"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الاتحاد: اليمن.. أزمات حادة وظروف معيشية قاسية
وأوضح الكاتب والمحلل اليمني، ماجد الداعري، في تصريح لـ«الاتحاد» أن الحوثيين يتعمدون إفساد وتخريب حياة اليمنيين، خلال شهر رمضان وغيره من أشهر العام، وهو ما يظهر في ممارساتهم القمعية، من قطع رواتب الموظفين، والاستيلاء على المساعدات الإنسانية، وتدهور الخدمات والمرافق، بالإضافة إلى فرض إتاوات وجبايات تثقل كاهل المواطن اليمني، وذلك لدعم ما يُسمى بـ«المجهود الحربي»، وإرغام التجار على دفع الضرائب والجمارك بشكل مضاعف.
ومع توقف العديد من المؤسسات والشركات وتدهور المعيشة، فقدت شريحة كبيرة من الشعب اليمني مصادر دخلها، إذ تشير التقديرات إلى توقف رواتب أكثر من مليون موظف حكومي يعيشون في المناطق والمحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، ما يجعلهم عاجزين عن تلبية احتياجات أسرهم المعيشية، ما أدى إلى إفساد الأجواء والطقوس الرمضانية المتوارثة منذ مئات السنين.
ويرى الكاتب والمحلل اليمني، أن ممارسات الحوثي تجعل الشهر الكريم هذا العام خالياً من الأجواء الروحانية بفعل تفاقم وتعدد الأزمات الاقتصادية، واستمرار الحرب، ومواصلة الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ما أثر على التدفقات الغذائية إلى اليمن بسعر معقول.
وتراجعت القدرة الشرائية لليمنيين في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، مع الارتفاعات المتتالية لأسعار السلع والمنتجات، إضافة إلى أن التوتر الذي تشهده منطقة باب المندب بالبحر الأحمر بسبب ممارسات الحوثي أثر بشكل واضح على وصول السلع والمنتجات إلى اليمن.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، أن جماعة الحوثي تمارس تدميراً ممنهجاً لكل ما يتعلق بهوية اليمنيين وعاداتهم وتقاليدهم واحتفالاتهم، لا سيما في المناسبات الدينية والوطنية، وأبرزها الأجواء الخاصة بشهر رمضان التي لم تعد موجودة الآن مع تفاقم الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وذكر ابن لعسم في تصريح لـ«الاتحاد» أن ملايين اليمنيين، وخاصة النازحين، يستقبلون شهر رمضان وسط معاناة معيشية شديدة لا تُحتمل، في ظل نقص حاد بالمواد الغذائية.
البيان: واشنطن تتوعد بمحاسبة الحوثيين على «هجوم السفينة» الدامي
توعدت أمريكا بمحاسبة الحوثيين، بعد مقتل ثلاثة من طاقم سفينة استهدفوها في خليج عدن، في أول ضربة للحوثيين تسفر عن سقوط ضحايا منذ بدء هجماتهم البحرية في البحر الأحمر، فيما شنّت ضربات ضد طائرتين بدون طيار في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن«معتبرةً أنهما كانتا تشكلان» تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان نشرته أمس إنه «تم إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه سفينة أم/في ترو كونفيدينس، وهي ناقلة بضائع مملوكة لليبيريا وترفع علم باربادوس، أثناء عبورها لخليج عدن». وأضافت «أصاب الصاروخ السفينة، وأبلغ الطاقم المتعدد الجنسيات عن مقتل ثلاثة أشخاص، وأربع إصابات على الأقل، ثلاثة منهم في حالة حرجة، كما لحقت أضرار جسيمة بالسفينة».
في مانيلا، أكدت وزارة العمالة المهاجرة أن فيليبينيين هما بين القتلى الثلاثة، مشيرة إلى إصابة اثنين آخرين على الأقل بجروح خطرة.
وأكدت واشنطن في أعقاب الضربة الأخيرة، أنها ستواصل استهداف الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال اليمن أبرزها صنعاء.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحافيين «سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته». وأضاف أن هجمات الحوثيين على السفن «لم تعطّل التجارة الدولية فحسب، ولم تؤد إلى اضطراب حرية الملاحة في مياه دولية فحسب، ولم تعرّض البحارة إلى الخطر فحسب، بل قتلت الآن عدداً منهم».
