استأنف مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن هانس غرونبورغ اتصالاته مع الأطراف اليمنية لوضع اللمسات الأخيرة للتوقيع على خريطة الطريق للسلام التي أعلن عنها قبل نهاية الشهر الماضي، حيث التقى رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
وغداة تأكيد المبعوث الأممي أن مكتبه يعكف على استكمال وضع آلية لتنفيذ مواعيد زمنية محددة لخريطة الطريق التي سبق أن أعلن عنها أكد الإعلام الرئاسي أن العليمي استمع من المبعوث إلى إحاطة بشأن مستجدات مساعيه المنسقة مع الأشقاء والأصدقاء من أجل استئناف عملية سياسية يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتطرق اللقاء إلى تطورات الوضع المحلي، والضغوط الدولية المطلوبة لدفع الحوثيين للتعاطي الجاد مع مساعي السلام، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، واستعادة مؤسساته الشرعية.
وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي التأكيد على دعم المجلس لجهود الأمم المتحدة، والحرص على تقديم كافة التسهيلات لمبعوثها للوفاء بمهامه ومسؤولياته المشمولة بقرارات الشرعية الدولية.
وتنص خريطة الطريق التي توصلت إليها الأطراف وينتظر التوقيع على آلية تنفيذها خلال أيام على وقف إطلاق نار شامل ودفع رواتب موظفي القطاع العام .
كشفت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، عن خلية إرهابية جديدة، كانت قد جندتها جماعة الحوثي لتنفيذ عمليات إرهابية في الساحل الغربي.
وقال الإعلام العسكري إن شعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية تمكنت من القبض على عناصر خلية إرهابية تعمل لصالح ميليشيا الحوثي، وكانت الخلية مكلفة من قبل الحوثيين بزراعة العبوات الناسفة وإحراق الأطقم وإقلاق السكينة العامة في الساحل الغربي.
وأوضح أن الخلية التي جنّدها قيادي حوثي مسؤول في خلايا العبوات يُدعى محمد علي علي حزام السودي المكنى أبو معتز السودي، شملت 4 عناصر من أهالي محافظة الحديدة، وهم: "أدهم علي عبدالله فرتوت الحساني الملقب أدهم العدني، وقاسم أحمد عبيد بريه، وعبدالله أنيس عبدالملك غالب الريمي، وجمال أحمد سعيد الأهدل".
ونشر الإعلام العسكري مقاطع فيديو تتضمن اعترافات عناصر الخلية الإرهابية، وأقر اثنان من عناصر الخلية هما: "أدهم فرتوت وقاسم بريه"، بتورطهما في تنفيذ جرائم إرهابية متمثلة بإحراق أطقم وسيارات في الخوخة وحيس مقابل مبالغ مالية، فيما أقر الآخران "عبدالله أنيس وجمال الأهدل" بتجنيدهما من قِبل الحوثيين وانتقالهما إلى الساحل الغربي لتنفيذ جرائم إرهابية مماثلة واغتيال قيادات وزعزعة الأمن والاستقرار في مدينة الخوخة، ولكن تم القبض عليهما قبل التنفيذ.
وتضمنت اعترافات عناصر الخلية، تفاصيل الأساليب الحوثية في تجنيدهم وإجبارهم على تلقي دورات طائفية واستخباراتية، وتسجيل وصيّتهم قبل الزج بهم لتنفيذ جرائم إرهابية في المناطق المحررة.
أعلنت قوات العمالقة الجنوبية في اليمن، الأحد، "دك" أرتال عسكرية لمليشيات الحوثي في حدود محافظة شبوة، جنوبي البلاد.
وقالت قوات العمالقة إن القصف أسفر عن سقوط قتلى في صفوف مليشيات الحوثي بينهم قيادات.
وأوضحت في بيان وصلت إلى "العين الإخبارية" نسخة منه، إنها "استهدفت أرتالا عسكرية كبيرة لمليشيات الحوثي كانت قادمة من محافظة البيضاء (وسط)، باتجاه مديرية بيحان في محافظة شبوة (جنوب)".
وأشار البيان إلى أن "مدفعية ألوية العمالقة الجنوبية تمكنت من تسديد ضربات محققة من خلال دكّ التعزيزات الحوثية، وتدمير أرتالها القادمة من محافظة البيضاء نحو بيحان".
