"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الثلاثاء 23/يناير/2024 - 10:23 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 23 يناير 2024.
الاتحاد: انتهاكات «الحوثي» تقوض الأمن الغذائي وتفاقم معاناة اليمنيين
أعلنت الحكومة اليمنية أن انتهاكات الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، أضرت باليمن، حيث تقلصت نسبة الشحنات التجارية الواردة إلى موانئ البحر الأحمر وزادت تكاليف الشحن والتأمين، ما يهدد بتقويض الأمن الغذائي وتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي لليمنيين.
وقال وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد بن مبارك في بيان ألقاه، أمس، أمام قمة الجنوب الثالثة لمجموعة السبعة والسبعين والصين المنعقدة في العاصمة الأوغندية كمبالا «إن ما تقوم به جماعة الحوثية يهدد سلاسل التوريد عبر باب المندب والتي تمثل 15 % من التجارة العالمية، وبالتالي رفع أسعار السلع المصنعة بسبب زيادة تكاليف الشحن والتأمين على السفن في لحظة حاسمة تواجه العالم بين النمو الاقتصادي المنخفض والتضخم المرتفع».
وأشار الوزير إلى أن أولى الأولويات الملحة لدول الجنوب يتمثل في استعادة وتعزيز الاستقرار الذي تبنى عليه كل جهود التنمية، من خلال إيجاد الحلول للصراعات والتوترات القائمة، والعمل على تلبية الاحتياجات الضرورية للدول التي تعيش مرحلة الصراع.
ولفت إلى أن استمرار التدهور الاقتصادي في اليمن منذ انقلاب الحوثي عام 2014م زاد معدلات الفقر وأصبح غالبية السكان بحاجة إلى المساعدات الإنسانية أو الحماية وتفاقم الوضع الإنساني أكثر منذ أكتوبر 2022 بعد استهداف الحوثية لموانئ تصدير النفط في اليمن والسفن النفطية، ما أدى لتعطيل أهم مصدر للإيرادات الحكومية، رغم محدوديته، وهو ما فاقم معاناة اليمنيين التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.
ونوه الوزير بن مبارك، بأن على مجموعة الـ 77 والصين أن تأخذ زمام المبادرة في تعزيز التغييرات المنهجية والهيكلية اللازمة لإحياء النمو العالمي المستدام، وتحقيق المساواة في العلاقات الاقتصادية الدولية، ونقل التكنولوجيا إلى دول الجنوب، واعتماد نظام دولي منصف لتكنولوجيا المعلومات يمكّن البلدان النامية من «القفز» إلى الاقتصاد الرقمي العالمي.
وأمس الأول، حذر «الرئاسي اليمني» جماعة الحوثي من مغبة تصعيدها العسكري، ومواصلة استهداف ومهاجمة الأعيان المدنية، ومواقع القوات المسلحة في مختلف الجبهات، ونسف الجهود كافة الرامية لإحلال السلام والاستقرار، داعياً إلى ضرورة الحد من التداعيات المعيشية للهجمات الحوثية على سفن التجارة العالمية.
جاء ذلك خلال اجتماع مجلس القيادة الرئاسي، برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس المجلس، وبحضور أعضائه.
ووقف مجلس القيادة الرئاسي، أمام تطورات الأوضاع المحلية في الجوانب الاقتصادية، والمعيشية، والسياسية، والأمنية والعسكرية، وفي المقدمة منها تخفيف المعاناة الإنسانية التي فاقمتها هجمات جماعة الحوثية على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية.
واطلع المجلس على تقديرات موقف بشأن تداعيات الهجمات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية، ونهجها من أجل عسكرة المياه الإقليمية، ومضاعفة الأعباء الاقتصادية، وتكاليف التأمين والشحن البحري، والسلع الأساسية، والإضرار بالسيادة الوطنية، ومصالح الشعب اليمني.
ووجه المجلس، الحكومة باتخاذ الإجراءات المنسقة مع مختلف الجهات للحد من التداعيات المعيشية للهجمات الحوثية على سفن التجارة العالمية التي تنذر باختناقات حادة في سلاسل إمداد السلع الأساسية، والواردات الغذائية والدوائية المنقذة للحياة.