إجلاء
وأعلنت البحرية الهندية على حسابها على منصة «إكس» أمس أن سفينة حربية تابعة لها أنقذت أفراد الطاقم المؤلف من 21 فرداً بينهم هندي واحد وأجلتهم إلى جيبوتي المجاورة، ونشرت مشاهد من عملية الإنقاذ. وأوضح أحد عناصر الفريق الهندي في الفيديو أنه تمّ إجلاء ثمانية أشخاص على متن مروحية بينما أُجلي الآخرون بمن فيهم المصابون بجروح خطيرة، عبر قوارب نجاة، ثمّ نُقلوا إلى مستشفيات في جيبوتي.
وأعلن الحوثيون مسؤوليّتهم عن هجوم الأربعاء مؤكدين أن السفينة أمريكية.
ضربات
وفي بيان منفصل، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» فجر أمس أنها شنّت ضربات ضد طائرتين بدون طيار في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن«معتبرةً أنهما كانتا تشكلان»تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة«.
وتأتي التطورّات الأخيرة بعد غرق سفينة»،روبيمار، التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية، السبت، وعلى متنها 22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي، ما يهدد بالتسبب بكارثة بيئية في البحر الأحمر واليمن، بحسب خبراء.
وتسربت المياه إلى السفينة على مدى 12 يوماً منذ أن أدى هجوم صاروخي نفذه الحوثيون في فبراير إلى تضرر هيكلها وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي.
وتؤثر هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12 % من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لأسبوع أقلّه.
العربية نت: أميركا تنفذ 4 ضربات.. وتسقط 3 مسيرات حوثية انطلقت باتجاه خليج عدن
وأضافت في بيان عبر منصة "إكس": "أسقطنا ثلاث مسيرات انطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين باتجاه خليج عدن".
وكانت وسائل إعلام حوثية، أفادت الخميس بقصف الولايات المتحدة وبريطانيا بعض الأهداف الحوثية بمنطقة رأس عيسى في الحديدة اليمنية.
وقالت قناة (المسيرة) التابعة للحوثيين، إن الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا غارتين على منطقة رأس عيسى في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة في غرب اليمن.
ولم تذكر القناة على الفور أي تفاصيل أخرى.
وفي ساعة مبكرة، الخميس، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها قصفت مسيّرتين في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن، وقالت إنهما "شكلتا تهديدا للسفن التجارية ولسفن البحرية الأميركية في المنطقة".
ووجهت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية متكررة على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة على تعريض حرية الملاحة للخطر وتهديد حركة التجارة العالمية.
ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل أو إليها، بزعم تضامنهم مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ومن جانبه، قال عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين باليمن، الخميس، إن الجماعة نفذت 96 عملية استهدفت فيها 61 سفينة دعما للفلسطينيين منذ معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال الحوثي في كلمة تلفزيونية، إنه تم إطلاق 403 صواريخ وطائرات مسيرة في تلك العمليات، مضيفا أن الأسبوع الحالي وحده شهد ثماني هجمات استهدفت فيها سبع سفن واستخدم فيها 19 صاروخا وطائرة مسيرة.
خطاب حال الاتحاد.. بايدن: أصدرت أوامر بضرب الحوثي للدفاع عن قواتنا بالمنطقة
وقال بايدن في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس بمجلسيه: "لهذا السبب أنشأت تحالفا يتكون من أكثر من 12 دولة للدفاع عن الشحن الدولي وحرية الملاحة في البحر الأحمر".
وقال إن "تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط يعني أيضا احتواء التهديد الذي تمثله إيران".
ومضى قائلا: "بوصفي القائد الأعلى للجيش لن أتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا وأفراد جيشنا".
هذا وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية فرض عقوبات جديدة ضد اثنين من مالكي سفن وناقلتي نفط ساهموا بشحن سلع لصالح شبكة مالية للحوثيين في إيران، ما يمكن الجماعة من مواصلة الهجمات على التجارة البحرية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويتجه الكونغرس لتجديد تفويض إدارة الرئيس جو بايدن باستخدام القوة العسكرية بمواصلة الغارات الجوية ضد جماعة الحوثي، بعد الثاني عشر من مارس الجاري. وقال السيناتور الديمقراطي كريستوفر ميرفي إنه يمكن للكونغرس منح إدارة بايدن تفويضا لمدة محدودة، وإنه سيطرح هذا الملف في الأيام القادمة.
