مخطط حوثي لاستنساخ النموذج الايراني للحكم في اليمن
الإثنين 11/مارس/2024 - 11:18 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
قدم قيادي بارز في الجماعة الحوثية رؤيته للنظام السياسي المستقبلي في اليمن، بالإضافة إلى الدور المتوقع لزعيمها في يمن ما بعد الحرب.
وقال عضو الوفد التفاوضي للمليشيات الحوثية عبدالملك العجري، إن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي سيظل السلطة السياسية العليا في ظل أي حكومة مقبلة، في اشارة لتبني نظام "ولاية الفقيه" في ايران.
واكد العجري في حوار مع مجلة "الاتلانتيك" الامريكية ان زعيم المليشيات "سيظل السلطة السياسية العليا في اليمن، لانه يستمد سلطته مباشرة من الشعب وبالتالي فهي غير قابلة للنقاش".
واشار القيادي الحوثي إلى أنهم "سعداء جدًا بوضعهم العالمي الجديد" المرتبط بالتطورات في الاراضي الفلسطينية والبحر الاحمر، وأنهم يهدفون إلى استخدامه كناد يقدمون من خلاله انفسهم كممثلين لليمن.. وأضاف: "نحن أكثر ثقة الآن، لأننا نحظى بدعم شعبي كبير".."وهذا يشجعنا على التحدث نيابة عن اليمن”.
وأكد العجري ان جماعته ستكون في وضع "أقوى وأكبر" من حزب الله اللبناني، وسيكونون "اللاعب الرئيسي وصاحب المصلحة" في اليمن، كما ان زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي سيكون بمثابة نظير للمرشد الأعلى في إيران، الذي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة.
واستنكرت الحكومة اليمنية التصريحات عضو الوفد المفاوض عن مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، المدعو عبدالملك العجري، مؤكدة رؤيتها منذ اللحظة الاولى للانقلاب، أن المليشيا تحاول استنساخ النموذج الايراني للحكم في اليمن، وأنها ترفض مبدا الشراكة ولا تقبل التعايش مع احد، ولا تلقى اي اعتبار للدستور والقوانين النافذه
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن العجري في معرض رده على سؤال لاحد الصحفيين حول استعداد المليشيا لتقاسم السلطة مع الأطراف السياسية، زعم "أن عبد الملك الحوثي سيظل السلطة السياسية العليا في اليمن في ظل أي حكومة مقبلة، لأن سلطته تأتي مباشرة من الشعب وبالتالي فهي غير قابلة للنقاش، وانه سيكون بمثابة نظير للمرشد الأعلى في إيران على خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة"
وأضاف الإريرياني في تغريدة له على منصة "إكس" "هذه الاطروحات تتجاهل في المقام الأول حالة التنوع والتعدد القائمة في اليمن، وكذا الرفض الشعبي العارم لمليشيا الحوثي في كافة مناطق اليمن، بما في ذلك معقلها الرئيس في صعدة وباقي المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، وما قامت بها المليشيا منذ نشأتها من فضائع في محاولة لفرض افكارها المتخلفة على اليمنيين بقوة السلاح".
وتابع الإرياني "لقد ضحى اليمنيون طيلة عشرة سنوات من عمر الانقلاب بخيرة رجالهم، وسكبوا انهارا من الدماء دفاعا عن الثورة ومكتسباتها، ورفضا لنقل التجربة الإيرانية لليمن، وبذلوا أرواحهم رخيصة في مختلف جبهات القتال رفضا لهذا المشروع الخبيث".
وطالب الإرياني المجتمع الدولي بإعادة التقييم الشامل للملف اليمني، وادراك أن المليشيا الحوثية تنظيم إرهابي لا يقبل الشراكة ولا التعايش، وينتهج القوة والعنف والإرهاب، ويستهدف النسيج الاجتماعي، عبر تغذية النزعات المناطقية والعنصرية والمذهبية والعرقية، ومسخ الهوية الوطنية وإحلال الثقافة الإيرانية الفارسية، سبيلا لفرض مشروعه واخضاع كافة اليمنيين، ورهن اليمن بيد إيران.
وبحسب تقارير صحفية يعد هذا هو الظهور الأول لمفاوض بارز من الحوثيين يطرح بجرأة رؤية زعيم جماعته لإقامة نظام سياسي في اليمن يمنحه سلطة تفوق السلطات الرسمية للدولة.
كما أن هذه التصريحات، التي أدلى بها القيادي الحوثي في سياق مناقشة إمكانية توزيع السلطة مع القوى السياسية اليمنية، توحي برفض الجماعة السابق لمبادرات خارطة الطريق السعودية وتأكيدها عدم الانخراط في عملية ديمقراطية متعددة الأطراف. هذا الرفض قد يعقد الجهود المحلية والدولية المبذولة لتحقيق السلام في اليمن.