وفي السياق، دفعت جماعة الحوثي، بتعزيزات بشرية نحو جبهات الضالع، بعد ساعات من استهدافها منازل المدنيين في منطقة مريس.
وقالت مصادر محلية، إن الجماعة استقدمت تعزيزات بشرية كبيرة من مدينة إب إلى مدينة دمت، منها إلى مناطق مريس، وذلك في إطار استعداداتها لشن هجمات جديدة على مواقع القوات المشتركة.
وكثفت جماعة الحوثي من إرسال التعزيزات البشرية نحو عددٍ من جبهات القتال، منذ مطلع العام الجاري، تركزت أغلبها نحو جبهات تعز والساحل الغربي والضالع ومأرب وشبوة.
سكاي نيوز: الحوثيون يمهلون الأميركيين والبريطانيين شهرا لمغادرة اليمن
طالبت جماعة الحوثي، الثلاثاء، منظمات الأمم المتحدة والدولية باليمن مغادرة موظفيها الأميركيين والبريطانيين خلال شهر.
يأتي مطلب الحوثيين بمغادرة موظفي الولايات المتحدة وبريطانيا، تزامنًا مع شن واشنطن ولندن هجمات على تجمعات ومقرات الحوثيين في اليمن ردًا على هجمات الأخير على الملاحة في البحر الأحمر.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، توجيه القوات الأميركية والبريطانية جولة جديدة من الضربات، الإثنين، ضد الحوثيين في اليمن بسبب استهدافهم لسفن الشحن في البحر الأحمر، مستهدفة موقع تخزين تحت الأرض وصواريخ وقدرات عسكرية أخرى للحوثيين، وفقًا لما نقلته "رويترز".
وكشف البنتاغون، عن تنفيذ 8 ضربات جديدة، مشيرا إلى أن "هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء".
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، الإثنين، إن بريطانيا نفذت المزيد من الضربات ضد الحوثيين في اليمن وهجماتهم في البحر الأحمر لا تزال تعطل حركة الملاحة.
وأضاف البيان أن الطائرات البريطانية استخدمت قنابل دقيقة التوجيه لضرب أهداف عدة بالقرب من مطار صنعاء.
وأشارت إلى أن 4 طائرات تايفون انضمت إلى القوات الأميركية في الضربات ضد مواقع الحوثيين في اليمن.
وأكدت الدفاع البريطانية أن الضربات ضد مواقع الحوثيين ستحد من قدرتهم على تهديد التجارة العالمية.
بالتفصيل.. أهداف القصف الجديد ضد الحوثيين والأسلحة المستخدمة
أكد بيان مشترك من أميركا وبريطانيا والبحرين ودول أخرى، تنفيذ ضربة على مواقع خاضعة للحوثيين في اليمن.
وقال البيان المشترك إن "ضربة اليوم استهدفت على وجه التحديد موقع تخزين تابع للحوثيين تحت الأرض، ومواقع مرتبطة بقدرات الحوثيين الصاروخية والمراقبة الجوية".
وأوضح البيان أن الضربات الجديدة استهدفت 8 أهداف للحوثيين، مؤكدا أنه "لن نتردد في الدفاع عن التدفق الحر للتجارة بأحد أهم الممرات المائية في العالم بمواجهة التهديدات الحوثية".
ووفق مسؤولين عسكريين أميركيين فإن الضربات في اليمن ناجحة وكان لها "تأثير جيد" في جميع المواقع الثمانية المستهدفة.
ونقلت "رويترز" عن وزارة الدفاع البريطانية قولها إن "4 طائرات تايفون إف.جي.آر4 إس تابعة لسلاح الجو الملكي مدعومة باثنتين من ناقلات فويدجر انضمت إلى القوات الأميركية في الضربة ضد مواقع الحوثيين باليمن".
وأضافت الوزارة أن "الطائرات استخدمت قنابل بيفواي 4 الدقيقة التوجيه لضرب أهداف عدة في موقعين عسكريين بالقرب من مطار صنعاء".
من جانبه قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن هذه العملية "ستوجه ضربة أخرى لمخزونات الحوثيين المحدودة وقدرتهم على تهديد التجارة العالمية".
وشدد شابس على "مواصلة العمل على دعم الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط".