هذا التوجه وفق أعضاء في المجلس، يأتي مع اقتراب انتهاء موعد التفويض الحالي، وذلك في الثاني عشر من مارس الجاري.
وفي 12 مارس، حيث ستكون إدارة بايدن أمام خيارين إما الحصول على تفويض من الكونغرس أو استغلال الرئيس سلطته لمد التفويض الحالي 30 يوما إضافية.
وقد توعّدت الولايات المتحدة "بمحاسبة" الحوثيين في اليمن على ضربة استهدفت ناقلة البضائع "أم في ترو كونفيدينس" وأسفرت عن سقوط 3 قتلى، وهم أول 3 أشخاص تودي هجمات الحوثيين على السفن بحياتهم.
اليمن: وصول خبراء أمميين لتقييم تداعيات غرق سفينة روبيمار
جاء ذلك على لسان وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، خلال لقاء عبر الاتصال المرئي مع القائم بأعمال السفارة الصينية لدى بلاده شاو تشنغ.
واستعرض اللقاء "التهديدات البيئية الناجمة عن غرق سفينة الشحن قبالة سواحل المخا جرّاء استهداف الميليشيات الحوثية الإرهابية، وكذا المخاطر المحتملة في حال تسرب حمولتها من الأسمدة الكيماوية أو الوقود".
وأكد الوزير اليمني استمرار حكومة بلاده في التشاور مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حول الشراكة لوضع خطط وبرامج لمكافحة التلوث وإنقاذ السفينة.
وأشار إلى تفعيل خطة الطوارئ الوطنية وانتشار الفرق الميدانية للخبراء في المنطقة والشواطئ لمراقبة التلوث وأخذ العينات الدورية، مؤكدا وصول عدد من خبراء الأمم المتحدة للمساعدة في تقييم تداعيات هذه الكارثة البيئية.
وأوضح أن تفادي مخاطر غرق السفينة (روبيمار) ليست مصلحة محلية فحسب بل إقليمية ودولية، كونه في حال حدوث انتشار تدريجي وبطيء للأسمدة فإن الآثار السلبية لن تظهر بسرعة إنما مع الوقت، وسيؤدي هذا إلى الإخلال بالتوازن البحري والتنوع الحيوي.
ولفت الشرجبي إلى أهمية دور الصين في احتواء هذا التهديد البيئي الخطير، معرباً عن أمل الحكومة في أن تتواكب تحركات المجتمع الدولي مع حجم العواقب، والمساعدة للوصول إلى السفينة وتقييم الوضع والبدء بعملية الإنقاذ.
من جانبه، عبر القائم بأعمال السفارة الصينية عن قلق بلاده بشأن تهديدات الملاحة في البحر الأحمر والمخاطر البيئية المتفاقمة جرّاء غرق السفينة، مؤكدا دعم الصين للحكومة اليمنية واستمرارها في بذل الجهود لتفادي كارثة ستؤثر على ممر مائي دولي هام.
وكانت السفينة روبيمار، التي ترفع علم بليز وتديرها شركة لبنانية، تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في 19 فبراير الماضي، مما أدى إلى تسرب نفطي في البحر الأحمر بطول 18 ميلا، وسط مخاوف أيضا من تسرب مواد سامة من حمولة السفينة.
وحذر خبراء ومسؤولون عدة من العواقب البيئية المترتبة على غرق روبيمار قبالة سواحل اليمن، خاصة أنها كانت تقل على متنها حمولة خطيرة من بينها أسمدة صناعية.
شكوك تتزايد يوما تلو الآخر حول فعالية الضربات الأمريكية في ردع مليشيات الحوثي التي تواصل استهداف السفن المدنية وتزيد من توترات البحر الأحمر.
وما فاقم ذلك الاتجاه المشكك في جدوى التعامل الحالي مع هجمات المليشيات الموالية لإيران، أنها لم تتوقف عن ممارساتها، ووصل الأمر أمس الأربعاء إلى سقوط قتلى لأول مرة بعد اعتداء بصاروخ باليستي على السفينة "ترو كونفيدانس".
وتشبه حادثة "ترو كونفيدانس" الهجوم الذي طال قاعدة التنف الواقعة أقصى شمال الأردن في يناير/كانون الثاني المنصرم، والذي نفذته مليشيات عراقية موالية لإيران وأدى إلى وقوع 3 قتلى أمريكيين لأول مرة أيضا وإصابة قرابة 30 آخرين.
