غياب استراتيجية انهاء المعركة.. خطة السنوار تضع غزة في الجحيم
أدت خطة يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، بإطالة فترة القتال لزرع بذور الشقاق في الرأي العام الإسرائيلي، مما يضع الجيش الإسرائيلي في وضع صعب يجبره على التنازل، إلى ارتفاع تكلفة الخسائر البشرية والمادية في قطاع غزة، وعدم وضوح الرؤية حول وقف إطلاق النار في القطاع الذي ادخله قاد حماس في جحيم النزوح.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس، الأربعاء، عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 24448 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، و61504 أصيبوا جراء الضربات الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ 7 أكتوبر.
استراتيجية السنوار تتسبب في توتر داخلي في حماس بين قائد الحركة في قطاع غزة والمكتب السياسي لحماس، حيث يعتبر البعض أن تطرف السنوار قد يعرض وجود حماس في غزة للخطر.
ويتساءل البعض عن مستوى الدعم الدولي، خاصة الأمريكي، لإسرائيل في حال اندلاع مرحلة ثالثة من الحرب قد تكون أكثر استهدافاً لقادة حماس.
يشير مع موقع "أتلانتيكو" الفرنسي، يقول ديفيد خلفة، المدير المشارك لمرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط والخبير في شؤون الشرق الأوسط إلى أن رهان السنوار على أن هجوم 7 أكتوبر سيخلق صدمة عسكرية تتبعها دعم دولي، فشل في تحقيق التأثير المطلوب.
ويتساءل الآن عن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في مواجهة مستجدات حرب ثالثة، خاصة مع استمرار الضغوط على الجانب الإسرائيلي.
كما يلاحظ أن استراتيجية السنوار هي حرب استنزاف، ويتساءل عن قدرتها على تحقيق الأهداف المرجوة في ظل إصرار الجانب الإسرائيلي على تدمير حماس وإطلاق سراح الرهائن.
أخيرًا، يُلقي الضوء على كيفية تحديد الجيش الإسرائيلي لمكان صالح العاروري في لبنان واغتياله، وكيف يختبئ السنوار في أماكن تحت الأرض، مما يجعل من الصعب على إسرائيل تحديد مكانه. ويُشير إلى أن العاروري كان يعتقد أن حزب الله سيحميه، لكن السنوار يتخذ إجراءات تحت الأرض تزامنًا مع عمليات الاغتيال، مما يضعه في وضع أكثر تعقيدًا.
تحديد هوية واستهداف أحد كبار قادة حركة حماس يمثل تحدًّا في جمع المعلومات، بينما يُعد اعتقال القائد العسكري لهجوم 7 أكتوبر تحديًا آخر. وفقًا لـ ديفيد خلفة، يمكن أن يكون الزعيم يحيى السنوار قد اختبأ في نفقٍ عميق تحت قطاع غزة، حيث يبقى على اتصال بفريقه بطرق بدائية. تجميع المعلومات الاستخبارية يصبح أكثر تعقيدًا وأكثر خطورة، خاصةً مع احتمال وجود رهائن يحيطون به، يمكن أن يكونوا عرضة للخطر في أي عملية عسكرية إسرائيلية.
خلفة يعتبر أن الثقة قد انهارت بين السنوار وبين قادة حماس السياسيين، وأنه قد يتعرض للخيانة من داخل حركة حماس نفسها. ويشير إلى وجود معارضة حقيقية داخل حماس للرؤية الإستراتيجية بعد حرب غزة. وهناك جهود لدمج حماس في منظمة التحرير الفلسطينية، مما يعني سيطرة حماس على غزة ضمن إطار ائتلاف يقوده منظمة التحرير الفلسطينية، على غرار حزب الله في لبنان، وفقا لصحيفة لـ "ببوليتيكو".
خطة السنوار، وفقًا لـ خلفة، هي مختلفة، حيث يظهر السنوار أكثر تشددًا، ويعتقد أن حماس قادرة على تخطي هذه المرحلة، حتى ولو كان ذلك بتكلفة بشرية عالية. يسعى السنوار لكسب الوقت، على أمل أن تؤدي الضغوط الدولية إلى إقناع إسرائيل بقبول وقف إطلاق النار.