ومنذ منتصف نوفمبر أطلق الحوثيون العديد من الصواريخ والمسيرات ضد السفن التي يعتقدون أنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، مؤكدين أن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لقصف اسرائيلي متواصل منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على أراضيها في 7 أكتوبر.
وعطّلت هذه الهجمات حركة الملاحة في هذه المنطقة الأساسية للتجارة العالمية، ودفعت الولايات المتحدة إلى ضرب مواقع الحوثيين عدة مرات وتصنيفهم ككيان إرهابي.
وأعاد الحوثيون الإثنين التأكيد على أنهم سيواصلون "منع السفن الإسرائيلية" من عبور البحر الأحمر وخليج عدن حتى نهاية الحرب في الأراضي الفلسطينية و"الرد على أي هجوم" ضد اليمن.
وأعلن الحوثيون الإثنين أيضا مسؤوليتهم عن هجوم على سفينة عسكرية أميركية قبالة سواحل اليمن، لكن الولايات المتحدة نفت وقوع أي هجوم.
العين الإخبارية: «محض كذب».. واشنطن تنفي هجوما حوثيا «مزعوما» على سفينة أمريكية
نفى الجيش الأمريكي، الإثنين، ما أوردته مليشيات الحوثي بشأن شنها هجوما بالصواريخ على سفينة الشحن العسكرية الأمريكية (أوشن جاز) في خليج عدن.
وقالت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، في بيان، إن "تقرير الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران عن هجوم ناجح مزعوم على سفينة أوشن جاز محض كذب".
وأضافت: "استمرت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية في التواصل مع أوشن جاز طوال فترة عبورها الآمن".
وكانت مليشيات الحوثي أعلنت، الإثنين، استهداف سفينة عسكرية أمريكية في خليج عدن وذلك بعدد من الصواريخ البحرية.
وقالت مليشيات الحوثي على لسان ناطقها العسكري يحيى سريع إنها "نفذت عمليةً عسكريةً استهدفتْ سفينةَ شحنٍ عسكريةٍ أمريكية أوشن جاز في خليجِ عدن وذلك بصواريخَ بحريةٍ مناسبة".
وزعم الحوثيون أن الهجوم جاء ردا " على الهجمات الأمريكيةِ والبريطانيةِ" قائلا، إن "أيَّ اعتداءٍ جديدٍ لن يبقى دونَ ردٍ وعقاب".
وقبل يومين، كشفت القيادة المركزية الأمريكية عن تنفيذها ضربات جديدة لمليشيات الحوثي شمال اليمن مستهدفة صواريخ مضادة للسفن معدة للإطلاق.
وعلى مدى الأسابيع الماضية استهدف الحوثيون سفنا تجارية بزعم أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب وفي البحر الأحمر وخليج عدن بدعوى نصر قطاع غزة لترد أمريكا وبريطانيا بعشرات الضربات على مواقع المتمردين.
هجمات الحوثي والبحر الأحمر.. أمواج القلق تضرب الشارع اليمني
مع زيادة التوتر في البحر الأحمر، ارتفعت مخاوف اليمني قائد محمد من دخول بلاده حربا جديدة تقودها إلى الهاوية بعد أن أنهكتها معارك الحوثي المستعرة على الجبهات منذ 10 أعوام.
ورغم أن محمد (46 عاما) يعيش مع أسرته في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، فإنه "لم يسلم من تداعيات الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر والتي قد تنعكس على الوضع المعيشي في البلاد لا سيما بعد ارتفاع تكاليف التأمين للسفن المتجهة للموانئ اليمنية"، كما يقول.
مثلث أخطار
ويرى المواطن اليمني في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، سوف تجر اليمن إلى وضع أسوأ من الوضع الذي عاشه طيلة 10 أعوام مضت، بعد جر الجماعة البلاد إلى صراع أكبر مع أمريكا وبريطانيا".
وتشن الولايات المتحدة وبريطانيا منذ أيام غارات على مواقع للحوثيين تقول إنها تمثل تهديدا لأمن أحد أهم الممرات التجارية في العالم.
ويضيف أن "الخطر الذي يشكله الحوثيون على اليمن، خطر سياسي واقتصادي وعسكري وهو مثلث أخطار يتربص باليمن واليمنيين في ظل استمرار مغامرات جماعة الحوثي".