الرد الأمريكي غير مجد؟
ووفق حازم الغبرا، المستشار السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، فإن ما قامت به مليشيات الحوثي يعد نوعا من القتل العمد، مشيرا إلى أن استمرار الضربات العسكرية الأمريكية على مواقع الحوثيين خيار أول مطروح دائما عبر استهداف المواقع والأسلحة والمخازن والذخائر.
إلا أن السياسي الأمريكي يرى أن مثل هذه الضربات لا تفيد كثيرا، مبررا ذلك باستمرار الدعم الإيراني، لافتا إلى وجود خط إمداد كامل بالمسيرات والصواريخ من طهران بمجرد طلب سريع كلما نقص مخزونه، ويصل للحوثيين كل ما يريدون من أسلحة وعتاد، وبالتالي هذا أمر غير مجد على المدى البعيد.
وعقب الهجوم، تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية مساء الأربعاء بمحاسبة مليشيات الحوثي، بحسب تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، الذي دعا مختلف الدول إلى أن تسير على خطى واشنطن.
ولم تمض ربما ساعة على تصريحات متحدث الخارجية الأمريكية، حتى تواردت الأنباء بأن الطائرات الأمريكية والبريطانية شنت غارتين استهدفتا مطار الحديدة الدولي غرب اليمن والخاضع لسيطرة الحوثيين، على نحو أكدته المليشيات الموالية لإيران لاحقا.
إيلام الحوثي
ويرى الغبرا كذلك أن خيار تسليح السفن الذي طرح من قبل غير مجد لأن هذا أمر صعب إذا أردنا مجاراة الهجمات بالمسيرات والصواريخ، إلا أن الحل الوحيد والمنطقي هو الضغط الكاف على إيران، لأن "الحوثي مؤتمر بإمرة إيران ومجرد جندي وأداة لديها"، بحسب تصريحاته.
وأكد أنه "بمجرد وقف الأمر من جهة إيران سيوقف الحوثيون هجماتهم، وبالتالي هناك حاجة إلى ضغط شديد على طهران، وأن تكون هناك عمليات موجعة للإيرانيين، داعيا إلى أنه إذا كانت هناك فرصة "لإيلام الحوثي" فيجب القيام بذلك.
وعما يقصده بـ"إيلام الحوثي"، يوضح الغبرا، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أنه يجب استهداف قيادات الصف الأول لديهم وليس مجرد قيادات ميدانية، وهذا أمر يساعد جدا في إعادة ترتيب التوجه الحوثي، على الأقل يجعله يفكر مرتين قبل الهجوم على السفن المدنية.
نوع جديد من الإرهاب
وقال المستشار السابق بوزارة الخارجية الأمريكية إن "مليشيات الحوثي تعتبر نفسها دولة، في وقت تقوم بشكل مستمر في استهداف البواخر المدنية"، معتبرا أن "هذا نوع جديد من الإرهاب"، معربا عن اعتقاده بأن "واشنطن لن تستطيع الوصول إلى حل سحري يوقف المليشيات".
وفي ختام تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، شدد الغبرا على ضرورة أن يكون هناك "بحث عن أفكار جديدة للتعامل مع هجمات الحوثي، وكذلك الدعم الإيراني الموجه له"، معتبرا أن "الضربات الأمريكية التي تنفذ حتى الآن لا تغير توجه هذه المليشيات".
وتنفذ الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا ضربات متواصلة ضد مواقع الحوثيين منذ أسابيع، مع استمرار اعتداءات الأخيرة على السفن التجارية المارة في البر الأحمر، على نحو كلف الدول خسائر مليارية، فضلا عن الوقت الطويل لوصول تلك الناقلات بعد أن غيرت مسارها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح.
قصف أمريكي يضرب 3 معسكرات حوثية في الحديدة.. وتحليق مكثف للطيران بتعز
وقالت مصادر محلية يمنية لـ«العين الإخبارية» إن القصف الأمريكي استهدف معسكر الدفاع الساحلي في "الجبانة"، ومعسكرًا قرب ميناء رأس عيسى شمال الحديدة، إضافة إلى القاعدة الجوية بالقرب من مطار الحديدة الدولي.
ووفقا للمصادر، فإن سلسلة انفجارات دوت من الجبانة ورأس عيسى والقاعدة الجوية بعد 4 ضربات استهدفت من قبل مقاتلات وبوارج حربية أمريكية.
