عنف بلا رحمة.. مليشيا الحوثي تفجر منازل المدنيين في رداع

الجمعة 22/مارس/2024 - 10:58 ص
طباعة عنف بلا رحمة.. مليشيا فاطمة عبدالغني
 
حذرت الحكومة اليمنية من مساعي مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، دفن جريمة رداع في ظل معلومات تؤكد قيامها بالدفع بمجاميع كبيرة من عناصرها في محافظتي (ذمار، صنعاء) الى مدينة رداع بمحافظة البيضاء، لتنظيم مسيرة شعبية اليوم الجمعة بذريعة نصرة غزة، وذلك لإظهار حالة من التأييد الشعبي، وأن أبناء رداع ما زالوا يؤيدونها رغم الفاجعة التي حلت بهم.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "فشلت مليشيا الحوثي الإرهابية خلال 48 ساعة الماضية في اقناع أهالي ضحايا الجريمة النكراء ومشائخ ووجهاء المنطقة بالتنازل عن دماء أبنائهم، رغم حملة الضغوط والاغراءات التي مورست عليهم، لذلك لجأت المليشيا الى الحشد من خارج المحافظة، لتنظيم مسيرة ردا على التظاهرات الشعبية الغاضبة التي جابت شوارع مدينة "رداع" مرددة: (لا حوثي بعد اليوم.. لا إله الا الله الحوثي عدو الله).
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة إكس "تهدف مليشيا الحوثي الإرهابية من خلال هذه المسيرة إلى استعادة هيبتها أمام المجتمع المحلي في مدينة رداع ومحافظة البيضاء عامة، وتكثيف ضغوطها على أهالي الضحايا، وإجبارهم على الرضوخ للحلول التي طرحت عليهم، وفبركة رسائل إعلامية عبر المسيرة لتوجيه الشكر لمجرم الحرب عبدالملك الحوثي واللجان التي شكلها لاحتواء الجريمة، واتهام الحكومة الشرعية باستغلال الحادثة".
وأشار الإرياني في وقت سابق إلى أن جريمة تفجير مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران،  منازل اسرتي (آل ناقوس، الزيلعي) في حي "الحفرة" بمدينة رداع محافظة البيضاء، والذي أدى لتدمير عدد من المنازل المجاورة وانهيارها فوق رؤوس ساكنيها، وسقوط (16) قتيل غالبيتهم من النساء والاطفال، بينهم أسرة كاملة مكونة من 9 أشخاص، سلطت الضوء على حقيقتها وكذب ادعاءاتها بنصرة "غزة"، وأن جرائمها وانتهاكاتها بحق اليمنيين لا تقل إجراما وبشاعة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني
ولفت الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية حاولت التنصل من تلك الجريمة النكراء، عبر اصدار بيان هزيل وصف ما حدث ب "عمل فردي" وقدمت عدد من عناصرها في مدينة رداع كبش فداء لامتصاص الغضب الشعبي والتغطية على تورط قياداتها في تلك الجريمة النكراء، متناسية ومتجاهلة سجلها الحافل بجرائم تفجير المنازل، وتفجيرها اكثر من (18) منزل بقرية بيت الجندبي مديرية أرحب في يوم واحد العام 2014، ضمن محاولاتها كسر إرادة اليمنيين واخضاعهم لمشروعها الانقلابي وافكارها المتطرفة المستوردة من ايران
وأوضح الإرياني أن مليشيا الحوثي اتخذت منذ الانقلاب من سياسة تفجير المنازل وتهجير سكانها قسرا منهجا وأسلوباً لإرهاب المواطنين، والانتقام من المناهضين لمشروعها الانقلابي، حيث وثقت منظمات حقوقية قيامها بتفجير (900) من منازل قيادات الدولة والجيش والأمن والسياسيين والإعلاميين والمشايخ والمواطنين في 16 محافظة يمنية، كاشفة عن وجهها الحقيقي كتنظيم إرهابي، وأنها أداة للقتل والتدمير ولا يمكن أن تكون شريكا حقيقيا في بناء السلام
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات حقوق الانسان، بادانة صريحة لهذه الجريمة النكراء التي تندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، والشروع الفوري في تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وتكريس الجهود لدعم الحكومة في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية
ومن جانبها تضامنت منظمة العفو الدولية مع الضحايا والناجين من الهجوم المروّع الذي وقع في 19 مارس على يد عناصر أمنية تابعة لسلطات الأمر الواقع الحوثية في مديرية رداع بمحافظة البيضاء باليمن، والذي أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين.
