اتفاق إخلاء طرابلس.. خطوة نحو الاستقرار في ليبيا

الخميس 22/فبراير/2024 - 12:00 م
طباعة اتفاق إخلاء طرابلس.. أميرة الشريف
 
أعلن وزير الداخلية الليبي، اللواء عماد الطرابلسي، عن توصله إلى اتفاق لإخلاء العاصمة طرابلس من المجموعات المسلحة، وإعادتها إلى مقارها وثكناتها.
وفي مؤتمر صحافي، أكد الوزير أنه تمت مشاورات ومفاوضات مستمرة لأكثر من شهر، وأسفرت عن توصلهم إلى اتفاق مع الأجهزة الأمنية لإخلاء طرابلس بالكامل خلال الفترة المقبلة.
 وأضاف أن العاصمة ستشهد تواجداً فقط لقوات الشرطة والنجدة والبحث الجنائي، التابعة لوزارة الداخلية.
وأشار الوزير إلى أن المجموعات التي لا تخضع لوزارتي الداخلية والدفاع، مثل الأمن العام ودعم الاستقرار والردع واللواء 111 و444 قتال وقوة دعم المديريات، ستعود أيضاً إلى مقارها وثكناتها.
يتميز هذا الاتفاق بعدم استخدام القوة إلا في حالات الضرورة، حيث ستُستخدم القوات الأمنية فقط في دعم محدد لمديرية أمن طرابلس.
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والأمن في طرابلس وبقية المدن الليبية، وذلك بعد حادثة مقتل 10 أشخاص في بلدية أبو سليم بطرابلس، التي أدانتها الأمم المتحدة وطالبت بإجراء تحقيق.
وتأتي هذه الخطوة أيضاً في إطار الجهود الرامية لتوحيد السلطة وإنهاء الانقسامات الداخلية في ليبيا، التي تعاني من الفوضى والصراعات المستمرة منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 .
وبعد الانتفاضة الشعبية والتدخل الدولي، شهدت ليبيا فترة انتقالية مضطربة وصراعات مسلحة بين مجموعات مختلفة تتنافس على السلطة والنفوذ.
واجهت ليبيا تحديات عديدة بما في ذلك الانقسام السياسي والعسكري، حيث انقسمت السلطة بين حكومتين متنافستين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والمقرَّة في العاصمة طرابلس، وحكومة الشرق الداعمة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتشتد الصراعات المسلحة في البلاد بين الفصائل المسلحة المتنافسة والتي تتنوع أهدافها وتوجهاتها السياسية.
 وتتأثر الأوضاع الإنسانية في ليبيا بشكل كبير بالنزاعات المسلحة والعنف المستمر، مما يؤدي إلى نزوح السكان، تدهور الظروف المعيشية، وتعثر الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.
إلى جانب ذلك، تشكل الهجرة غير الشرعية وتهريب الأسلحة والمخدرات تحديات أمنية إضافية لليبيا والمنطقة بأسرها.
 وتظل البلاد عرضة لتدخلات خارجية من قبل دول وجهات مختلفة، مما يعقد من عملية السلام والاستقرار.
على الرغم من جهود الوساطة الدولية والجهود الداخلية للتوصل إلى حلول سياسية وإنهاء الصراعات، إلا أن الطريق نحو الاستقرار الدائم في ليبيا ما زال محفوفًا بالعديد من التحديات والعراقيل.

شارك