وأكد أن "عسكرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي، سوف تنعكس على اليمن بشكل واسع، برا وبحرا"، لافتا إلى أن هجمات الحوثيين التي تهدد الملاحة البحرية لليمن والعالم استدعت أساطيل القوى العظمى إلى البحر وقبالة البلاد.
المخاوف التي أبداها محمد، أتت عليها التربوية اليمنية رشاء عمر الهيج، التي أوضحت أن "الوضع اليمني وبسبب هجمات الحوثي في البحر الأحمر، انتقل من سيئ إلى أسوأ، والخوف الآن من جلب مزيد من الحروب إلى الملاحة والأراضي اليمنية".
وتقول الهيج لـ"العين الإخبارية"، إن "الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أثرت سلباً على اليمن بشكل عام، والمحافظات الجنوبية بشكل خاص، لموقعها الاستراتيجي، كونها مطلة على خليج عدن والبحر العربي ومجاورة للبحر الأحمر".
وتضيف: "نحن نعاني في اليمن من ظروف اقتصادية سيئة بسبب الحرب، والحياة المعيشية صعبة للغاية يكابد فيها المواطن أزمات عدة منها انقطاع الراتب وارتفاع الأسعار وقد تضاعف هجمات الحوثي هذه المآسي".
الصراع الأوسع بات واقعا
بالنسبة للمراقبين والنخب اليمنية فإن الصراع الأوسع الذي أشعله الحوثيون بات واقعا لا سيما عقب الضربات الأمريكية البريطانية ضد أهداف حوثية والتي ما زالت لم تستطع وقف هجمات الحوثي ضد سفن الشحن.
فجماعة الحوثي لا تزال في تقديرهم تجر اليمن إلى مستنقع الفوضى اقتصاديا وعسكريا، فيما الحل الوحيد لوقف هجماتها البحرية هو تحرير محافظة الحديدة من قبل القوات الحكومية في الساحل الغربي.
هذا ما يذهب إليه المحلل السياسي اليمني عدنان الجعفري، لدى حديثه عن خطر حروب الحوثي التي تفجرت عام 2004، ثم توسعت بعد انقلابه أواخر 2014 لتعم كل اليمن وتسعى لجر البلاد في 2024 إلى حرب أوسع نطاقا.
وقال الجعفري لـ"العين الإخبارية" أن" المليشيات تريد تكريس منهجها الطائفي في اليمن، وإدخاله في حروب طاحنة بالوكالة، كونها تتغذى على الحروب.
ويستشهد الجعفري في حديثه باستثمار الحوثي للحرب في غزة قائلا إن "جميع الدول العربية تناصر القضية الفلسطينية، لكن ما يمارسه الحوثيون هو قرصنة في البحر، لا تخدم غزة بشكل رئيسي، لكنها تهدد الملاحة البحرية اليمنية، وتجر البلاد إلى صراع آخر، وتهدد عمليات السلام".
وأشار إلى أن هجمات الحوثي في البحر الأحمر لن تتوقف "في ظل استمرار سيطرتها على مساحات واسعة من سواحل محافظة الحديدة، إذ إن ضربات أمريكا لن تجدي نفعا في صدها، وإنما يحتاج الأمر لدعم دولي للحكومة اليمنية، ليمكنها من تحرير السواحل الغربية وإيقاف فوضى الجماعة في البحر الأحمر".
من جهته، يقول الأكاديمي اليمني رمزي هاشم، لـ"العين الإخبارية"، "إننا جميعنا نعلم مدى خطورة ما تمارسه جماعة الحوثي، سواء على المستوى العقائدي أو عبثها بمؤسسات وموارد البلاد".
ويضيف هاشم أن تهديد المليشيات الحوثية للملاحة البحرية اليمنية والدولية، في باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن، هو عمل بالوكالة لدول في الإقليم ترى أن ورقة الضغط الاقتصادي يمكن أن تشكل فرصة لها حتى لو أتت على حساب الشعب اليمني.
وتابع : "المليشيات حطب هذه المعركة الوهمية، وانعكاساتها على المجتمع اليمني أكثر تأثيرا، خاصة على المستوى الاقتصادي، وسوف يؤثر ذلك بالسلب على الحياة العامة في مختلف مناطق في البلاد".