جاء القصف الأمريكي على الحديدة بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات حربية في سماء محافظة تعز المجاورة، والتي تنشر فيها جماعة الحوثي منصات إطلاق صواريخ باليستية باتجاه سفن الشحن في الممرات المائية.
ووفقا لسكان محليين في تعز، فإن مقاتلات حربية أمريكية حلقت بشكل مكثف في سماء مديريات أرياف المحافظة، لا سيما المديريات الغربية والشرقية الواقعة تحت سيطرة الحوثي.
وكانت طائرات أمريكية وبريطانية وجهت ضربات جوية استهدفت القاعدة الجوية في محافظة الحديدة اليمنية، التي يسيطر عليها الحوثيون، ردا على الهجوم الدامي للجماعة اليمنية، على سفينة أمريكية خلف قتلى وجرحى لأول مرة.
وتعرضت «الحديدة» لأكبر معدل من الضربات الأمريكية البريطانية تركز معظمها على معسكرات ومواقع حوثية في الجبانة، اللحية، الدريهمي، جبل أجدع، الصليف، رأس عيسى، الزيدية، الكثيب، الظبرة، الشبكة، التحيتا، الطائف، الكويزي، الجاح الأسفل والأعلى، الجرباني والزهرة، وسردد بالضحي.
ووفقا لما أعلن عنه الحوثيون في وسائل إعلامهم، فإن المحافظة تعرضت لأعلى معدل من الضربات خلال يوم واحد في 5 فبراير/شباط الماضي، بمعدل 14 غارة واستهدفت رأس عيسى والزيدية والكثيب والقاعدة البحرية.
ويفسر ارتفاع عدد الضربات على الحديدة، ما كشفته مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية»، من أن جماعة الحوثي نقلت صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار إلى "الصليف" ومناطق التماس في مديرية "حيس" ومناطق جنوب المحافظة على الشريط الساحلي وكذلك داخل مدينة وميناء الحديدة.
الشرق الأوسط: واشنطن تعتقد أن مرساة سفينة قصفها الحوثيون قطعت كابلات بحرية
وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال المسؤول: «نقدر حالياً أن الأضرار التي لحقت بكابلات بحرية... هي نتيجة الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون في 18 فبراير (شباط) على السفينة إم. في. روبيمار التي غرقت». وأضاف أن الهجوم «أجبر الطاقم على رمي المرساة ومغادرة السفينة».
وتشير التقييمات الأولية إلى أن المرساة التي كانت تُجر على طول قعر البحر من المحتمل أن تكون قد قطعت الكابلات البحرية التي توفر خدمة الإنترنت والاتصالات حول العالم.
وغرقت السفينة «روبيمار» التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية، السبت، وعلى متنها 21 ألف طن متري من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم بعد أن تسربت المياه لهيكلها منذ أن قصفها الحوثيون الشهر الماضي.
وبدأ الحوثيون المدعومون من إيران مهاجمة سفن في خليج عدن والبحر الأحمر في نوفمبر (تشرين الثاني)، ويقولون إن حملتهم تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة المدمر والمحاصر.
وتعهدوا بضرب السفن الإسرائيلية والبريطانية والأميركية، وكذلك السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور عبر الطريق التجارية الحيوية قبالة شواطئ اليمن.
خيارات محدودة لانتشال السفينة البريطانية الغارقة في البحر الأحمر
ووفق مصادر حكومية يمنية فإن وزيري البيئة في جيبوتي وإريتريا انضما إلى اجتماع عقد في عدن لتقييم وضع السفينة الغارقة بمشاركة مجموعة من سفراء دول الاتحاد الأوروبي وأميركا وبريطانيا والصين، وممثلين عن المنظمات الأممية المعنية بالبيئة، والخبراء، ومنسق الشؤون الإنسانية دييغو كوريلا.
واستعرض الاجتماع الذي تم عبر الاتصال المرئي الخطوات والمواقف المشتركة حول خطة الاستجابة لمخاطر التلوث البيئي، والسبل الكفيلة لحصر تداعيات الكارثة على السواحل اليمنية والبحر الأحمر والدول المحيطة به.
