أزمة ملف الرئيس والاقتصاد وحزب الله.. نبيه بري ملك اللعبة في لبنان
الثلاثاء 19/مارس/2024 - 03:57 م
طباعة
علي رجب
استقبل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بعد ظهر الاثنين 18 مارس 2024 ، وفد اللجنة الخماسية المؤلفة من السفير المصري علاء موسي، والسفيرة الأمريكية ليزا جونسون، والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، والسفير السعودي وليد بخاري، وسفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.
وستعقد اللجنة الخماسية اجتماعات مع جميع الكتل السياسية، ولقاءات لمناقشة الأمور التي يجب الاتفاق عليها، وسيتم عرض العناوين الرئيسية لخارطة الطريق المستقبلية لتسهيل التحركات.
ويتوقع أن تكون خارطة الطريق ستكون مرنة وقابلة للتعديل وفقًا لرؤية كل طرف، مع التأكيد على أن الحراك سيستفيد من جهود كتلة الاعتدال وأي جهود أخرى من قبل قوى سياسية أخرى، دون الكشف عن أسماء محددة.
من جانبه أكد النائب ميشال معوض، رئيس حركة "الاستقلال"، أن الأحداث التي تجري في غزة تهم الجميع، وأنه لا أحد يقبل بالدمار والقتل.
وفي الوقت نفسه، شدد على عدم وجود صلة بين ما يحدث في لبنان وفي غزة، وأشار إلى أن حزب الله يفتح جبهة لتعزيز سيطرته داخليًا ولتحسين موقف إيران في المنطقة.
وأكد معوض خلال حديثه عبر قناة LBCI، أن التطبيق الفعلي للقرار 1701 هو الحل الوحيد لتأمين الاستقرار وحماية لبنان في الوقت الحالي.
وأضاف أن حزب الله يسرق قرارات الدولة، وحان الوقت ليدرك أن الفوز بالقوة لا يدوم، مشيرًا إلى رفض اللبنانيين للدخول في حروب، ولكن الحزب يصر على ذلك.
وبالنسبة للشأن الرئاسي، اعتبر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يحاول تشتيت انتباه اللبنانيين عن الأمور الهامة، وطالب بتطبيق الدستور وانتخاب رئيس للبلاد.
وأكد على أن حزب الله يعرقل العملية الرئاسية، وبالتالي لن يكون هناك رئيس للبنان ما لم يتغير موقفه.
ويرى مراقبون أن نبيه بري، البالغ من العمر 84 عامًا، يعتبر واحدًا من أبرز الشخصيات ذات الأثر في لبنان، حيث شغل مناصب وزارية متنوعة لمدة تصل إلى 31 عامًا في منصب رئيس مجلس النواب.
بالإضافة إلى دوره السياسي، يمتلك بري إمبراطورية عالمية من المشاريع العقارية والفنادق وتجارة مواد البناء والأمن وغيرها، بالشراكة مع أفراد عائلته.
ومنذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990) وانتقاله من دور "أمير الحرب" إلى رئيس مجلس النواب، أصبح نبيه بري جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي اللبناني، حيث استفاد من تحالفه مع دمشق التي كانت تسيطر على الساحة السياسية في لبنان، ومن ثم انتقل إلى تحالف ثابت مع "حزب الله"، الذي يعتبر القوة السياسية الأبرز في البلاد والتي تمتلك ترسانة عسكرية موازية.
ويُعرف بري بحنكته السياسية، ولكنه أيضًا يُتهم من قبل شرائح واسعة من اللبنانيين بأنه جزء أساسي من "منظومة الفساد" في بلد يعاني من أزمة اقتصادية ومالية خانقة وشلل سياسي منذ فترة طويلة.
استفاد بري من النظام السياسي المعقد في لبنان، الذي يقوم على محاصصة طائفية وتوازنات هشة، حيث بقي في منصبه لمدة 30 عامًا وأصبح حارسًا للستاتيكو السياسي المعقد في البلاد.
ورغم خروج الجيش السوري من لبنان بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري والتغييرات التي تبعت ذلك، بقي بري على رأس السلطة بفضل تحالفه القوي مع حزب الله ودوره في تدوير الزوايا السياسية.
وبالرغم من الانتقادات الموجهة إليه والتحديات التي واجهته، فإن بري يحافظ على تحالفه مع حزب الله ويدعمه في رفض التخلي عن سلاحه، الأمر الذي يجعله محط انتقادات عدة قوى دولية وداخلية.
ويُعرف بري أيضًا بقدرته على تدوير الزوايا السياسية والوساطة بين الأطراف المختلفة، ولذلك يُعتبر بمثابة شخصية لا غنى عنها في الساحة السياسية اللبنانية.
حياته؟
وُلد في سيراليون عام 1938 لعائلة من قرية تبنين في جنوب لبنان التي هاجرت إلى أفريقيا وكانت تعمل في تجارة الماس. في سيراليون، أصبح بري صديقًا حميمًا لجميل سعيد محمد، المعروف بلقب "ملك الماس"، الذي كان له نفوذ كبير في السياسة السيراليونية ويتدخل في قرارات الحكومة والتعيينات السياسية، وفقًا لتقرير للدبلوماسي لنسانا غبيري عام 2002.
