غزة في رمضان.. الشعب الفسطيني يعاني الحرب وقيادة حماس في الدوحة وطهران
وبعد مضي ستة أشهر على النزاع الدامي في قطاع غزة، يظهر أن حركة حماس وجدت نفسها في موقف صعب، حيث لم تتمكن من تحقيق أي من أهدافها المعلنة في الصراع. في المقابل، يعيش سكان غزة الآن واقعًا مأساويًا، حيث يعانون من ويلات الحرب التي خلفت خرابًا ودمارًا هائلين، وتركت الغالبية العظمى منهم يواجهون مخاطر الجوع والمرض.
وتظهر التقديرات الحالية أن حماس فشلت في تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية في الصراع، حيث لم تتمكن من تحقيق أي تغيير جوهري في الوضع السياسي أو الأمني بعد النزاع. وتعد هذه الفشل السياسي والعسكري لحماس نقطة ضعف كبيرة في وجه الحركة، وهو ما يثير استياء العديد من سكان غزة الذين تعبوا من الحروب والصراعات المتكررة دون أي تحسن يذكر في أوضاعهم.
ويصارع الأهالي في غزة الظروف المعيشية الصعبة ونقص الغذاء خاصة في مناطق شمالالقطاع، وفيما يعاني الشعب الفلسطيني في غزة، تظهر قيادة حركة حماس في الدوحة وطهران وكأنها تحتفل برمضان في بيئة مختلفة تمامًا.
بثت وسائل الإعلام الرسمية لحماس صورًا ومقاطع فيديو تظهر القادة البارزين يتناولون وجبات الإفطار في أجواء من الرفاهية والاسترخاء.
وينظر الكثيرون إلى هذه الصور بغضب واستياء، حيث يعتبرونها تجسيدًا للانقسام الحاصل بين القيادة السياسية والشعب الفلسطيني الذي يعاني العديد من المشاكل والمصاعب اليومية.
وفي هذا السياق، يعبر العديد من الناشطين والمواطنين في غزة عن غضبهم واستيائهم من تصرفات قادة حماس، حيث يشعرون بالإهانة والظلم، وهم يكافحون للبقاء على قيد الحياة وسط الحرب على القطاع.
وتُعتبر هذه الصور والتسجيلات التي تظهر قيادة حماس وهم يحتفلون برمضان في بيئة مريحة ومترفة في الدوحة، بينما يعاني الشعب في غزة، علامة على الانقسام الحاد بين القيادة والشعب، مما يزيد من مشاعر اليأس والغضب التي تعم الأجواء في القطاع.
وفي وقت سابق حملت حركة فتح حملة انتقادات حادة ضد حركة حماس، متهمة إياها بالمسؤولية عن إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، في بيان أصدرته ليلة الجمعة.
وأكدت فتح في بيانها أن الجهة المسؤولة عن إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، والتي تسببت في معاناة الشعب الفلسطيني، وبخاصة سكان غزة، ليس لها حق في تحديد أولويات القضية الوطنية.
وأضافت فتح أن القيادة الحقيقية المنفصلة عن الواقع وعن معاناة الشعب الفلسطيني هي قيادة حركة حماس، مشيرة إلى أن هذه القيادة لم تدرك حتى الآن حجم الكارثة التي يعيشها الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية.
وفي إطار تصاعد التوترات بين حركتي فتح وحماس، عبرت فتح عن استغرابها واستهجانها لتصريحات حماس حول التفرد والانقسام، متسائلة عما إذا كانت حماس قد استشارت القيادة الفلسطينية أو أي جهة وطنية فلسطينية قبل اتخاذها قرار القيام بما وصفته فتح بـ"مغامرة السابع من أكتوبر الماضي"، والتي أدت إلى تفاقم المعاناة والكوارث للشعب الفلسطيني بشكل لا يُحسد عليه، في إشارة إلى الحرب الأخيرة في قطاع غزة.
وأكدت فتح أن حركة حماس ليس لديها هدف سوى الحفاظ على أمن قيادتها الشخصي، ومحاولة التوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف الحفاظ على دورها الانقسامي في غزة وعلى الساحة الفلسطينية بشكل عام.
يأتي هذا التصعيد في الخلافات بين الفصيلين في ظل التصاعد المستمر للتوترات السياسية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، مما يعكس عدم توافق الرؤى والاستراتيجيات بين الأطراف المختلفة في معالجة قضايا الشعب الفلسطيني ومصير القضية الفلسطينية بشكل عام.
وفي ظل الرحرب على قطاع غزة التفقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والوفد المرافق، المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي..
وخلال اللقاء، أكد علي خامنئي دعم إيران الثابت للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة، مشيداً بصمودهم ومقاومتهم. وقال إسماعيل هنية إن الصمود الذي أظهره أهالي غزة وقوات المقاومة خلال الأشهر الستة الماضية، أدى إلى فشل أي من أهداف العدو الصهيوني في حرب غزة.
وأشار هنية إلى أن الهجمات التي شنها الكيان الصهيوني على غزة لم تكن سوى محاولة فاشلة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، مؤكداً أن عملية "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة قوة الكيان الصهيوني، وتسببت في خسائر فادحة بصفوفه.
وأضاف هنية أن حرب غزة هي حرب عالمية، واتهم الهيئة الحاكمة في الولايات المتحدة بدعم جرائم الكيان الصهيوني، معتبراً إياها شريكة رئيسية في هذه الجرائم بسبب دعمها المباشر للكيان الصهيوني.
وتأتي تصريحات هنية وخامنئي في ظل استمرار التوترات بين فلسطين وإسرائيل، وتصاعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.