تعثرات التوافق السياسي في العراق.. هل تنذر بعودة التيار الصدري ؟
تشهد الساحة السياسية في العراق حالة من الارتباك الشديد مع انسداد جديد يهدد العملية السياسية، حيث تعجز الكتل السياسية عن التوصل إلى اتفاقات تؤدي إلى اختيار رئيس مجلس النواب، المنصب المخصص للمكون السني وفقًا للمحاصصة السياسية المعتادة.
والأونة الأخيرة، شهدت تزايدًا في التحركات التنظيمية والظهور العلني المتكرر لزعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، حيث أن هذه التحركات والظهور العلني يُعتقد بحسب متابعين أنها تمهيدًا لعودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي بعد انسحابه من الساحة في عام 2022.
منذ فترة، بدأ مقتدى الصدر في ظهور متكرر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حيث يتجول في الشوارع ويتفاعل مع الناس بشكل مباشر. يبدو أن هذه الحركات تهدف إلى إعادة تواصله مع قاعدته الشعبية واستعادة دعمهم.
ويشهد التيار الصدري تحفيزًا على نشاطه التنظيمي، حيث يبدو أن هناك استعدادًا لإعادة هيكلة وتنظيم القوات الصدرية المؤيدة. قد يكون هذا إشارة إلى استعدادات لمرحلة جديدة من المشاركة السياسية.
وقد تلاحظ وجود تصريحات وبيانات من زعيم التيار الصدري حول قضايا سياسية محلية، مما يوحي بعودته المحتملة إلى المشهد السياسي. يبدو أن الصدر يستعد لتحديات سياسية مستقبلية ويبني منصته السياسية.
و يستمر التيار الصدري في التأكيد على مكافحة الفساد والتصدي لأي تدخلات خارجية في شؤون العراق. هذه المواقف تُعتبر أحد المحاور الرئيسية لعودة التيار الصدري إلى الساحة السياسية.
بالنظر إلى الانتخابات المقبلة في العراق، يتوقع أن يلعب مقتدى الصدر دورًا مهمًا في تشكيل الساحة السياسية المستقبلية. قد يكون التحرك الحالي لزعيم التيار الصدري جزءًا من استعداداته لتلك الفترة.
بناءً على ما سبق، يُعتبر التوجه الحالي لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، استعدادًا لعودته المحتملة إلى المشهد السياسي في العراق. تظهر التحركات التنظيمية والظهور العلني المتكرر استعدادًا لمرحلة جديدة من النشاط السياسي والمشاركة في العملية الديمقراطية.
وتشكل هذه العملية تحديًا كبيرًا للعملية السياسية وتعرقل إدارة الدولة، مما يثير الإحباط واليأس بين العراقيين الذين يعانون من تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، فضلاً عن تفشي الفساد وزيادة معدلات البطالة وسوء الخدمات.
من المتوقع أن يستمر هذا الانسداد حتى يتوصل الفاعلون السياسيون إلى حلول توافقية لحسم المسائل المعلقة وإعادة تنشيط العملية السياسية.
وفي يونيو 2022، اتخذ زعيم بارز في المجتمع الشيعي، مقتدى الصدر، قرارًا بالانسحاب من البرلمان، مما فتح المجال أمام القوى السياسية الموالية لإيران لتشكيل حكومة بقيادة محمد شياع السوداني في أكتوبر من نفس العام. وعلى الرغم من ذلك، فشلت الكتل السياسية في حسم منصب رئاسة البرلمان.
في نوفمبر 2023، أقرت المحكمة الاتحادية إنهاء عضوية رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، مما أضاف تعقيدًا إضافيًا لعملية ملء الفراغ السياسي. بالإضافة إلى ذلك، تسبب انسحاب الصدر في تفاقم الانسداد السياسي في العراق، حيث يُعتبر الصدر قوة سياسية شيعية رئيسة، وكان انسحابه عاملًا مهمًا تمت إزالته من المعادلة السياسية.
وفي الأسابيع الأخيرة، عاد مقتدى الصدر إلى النشاط الاجتماعي من خلال ظهوره في فيديوهات تظهره وهو يتجول في الشوارع ويتفاعل مع الناس، بالإضافة إلى تبضعه للخضراوات وإطلاق حملات إغاثية لسكان غزة.
و يعتبر مراقبون أن هذه التحركات تحمل رسائلًا ودلالات من الصدر لخصومه، مؤكدين أنه لا يزال حاضرًا في الساحة السياسية.
يرى مراقبون أن العراق دخل مرحلة حسامة فى تاريخه السياسى منذ اسقاط نظام صدام حسين، فى ظل الصراع الشيعى الشيعى، وتحول مقتدى الصدر لزعيم شعبى كبير فى مواجهة فساد السلطة الحاكمة وتغول اليليشيات، الصدام الكبير مع قيادات الحشد الشعبى المقربة من ايران.
الحديث النشط في الساحة العراقية يتناول احتمالية عودة مقتدى الصدر، والرغبة في ذلك لم يعلن عنها بعد من قِبل الصدر نفسه.
ويترقب الجميع، سواء أنصار الصدر أو خصومه، والوقت هو الذي سيكشف عن تطورات الوضع ومستقبل مقتدى الصدر في المشهد السياسي العراقي.