تحت إشراف "الزينبيات".. الحوثي تستحدث مقرات جديدة لاستقطاب النساء في ثلاث محافظات يمنية
الإثنين 08/أبريل/2024 - 03:50 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في ظل الأوضاع المعيشية البائسة والانتهاكات اللا حصر لها التي تعاني منها النساء في مناطق سيطرة الحوثيين، ومع غياب أي مساندة أو حماية لهن، كشفت مصادر مطلعة عن استحداث الجماعة فروعاً جديدة تابعة لما يسمى بالهيئة النسائية الثقافية.
وتهدف ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا لإخضاع النساء والفتيات في المناطق الريفية لتلقي دروس تطويرية تعبوية، ومن أجل استقطاب النساء أقامت الميليشيا مقرات جديدة في ثلاث محافظات بإشراف جهاز أمنها النسائي المعروف باسم "الزينبيات".
ووفقًا للمصادر، أنشأت الحوثي خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوعين أكثر من 10 مقرات كجزء من المرحلة الأولى في القرى والمدن بمحافظات إبّ وريمة وحجة، في إطار توسيع نطاق استهداف النساء وجذبهن.
كما أفادت المصادر أن الحوثي أسست فرعين في عزلتي الرضائي والغضيبة بمديرية العدين في محافظة إبّ، و4 مقرات أخرى في مديريتي المفتاح والمحابشة بمحافظة حجة، بالإضافة إلى 3 فروع في قرى الفزعة والضبابة والربيض في محافظة ريمة.
وتُعتبر الهيئة النسائية الثقافية كيانًا حوثيًا، يتخذ مقره الرئيسي في صنعاء، وقد تولت منذ تأسيسها مهمة الإشراف المباشر على استهداف النساء والفتيات في مختلف المناطق، من خلال التطييف والاستقطاب والتجنيد، بالإضافة إلى إجبار النساء على المشاركة في الوقفات الاحتجاجية وفعاليات ومناسبات الجماعة، وتقدم الهيئة النسائية الثقافية أيضًا دعمًا مختلفًا للجبهات.
وبحسب المصادر، يُعتبر هذا التحرك استمرارًا للاستهداف السابق من أجل إجبار اليمنيات في مناطق سيطرة الجماعة على تبني الأفكار ذات الطابع الطائفي، وذلك في إطار تنفيذ ما يعرف ببرنامج البناء الثقافي، الذي تهدف الجماعة من خلاله إلى تعزيز الهوية الإيمانية.
وفيما يتزامن ذلك مع معاناة ملايين السكان في مناطق سيطرة الحوثيين من أوضاع كارثية نتيجة انقطاع الرواتب وانعدام الخدمات، وتفشي الفقر والبطالة، فقد قامت الجماعة بتخصيص ملايين الريالات عبر هيئات الزكاة والأوقاف لتمويل تأسيس المقرات، بهدف استهداف النساء والفتيات من مختلف الأعمار بالتعبئة الفكرية.
ويأتي الإهدار الحوثي لأموال الزكاة والأوقاف وغيرها في وقت تواصل فيه الاتهامات التي وجهها عاملون إغاثيون في صنعاء لقادة الجماعة، بحرمان ملايين الفقراء والنازحين اليمنيين من الأموال والمساعدات التي تُقدم من قبل منظمات وأفراد خير، وبدلاً من ذلك يتم إنفاق هذه الأموال على الأتباع وتأسيس فروع ومقرات لتكثيف برامج التطييف.
ويقول نشطاء يمنيون إن جماعة الحوثي ترى في النساء في مناطق سيطرتها الطرف الأضعف، وتعتقد بسهولة خداعهن وتضليلهن، وإقناعهن بأفكارها، وتقديم مختلف أنواع الدعم لهن، بالإضافة إلى إلحاق أبنائهن بالجبهات.
وسجلت تقارير عديدة تعرض عشرات الآلاف من النساء اليمنيات لانتهاكات متنوعة، بما في ذلك حملات التجنيد الإجباري وإجبارهن على خضوع لدورات طائفية وعسكرية مكثفة بالقوة، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم بشعة ضدهن مثل الاختطاف وحرمانهن من حقوقهن وتعريضهن للتعذيب والاعتداء والتحرش.