وأضاف أن الضربات الموجعة أسفرت عن سقوط "عشرات القتلى والجرحى في صفوف مليشيات الحوثي، بينهم قيادات علاوة على تدمير عتادهم العسكري".
يأتي ذلك في ظل تصعيد ميداني حوثي يستهدف تقويض فرص السلام من خلال الدفع بتعزيزات متواصلة إلى جبهات القتال خصوصا الجبهات الجنوبية للبلاد في مسعى لتحقيق تقدم ميداني لرفع معنويات مقاتلي المليشيات.
وكثفت مليشيات الحوثي مؤخرا هجماتها البرية والمدفعية والجوية بالطيران المسير بما فيه ضد الأعيان المدنية وفي جبهات القتال بالتزامن مع حراك السلام في الملف اليمني وهو ما يعيد الأوضاع إلى المربع صفر، وفق مراقبين.
تحت سماء صافية تحرك زورق على متنه مراسل "العين الإخبارية" من ساحل بلدة "الجفرة" في المخا غربي تعز على ساحل البحر الأحمر.
بدت أجواء الرحلة هادئة فيما كان الزورق يشق طريقه باتجاه المياه الدولية حيث واحدة من أكثر بؤر التوتر سخونة في العالم.
كان اليوم قد بدأ مبكرا في مطعم "الشجرة" بمدينة المخا التاريخية على البحر الأحمر قبل أن نشق طريقنا باتجاه مدينة الخوخة، حيث كان ينتظرنا في منتصف الطريق منصور الحيدري أحد ضباط خفر السواحل.
انعطف بنا الحيدري، وهو محتزم سلاحه الخاص ونظارته السوداء، نحو طريق بري ساحلي بمحاذاة البحر الأحمر تماما، وقطعنا لنحو ساعة الطريق على متن السيارات وصولا إلى بلدة "الجفرة" وهي بلدة يرابط بها خفر السواحل وتشكيلات بحرية للقوات المشتركة لتأمين مياه اليمن الإقليمية.
وفور وصولنا، كانت سرية من الجنود في خفر السواحل تؤدي طابور الصباح استعدادا للمهام الأمنية والعسكرية المعتادة وذلك بقيادة الشاب رضوان عبدالله الذي استقبلنا بابتسامة عريضة وهو يشير لنا للاستعداد لصعود الزوارق التي سوف تقلنا إلى عمق البحر، هناك حيث تتشكل تحالفات دولية وتتحرك أساطيل دول عظمى، تحت عيون عناصر مليشيات التي تلقم فوهات منصات الإطلاق بالصواريخ في انتظار الهجوم على سفن تجارية.
وعطلت هجمات تشنها مليشيات الحوثي طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وتسببت في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل حاد مع سعي الشركات لشحن بضائعها عبر طرق بديلة أطول في كثير من الأحيان.
وتلقي الأزمة بظلال قاتمة على الوضع الاقتصادي الدولي وسط توقعات بارتفاع أسعار السلع على خلفية تهديد الممر الملاحي الذي يستحوذ على 15% من حجم التجارة الدولية بحسب بعض التقديرات.
ووسط هذه الظروف تلعب قوات خفر السواحل اليمنية في قطاع البحر الأحمر إلى جانب التشكيلات البحرية التابعة للقوات المشتركة دورا محوريا ورئيسيا في مكافحة التهريب والهجمات الحوثية وذلك رغم الإمكانيات المحدودة والتحديات الكبيرة.
وتؤمن القوات المشتركة سواحل يصل طولها إلى أكثر من 150 كيلومترا ابتداء من باب المندب مرورا بميناء المخا وحتى ميناء الحيمة أطراف مديرية الخوخة جنوبي الحديدة، فيما تلتزم قوات خفر السواحل بتأمين مياه اليمن الإقليمية قبالة هذه السواحل عبر تسيير دوريات ليلية ونهارية مستمرة.
جاهزية عالية
وتقف القوات المشتركة بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بالمرصاد لمخططات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر والتي تحاول جر البلاد إلى مزيد من المآسي والويلات.
وقال متحدث القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن العقيد وضاح الدبيش إن "نائب رئيس المجلس الرئاسي العميد طارق صالح، يولي اهتماما كبيرا بخفر السواحل والقوات البحرية والتي تقف على أتم الاستعداد والجاهزية".
