ارتدادات هجوم موسكو.. اتجاه روسي لرفع "طالبان" من قوائم الإرهاب

الجمعة 05/أبريل/2024 - 02:25 ص
طباعة ارتدادات هجوم موسكو.. محمد شعت
 

في تطور جديد للعلاقات الروسية مع حكومة طالبان في أفغانستان، أعلنت الرئاسة الروسية مؤخرا أنها تعتزم رفع اسم حركة طالبان الأفغانية من قائمتها للمنظمات الإرهابية المحظورة، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحفي :"هذا بلد مجاور لنا ونتواصل معه بطريقة أو أخرى، مضيفا "نحن بحاجة إلى حل القضايا الملحة، وأن طالبان السلطة الفعلية في أفغانستان".
وأضاف بيسكوف، أن روسيا لديها أمور مهمة لمناقشتها مع زعماء حركة طالبان الأفغانية وأنها تعمل على رفع اسم الحركة من قائمة المنظمات الإرهابية، وتأتي هذه التصريحات بعد تعرض روسيا الشهر الماضي، لأكبر هجوم دموي منذ 20 عاما عندما اقتحم مسلحون قاعة للحفلات الموسيقية خارج موسكو، ما أسفر عن مقتل 144 شخصا على الأقل.
وتأتي هذه الخطوة من جانب الحكومة الروسية لتشير إلى تطور جديد في العلاقات بين الحكومة الروسية وحكومة طالبان، حيث أعلنت روسيا في سبتمبر الماضي أنه على "طالبان" أن تثبت استعدادها لتشكيل حكومة تعددية في البلاد، ما قد يمهد الطريق لاعتراف موسكو بحكومة "طالبان".
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان مدير الدائرة الآسيوية الثانية بوزارة الخارجية الروسية ضمير كابولوف إن  روسيا قد تعترف بحكومة "طالبان" المؤقتة، إلا أن على ممثليها أن يستحقوا ذلك من خلال الوفاء بالتزاماتهم.
وتابع: "يجب على "طالبان" أن تحظى بالاعتراف. أي أن تثبت عمليا أنها مستعدة للاستجابة لدعوة تشكيل حكومة عرقية سياسية شاملة، وإذا اتخذت هذه الخطوة فإنها ستفتح الطريق أمام اعتراف محتمل بنظام "طالبان"، وقال: "لهذا السبب فإن السفارة الأفغانية في موسكو يرأسها الآن القائم بالأعمال الأفغاني، ولا يمكننا استقبال السفير لأننا لا نعترف بحكومة "طالبان".

ارتدادات هجوم موسكو

تذهب قراءات إلى أن هذه الخطوة من جانب روسيا تأتي ضمن اتدادات هجوم موسكو وتزايد تهديدات "داعش خراسان"، وهو الأمر الذي يتطلب مزيد من التنسيق بين موسكو وحكومة طالبان لمواجهة التنظيم الذي يشهد نشاطا متناميا خلال الفترة الأخيرة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديث الخميس، إن بلاده لن تصبح هدفاً للأصوليين، حسبما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء، وذكر بوتين في تصريحات بثها التلفزيون: "لدينا كل الأسباب التي تدفعنا للاعتقاد بأن الهدف الرئيسي لأولئك الذين أمروا بهذا العمل الإرهابي الدموي المروّع في موسكو هو الإضرار بوحدتنا".
وعن أهداف التقارب بين روسيا وطالبان، يقول الباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام النجار في مقال تحليلي، إن طالبان تسعى  إلى استثمار المخاوف من تمدد تنظيم داعش خرسان في آسيا للحصول على دعم إقليمي ودولي باتجاه تحسين أدائها الاقتصادي. وتفتح عمليات داعش العابرة للحدود فرصة لدخول طالبان في شراكات متعددة.
وأوضح النجار في مقاله أن عزم روسيا على رفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية بعد أيام على هجوم مسرح كروكوس سيتي هول، يعكس إدركا بأن الحركة الأفغانية ليست قادرة بمفردها على التعامل مع النفوذ والقدرات المتزايدة لداعش خراسان، وأن تقويضه في منطقة آسيا الوسطى يجب أن يبدأ من مركزه بأفغانستان.
وأشار النجار إلى أن  طالبان سارعت أخيرا نحو توظيف هجوم داعش خراسان في العمق الروسي لطرح نفسها كطرف رئيسي لا غنى عن التعويل عليه والتعاون معه للقضاء على هذا التنظيم الأخطبوطي وحماية المنطقة من خطره. ويُعد هجوم داعش خراسان في موسكو فرصة ثمينة لطالبان لتنفي روايات من زعموا أنها بالغت في تضخيم خطر داعش لخدمة مصالحها في السلطة، وأن أفغانستان مستهدفة ضمن دول الإقليم من قبل إرهابيين أجانب قادمين من طاجيكستان، ولذلك أعرب رئيس المكتب السياسي للحركة سهيل شاهين عن تقديره لموقف روسيا والاستعداد للتعاون معها.

شارك