إسلام آباد تطالب بغلق معسكرات "طالبان الباكستانية" في أفغانستان
الأربعاء 03/أبريل/2024 - 03:06 ص
طباعة
محمد شعت
وصف وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أفغانستان مرة أخرى بأنها مصدر موجة الإرهاب في بلاده وحذر من أن هذه الدورة ستستمر حتى تغلق كابول معسكرات التدريب والملاجئ التابعة لحركة طالبان الباكستانية، مشددًا على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين، مشيرًا إلى أن باكستان سمحت بعبور البضائع من أفغانستان إلى الهند.
ونقلت تقارير صحفية باكستانية عن آصف قوله: إن الحدود الباكستانية الأفغانية يجب أن تكون مثل الحدود الدولية الأخرى حول العالم ويجب على المواطنين الأفغان القدوم إلى باكستان بتأشيرة. وأضاف أن أفغانستان لا تحترم هذا الوضع، لافتًا إلى أنه سافر إلى أفغانستان مع وفد في الماضي وطلب من قادة طالبان وقف الإرهاب في منطقتهم.
وأضاف وزير الدفاع الباكستاني أن الحل الذي عرضته أفغانستان غير قابل للتطبيق، حيث إن حركة طالبان في أفغانستان دائما تشجع على الحوار بين حركة طالبان الباكستانية والحكومة الباكستانية وتتوسط أيضا بين الجانبين، مشددًا على ان بلاده قاتلت وضحت من أجل أفغانستان. ولكن مع تغير موقف الحكومة الأفغانية، فإن خياراتنا بالنسبة لهم أصبحت محدودة".
وفي وقت سابق، قالت مسؤولون باكستانيون مرارا أن حركة طالبان الباكستانية تنظم عملياتها من الأراضي الأفغانية، وهو ادعاء ترفضه طالبان وتعتبر تصريحات المسؤولين الباكستانيين بمثابة تهرب من المسؤولية، وقالت إدارة مكافحة الإرهاب الباكستانية إن الهجوم الانتحاري على مواطنين صينيين في خيبر بختونخوا تم التخطيط له من أفغانستان، لافتة إلى أن مُنفذ الهجوم الانتحاري على مواطنين صينيين في خيبر بختونخوا والسيارة المفخخة المستخدمة في هذا الهجوم تم جلبهما من أفغانستان.
وتأتي تصريحات وزير الدفاع الباكستاني في وقت تشهد فيه الحدود الباكستانية الأفغانية موجات من التوتر من التصاعد، في ظل الحملات التي تشنها الحكومة الباكستانية على "تحريك طالبان" التي تنشط بالقرب من الحدود وتحاول السيطرة على مواقع بالقرب منها، وأعلن الجيش الباكستاني أنه قضى على 9 إرهابيين مسلحين خلال عملية تمشيط واسعة النطاق في منطقة وزيرستان بإقليم خيبر بختونخوا، وكثف عملياته في المناطق الحدودية الباكستانية ـ الأفغانية، حيث تحاول حركة "طالبان" الباكستانية تعزيز مواقعها، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه المناطق الحدودية سلسلة من الهجمات الإرهابية البسيطة ضد قوات الأمن خلال الأشهر القليلة الماضية.
وكان وزير الدفاع الباكستاني قد هدد في وقت سابق بقطع طرق التجارة من باكستان إلى أفغانستان حال استمرار التهديدات من طالبان باكستان، مشيرًا إلى إنه إذا لم تقم حركة طالبان الأفغانية بكبح حركة طالبان الباكستانية، فإن الجيش الباكستاني سيهاجم مناطق في أفغانستان مجددا، مؤكدًا أن بلاده لا تبحث عن صراع مع طالبان، وأن اللجوء إلى القوة هو الخيار الأخير، وعلق: "لا نريد الدخول في صراع مسلح مع أفغانستان".
ووصف وزير الدفاع الباكستاني التهديد الذي تشكله حركة طالبان الباكستانية بالـ " كبير جدا"، محذرا حركة طالبان الأفغانية من أن هذا التهديد "لا يمكن أن يستمر بشكله الحالي"، وجاءت هذه التصريحات بعدما شنت مقاتلات باكستانية غارات على منطقتي خوست وبكتيا في أفغانستان، ردا على الهجوم المميت الذي شنته حركة طالبان باكستان على قوات الأمن الباكستاتنية في شمال وزيرستان، وقالت باكستان إن شخصيات رفيعة المستوى من حركة طالبان الباكستانية قتلت في هذا الهجوم، لكن المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية نفى ذلك، وقالت إن مدنيين لقوا حفتهم في هذه الغارات.