وأوضح في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن "القوات المشتركة تمتلك قدرات وجاهزية واحترافية على مستوى عال، وتقوم بتأمين الجزر اليمنية كافة والسواحل والممر الملاحي الواقع تحت نطاق سيطرتها بعد تحريره من مليشيات الحوثي".
وأضاف أن "المليشيات تحاول نقل هذا الصراع إلى البحر الأحمر لكننا لن نسمح بذلك، هذا تهديد بجر البلاد والمنطقة إلى مزيد من الاضطراب والمعاناة".
وأكد المتحدث العسكري أن اليمن يعيش "أوضاعا وتحديات كبيرة، علينا التصدي لها" مؤكدا أن قواته لن نسمح لهذه المليشيات أو غيرها بإشعال نار الفوضى لخدمة أجندات إقليمية".
وأوضح أن "العميد طارق صالح وقيادة قوات التحالف تولي دعما واهتماما كبيرين لتنمية قدرات خفر السواحل والقوات البحرية ونحن في أتم جاهزية لصد أي عدوان حوثي".
وبشأن رفض القوات المشتركة المشاركة في عملية حارس الازدهار، أكد الدبيش أن "القوات المشتركة تتواجد في أرض الميدان وهي لن تكون شريكة في التحالف البحري بقيادة واشنطن" المعني بحماية ومرافقة السفن في المياه الدولية بالبحر الأحمر.
وفي 18 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف "حارس الازدهار" الذي يضم عدة دول، من أجل ردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
مهام خفر السواحل
برنامج يومي مكثف تلتزم به قوات خفر السواحل اليمنية في البحر الأحمر يبدأ من الساحل إلى عمق البحر ضمن انتشار واسع النطاق لمساعدة حركة السفن وإنقاذ الأرواح ومنع التهريب والقرصنة.
هذا ما أكده رئيس أركان خفر السواحل اليمنية قطاع البحر الأحمر العقيد إبراهيم فتيني قائلا إن "مهام خفر السواحل حماية المياه البحرية والاقتصادية لليمن، ومكافحة القرصنة البحرية، والحفاظ على البيئة والثروة السمكية، والاستجابة لنداء الاستغاثة، وتنظيم حركة الصيد".
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن "قوات خفر السواحل طالما أحبطت محاولات حوثية لتهريب الأسلحة والمواد المتفجرة".
من جهته، قال قائد سرب قوات خفر السواحل في بلدة الفجرة في البحر الأحمر النقيب رضوان عبدالله إن مهام خفر السواحل تبدأ من "الحيمة وحتى باب المندب وتقوم بحماية المياه الإقليمية".
وأكد أن "قواتنا مستعدة وجاهزة للتصدي لأي هجوم من المليشيات الحوثية وحماية المياه الإقليمية من القرصنة وغيرها من الأعمال".
كما أكد أن هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر " ضاعفت التهديدات على قوات خفر السواحل اليمنية، لكنها لا تبالي بها، وهي مستعدة لتنفيذ جميع المهام والتصدي لأي هجوم".
وخلال الرحلة قال أحد جنود قوات خفر السواحل بالبحر الأحمر ويدعى سالم العنبري ، إن قوات خفر السواحل تقوم بواجبها على أكمل وجه في المرابطة والحفاظ على السواحل اليمنية.
وكشف العنبري لـ"العين الإخبارية" عن "إحباط قوات خفر السواحل تهريب شحنة أسلحة قبل عدة أيام كانت متجهة لمليشيات الحوثي".
وأضاف "نقوم بواجبنا على أتم وجه في المرابطة والدوريات حسب البرنامج اليومي الليلي والنهاري".
وكانت ملاحظة الجنود والضباط لنا واضحة، حيث أكدوا أن مهمة خفر السواحل والتشكيلات البحرية للقوات المشتركة تنتهي في حماية المياه الإقليمية اليمنية فقط وليس الممرات الدولية التي أصبحت مهمة تأمينها من صميم عمل البوارج الغربية.
وبعد 3 ساعات ونصف الساعة تقريبا بدأت الزوارق الحربية بإعادتنا إلى نفس الوجهة التي صعدنا منها، لتنتهي الرحلة البحرية التي جرى التنسيق لها بتسهيلات من قبل نائب مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح.
