الهاجس الأمني يطغي علي اليورو!

الأحد 09/يونيو/2024 - 02:00 ص
طباعة
 
يوما بعد يوم تتزايد سخونة الأحداث في ألمانيا، فبعد مظاهرات حاشدة ضد اليمين المتطرف بعد نشر تقرير صحفي يزعم خطة حزب البديل من أجل ألمانيا لترحيل الأجانب بشكل جماعي، عاد الجدل مجددا بعد مقتل شرطي ألماني متأثرا بجراحه بسبب إصابته علي يد لاجئ من أفغانستان.
الأنظار اتجهت الي المستشار الألماني اولاف شولتس بعد أن صرح من قبل بإمكانية ترحيل المجرمين حتي ولو كانوا من سوريا أو أفغانستان، لكن وقف ترحيل اللاجئين وضعه في موقف حرج، مما دعاه إلي تجديد موقفه بشأن ترحيل المجرمين، وتأكيده خلال كلمته بالبرلمان الألماني الجمعة الماضية أنه من المؤسف أن يأتي شخصا الي المانيا طالبا الحماية، ثم يقوم بالاعتداء علي الألمان وقتلهم، وهو ما قاطعه بعض النواب، وتأكيدهم علي أن مثل هؤلاء لم يكن من الضروري وجودهم بالبلاد بالأساس.
المشكلة الأساسية أن هذا الشخص الأفغاني لم يكن معلوما للشرطة قبل الحادث،وكانت اقامته غير مضروعة، حتي تزوج ألمانية وأنجب منها طفلا، وبالتالي هناك عدد كبير من المتطرفين وسط صفوف اللاجئين، بل أن هناك تقارير تشير إلي أن السفارة الألمانية في كابول رفضت منح عدد من التأشيرات لمواطنين أفغان تقدموا بوثائق مزورة، ومنهم كانوا يعملون قضاه شرعيون مع حركة طالبان، وهو نفس مشكلة منح عدد من السوريين والعراقيين تأشيرات دخول الي ألمانيا ضمن اللاجئين ، ثم اكتشاف عدد كبير منهم كانوا يقاتلون في صفوف داعش، وتعرفت عليهم فتيات ايزيديات تعرضن للاعتداء علي يد هؤلاء.
وبالرغم من ذلك قررت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك منح تأشيرات لأكثر من ١٠ آلاف افغاني، زاعمة أن عدد كبير منهم كانوا يعمل مع حلف الناتو والبعثات الدبلوماسية الأوروبية، وهو ما يراه البعض مزايدة سياسية من حزب الخضر قبل انتخابات البرلمان الأوروبي، وكذلك لتحسين موقف الحزب داخليا.
الصيف تتزايد سخونته مع توقعات بصعود نسبة نواب اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي واستغلال أخطاء المهاجرين والأجانب، وضعف تعامل الحكومات الأوروبية مع الأمر، كذلك استضافت ألمانيا لبطولة يورو ٢٠٢٤ لكرة القدم، وتشديد الحدود مع دول الجوار، وخاصة مع فرنسا والدنمارك ، ومن قبل قررت سويسرا تشديد حدودها مع ألمانيا بسبب الأمر نفسه.
وبسبب التهديدات المحتملة، نشرت دول أوروبية حوالي ٥٨٠ فردا من عناصرها الشرطية بالتعاون مع الشرطة الفدرالية الألمانية، خشية اعمال عنف أو تفجيرات إرهابية، وسط مخاوف من تنامي استخدام السكين في المواصلات العامة والقطارات، ولذلك افتتحت الداخلية الألمانية المركز الدولي للتعاون الأمني في مدينة نويس بولاية شمال الراين لكي يكون عنصر الربط بين المدن المستضيفة. للبطولة وتبادل المعلومات الأمنية الاستخباراتية، وهو الأمر الذي سيتكرر حينما تستضيف باريس الأولمبياد الشهر المقبل، سيتم نشر عدد من الأفراد الشرطة من مختلف الدول الأوروبية ، وسط مطالب بوقف حفل الافتتاح علي ضفاف النهر خشية منح الإرهابيين فرصة كبيرة في تحقيق أهدافهم.

شارك