تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 22 يناير 2024.
الخليج: خطة أمريكية لحملة طويلة الأمد تستهدف قدرات الحوثيين
أعلن البيت الأبيض، أمس الأحد، أن الولايات المتحدة ليست في حرب ضد الحوثيين في اليمن، لكنها تعمل على وقف التهديدات الموجهة للملاحية البحرية، بينما كشف تقارير أمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن تخطط لحملة طويلة الأمد تستهدف قدرات الحوثيين، في وقت حذرت فيه السعودية من خروج التوترات الجارية في البحر الأحمر عن نطاق السيطرة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن إجراءات الولايات المتحدة تهدف لوقف تهديدات الحوثيين وتنسجم مع قوانين الأمم المتحدة. وقال كيربي، وفق شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، «ما زالت لدى الحوثيين قدرات هجومية لكن عليهم أن يتخذوا القرار الصحيح وإلا سنستمر في عملياتنا».
وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بأن إدارة بايدن تعكف حالياً على وضع خطط لحملة عسكرية مستمرة تستهدف جماعة الحوثيين في اليمن، بعدما فشلت الضربات الجوية في وقف هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، صباح أمس الأحد، أن الولايات المتحدة تستعد لحملة طويلة ضد الحوثيين في اليمن. وقال مسؤول أمريكي كبير للصحيفة إن استراتيجية واشنطن تتمثل في تقويض القدرات العسكرية للحوثيين بما يكفي لتقليص قدرتهم على منع حركة السفن في البحر الأحمر. وأضاف المسؤول للصحيفة: لدينا رؤية واضحة حول هوية الحوثيين ونظرتهم للعالم.
ويشعر مسؤولون أمريكيون، وفق الصحيفة، بالقلق من أن يؤدي التصعيد العسكري إلى تعقيد جهود السلام الهشة في اليمن، أو حتى إشراك الولايات المتحدة في صراع غير متوقع في منطقة الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إنهم لا يتوقعون استمرار العمليات العسكرية في اليمن لسنوات، لكنهم يعترفون بعدم وضوح متى قد تتلاشى القدرة العسكرية للحوثيين بشكل كافٍ.
وتأتي هذه الخطوة بعد اجتماع في البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي بحث خيارات الرد على هجمات الحوثيين.
ووصف مسؤولو إدارة بايدن، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المداولات الداخلية، استراتيجيتهم في اليمن بأنها محاولة لتقويض القدرة العسكرية للحوثيين بما يكفي للحد من قدرتهم على استهداف الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن أو، على الأقل، لتوفير رادع كافٍ حتى تتمكن شركات الشحن التي تتجنب المخاطرة من استئناف إرسال السفن عبر الممرات المائية في المنطقة.
وأكد مسؤول أمريكي أن الضربات الأمريكية والبريطانية الأولية نجحت في «إضعاف بشكل كبير» القدرة العسكرية المستهدفة للحوثيين حتى الآن، لكنه أقر بوجود ترسانة كبيرة من الأسلحة لا تزال تحت تصرفهم.
وفي سياق متصل، حذر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان من أن التوترات في البحر الأحمر قد تخرج عن نطاق السيطرة وتؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة.
وقال الأمير فيصل بن فرحان في تصريحات لشبكة «سي.إن.إن» الأمريكية أمس الأحد، «أعني، بالطبع، أننا قلقون للغاية. أعني، كما تعلمون، أننا نمر بوقت صعب وخطير للغاية في المنطقة، ولهذا السبب ندعو إلى وقف التصعيد».
وقال وزير الخارجية السعودي إن المملكة تؤمن بحرية الملاحة وتريد تهدئة التوترات في المنطقة. وأضاف «نحن بالطبع نؤمن بشدة بحرية الملاحة. وهذا شيء يجب حمايته. لكننا بحاجة أيضا إلى حماية أمن واستقرار المنطقة. لذلك نحن نركز بشدة على تهدئة الوضع قدر المستطاع».
العربية نت: واشنطن تعلن وفاة جنديين فقدا خلال التصدي لقارب أسلحة للحوثي
أعلن الجيش الأميركي، الأحد، "وفاة" عنصرين من القوات الخاصة التابعة للبحرية كانا قد فُقدا خلال عملية قبالة سواحل الصومال لمصادرة أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثيين في اليمن، بعدما لم تنجح جهود البحث في تحديد مكانهما.
