من "مفرق القوز" في مديرية مودية.

وبحسب المصادر، أسفر الانفجار الثاني في غضون ساعات، عن استشهاد جنديين وإصابة آخرين، وألحق أضراراً بليغة في المركبة العسكرية.

وتأتي العملية الإرهابية، بعد ساعات من استشهاد قائد الكتيبة الاولى وقائد سرية في اللواء السادس دعم واسناد في انفجار عبوة ناسفة استهدفت طقم عسكري في مديرية مودية ذاتها.

وقالت مصادر عسكرية إن: "عبوة ناسفة، زرعتها العناصر الإرهابية في وقت سابق، انفجرت أثناء مرور الدورية العسكرية للواء السادس دعم وإسناد، والتي كانت تؤدي مهامها، شرق مديرية مودية الواقعة شرق محافظة أبين المحاذية للعاصمة المؤقتة للبلاد عدن".

وأكدت المصادر أن "الانفجار أسفر عن مقتل ضابطين، وهما قائد الكتيبة الأولى في اللواء السادس دعم وإسناد العقيد عارف قاسم الحازمي، وقائد سرية في اللواء ذاته عمار علي حمادي، وإصابة 9 جنود من زملائهما بجروح متفاوتة".

بدوره، قال المتحدث العسكري للقوات الجنوبية المسلحة المُقدم محمد النقيب، إن "العناصر الإرهابية، دائماً ما تتسلل إلى ممرات عبور المركبات المدنية والعسكرية، في تلك المناطق، وتقوم بزراعة العبوات الناسفة، غير آبهة بحياة المدنيين على الأقل".

وأكد في تصريح صحفي، أن "معركة الحرب على الإرهاب مستمرة، وهي معركة وجود وحسمها أمر حتمي"، لافتًا إلى أنها "حرب كونية، وطويلة وبالغة الكلفة، نخوضها بكل بسالة ونحقق في انتصارات ونجاحات على الأرض، تنعكس أهميتها ومكتسباتها على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وكشف النقيب، عن وجود جهات وأطراف تقوم بمدّ وتمويل العناصر الإرهابية بمختلف أشكال الدعم اللوجيستي من تسليح وتغذية وخلافه، مشيراً إلى أن "هذه الأطراف معروفة بعلاقاتها وارتباطاتها التاريخية بالتنظيمات الإرهابية، واستخدامها للإرهاب كورقة لمحاربة الجنوب والجنوبيين".

وكان النقيب قد شدّد في سياق حديثه، على أن "مواجهة هذه الآفة تتطلب جهداً وطنياً وعالمياً لحسمها، واقتلاعها من جذورها، حسماً يشمل كافة العناصر والتنظيمات الإرهابية، وكافة القنوات الفكرية والمادية والبشرية التي تستند عليها".

ويأتي تصعيد العناصر الإرهابية من عملياتها في المحافظة، بعد أيام من نشر إعلام محافظة أبين، مقطع فيديو يتضمن اعترافات عناصر خلية متورطة بعمليات تفجير في المحافظة.

ونشر إعلام محافظة أبين، أواخر ديسمبر الماضي فيديوهات، تتضمن اعترافات خلية من ستة عناصر بقيادة شخص يدعى "قاسم منصور محمد أحمد"، 23 عاماً، في عملية مداهمة بمنطقة الدلتا.

واعترف عناصر الخلية، أنهم نفذوا قبل ضبطهم، العديد من التفجيرات، مشيرين إلى أنهم من ضمن المهام التي كانت موكلة إليهم اغتيال قيادات أمنية وعسكرية كبيرة بينها محافظ المحافظة.

وتكونت الخلية المضبوطة من: همام عبدوه علي عبدوه (19 عاماً)، أحمد عوض محمد الصياد (22 عاماً)، وهاني محمد عبدالله علي (22 عاماً)، ورضوان محمد سالم الرديني (21 عاماً)، ورياض حسن عبدالرحمن الموزعي (22 عاماً).

يشار إلى أن تنظيم القاعدة الإرهابي نفذ نحو 55 هجوما إرهابيا في 2023، ما أسفر عن سقوط نحو 156 قتيلا وجريحا كان أبرزهم قائد قوات الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيد، الخصم التاريخي للتنظيم، والذي قتل بتفجير غادر في مودية بأبين في أغسطس الماضي.