تخرج بري من كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في عام 1963، ثم أكمل دراسته العليا في الحقوق في جامعة السوربون في فرنسا، وعمل كمحامي في محكمة الاستئناف بدءًا من عام 1963. كما عمل في مجال الاستثمارات العقارية لسنوات طويلة.
انضم بري إلى حركة أمل التي أسسها موسى الصدر عام 1970، وتولى رئاسة الحركة في عام 1980 بعد اختفاء الصدر خلال زيارة إلى ليبيا. شاركت حركة أمل بري في الحرب الأهلية وخاضت مواجهات مع العديد من الأطراف، بما في ذلك المليشيات المسيحية والفصائل الفلسطينية، قبل أن تصبح شريكة أساسية مع حزب الله في الحياة السياسية.
قبل دخوله البرلمان، شغل بري خمس وزارات بين عامي 1984 و1992، ويتميز بري ببلاغته في الخطاب وشغفه بالكتابة. كانت له بعض المؤلفات التي تم تلحينها، من بينها أغنية "يا عريس الجنوب" للفنان مارسيل خليفة، حول اللبناني بلال فحص الذي قتل في هجوم انتحاري على الجيش الإسرائيلي.
على الرغم من دخوله الحياة السياسية، يؤكد بري أن عمله السياسي يمنعه من ممارسة هوايتيه المفضلتين، السباحة ولعب البلياردو. يثني أنصاره على الخدمات التي يقدمها في جنوب لبنان، بينما يعتبره خصومه استغلالًا للحرب والزعامة لتعزيز شعبيته وتوظيف أنصاره في مؤسسات الدولة والمساهمة في التفشي الفساد.
يُعتقد أن بري يقف على رأس إمبراطورية أعمال تتجاوز حدود لبنان، ومن الصعب تتبع مصادر ثروته، وهو واحد من أغنى 10 اشخاص في لبنان، وتتم اعماله الاخرى من خلال شركات فرنسية .
ووفقًا لوثائق مسربة من السفارة الأمريكية في لبنان عام 2006، فإن ثروة بري وعائلته قُدرت بحوالي ملياري دولار، وهو متزوج وأب لتسعة أولاد، ستة منهم من زواج سابق.
في حين تعمل شركة يملكها أبناؤه مع مجلس التنمية والتأهيل، أمر مثير للأهتمام بإعتبار ان من يرأس المجلس هو شقيقه ياسر بري.
ويقول نشطاء علة مواقع التواصل الاجتماعي أن بري سحب معظم أمواله من لبنان، فيما روج عام 2019 قانون يمنع اصدار عملة اجنبيه جديدة (لا ينطبق على الاموال من قبل هذا العام) من البلاد او سحب الدولارات من حساباتها.
مملكة بري
تطرح أعمال بري العديد من الأسئلة حول دوافعه، فهل يسعى لتحقيق رأس مال شخصي وتعزيز مصالحه التجارية أم يهتم بتقدم ورفاهية دولة لبنان؟ وما الذي يحدث عندما تتعارض هذه المصالح مع بعضها؟
يُثير تدخل بري في الشؤون المالية والسياسية تساؤلات حول تأثيره على الاقتصاد اللبناني واستخدامه لمناصبه الحكومية لصالحه الشخصي ولمصلحة أقربائه وزملائه. وفي الوقت نفسه، يظل الوضع الاقتصادي في لبنان في تدهور مستمر، بينما يزداد ثراء بري ورفاقه.
من الملاحظ أيضًا أن أفراد عائلة بري يشغلون مجموعة متنوعة من المناصب الحكومية، مما يفتح الباب أمام اتهامات بالمحسوبية والفساد. وبالرغم من تغيرات الحكومات والأوضاع السياسية في لبنان، يبقى بري ورفاقه في موقع قيادي ويستمرون في ترتيب الحصص والوظائف الحكومية.
ورتب بري مجموعه متنوعه من المناصب العليا لرفاقه واخوته وصهره، هكذا شقيقه ياسر نائب رئيس مجلس التنميه والتأهيل ، شقيقه سعد رئيس قسم الماليه في قضاء النبطيه، وشقيقه جمال رئيس قسم العلاقات العامه في صندوق التأمين الوطني، صهره العميد حسن فواز نائب رئيس جهاز الامن السابق، شقيقته أمينة بري هي رئيسة قسم الخدمات الاجتماعيه في الصليب الاحمر وشريكة في شبكة البث TELEVISION NBN / ونجلته فرح بري مسؤوله شؤون السفارة اللبنانيه في سوريا،
تزوّج برّي مرتين: الأولى، ابنة عمه ليلى برّي التي أنجب منها: سيلان وسوسن وفرح ومصطفى وعبد الله وهند. والثانية، رندة عاصي برّي ،وله منها: أمل وميساء وباسل. ولا يوجد من بين أبناء برّي حاليا من يعمل في الحقل السياسي، رغم عمل بعضهم في الحقل العام، من خلال جمعيات خيرية وتعليمية، كابنيه عبد الله، وباسل الذي يرأس حاليا جامعة «فينيقيا».