وكانت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" قد أفادت في وقت سابق أن عنصري البحرية اللذين أبلغت عن فقدانهما في البحر شاركا بتاريخ 11 يناير في عملية شملت صعود أفراد من القوات الخاصة على متن قارب شراعي قبالة سواحل الصومال ومصادرة مكونات صاروخية مصنوعة في إيران عُثر عليها على متنه.
وقال بيان صادر عن سنتكوم "يؤسفنا أن نعلن أنه بعد بحث مكثف استمر لمدة 10 أيام لم نتمكن من تحديد مكان عنصري البحرية الأميركية المفقودين، وتم تغيير وضع حالتهما إلى متوفيين".
أضاف البيان "انتهت عملية البحث والإنقاذ لعنصري القوات الخاصة في البحرية اللذين تم الإبلاغ عن فقدانهما أثناء الصعود على مركب شراعي غير قانوني يحمل أسلحة تقليدية إيرانية متقدمة"، مشيرا إلى البدء بعملية لاسترداد جثتيهما.
ووصفت القيادة المركزية الأميركية الاستيلاء على المكونات الصاروخية بأنها "أول مصادرة لأسلحة تقليدية متقدمة فتاكة قدمتها إيران.. للحوثيين منذ بدء هجمات الحوثيين على السفن التجارية في نوفمبر 2023".
وفي ذلك الشهر، بدأ الحوثيون باستهداف السفن التي زعموا أنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية على عشرات الأهداف في اليمن في وقت سابق هذا الشهر، واستهدفت الغارات الأميركية عددا من الصواريخ التي قالت واشنطن إنها كانت معدة للإطلاق وتشكل تهديدا للسفن المدنية والعسكرية.
وأعلن الحوثيون المصالح الأميركية والبريطانية أهدافا مشروعة لهم، وواصلوا تنفيذ هجمات على السفن.
وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد سنتكوم، "إننا حزناء على فقدان اثنين من محاربي القوات البحرية الخاصة، وسنكّرم إلى الأبد تضحياتهم".
ويمرّ نحو 12% من التجارة البحرية العالمية عادة عبر مضيق باب المندب المؤدّي إلى جنوب البحر الأحمر، لكنّ عدد الحاويات التي تمرّ في هذا الممر المائي انخفض بنسبة 70% منذ منتصف نوفمبر، وفق خبراء.
تهديد الملاحة بالبحر الأحمر مستمر.. والعين على قاعدة أميركية حال توسع الصراع
حذرت واشنطن من استهداف الحوثيين لقواعد غربية بالمنطقة، بعد أن ذكر تقرير استخباراتي أميركي أن الحوثيين يسعون للحصول على المزيد من الأسلحة، وذلك رغم الهجمات الأميركية والغربية الأخيرة على قواعد انطلاق صواريخهم باليمن، فيما أفاد قيادي حوثي بأن المرور بأمان في البحر الأحمر سيتم في حال وضع لافتة "لا علاقة لنا بإسرائيل" في لوحة التعريف الآلي للسفينة.
"لا علاقة لنا بإسرائيل"
وقال محمد علي الحوثي القيادي بجماعة الحوثي اليمنية إن وضع السفن عبارة "لا علاقة لنا بإسرائيل" في لوحة التعريف الآلي يسمح لها بالمرور بأمان في البحر الأحمر.
وجدد الحوثي عبر منصة "إكس" الانتقاد للولايات المتحدة وبريطانيا لغاراتهما على أهداف للجماعة في اليمن، ردا على الهجمات الحوثية على سفن بالمنطقة.
ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ أكتوبر الماضي لحرب إسرائيلية.
ويبدو أن الحوثيين مصصمون على مواصلة هجماتهم في البحر الأحمر، وتهديد حركة الملاحة الدولية.
المزيد من الأسلحة
فالضربات الأخيرة للولايات المتحدة وحلفائها على أهداف حوثية في اليمن لم تثن الجماعة عن مواصلة خطتها، وهذا ما كشفت عنه تقارير استخباراتية أميركية وغربية نقلتها صحيفة "بوليتيكو" Politico والتي أكدت أن الحوثيين يسعون للحصول على المزيد من الأسلحة من طهران.