وقالت في تغريدة لها على منصة إكس "يجب على التحقيق الذي اعلنت عنه سلطات الأمر الواقع الحوثية أن يكون سريعاً، ومستقلاً، وفعالاً، ومحايداً، ويجب مشاركة نتائجه علنًا، وكذلك محاسبة الجناة، وتمكين الضحايا وعائلاتهم من الوصول إلى العدالة والانتصاف"، وأضافت "إن ضحايا هذا الهجوم الشنيع وعائلاتهم يستحقون الحقيقة والعدالة والتعويض".
هذا وفجرت مليشيات الحوثي ، الثلاثاء 19 مارس ، ثمانية منازل في حي "الحفرة" بمدينة رداع محافظة البيضاء، بينهما منزلان دمرا على رؤوس أصحابها، الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة وفقد 45 مدنيا بينهم نساء وأطفال ومسنون.
وأدانت الولايات المتحدة الأمريكية بأشد العبارات هجوم الحوثي ضد المدنيين في مدينة رداع، وقال بيان السفارة الأمريكية باليمن "هذا العمل الوحشي يذكرنا بالمعاناة وعدم الاستقرار المستمرين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون"، وأضاف البيان "يستحق الشعب اليمني العيش في بيئة آمنة، وخالية من العنف والقمع، وتظل الولايات المتحدة ملتزمة بدعم السلام في اليمن".
من جانبها، أدانت السفارة البريطانية لدى اليمن بأشد العبارات تصرفات الحوثي، ووصفت صور المنزل الذي فجره الحوثيون في رداع بأنها "صور مروعة"، وقالت في بيان لها:‏ "المزيد من الخسائر المأساوية في الأرواح بسبب تصرفات الحوثيين المتهورة".
وعلى صعيد متصل، أدانت فرنسا  بأشد العبارات تفجير المنازل في رداع وقالت في بيان لسفارتها باليمن "إننا نشعر بالفزع إزاء هذه الجريمة التي ارتكبتها جماعة الحوثيين ضد السكان، والتي تشكل انتهاكًا جديدًا لحقوق الإنسان".
وطالبت فرنسا بتسليط الضوء على هذه المأساة تطبيق العدالة، وأعربت عن تعاطفها العميق مع الضحايا وأسرهم وأقاربهم.
وفي السياق، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن عن صدمتها بالتقارير التي نشرت حول تفجير منزل في رداع.
وأكدت أن هذه الجريمة المروعة تشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان ويجب التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.
ومن جهتها نددت 125 منظمة من منظمات المجتمع المدني اليمنية، في بيان مشترك، بالجريمة البشعة التي ارتكبتها الحوثي بحارة الحفرة وسط مدينة رداع.
وقالت المنظمات في بيان إنها تلقت بلاغاً "يفيد بقيام مسلحي جماعة الحوثي فجر يوم أمس الثلاثاء الموافق 19 مارس 2024، باستدعاء قوات خاصة من العاصمة صنعاء على متن مصفحات مدرعة واطقم مسلحة وحاصرت منازل المواطنين من آل ناقوس والزيلعي في حارة الحفرة وسط مدينة رداع ثم قاموا بتفخيخ المنازل وتفجيرها".
وأضافت أن العملية "تسببت في تهدم عدد من المنازل شعبية المجاورة على رؤوس ساكنيها وقتل على أثر ذلك جميع أسرة المواطن محمد سعد اليريمي المكونة من (9) أشخاص بما فيهم زوجته وأطفاله، إضافة الى إصابة (9) أشخاص آخرين".
وتابعت: "عمد عناصر الجماعة إلى اختطاف بعض الجرحى بعد انتشالهم من تحت الأنقاض وهم في حالة حرجة منهم المواطن علي احمد الخلبي".
وأوضح البيان المشترك "إن هذا العمل الشنيع يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، الذي يعتبر هدم المنازل والاعتداء عليها جريمة حرب جسيمة كما انها جريمة ضد الإنسانية، إذ أن الهجوم نفذ بشكل واسع النطاق ضد المدنيين".
وقال إنه "ومن خلال المعلومات المتوفرة فإن عناصر جماعة الحوثي يتبعون سلوكاً ممنهجاً في تفجير المنازل بهدف العقاب الجماعي وإرهاب الخصوم دون أي مراعاة للقانوني اليمني والقوانين الدولية في سابقة هي الأولى في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر".
ودعا البيان "جماعة الحوثي للتوقف الفوري عن ارتكاب مثل هذه الجرائم الممنهجة وتقديم الجناة بشكل فوري للعدالة".
كما دعا "الأمم المتحدة والعالم أجمع لاتخاذ تدابير حاسمة للحد من هذا الصلف والتوحش البشري وتحقيق العدالة للضحايا وتعويضهم وجبر ضررهم".

شارك