فشل المفاوضات.. تفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة مع غياب قادة حماس
ويشير الواقع إلى استمرار القصف والعنف في قطاع غزة، مما يزيد من معاناتهم ويجعلهم يعيشون في حالة من الخوف والهلعن وسط غياب قادة حماس عن تقديم إي حلول حقيقة من اجل غنهاء المعاناة الفلسطيين.
وفقًا لجهاز الإحصاء الفلسطيني، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في قطاع غزة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة. وصل سعر كيلوغرام السكر إلى 30 دولارًا أمريكيًا، بعد أن كان بسعر دولارين، فيما ارتفع سعر كيلوغرام القهوة إلى 120 دولارًا بدلاً من سبعة دولارات كما كان قبل الحرب.
أما سعر البصل بنفس الوزن فارتفع إلى 70 دولارًا من دولار واحد، وسعر الطحين بوزن 25 كيلوغرام ارتفع إلى 250 دولارًا من 20 دولارًا.
وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار السلع الأخرى أيضًا، حيث بلغ سعر علبة الجبن بوزن 100 غرام 10 دولارات، وسعر الدجاجة بوزن كيلوغرام 70 دولارًا. ولوزن 25 كيلوغراماً من الرز سعره ألف دولار، ونفس الوزن من العدس بنحو 900 دولار، ومن الحمص بات سعره 1200 دولار.
تجدر الإشارة إلى أن سكان غزة يعبرون عن استياء شديد من هذه الأسعار الجديدة التي تعتبر من بين الأعلى في العالم. وبسبب هذا الوضع، نشبت خلافات حادة بين السكان ووصلت إلى استخدام السلاح وإطلاق النار. في هذا السياق، تشكلت "لجان الحماية الشعبية" بهدف تعزيز الأمن والاستقرار جنوب القطاع وضبط الأسعار في الأسواق.
ويحمل نشطاء فلسطنيون حركة حماس الوضع الذي وصل اليه القطاع عدم التوصل إلى هدنة خلال شهر مضان وعيد الأضحى المبارك بل وتحول القادة إلى إيران من أجل مزيدا من الحرب.
واتهم النشطاء الفلسطنيين قادة الذين يعيشون في الفنادق خارج غزة، والقادة حماس والقسام في المناطق الآمنة بالانفاق، ليسوا يشعرون بمعاناتهم ومعاناة الشعب، بل يبدو أنهم يهتمون أكثر بمصالحهم الشخصية والحفاظ على نفوذهم.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة خلال شهر رمضان، حيث يواجه السكان صعوبات في الحصول على الطعام والمواد الأساسية، ويعانون من ظروف صحية سيئة ونقص في الخدمات الطبية.
ويعتبر وجود قيادة حماس وعائلاتهم في الأنفاق وتخليهم عن مشاركة الشعب في معاناتهم، عاملاً يزيد من الانقسام والتمزق في المجتمع الغزاوي، ويثير حالة من الاستياء والغضب بين السكان، الذين يشعرون بالإهمال والتجاهل من قبل قيادتهم في هذه الظروف الصعبة.
وفقًا لتقييمات المراقبين، كان لدى حركة حماس "افتراضًا خاطئًا" بشأن تبعات رد إسرائيل على السابع من أكتوبر، حيث توقعت أن يؤدي إلى اندلاع انتفاضات شعبية ضد الكيان الإسرائيلي في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، لكن هذا السيناريو لم يتحقق.
وقال جمال نزال، عضو المجلس الثوري لحركة فتح والناطق باسمها، إن تدخل إيران في الشأن الفلسطيني هو أمر مدمر، مشيرًا إلى قرار طهران مواصلة مواجهة إسرائيل حتى النهاية.
وأكد نزال في مقابلة مع قناة "العربية/الحدث" اليوم أن إيران تعمل عبر وكلائها مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي، معتبرًا أن التدخلات الإيرانية تخدم أجندة خاصة ولا تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني، لافتا نزال إلى وجود بؤر إيرانية في الضفة الغربية، مثل منطقة طولكرم.
وفي هذا السياق، يشير إبراهيم دلالشة، رئيس مركز الأفق للدراسات في رام الله، إلى أن حركة حماس وقعت في خطأ فادح بتورط شعب غزة في كارثة إنسانية، وأنها لم تكن قادرة على تقديم حلول واقعية بعد أن فقدت معظم سيطرتها على القطاع بشكل شبه كامل.
بحسب تحليلات دلالشة، يُعتبر أن حماس تسعى في الوقت الحالي إلى تعزيز بقائها السياسي داخل قطاع غزة، الذي يبقى تحت سيطرة عسكرية إسرائيلية، والتي تفشل حتى الآن في دفع المفاوضات الجارية نحو تحقيق أهدافها، خاصة في ظل عزم حكومة نتنياهو على القضاء على سيادة الحركة بالكامل.
تنصب جهود حماس حاليًا على ضمان بقائها كحركة، وتحرص على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في محاولة لإعادة ترتيب الأوضاع والمصالح بالقطاع.