وبحسب الصحيفة فإن مهمة واشنطن في اعتراض الأسلحة الإيرانية أثناء شحنها إلى اليمن صعبة للغاية.. أولا بالنظر إلى الطرق المتعددة والذكية التي يستخدمها المهربون المتمرسون في مثل هذه المهام، وثانيا قياسا بالخسائر الفادحة لمثل هذه العمليات. فمثلا خلال العملية الأخيرة تم فقدان اثنين من قوات البحرية الأميركية أثناء محاولتهما الصعود على متن قارب التهريب، فيما أعلنت البحرية الأميركية وفاتهما فيما بعد.
وتدفق الأسلحة إلى الحوثيين - بحسب الصحيفة - يعكس رغبة واضحة من طهران في استغلال الاضطرابات الإقليمية الحالية وطرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط. إلا أن إيران لا ترغب في الوقت نفسه في خوض حرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة، لأنها ذلك سيعرض نظامها الحاكم إلى التهديد، بحسب الصحيفة.
وذكرت صحف بريطانية، أمس الأحد، نقلا عن الحكومة، أن البحرية الملكية تعتزم تطوير الصواريخ التي استخدمت لإسقاط مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن.
قائمة أهداف تشمل قواعد أميركية
وبشكل متزامن، حذرت واشنطن من استهداف الحوثيين لقواعد غربية بالمنطقة، حيث وضع الحوثيون قائمة أهداف تشمل القواعد الأميركية في المنطقة إذا تَوسَع الصراع. هذا ما أعلنته الجماعة التي تواصل استهداف الملاحة البحرية قبالة اليمن.
مجلة "ناشونال إنترست" National Interest أكدت أن قاعدة معسكر لومونييه Le/monnier في جيبوتي، هي المعرّضة للتهديد الأكبر إذا توسع الصراع، وهي القاعدة الأميركية الوحيدة في القارة الإفريقية.
السبب في ذلك، أن القاعدة تبعد عن مضيق باب المندب بنحو 130 كيلومترا فقط، وهي مسافة من السهل أن تجتازها صواريخ الحوثي ومسيّراتهم.
وهذه القاعدة في جيبوتي، هي المقر الأساسي لعمليات القيادة الأميركية في إفريقيا المعروفة باسم "أفريكوم". وتستضيف نحو أربعة آلاف عسكري ومدني، ويتم استخدامها في عمليات مكافحة الإرهاب.
وتحظى هذه القاعدة باهتمام كبير من الحوثيين أيضا، حيث استُخدمت من قَبل لشّن ضربات عليهم في الماضي، ولكن ليس خلال التصعيد الحالي.
وأكد محللون عسكريون أن القاعدة تشكل تحديا لأميركا، لأنه تم تجهيزها لاستضافة قوات، وليست مجهزة لمقاومة هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ.
ويشير تحليل "ناشونال إنترست" إلى أن واشنطن تدرك أن الحوثيين قد يستهدفون معسكر لومونييه.
وفي تصريحات لرئيس وزراء جيبوتي، كشف أنه تمت الموافقة للولايات المتحدة على نشر أنظمة دفاع جوي باتريوت في هذه القاعدة للحماية من أي هجوم.
وتشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على مواقع للحوثيين منذ عدة أيام بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة على تهديد الملاحة في البحر الأحمر وتقويض حركة التجارة العالمية.
ووافق مجلس الأمن الدولي مطلع هذا الشهر على قرار يدعو الحوثيين إلى "وقف هجماتهم" في البحر الأحمر، بأغلبية 11 عضوا مع امتناع أربع دول عن التصويت، منها روسيا والصين.
صورة لسليماني على سفينة احتجزها الحوثيون.. فهل تورط إيران؟
تداول ناشطون يمنيون مقطع فيديو جديدا من إنتاج ميليشيا الحوثي، مؤكدين أنه يثبت علاقة إيران بالهجمات التي تشنها الميليشيا على السفن التجارية المارة في المياه الدولية بالبحر الأحمر.
