"طالبان باكستان" تشعل الصراع بين "كابول" و "إسلام أباد"
الأربعاء 27/مارس/2024 - 02:06 ص
طباعة
محمد شعت
تشهد العلاقات الباكستانية الأفغانية أجواء من التوتر المتصاعد خلال الآونة الاخيرة، خاصة بعد وصول حركة "طالبان" إلى سدة الحكم في أفغانستان في 16 أغسطس 2021 ، حيث تعتبر إسلام آباد أن طالبان الأفغانية توفر الدعم لطالبان الباكستانية التي تنفذ أعمال إرهابية في البلاد وتستهدف قوات الجيش والشرطة، ورغم محاولات الحكومة الباكستانية إجراء تفاهمات مع الحركة الباكستانية "طالبان" أو "تحريك طالبان"، إلا أن هذه التفاهمات لم يكتب لها النجاح.
ومؤخرا شهدت الحدود الباكستانية الأفغانية موجات من التوتر من التصاعد، في ظل الحملات التي تشنها الحكومة الباكستانية على "تحريك طالبان" التي تنشط بالقرب من الحدود وتحاول السيطرة على مواقع بالقرب منها، وأعلن الجيش الباكستاني أنه قضى على 9 إرهابيين مسلحين خلال عملية تمشيط واسعة النطاق في منطقة وزيرستان بإقليم خيبر بختونخوا، وكثف عملياته في المناطق الحدودية الباكستانية ـ الأفغانية، حيث تحاول حركة "طالبان" الباكستانية تعزيز مواقعها، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه المناطق الحدودية سلسلة من الهجمات الإرهابية البسيطة ضد قوات الأمن خلال الأشهر القليلة الماضية.
تهديدات متواصلة
وفي إطار تصاعد التوتر بين الجانبين الأفغاني والباكستاني هدد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف بقطع طرق التجارة من باكستان إلى أفغانستان حال استمرار التهديدات من طالبان باكستان، مشيرًا إلى إنه إذا لم تقم حركة طالبان الأفغانية بكبح حركة طالبان الباكستانية، فإن الجيش الباكستاني سيهاجم مناطق في أفغانستان مجددا، مؤكدًا أن بلاده لا تبحث عن صراع مع طالبان، وأن اللجوء إلى القوة هو الخيار الأخير، وعلق: "لا نريد الدخول في صراع مسلح مع أفغانستان".
ووصف وزير الدفاع الباكستاني التهديد الذي تشكله حركة طالبان الباكستانية بالـ " كبير جدا"، محذرا حركة طالبان الأفغانية من أن هذا التهديد "لا يمكن أن يستمر بشكله الحالي"، وجاءت هذه التصريحات بعدما شنت مقاتلات باكستانية غارات على منطقتي خوست وبكتيا في أفغانستان، ردا على الهجوم المميت الذي شنته حركة طالبان باكستان على قوات الأمن الباكستاتنية في شمال وزيرستان، وقالت باكستان أن شخصيات رفيعة المستوى من حركة طالبان الباكستانية قتلت في هذا الهجوم، لكن المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية نفى ذلك، وقالت إن مدنيين لقوا حفتهم في هذه الغارات.
وفي المقابل انتقدت حركة "طالبان" الأفغانية إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي مع باكستان بعد اشتباكات بين قوات الأمن، قائلة إن توقف التجارة سيتسبب في خسائر فادحة للشركات. وجاء القرار الباكستاني بإغلاق معبر طورخم الحدودي النشط بعد أن بدأت القوات الباكستانية وقوات "طالبان" الأفغانية تبادل إطلاق النار، وهو مادفع حكومة طالبان الأفغانية إصدار بيان اعتبرت خلاله أن غلاق بوابة طورخم وفتح النار على قوات الأمن الأفغانية من الجانب الباكستاني يتعارض مع حسن الجوار، بحسب تعبير وزارة الخارجية في حكومة طالبان.
وجاء التصعيد الأخير بعدما أعلن الجيش الباكستاني إن عشرات المسلحين شنوا هجوماً على مواقع حدودية في منطقة شيترال بشمال باكستان مما أسفر عن مقتل أربعة جنود، مشيرًا إلى أن المسلحين ينتمون إلى حركة "طالبان" الباكستانية، وإن هجماتهم تم تنسيقها من ولايتي كونار ونورستان في أفغانستان، لافتًا إلى أن قوات كوماندوز باكستانية الهجمات بعد عدة ساعات من المعارك المسلحة في المنطقة الجبلية، مما أسفر عن مقتل 12 مسلحاً وإصابة العشرات. وقال الجيش الباكستاني إنه يتوقع من الحكومة الأفغانية "الوفاء بالتزاماتها ومنع الإرهابيين من استخدام الأراضي الأفغانية".
تصعيد مرتقب
ونقلت تقارير أفغانية عن وزارة دفاع طالبان قولها، فقد هاجمت طائرات حربية واستطلاعية باكستانية، منازل سكنية مدنية في منطقتي سيبيري وبارمال في خوست بولاية باكتيكا، مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين. وقال عناية الله خوارزمي، المتحدث باسم وزارة دفاع طالبان، للتلفزيون الوطني الذي تسيطر عليه طالبان، إن قواتهم الحدودية هاجمت مراكز وأهداف على الجانب الباكستاني.
واضاف المتحدث باسم وزارة دفاع طالبان: "لقد حدث عمل عدواني وشددت قيادة وزارة الدفاع على ضرورة حل المشاكل من خلال التفاهم والدبلوماسية، لكنهم انتهكوا المجال الجوي لأفغانستان وأمرت قيادة الوزارة بالرد على الهجمات، مشيرًا إلى جاهزية طالبان للقتال وقال إن لديهم ما بين 150 ألف و200 ألف جندي للرد على التهديدات الباكستانية.