اشتباكت استمرت 13 ساعة.. مقتل العشرات في هجوم جيش العدل على مواقع الحرس الثوري بمدينتي راسك وتشابهار جنوب إيران
قُتل العشرات من قوات الجانبين في صراع استمر عدة ساعات بين قوات الشرطة والحرس الثوري الإيراني وأعضاء جماعة جيش العدل البلوشي في مدينتي تشابهار وراسك بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران.
وكتبت العلاقات العامة لمقر أمن جنوب شرقي القوات البرية للحرس الثوري الإيراني في بيان يوم الخميس 4 أبريل 2024، أن جيش العدل هاجم في وقت واحد 5 أماكن عامة وقواعد عسكرية وشرطية في مدينتي تشابهار وراسك في محافظة سيستان وبلوشستان.
وبحسب تقارير وكالات الأنباء المحلية، فقد قُتل 11 شخصاً من قوات الشرطة والجيش وما لا يقل عن 18 شخصاً من جيش العدل في هذه الاشتباكات التي استمرت أكثر من 14 ساعة.
ويقول مسؤولون عسكريون إن "تطهير" المنطقة مستمر وأن أعداد ضحايا جيش العدل قد ترتفع. كما أفادوا بإصابة عدد من عناصر الجيش والشرطة في المنطقة.
وفي مقابلة تلفزيونية، وصف ماجد ميراحمدي، نائب وزير الأمن وإنفاذ القانون بالداخلية، عدد المهاجمين القتلى بأنه "ربما 19" وتوقع أن "جميع" المهاجمين قتلوان مضيفا أنه "بناء على التقارير الأولية" فإن المهاجمين "ليسوا إيرانيين" و"يجري التحقيق في جنسيتهم وهويتهم".
وأضاف مجيد ميراحمدي أن "العنصرين المساندين اللذين مهدا لتواجد القوات لتنفيذ هذه العملية في مدينة تشابهار، ليسا إيرانيين وتم اعتقالهما من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية".
وقال نائب وزير الأمن وتنفيذ القانون بالداخلية عن الهجوم إن "قناصة" هذه المجموعة استهدفوا أيضا "أشخاصا" و"من بين هؤلاء أم وطفلين، وورد أن حالة إحدى الفتيات الصغيرات خطيرة". الحالة، ولكن بجهود الأطباء "في الوقت الحالي، خرجت من حالة حرجة".
وبحسب وكالة مهر للأنباء، فإن القتلى من العسكريين والشرطة هم من الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج والفرجة ودريباني (مرزباني).
وأسماء القتلى في هذه الهجمات حتى الآن هم "محسن حسن نجاد" و"حسين انتزيريان" و"حسين سارسنكي" من حرس الغدير التابع لمحافظة يزد، و"جواد جهان بيجي" من موظفي حدود جاكيجور. وتم الإعلان عن الفوج "محسن حسينية" من قاعدة تشابهار البحرية، و"عباس علي" مير، و"مسلم كريمي" كضباط شرطة في تشابهار.
وبحسب وكالة مهر، بدأت عملية جيش العدل في شرطة مدينة تشابهار ورسك ودريباني ومركز شرطة تشابهار 11، واحتجز عناصر تلك المجموعة رهائن في أحد المباني في إحدى مناطق مدينة تشابهار.
كما أبلغت السلطات العسكرية والأمنية في تشابهار عن احتجاز رهائن من قبل أعضاء جيش العدل، وهو ما نفته هذه المجموعة في البداية. وتم نشر مقطع فيديو واحد على الأقل لمقابلة مع رهينة تم تحريرها في وسائل الإعلام الرسمية.
وأعلن علي رضا ديليري، نائب ضابط شرطة سيستان وبلوشستان، يوم الخميس، أن عملية احتجاز الرهائن قد انتهت وأن "جميع" المهاجمين قتلوا.
جيش العدل هي جماعة مسلحة معارضة للحكومة الإيرانية، والتي تم الاعتراف بها كمنظمة إرهابية من قبل الحكومة الإيرانية والعديد من الحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأعلنت السلطات الأمنية، صباح الخميس، انتهاء الصراع، لكن بعد هذا الادعاء، تم نشر العديد من الأخبار والفيديوهات، التي أشارت جميعها إلى استمرار الصراع.
وبحسب المسؤولين الأمنيين، فإن هجوم جيش العدل بدأ حوالي الساعة 10:00 مساء الأربعاء، ونشر خبر انتهاء الصراع مع عناصر جيش العدل بعد 14 ساعة من الهجوم على راسك وتشابهار.
في الوقت نفسه، أفاد موقع "هاليش" الإخباري عن "انقطاع شديد" في شبكة الإنترنت في مناطق راسك وتشابهار وسارباز. لكن لم ترد أنباء رسمية عن الصراع في الجيش حتى الآن.
ويقول مسؤولون أمنيون إيرانيون إن هدف هجوم جيش العدل كان مقر الحرس الثوري الإيراني في تشابهار ورسك، بالإضافة إلى مركز شرطة تشابهار 11.
وأعلن جيش العدل نفسه في مذكرة عن هجمات على أربع نقاط في تشابهار ونقطتين في مدينتين أخريين هما راسك وسرباز، بما في ذلك مقر فرجة البحري ومقر قيادة مدينة تشابهار.
وكان نائب وزير الأمن الداخلي قد قال عن هذا الهجوم المنسق لقوات جيش العدل في جنوب سيستان وبلوشستان: إن هذه القوات "لم تنجح في الاستيلاء على مقر الحرس الثوري الإيراني في جابهار ورسك وهي تحت الحصار".
وبحسب ماجد ميراحمدي، فإن ثلاثة مسلحين "كانوا يعتزمون دخول القاعدة البحرية" في تشابهار، وقد قُتل الثلاثة جميعاً و"العملية أوشكت على الانتهاء في القاعدة البحرية".
في الوقت نفسه، كتبت حملة هاليش وبلوش، التي تغطي الأخبار المحلية لسيستان وبلوشستان، قبل ظهر الخميس، قبل ظهر الخميس، أن الصراع في المنطقة لا يزال مستمرا. هناك أيضًا مقاطع فيديو من تشابهار تم تصويرها في وضح النهار ويُسمع فيها صوت إطلاق النار.
لكن نائب وزير أمن الداخلية نفى وقوع الصراع في مدينة سرباز، وقال: "لم يكن لدينا صراع في أي مكان باستثناء جابهار ورسك في سيستان وبلوشستان".
من ناحية أخرى، قالت "حلواش" التي ترصد أخبار بلوشستان في محافظة سيستان وبلوشستان، إن جيش العدل هاجم مقر مركز الشرطة الثاني عشر ومخابرات الشرطة في تشابهار.
وكانت جماعة جيش العدل قد أعلنت في وقت سابق مسؤوليتها عن الهجوم على مركز للشرطة في راسك بمحافظة سيستان وبلوشستان في 20 يناير/كانون الثاني. وقُتل في هذا الهجوم أحد أفراد قوة الشرطة.
وفي نهاية كانون يناير من العام الماضي، في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على مواقع جيش العدل داخل باكستان، أصبحت العلاقات بين البلدين حرجة، وشنت إسلام آباد هجوماً انتقامياً داخل إيران. لكن البلدين أعلنا بعد ذلك أنهما تغلبا على هذا التوتر.