ويظهر في الفيديو قيام الحوثيين برفع صورة قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، على متن الباخرة المحتجزة "غالكسي ليدر"، والتي حولتها الميليشيا لموقع لتنظيم الفعاليات الاستعراضية.
ونشرت وكالة مهر الإيرانية الفيديو وكتبت معلقةً: "مشاهد جديدة من على متن سفينة غالكسي ليدر المحتجزة في البحر الأحمر من قِبَل اليمن بعنوان دمكم طوفان".
من جهته أشار الصحافي والحقوقي همدان العليي، في تدوينة على منصة إكس، إلى ارتباط هذا الفيديو بالمعلومات التي نشرتها وكالة "رويترز" بشأن وجود قيادات من الحرس الثوري وحزب الله في صنعاء لتوجيه عمليات البحر الأحمر الحوثية.
وتطرق العليي إلى خسائر اليمن بسبب مشروع الحوثيين، والذي أسفر عن سقوط مئات الآلاف من القتلى وتمزق البلاد وتشريد الملايين فضلاً عن تجويع الشعب.
بدوره، علّق الصحافي ياسر اليافعي على الفيديو قائلاً: "بالطبع هي رسالة إيرانية واضحة، نحن نقف خلف فوضى البحر الأحمر، وما الحوثيون إلا أدوات تنفذ وترفع الصور".
من جانبه أشار الصحافي إبراهيم عسقين إلى سعي الحوثيين لنفي علاقة إيران بأحداث البحر الأحمر حيث يزعمون أنها "معركة من أجل غزة" وأضاف: "اليوم وكالة مهر الإيرانية ترد على الحوثيين بهذا الفيديو الذي يثبت تبعيتهم لإيران".
يذكر أن ميليشيا الحوثي تشن هجمات على سفن تجارية تزعم أنها تابعة أو متجهة لإسرائيل. وردت الولايات المتحدة وبريطانيا الأسبوع الماضي على هذه الهجمات بشن غارات جوية على أهداف للحوثيين في مناطق سيطرتهم في شمال وغرب اليمن.
العين الإخبارية: «رئاسي اليمن» يتطلع لمزيد من العقوبات ضد الحوثي: أفضل خيار
قال مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الأحد، إنه يتطلع إلى مزيد من العقوبات ضد جماعة الحوثي، بعد تصنيفها منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
جاء ذلك خلال اجتماع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، مع أعضاء المجلس، عيدروس الزبيدي، سلطان العرادة، طارق صالح، عبدالرحمن المحرمي، عبدالله العليمي، عثمان مجلي، بينما غاب بعذر عضو المجلس فرج البحسني.
وأعرب «الرئاسي» عن تطلعه إلى «مزيد من العقوبات ضد الحوثي، والتنفيذ الجماعي لقرارات الشرعية الدولية بشأن حظر الأسلحة، كأفضل خيار سلمي لجلب السلام والاستقرار الذي يستحقه الشعب اليمني».
تداعيات الهجمات
وأشار إلى تداعيات الهجمات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية، و«نهجها المستميت من أجل عسكرة المياه الإقليمية، ومضاعفة الأعباء الاقتصادية، وتكاليف التأمين والشحن البحري، والسلع الأساسية، والإضرار بالسيادة الوطنية، ومصالح الشعب اليمني».
ووجه المجلس في هذا الصدد، الحكومة اليمنية باتخاذ الإجراءات المنسقة مع مختلف الجهات للحد من التداعيات المعيشية للهجمات الحوثية على سفن التجارة العالمية، التي تنذر باختناقات حادة في سلاسل إمداد السلع الأساسية، والواردات الغذائية والدوائية المنقذة للحياة.
وأشاد بوحدة المجتمع الدولي إزاء ملف اليمن، وموقفه الموحد ضد التهديدات الخطيرة لحرية التجارة العالمية، معربا عن أمله لأن تقود هذه الحقائق الراسخة بشأن «الطبيعة الإرهابية الحوثية، والنظام الإيراني الداعم لها نحو تعزيز قدرات الحكومة وخفر السواحل اليمنية، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي، الهادف إلى حماية المياه الإقليمية ومكافحة الإرهاب الحوثي، وتنظيمي القاعدة وداعش».
