إيران تُفاقم الأزمة.. توريد المنظومات العسكرية للحوثيين يصعد الهجمات الإرهابية في البحر الأحمر
الإثنين 18/مارس/2024 - 05:28 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في الأيام القليلة الماضية، صعدت ميليشيا الحوثي وتيرة هجماتها على السفن المارة في البحر الأحمر. وجاء الهجوم الأكبر الذي وقع في هذا الممر المائي الحيوي الأسبوع الماضي، حيث أعلنت القوات الأمريكية إسقاط 32 طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون بدعم من إيران في مناطق مختلفة من البحر الأحمر وخليج عدن، هذا الحادث أعاد تسليط الضوء على الدور الغير مباشر لإيران في تلك الهجمات.
وهو الأمر ذاته الذي أكده وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريده له على منصة "إكس"، قائلاً "يواصل النظام الإيراني تزويد مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، بأحدث المنظومات العسكرية من الصواريخ الباليستية الموجهة والطائرات المسيرة والزوارق والغواصات غير المأهولة"
وأضاف الإرياني "قام الحرس الثوري الإيراني بإنشاء جسر متواصل لتزويد مليشيا الحوثي بالأسلحة الدقيقة التي تستخدمها في هجماتها الارهابية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، عبر شبكات تهريب متخصصة، حيث بدأت عمليات نقل الأسلحة والاستعداد لتلك العمليات قبل احداث غزة التي كانت مجرد ذريعة لتنفيذها سواء بما حصل بغزة او بدونها"
ولفت الإرياني إلى أن ايران تستخدم مليشيا الحوثي الإرهابية كاداة رخيصة تدار بالريموت كنترول من طهران لزعزعة الامن والاستقرار ونشر الفوضى والإرهاب في اليمن والمنطقة، وتقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة العالمية كوسيلة لابتزاز المجتمع الدولي، دون اكتراث بجهود انهاء الحرب واحلال السلام وفاتورة الحرب الباهظة والاوضاع الاقتصادية والانسانية الصعبة في اليمن.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بمغادرة مربع الصمت عن سلوك نظام الايراني، واستمراره في تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي في خرق فاضح لقرار مجلس الامن الدولي رقم (2216)، والشروع الفوري في تصنيف المليشيا الحوثية "منظمة إرهابية" وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وتكريس الجهود لدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار في كامل الأراضي اليمنية.
وبحسب تقارير صحفية تقوم إيران بدعم محتمل للحوثيين في اليمن عن طريق تزويدهم بالصواريخ والطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة القادرة على استهداف السفن والناقلات في المياه الدولية.
ووفقًا لضابط سابق في الجيش الأمريكي، يشير مستوى الدقة في الاستهداف المتبع من قبل الحوثيين إلى وجود دور محتمل لإيران. وأشار ديفيد دي روش، الكولونيل السابق في الجيش الأمريكي والمحاضر في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، إلى إمكانية وجود دور للسفينة الإيرانية "بهشاد" في الضربة التي استهدفت سفينة "ترو كونفيدنس" التجارية في خليج عدن.
دي روش أوضح أن "بهشاد" قد تُستخدم لتوفير بيانات استهداف لصواريخ الحوثيين، مما يجعلها تلعب دورًا دقيقًا وفعّالًا في الهجمات. وأشار إلى الطلبات المتكررة لاتخاذ إجراءات ضد "بهشاد"، وإلى ورود أنباء عن هجمات سيبرانية لكنها لم تكن فعالة.
وفي سياق متصل، أشار دي روش إلى أنه منذ تحرك "بهشاد" في البحر، شهدنا هجمات صاروخية تسببت في أضرار بالغة، مثل الضربة التي تعرضت لها سفينة "روبيمار" والتي غرقت بسببها، وألحقت أضرارًا بثلاثة كوابل بيانات تحت الماء. وختم دي روش بالقول إن الرد المناسب على هذه الهجمات ربما يكون غرق "بهشاد" بواسطة طوربيد، معتبرًا ذلك ردًا مناسبًا وغير مباشر على الهجوم.
وأعاد دي روش التأكيد على الارتباط بين وجود السفن الإيرانية والضربات التي تشهدها المنطقة في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن دقة الهجمات الموجهة من قبل الحوثيين على السفن تتزامن عادةً مع وجود السفن الإيرانية مثل "بهشاد" و"سافيز"، وخاصة في خليج عدن. وأوضح دي روش أنه عندما يكون الحوثيون قريبين جدًا من المياه الإقليمية حيث يمكن رؤيتهم بوضوح بالعين المجردة، يقومون بتوجيه راداراتهم وشن الهجمات على السفن. وهو الأمر الذي يشير إلى وجود رابط مباشر بين تحركات "بهشاد" وتوقيت ودقة هجمات الحوثيين على السفن.
وأضاف دي روش بأنه على الرغم من عدم معرفته بالتدابير التي قد تتخذها الولايات المتحدة، إلا أنه يعتقد بأنه تم تقديم التقارير المتعلقة بالارتباط المحتمل بين تحركات "بهشاد" والهجمات الحوثية، ومن ثم فإنه إذا كانت الإدارة الأمريكية ترغب في الضغط على هذه القدرة، فعليها متابعة ومراقبة جهاز الاستهداف بدقة.
جدير بالذكر أن سفينة "بهشاد"، التي تظهر في المقام الأول كناقلة بضائع عادية، انتقلت إلى خليج عدن في يناير الماضي بعد سنوات من تواجدها في البحر الأحمر، وذلك في ظل تصاعد الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن.
ومنذ ذلك الحين، اتبعت "بهشاد" مسارًا غير تقليدي وبطيئًا ومتعرجًا حول المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر.
وتُعتبر "بهشاد" وسافيز"، سفينتان إيرانيتان مسجلتان كسفن شحن عامة، لكن من المعتقد أنهما تقومان بمهمة تجسسية لرصد تحركات السفن وتجميع بياناتها في المياه الإقليمية.
وفي فبراير من العام الحالي، أعلن ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة نفذت هجومًا سيبرانيًا على "بهشاد"، والتي اتهمتها واشنطن بجمع معلومات استخباراتية عن سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتم هذا الهجوم الإلكتروني في أوائل فبراير كجزء من رد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على هجوم بطائرات مسيرة نفذته فصائل عراقية مدعومة من إيران.
ومن الملاحظ أنه في ظل توقف "بهشاد" عن الخدمة، شهدنا انخفاضًا في هجمات الحوثي خلال فبراير، مما يشير إلى أن السفينة قد كانت مرتبطة بشكل مباشر بتلك الهجمات.
ويظل دور إيران في تسليح ودعم الحوثيين موضع جدل دولي، ويعتبر التدخل الإيراني في النزاع اليمني وتأثيره على أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر من بين التحديات الرئيسية التي تواجهها المنطقة.