العربية نت: "سهم بوسيدون".. تعرف على خطة بايدن المزدوجة لضرب الحوثي
منذ أشهر تتصاعد هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، بينما تحاول الولايات المتحدة مع عدد من الشركاء الدوليين ضمن حلف "حارس الازدهار" حماية سلامة الملاحة في هذا الممر المائي المهم دولياً.
وقد عمدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اعتماد خطة مزدوجة توازن بين العقوبات والضربات العسكرية.
نهج طويل الأمد
إذ أطلقت اسم "سهم بوسيدون" على العملية الجارية لاستهداف أصول الحوثيين في اليمن، ما يشي بنهج طويل الأمد وأكثر تنظيماً في ما يتعلق بالعمليات الأميركية تجاه هذا الملف، وفق شبكة "سي أن أن"، اليوم الثلاثاء.
واعتمدت تلك الخطة أو الاستراتيجية الجديدة على توجيه ضربات عسكرية دقيقة وفعالة لتقويض قدرات الحوثيين الهجومية، وقد بلغ عدد تلك الضربات نحو 9 حتى الآن، وسط توعد أميركي بتنفيذ المزيد إذا استمرت الهجمات الحوثية، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الجماعة المدعومة إيرانياً.
في السياق، أوضح عدد من الخبراء أن استراتيجية بايدن الجديدة بشأن اليمن تهدف إلى إضعاف المسلحين الحوثيين.
لكنها لا تصل إلى حد محاولة هزيمة الجماعة أو الاحتكاك بشكل مباشر مع إيران الحليف الرئيسي للحوثيين، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".
ويبدو أن هذه الاستراتيجية، التي تعتبر مزيجا من الضربات المحدودة والعقوبات، تهدف إلى منع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، رغم سعي واشنطن لمعاقبة الحوثيين على هجماتهم، وإعادة تصنيفهم على لائحة "التنظيمات الإرهابية العالمية" الأسبوع الماضي.
"تحالف عسكري بحري"
يشار إلى أنه منذ 19 نوفمبر الماضي (2023) أي بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، شنت جماعة الحوثي عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن شحن في هذا الممر الملاحي الحيوي.
فيما عمدت واشنطن إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر المنصرم عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم "حارس الازدهار"، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية.
ونفذ هذا التحالف في 12 و13 يناير الحالي عدة ضربات على مواقع عسكرية حوثية في صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة، ثم جددها عدة مرات لاحقاً، كان آخرها أمس الاثنين.
الشرق الأوسط: نيوزيلندا تعتزم إرسال فريق دفاعي لدعم الأمن في البحر الأحمر
قال رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون، اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده سترسل فريق دفاع مكونا من ستة أعضاء إلى منطقة الشرق الأوسط في إطار تحالف دولي لدعم الأمن البحري في البحر الأحمر، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».
وأضاف لوكسون خلال مؤتمر صحافي: «هجمات الحوثيين ضد حركة الشحن التجاري والبحري غير قانونية وغير مقبولة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير».
وتابع: «إرسال هذا الفريق... هو استمرار لتاريخ نيوزيلندا الطويل في الدفاع عن حرية الملاحة في الشرق الأوسط وفي المناطق الأكثر قربا منها».
وأشار إلى أن أفراد الدفاع النيوزيلنديين لن يدخلوا اليمن أو يشاركوا في أي قتال، لكنهم سيساهمون في الدفاع الجماعي عن النفس فيما يتعلق بالسفن في الشرق الأوسط بالتماشي وفق القانون الدولي.
وقال وزير الخارجية وينستون بيترز النيوزيلندي، في وقت سابق، إنه ينبغي عدم الخلط بين تحركات نيوزيلندا وموقفها بشأن الصراع بين إسرائيل و«حماس».
وأضاف: «أي إشارة إلى أن دعمنا المستمر للأمن البحري في الشرق الأوسط مرتبط بالتطورات الأخيرة في إسرائيل وقطاع غزة هي فكرة خاطئة».
تدعو نيوزيلندا إلى هدنة إنسانية ووقف إنساني للقتال وتشدد على الحاجة إلى اتخاذ مزيد من الخطوات نحو وقف مستدام لإطلاق النار في غزة.