وعلى الشاطئ، التقينا بعض الصيادين في مدينتي المخا والخوخة الساحليتين وكانوا بوجوه متجهمة يرفضون الحديث عن هجمات الحوثي في البحر الأحمر التي تسببت باستدعاء البوارج وأساطيل العالم إلى بحر يعد الملجأ الوحيد لمصدر رزقهم وأطفالهم، كما يقولون.
وقال سالم لبيب وهو صياد يمني إن "رحلات الصيد باتت خوف في خوف وأنه عندما يذهب للبحث عن رزق لأطفاله لا يتوقع أن يعود سالما أبدا بعد أن تم عسكرة البحر".
حذر مسؤول أميركي بارز من أن مهاجمة سفن الشحن الدولية تهدد مكاسب السلام اليمني، وقال إنها لا تساعد أهالي غزة.
جاء ذلك في سياق رد المسؤول، الذي فضّل حجب هويته، على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تأثر السلام اليمني الداخلي بالعمليات الحوثية البحرية، إذ حضّ بشدة الأطراف اليمنية على وضع احتياجات الشعب اليمني في المقام الأول، «وعدم دفع اليمن إلى صراع إقليمي أوسع من خلال هذا السلوك التصعيدي، مضيفاً أن مهاجمة سفن الشحن الدولي أمر غير قانوني وخطير، ويتعارض مع القانون الدولي، ويهدد الاستقرار في اليمن، وكذلك المكاسب التي تحققت في العامين الماضيين لدعم جهود السلام وإنهاء الحرب».
وطرحت «الشرق الأوسط» السؤال نفسه على مسؤولين وباحثين حول تأثير عمليات الحوثيين في جنوب البحر الأحمر على ملف السلام في اليمن، خصوصاً أنه يشهد وثبة جديدة تمثلت في إعلان الأمم المتحدة حصولها على التزامات من الطرفين سوف ترسم من خلالها خريطة السلام اليمنية.
المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام قال لـ«الشرق الأوسط»، السبت: «نعتقد أن مسار الشأن اليمني لا يتأثر بما يجري في البحر الأحمر والبحر العربي من عمليات محدودة تستهدف إسرائيل فقط»، بينما يرى الباحث البراء شيبان وهو زميل مشارك في المعهد الملكي البريطاني للدفاع والأمن (روسي) أن هناك إشكالية ستؤثر في عملية السلام في اليمن، ويقول إنها «شبيهة بمشكلة (حزب الله) وعلاقته بالدولة اللبنانية». ويشرح شيبان ذلك بالقول: «يعتقد الحوثيون أن بإمكانهم اتخاذ قرارات متعلقة بأمن البحر الأحمر والسياسة الخارجية لليمن من دون التوافق مع المكونات اليمنية».
رغم مضي خمسة أيام على اقتحام منزل القاضي اليمني عبد الوهاب قطران في صنعاء واعتقاله، فشل الحوثيون في إثبات التهمة التي وجهت له بحيازة مشروبات كحولية، وهي التهمة التي قوبلت بسخرية من قطاع عريض من الناشطين والسياسيين الذين أجمعوا على أنها محاولة للانتقام من الرجل بسبب مواقفه المعارضة لنهج الجماعة.
ونقلت مصادر قريبة من أسرة القاضي أن العناصر الأمنية للحوثيين تواصلوا بعدد من جيرانه والتقوا بالبعض الآخر، وطلبوا منهم التعاون معهم لاستخدامهم شهودا لإسناد التهمة الملفقة ضده من أجل الإساءة لسمعته، إلا أنهم رفضوا ذلك وأشادوا بالقاضي وأخلاقه.
من جهته، حذّر البرلماني المعارض أحمد سيف حاشد من التفكير بتلفيق تهمة أخرى للقاضي قطران؛ لأن ذلك سيكون وفق تقديره «فخاً أسوأ من سابقه»، وعدّ أن مثل هذه الخطوة سوف تسلط الضوء على قضايا جوهرية وحقيقية تمس الحوثيين ولا تخدمهم، وليسوا مضطرين للخوض فيها الآن.
ورأى حاشد أن الخيار الأفضل للحوثيين هو الإفراج عن قطران، والاعتذار له ولأسرته، حتى من باب السياسة، إذا لم يستطيعوا اتخاذه من باب الإنصاف والعدالة.