وذكرت مصادر في خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة اليمنية للتعامل مع السفينة لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماع الوزراء الثلاثة والدبلوماسيين الغربيين لم يخرج بأي خطة عملية للتعامل مع السفينة الغارقة، لأن الدول الثلاث ليس لديها إمكانات لانتشال السفينة الغارقة ولا التعامل مع حمولتها.
ولهذا فإن النقاشات أظهرت، بحسب المصادر، الصعوبة الكبيرة التي تواجه عملية انتشال السفينة «روبيمار» التي غرقت بعد أن استهدفها الحوثيون بصاروخ كروز بحري؛ لأن هذه العملية تحتاج إلى إمكانات مالية كبيرة وشركات متخصصة للقيام بها.
وطبقاً لما ذكرته المصادر، فإن فريق الخبراء برفقة مسؤولين من الهيئة العامة للشؤون البحرية والهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن سيتوجهون في وقت لاحق إلى موقع السفينة الغارقة لتقييم الوضع ميدانياً، لكنهم لن يفعلوا شيئاً. كما أن السلطات اليمنية لا تعرف على وجه الدقة حمولة السفينة باستثناء المعلومات التي وفرتها الشركة المالكة.
ورأت المصادر أن انتشال السفينة قد يتطلب تدخل الأمم المتحدة، وإطلاق نداء للدول المانحة لجمع الأموال اللازمة لاختيار شركة متخصصة بانتشال السفن الغارقة، وبيّنت أن ذلك في حال حدوثه سيحتاج إلى وقت طويل، ويزيد من مخاطر التلوث البيئي.
أضرار كارثية
وزير المياه والبيئة اليمني توفيق الشرجبي، وفق المصادر الرسمية، استعرض خلال الاجتماع المشترك الأضرار الكارثية الناجمة عن اعتداء الحوثيين على السفينة البريطانية الغارقة، والتهديدات المترتبة على تكرار استهدافهم خطوط الملاحة البحرية، وتأثير ذلك على الأحياء البحرية والبيئية.
ودعا الوزير الشرجبي المجتمعين الإقليمي والدولي، إلى تحمل المسؤولية لوقف هذه التهديدات والكوارث، ومساعدة اليمن لمواجهة التحديات التي ترافق هذه المشكلة.
من جانبه، أكد نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، حرص المنظمة الأممية على تقديم جوانب الدعم الفني للجهات المعنية بالحكومة اليمنية، وتوظيف عدد من الخبراء، وكذا التنسيق مع المنظمات الدولية لإمكانية مواجهة تداعيات غرق السفينة. وفق ما نقلته المصادر اليمنية.
من جهتها، أشادت السفارة الأميركية في اليمن باستضافة وزارة المياه والبيئة اليمنية، اجتماع ممثلي دول البحر الأحمر المجاورة والمجتمع الدولي، وعرض أحدث البيانات عن حالة السفينة «روبيمار»، والجهود المستمرة للتخفيف من آثارها، والمخاطر البيئية والملاحية الناجمة عن الهجمات الصاروخية الحوثية. وأكدت أن جهود الحكومة اليمنية تتناقض بشكل صارخ مع هجمات الحوثيين العشوائية على السفن التي تعبر خليج عدن والبحر الأحمر.
ونبهت السفارة إلى أن حطام السفينة لا يلحق أضراراً جسيمة بالنظام البيئي في اليمن ودول البحر الأحمر الأخرى فحسب، بل ويشكل خطراً على الملاحة الآمنة في هذا الممر المائي البالغ الأهمية.
ورأت في الهجوم على السفينة «روبيمار» وإغراقها «مثالاً آخر على استهتار الحوثيين بحياة البحارة، وسبل عيش اليمنيين». وأكدت على وجوب أن تتوقف هذه الهجمات الحوثية البغيضة الآن.
قلق أممي
كانت الأمم المتحدة، أعلنت إرسال فريق خبراء لتقييم مخاطر غرق السفينة البريطانية التي استهدفها الحوثيون. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ من العواقب البيئية والاقتصادية والإنسانية المحتملة على اليمن والمنطقة بأسرها.
وعلى لسان ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام غوتيريش، جدّد الأخير التأكيد على ضرورة تجنب الأفعال التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع في اليمن، وأوضح أن الخبراء الذين أرسلتهم المنظمة الدولية سيعملون بالتنسيق الوثيق مع وزارة البيئة اليمنية، على إجراء تقييم للعواقب التي قد يخلفها غرق السفينة البريطانية على البحر الأحمر.