تداعيات اجتماع بوتسدام ضد الأجانب.. دعوات لحظر حزب البديل المتطرف من الحياة السياسية في ألمانيا
السبت 13/يناير/2024 - 04:49 م
طباعة
برلين - خاص بوابة الحركات الإسلامية
تداعيات اجتماع قيادات حزب البديل من أجل ألمانيا - ممثل اليمين المتطرف في البرلمان الألماني - مع مجموعات متطرفة يثير قلق الساسة الألمان، ومنذ الكشف عن الاجتماع الذي عقد في الأسابيع الأخيرة بغرض ترحيل الأجانب بطرق مختلفة، دعت الأحزاب السياسية المختلفة إلي معاقبة الحزب، والذي يخضع بالأساس الرقابة المكتب الاتحادي لحماية الدستور "جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية"، خشية الانقلاب علي الدستور والقيم الألمانية، ومن ثم ضرورة لمعاقبة من شارك بهذا الاجتماع.
من جانبه قال المستشار الألماني اولاف شولتس أن أي شخص يخالف النظام الديمقراطي والقيم الدستورية الألمانية ينبغي أن يكون قضيته أمام المكتب الاتحادي لحماية الدستور.
ويري مراقبون أن الاجتماع الذي عقد في مدينة بوتسدام، وشارك فيه رولاند هارتويج، مستشار زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، ومارتن سيلنر، رئيس حركة الهوية اليمنية المتطرفة في النمسا، أمر شديد الخطورة، ويعرض المجتمع الألماني للخطر، خاصة وأن الأفكار التي جري مناقشتها تحض علي العنف وكراهية تجاه المهاجرين والأجانب.
بينما اعتبر المتحدث باسم الحزب أنه لم يكن اجتماعا رسميا للحزب، وأنه لا توجد استراتيجية للهجرة، وأن أي شخص شارك بالاجتماع كان بصفة شخصية، وليس بشكل تنظيمي للحزب.
وعلمت " بوابة الحركات الإسلامية" أن مستشار زعيمة حزب البديل لم يكن وحده في هذا الإجتماع، بل ميكايلا شنايدر، وسيمون باوم من اتحاد القيم بالحزب.
وأكد جدعون بوتش، المتخصص في الجماعات المتطرفة أن هذا الاجتماع يقوض دعائم الديمقراطية الألمانية، وأن وضع خطة لطرد ملايين الأشخاص المهاجرين أو الحاصلين حديثا علي جواز سفر ألماني أمر خطير ، وينبغي التعامل معه بجدية، معتبرا أن الفيصل في هذا الأمر هو التزام الحزب بالدستور أم لا.
الدعوات تتزايد حاليا لحظر نشاط الحزب، وطرده من الحياة السياسية في المانيا، لعدم التزامه بالدستور أو الديموقراطية، وخشية أن يكون لهذه الأفكار أثرا سلبيا علي السلام المجتمعي.
المثير للدهشة أن هذه الدعوات تأتي في الوقت الذي يتصدر فيه الحزب لاستطلاعات الرأي، قبل الانتخابات بثلاث ولايات في سبتمر المقبل، وهي ساكسونيا، تورينجين، وبراندنبورج، وحظي بتأييد كبير وصل إلي ٣٦% في تورينجين، 34% في ساكسونيا ، و 32% في براندنبورج، في الوقت الذي يتراجع فيه شعبية الحزب الديموقراطي الاجتماعي الذي يرأس الحكومة الألمانية، بينما تزايدت شعبية حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ولكنه يأتي خلف حزب البديل وفقا لاستطلاعات الرأي.
المعركة مستمرة بين اليمين المتطرف والأحزاب السياسية، ليس فقط داخل ألمانيا ، بل هناك ارتفاع لشعبية الحزب واليمين المتطرف في أوروبا ، وهو ما سيكون له تداعيات علي انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة هذا العام.