وحذر مما وصفه بـ«طغيان الحماقة، والولع في الهروب إلى الأمام»، والتمسك بالعناد والاستكبار، وانحسار صوت العقلاء في أوساط الجماعة.
هذه المحاولة الحوثية أتت فيما تستمر المطالبة بإطلاق سراح الرجل والاعتذار له، وتأكيد كل المتضامنين من سياسيين وناشطين وكتاب بأنه يعاقب بسبب آرائه الناقدة لأداء سلطة الحوثيين.
وكانت معظم الانتقادات والسخرية من التهمة التي يروج لها صادرة عن نشطاء محسوبين على الحوثيين، حيث أكد الإعلامي مجدي عقبة أن التهمة التي أرادوا تلفيقها للقاضي قطران بقصد إسكاته والنيل من شخصه وسمعته ارتدت عليهم، «وتحولت إلى موجة من السخرية الجارفة التي كشفت المستوى اللاأخلاقي» الذي وصل إليه بعض المتحكمين بزمام السلطة، وجزم أن هؤلاء سيندمون على اللحظة التي فكروا فيها باستخدام هذه الأساليب.
خرق فاضح
من جهته، أكد القاضي أحمد الخبي أن اختطاف قطران غير مشروع بالأساس، وخرق فاضح للدستور والقانون، لأن للقاضي حصانة لم تشرع لشخصه، بل حماية للنظام العام وقد منعت كل القوانين المس بالقضاة إلا بعد رفع الحصانة، وحظرت نشر أي شيء متعلق بالتحقيق معهم، وحفظ الأوراق حفاظا على سمعة ومكانة القضاء.
وأضاف أن هذه القواعد لا يفهمها «الجهال والغوغاء والرعاع»، ولا يدركون أبعادها وغاياتها، ولماذا نهى الله عموما عن إشاعة الفواحش والحديث عنها، والقاضي أهم فئات المجتمع على الإطلاق، واستدرك بالقول: «هذا في حال إن كان ما قيل بحق القاضي قطران حقيقة»، وعاد ليتساءل «فكيف لو كان مفبركا مختلقا فإن التحريم أشد؛ لكونه كذباً وخطره يكون عظيما».
أما المحامي عبد الفتاح الوشلي فقال إنه وفي عهد من يظنون أنهم أهل الفضيلة (يعني الحوثيين) فإن أي معارض أو ناشط سياسي أو حقوقي يتم اعتقاله ويزج به في السجون والمعتقلات خارج القانون، وتلصق به على الفور تهمة أخلاقية لتكون مبررا أو سببا لاعتقاله.
وجزم أن إلصاق هذه التهم وكشف عورات الناس أصبح شيئاً مقدساً، وخاطب الحوثيين وقال: «اعتقلوا قطران أو غيره أو ما بعد بعده، فلا غرابة لأن ذلك طبيعة الأنظمة القمعية الاستبدادية».
ويؤكد الناشط الإعلامي الحوثي الكرار المراني أن اعتقال قطران دون مسوغ قانوني، وذكر أنه لا يتفق مع آراء القاضي لكن إن كان هناك عليه شيء فالقضاء هو الذي يحكم.
وانتقد الأصوات التي تبرر الاعتقال «الهمجي»، وقال إن الحوثيين إذا أرادوا أن تكون صنعاء عاصمة الصوت الواحد فيجب عليهم سجن كل الكتّاب والصحافيين والإعلاميين والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي ما دام أنهم لا يريدون سماع آراء الآخرين فيهم.
بدوره يؤكد نايف القانص القيادي في جماعة الحوثي وسفيرها السابق في دمشق أنه لم يعد هناك قضاء مستقل في مناطق سيطرة الجماعة، بل هي عبارة عن مؤسسة خاصة تأتيها التوجيهات والأوامر من فوق. فيما يقول نبيل سعيد إن الاعتقال لم يكن مفاجئا، وكان قطران قد علم بذلك قبل 3 أسابيع من تنفيذه، وأكد أنه وعند صدور قرار الاعتقال طالب الحوثيون من الرجل التهدئة في نقده لهم، لكنه رفض وظل ينتظر التنفيذ في أي لحظة.