تحذير من التصعيد
وحذر المجلس الحوثيين من «مغبة تصعيدهم الحربي على مختلف الجبهات، ومواصلة استثمار القضية الفلسطينية العادلة وسردياتها المضللة في تحشيد المزيد من المواطنين المُغرر بهم لاستهداف ومهاجمة الأعيان المدنية، ومواقع القوات المسلحة في مختلف الجبهات، ونسف كافة الجهود الرامية لإحلال السلام والاستقرار، وإنهاء معاناة الشعب اليمني».
كما أثنى على الجهوزية، واليقظة العالية التي جسدتها القوات المسلحة، والأمن وكافة التشكيلات العسكرية، والشعبية، ومواقف القوى الوطنية المنضوية في معركة استعادة مؤسسات الدولة، والدفاع عن النظام الجمهوري.
وكان مجلس القيادة الرئاسي وقف أمام المتغيرات المتعلقة بتقلبات أسعار الصرف، والإجراءات الكفيلة بتحقيق الاستقرار النسبي لسعر العملة، والسلع الأساسية وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فاقمتها هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية.
وتعهد المجلس بالوفاء بمسؤولياته الكاملة تجاه المواطنين، بما في ذلك الحرص على انتظام دفع رواتب الموظفين، وتحسين الإيرادات العامة، والمضي قدما في الإصلاحات الاقتصادية، والإدارية والمالية الشاملة المدعومة من الأشقاء والأصدقاء.
إشادة بالدعم الخليجي
كما أشاد بالدعم المستمر من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات للموازنة العامة للدولة، والمشتقات النفطية، فضلا عن تدخلاتهما الإنسانية والإنمائية في مختلف المجالات.
ووجه المجلس الرئاسي باعتماد الموجهات السياسية، والدبلوماسية والإعلامية لـ«إدارة الأزمة الطارئة، ومواجهة تضليل المليشيات، ومزاعمها الدعائية على كافة المستويات».
وفي 17 يناير/كانون الثاني الجاري، أعادت الولايات المتحدة الأمريكية، جماعة الحوثي إلى قائمة الجماعات الإرهابية العالمية، ما لاقى ترحيبًا سريعًا من قبل الحكومة والمكونات اليمنية باعتباره ينسجم مع قوانين البلاد.
الشرق الأوسط: الحوثيون يتموضعون في المرتفعات الجبلية للاحتماء من الضربات
بعد أن ضيقت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الخناق على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بسبب تمركزهم بالقرب من سواحله، واختيار عدد من شركات الملاحة طريقاً أخرى، تسعى الجماعة حالياً لإعادة التموضع في المرتفعات الجبلية المطلة على محافظة الحديدة مع تكثيف الهجمات على السفن التجارية في خليج عدن مستغلة سيطرتها على سلسلة من المرتفعات المطلة.
وذكرت مصادر محلية وأفراد سابقون في الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط» أن قرب مواقع الحوثيين في الشريط الساحلي للبحر الأحمر جعلا تحركاتهم تحت مجهر ومرمى القوات الأميركية والبريطانية.
كما أن مواقعهم هذه لم تمكنهم - بحسب المصادر - من المناورة وإخفاء الصواريخ والمسيرات التي كانت تستهدف السفن في جنوب البحر الأحمر، إضافة إلى القدرة الكبيرة التي أظهرتها قوات التحالف في اعتراض وتدمير كل الصواريخ والمسيرات التي تطلق باتجاه الممر المائي الحيوي، حيث جعلتهم عاجزين عن الاستمرار في استخدام الأسلوب نفسه الذي بدأوا به هجماتهم.
تكتيك جديد
وفق المصادر اليمنية فقد استطاعت الولايات المتحدة حتى الآن إفشال التكتيك الذي أعلن عنه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي الشهر الماضي والذي يعتمد على استنزاف واشنطن من خلال إطلاق مسيّرة لا تزيد تكلفتها على ثلاثة آلاف دولار - على حد زعمه - في حين أن تكلفة اعتراضها من قبل القوات الأميركية سيكون بصاروخ قيمته مليون دولار.
وأكدت المصادر أن الحوثيين يعيدون تموضع قواتهم في السلسلة الجبلية لمحافظة ريمة المطلة على مدينة وميناء الحديدة، وفي الهضاب الواقعة في مديرية اللحية الساحلية وفي وسط المزارع الكثيفة في مديريتي ميدي وعبس المطلتين على البحر الأحمر.