فضلاً عن أن هذه التصريحات قد تفسر التصعيد العسكري الذي تشهده الجماعة على خطوط الملاحة الدولية، حيث يبدو أنها ترتبط بالرغبة في تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، من خلال فرض شروط للمفاوضات والصفقات الثنائية والجماعية. قد تكون هذه الشروط تتضمن تسهيل حركة السفن التجارية عبر باب المندب وتحسين الأمن في المنطقة، بالإضافة إلى إجراءات الإنقاذ والإصلاحات الضرورية للبنية التحتية البحرية.
من ناحية أخرى، وعلى صعيد التفاعل مع تصريحات العجري دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني كافة اليمنيين للمشاركة الفاعلة في الحملة الالكترونية التي تنطلق الساعة السابعة من مساء أمس الاحد، تنديدا بتصريحات العجري، وقال في تغريدة له على منصة إكس أن تصريح العجري "يكشف بكل وضوح حقيقة مشروع المليشيا ومساعيها استنساخ النموذج الايراني، وتسليط زعيمها عبدالملك الحوثي على رقاب اليمنيين، وهو التصريح الذي لاينبغي ان يمر دون ردة فعل قوية تعكس الإجماع السياسي والشعبي في رفض هذه التصريحات التي بذل اليمنيون انهارا من الدماء لاسقاطها، وذلك على الهشتاج: #اليمن_يرفض_خرافه_الولايه
واستنكر مواطنون ومحللون سياسيون وصحفيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي التصريحات العدوانية، وأعربوا عن رفضهم القاطع لأهداف الجماعة الإرهابية التابعة لإيران في تأثير الحياة السياسية في اليمن.
وفي سلسلة تغريدات على منصة إكس قال مستشار وزير الإعلام اليمني فهد طالب الشرفي " نظراً لما أعلنه مفاوض الحوثيين من خطاب مستفز نعلمه ونحذر منه من وقت مبكر وبكل وقاحة يعلن ولاية خمينية لعبدالملك الحوثي مرفوضة من كل قطاعات الشعب اليمني .. نرجو التفاعل مع حملة اليوم الشعبية المعبرة عن رفض ولاية الحوثيين أذناب الفرس تحت هاشتاق : #اليمن_يرفض_خرافه_الولايه
وأضاف الشرفي "لايزال الحوثي يقاتل من أجل فكرة الولاية وهي التي بسببها يدمر اليمن أرضاً و إنساناً وجعل من دماء اليمنيين معبراً لتنفيذ فكرته و كذا تغيير منهج التعليم لتعبئة أفكار الأجيال القادمة بهذا الفكر الذي أرجع اليمن لمائة سنة إلى الوراء".
وتابع الشرفي "الشعب اليمني ظل يقاوم ويناضل منذ ثورة سبتمبر 1962 رفضاً لحكم الولاية والكهنوت وضحى اليمنيون بقوافل من الشهداء من أجل التخلص من هذا المشروع ليأتي اليوم الحوثي ليحيي هذا المشروع الذي يرفضه كل اليمنيين".
وقال الشرفي في تغريدة أخرى له "يدرك الحوثي أهمية تنشأة الأطفال على فكرة الولاية للسيد ولذلك قام بتغيير المنهج التعليمي وكثف من الدورات الثقافية لترسيخ المنهج في عقول الأطفال ما يجعل المستقبل ملغماً بذلك الفكر الطائفي المدمر"
ولفت الشرفي إلى أن "خرافة الولاية منطق إبليسي في التمييز السلالي لا تنتشر إلا في بيئة يسودها الجهل والعصبية لتعلو العصبية السلالية فيها على كل العصبيات بل وتستعبدها وتتسيد عليها وتستعلي عليها حيث مزجت الديني بالسلالي وزادت عليه بأن فرضته بالإرهاب المسلح الذي أخضع كل شيء لأجندتها"
ونبه الشرفي إلى أن "الواجب الوطني والأخلاقي والديني يفرض تكوين جبهة واحدة لمواجهة خطر الخرافة العنصرية التي تعمل على تجريف الهوية اليمنية وما تنتهجه مليشيا الحوثي التابعة إيران لتقدم اليمن قربانًا للمشروع الفارسي التدميري".
وكتب وضاح بن عطية عضو مشاورات الرياض على حسابة بمنصة "إكس" "ليس تصريحات القائد الحوثي العجري الأخيرة فقط من يوضح العقيدة الخرافية والفكر المنحرف في طريقة حكم الحوثة للناس وإنما كل كتبهم ومراجعهم توضح أنهم يقودون شعبهم إلى أسوأ مراحل التاريخ وكلما زادوا يوم في الحكم ظهر وكبر انحرافهم كما تكبر كرة الثلج المتدحرجة".