يأتي ذلك فيما تنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن والتي تستهدف سفنا مدنية في البحر الأحمر منذ أسابيع فيما تقول إنه احتجاج على الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن قوات أميركية وبريطانية نفذت جولة جديدة من الضربات، أمس، استهدفت موقع تخزين تحت الأرض تابعا للحوثيين بالإضافة إلى قدرات صاروخية واستطلاعية.
وتتسبب هجمات الحوثيين في تعطيل الشحن العالمي وتثير مخاوف من التضخم العالمي. كما فاقمت المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب بين إسرائيل و«حماس» إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.
كيف تحولت سفينة «غالاكسي ليدر» إلى مزار يُدرّ المال للحوثيين؟
تحولت السفينة الدولية المختطفة «غالاكسي ليدر» إلى مصدر جديد لإسناد الجماعة الحوثية مالياً ودعائياً، وذلك بعد تحويلها إلى مزار سياحي مع استغلال فضول السكان الخاضعين للجماعة ورغبتهم في الصعود على متنها، إلى جانب تنفيذ فعاليات ترويجية، حتى ولو كان ثمن ذلك أرواح عدد من الزوار.
الأسبوع الماضي فقط تسببت السفينة في وفاة أربعة يمنيين غرقاً، في حادثتين منفصلتين، خلال زيارتهم لها، إلا أن ذلك لم يمنع استمرار تدفق الزوار على السفينة وتنظيم الجماعة فعالياتها على ظهرها، في حين يتداول السكان أحاديث عن وقوع كثير من حوادث الغرق غير المعلَن عنها جراء القبضة الأمنية للجماعة.
وحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» توفي 3 موظفين في إحدى شركات الصرافة في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، غرقاً في البحر الأحمر قبالة ميناء الصليف الواقع إلى الشمال من مدينة الحديدة، في حادثة انقلاب زورق كان يقلهم من الساحل إلى السفينة «غالاكسي ليدر»، بسبب الرياح الشديدة، وذلك خلال رحلة سياحية جرى تنظيمها لموظفي الشركة.
وفي حادثة أخرى، توفيت امرأة غرقاً خلال رحلة إلى السفينة، وتعددت الروايات حول وفاتها، ففي حين تقول إحداها إن الضحية وقعت وزوجها من على متن الزورق الذي كان يقلهما في طريقهما إلى السفينة، واستطاع زوجها النجاة بنفسه، تقول رواية ثانية إن قدمها انزلقت من على حافة السفينة بعد الصعود على متنها، ولم يتمكن أحد من إنقاذها.
وتحدث شهود عيان ممن زاروا السفينة أنه جرى أخيراً منع النساء من الصعود إليها، والسماح لهن بالاكتفاء بمشاهدتها من على ظهر الزوارق فقط، ويقتصر الصعود على الرجال فقط، وذلك بعد أن تم تكليف عدد من الغواصين بمهام إنقاذ من يسقطون من على ظهر السفينة، ما يرجح وقوع عدد كبير من حوادث السقوط والغرق غير المعلن عنها.
وقال زوار لـ«الشرق الأوسط» إن القادة الحوثيين يعللون منع النساء من الصعود إلى السفينة بأنه في حالة سقوطهن في مياه البحر لن يُسمح للغواصين بإنقاذهن حفاظاً على عادات وتقاليد المجتمع.
وقبل منع النساء من الصعود إلى السفينة، تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر سقوط القيادية في الشرطة النسائية الحوثية (الزينبيات) المعروفة باسم أم أحمد الخولاني، في مياه البحر خلال تنظيم صعود النساء إلى السفينة، ولم يتم الكشف عن مصيرها حتى الآن.
سياحة بلا تأمين
اختطفت الجماعة الحوثية السفينة «غالاكسي ليدر» في 19 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مبررةً ذلك بالرد على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد تلقيها معلومات استخباراتية عن ارتباط شخصية إسرائيلية بالسفينة، وتعهدت بمنع كل السفن الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر، قبل أن تبدأ استهداف السفن التجارية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة.
وترجّح مصادر مطّلعة في محافظة الحديدة في إفادتها لـ«الشرق الأوسط» أن عدد الضحايا والحوادث أكبر من المعلن عنه، مع وجود تعتيم إعلامي على تلك الحوادث خوفاً من أن يؤدي الإعلان عنها إلى تراجع الإقبال على زيارة السفينة، خصوصاً مع نشاط الرياح وارتفاع الأمواج خلال هذه الفترة، إلى جانب عدم وجود وسائل حماية على ظهر السفينة تمنع الزوار من الانزلاق والوقوع في البحر.