وإلى ذلك، اتجهت الجماعة المدعومة من إيران نحو تكثيف هجماتها على السفن في خليج عدن مستغلة سيطرتها على سلسلة المرتفعات الجبلية بين محافظتي أبين والبيضاء المطلة على خليج عدن.
وخلال ثلاثة أيام فقط الأسبوع الماضي استهدف الحوثيون بالصواريخ والمسيّرات حوالي ثلاث سفن تجارية في خليج عدن من خلال إطلاق الصواريخ المتطورة التي حصلوا عليها من مواقع تمركزهم في مديرية مكيراس على حدود محافظة أبين مع محافظة البيضاء، ومن مواقع أخرى في أطراف محافظة البيضاء مع محافظة الضالع، وهي المنطقة التي تطل على خليج عدن.
وتوقعت المصادر استئناف الحوثيين هجماتهم على السفن في البحر الأحمر بعد استكمال تموضعهم في المرتفعات والهضاب الجبلية حتى يكونوا بعيداً عن الاستهداف المباشر من القوات الأميركية والبريطانية، ذلك لأن وجودهم في المرتفعات الجبلية المطلة على خليج عدن، وبُعد المسافة بين البحر وتلك المواقع، واتساع الخليج، وكثرة السفن العابرة منه سهلت على الجماعة تنفيذ عدد من الهجمات وإن لم تكن دقيقة في كثير من الأحيان.
مخاوف حكومية
من جهته، أكد مسؤول حكومي يمني أن وقف كثير من خطوط الملاحة المرور عبر البحر الأحمر جعل الحوثيين يكثفون هجماتهم باتجاه خليج عدن، ونبه إلى أن ذلك ستكون له أضرار بالغة على حركة التجارة المتجهة إلى موانئ عدن والشحر والمكلا والتي لا تزال تكلفة الشحن إليها أقل بكثير من الرسوم المفروضة على السفن المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر.
لكن عبد الله بن عامر نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات الحوثيين يقول إن «المعركة الأوسع والأهم في البحر الأحمر لم تحدث بعد»، وأضاف أن الأميركيين وبعد فشلهم في إخضاع الحوثيين بالتهديدات والعمل العسكري يدرسون «خيارات توسيع عملياتهم العدوانية»، ولهذا فإن المحتمل التوجه لمزيد من التصعيد، وأكد أن الأميركيين لم يشاهدوا من جماعته إلا المقدمات فقط.
وكانت القوات الأميركية استهدفت عدة مواقع للحوثيين في محافظتي أبين والبيضاء بعد أن هاجموا نحو ثلاث سفن في خليج عدن، بينها السفينة «كيم رينغر»، وهي سفينة ناقلة ترفع علم جزر مارشال وتملكها الولايات المتحدة وتديرها اليونان.
وفي وقت سابق، كشفت 4 مصادر إقليمية ومصدران إيرانيان لـ«رويترز» أن قادة من «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني موجودون في اليمن للمساعدة في توجيه هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، والإشراف عليها.
وذكرت المصادر الإقليمية الأربعة أن إيران التي سلَّحت ودرَّبت وموَّلت الحوثيين، كثفت إمداداتها من الأسلحة للجماعة في أعقاب اندلاع الحرب في غزة، بعد أن هاجمت «حركة حماس» المدعومة من إيران إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وأضافت المصادر، لـ«رويترز» أن طهران قدمت طائرات مسيّرة متطورة وصواريخ «كروز» مضادة للسفن وصواريخ باليستية يمكنها إصابة أهدافها بدقة وصواريخ متوسطة المدى للحوثيين الذين بدأوا استهداف السفن التجارية في نوفمبر (تشرين الثاني)، تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
وقالت المصادر جميعها إن قادة ومستشارين من «الحرس الثوري» الإيراني يقدمون أيضاً دعماً من الخبرة والبيانات والمعلومات الاستخباراتية لتحديد أيّ من عشرات السفن التي تمر عبر البحر الأحمر يومياً تتجه إلى إسرائيل، وتشكِّل أهدافاً للحوثيين.