وحسب المصادر فإن سطح السفينة غير محميّ بسياج أو سور لمنع وقوع الركاب من عليه، لأنها سفينة تجارية لا يستقلّها إلا طاقمها الملاحي محدود العدد، في حين لا تراعي الجماعة الحوثية هذا الأمر وتنظم الزيارات إلى سطح السفينة، مكتفيةً بتحذير الزوار من المخاطر المحدقة بهم.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإنه بمجرد الإعلان عن تحويل السفينة إلى مزار سياحي؛ تدفق الآلاف من مختلف المناطق والمحافظات القريبة لزيارتها، في الوقت نفسه الذي تنظم فيه الجماعة زيارات لأنصارها ومقاتليها إلى السفينة.
وذكرت المصادر أن الجماعة الحوثية تُلزم موظفي قطاعات الدولة الواقعة تحت سيطرتها بزيارة السفينة، وتنظم رحلات شبه يومية لهم من مختلف المحافظات، بعد أن جرى تكليف لجنة من القادة الحوثيين في مدينة الصليف بترتيب الزيارات وتنظيم الصعود إلى السفينة.
جبايات وترويج للمواجهة
يعد الصعود على سطح سفينة في عرض البحر مغامرة يحلم بها الكثير من اليمنيين الذين يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة، ويسكن غالبيتهم في مناطق ريفية جبلية معزولة عن الحضر والمدن، ولا يعرفون عن السفن إلا ما يسمعونه في وسائل الإعلام، إذ وفّر تحويل «غالاكسي ليدر» إلى مزار سياحي فرصة لتحقيق هذا الحلم.
وبينما غيّرت الجماعة اسم السفينة إلى «سقطرى»؛ فإنها تستخدم السفينة الإماراتية «روابي» التي اختطفتها مطلع العام قبل الماضي، وغيَّرت اسمها إلى «عقبان» في نقل الزوار إلى السفينة الجديدة بعد أن كانت تستخدمها لأغراض النقل بين ميناءي الصليف والحديدة.
وكشفت المصادر عن أن عناصر حوثيين يشرفون على حركة نقل الزوار من الميناء وإلى السفينة، إذ يجري تحصيل جبايات من ملّاك الزوارق التي تنقل الزوار بشكل يومي، ومَن يمتنع عن دفع الجبايات، يُمنع من دخول الميناء. وخصصت الجماعة الزوارق الحربية لنقل الوفود بزيارات منظمة من جهات تابعة للجماعة أو من المؤسسات والقطاعات الرسمية التي تسيطر عليها، أو الشركات والمؤسسات التجارية.
كما كشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن الزيارات التي تنظمها الجماعة لأنصارها يجري تمويلها من خلال إلزام شركات ومؤسسات تجارية بتنظيم رحلات لموظفيها إلى السفينة رفقة رحلات لمجاميع من أنصار الجماعة، أو موظفي القطاعات الرسمية المختلفة، على أن تتحمل الشركات كامل النفقات.
ورغم ذلك، يُجبر موظفو القطاعات الرسمية على دفع أجور نقلهم من الميناء إلى السفينة على ظهر الزوارق الحربية، بحجة أن تلك الرسوم تُحصَّل لصالح دعم القوات البحرية التي تواجه إسرائيل والغرب.
ويدفع الزائر للسفينة مبلغاً يصل إلى ألفي ريال يمني لمالك الزورق الذي يقله أو لعناصر الجماعة الحوثية التي تقل الزوار على متن زوارقها الحربية (الدولار يساوي 530 ريالاً يمنياً).
وتنظم الجماعة فعاليات متنوعة على سطح السفينة المختطفة، بغرض الدعاية لصالح هجماتها وعملياتها في البحر الأحمر، وتتضمن الفعاليات بث خطابات لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وإلقاء عدد من قادتها خطابات للتنديد بالغرب، والمطالبة بمناصرة الجماعة في حربها المزعومة لنصرة أهالي القطاع المحاصر، فضلاً عن رفع صور القادة الإيرانيين على متنها.