بطريرك الكلدان يشارك في مؤتمر تفكيك خطاب الكراهية بالعراق
الأحد 30/يونيو/2024 - 06:29 م
طباعة
روبير الفارس
شارك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان بالعراق برفقة معاونه سيادة المطران باسيليوس يلدو في ندوة لمواجهة خطابات الكراهية في العراق والتي نظمتها مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية بشخص رئيسها الدكتور سعد سلوم في قاعة فندق بغداد بحضور نخبة من رجال الدين والخبراء والاعلاميين.
وفيما يلي نص كلمة غبطة البطريرك في الندوة:
خطاب الكراهية انحراف عن الدين
كل الشكر والامتنان لمؤسسة مسارات، ومديرها الاخ الدكتور سعد سلوم هذا الفارس الذي لا يكل ولا يمل في الدفاع عن القيم والثوابت الاجتماعية والإنسانية للمجتمع، والدعوة الى تفكيك خطاب الكراهية والفرقة الذي يشكل خطورة على النسيج الوطني. عالمنا فقد توازنه ، لذا يعيش ازمات متراكمة، وحالة من العسكرة، وحملة من التضليل الفكري والديني، وتراجعاً للقيم و للحوار والتفاهم، مما خلَّفَ ظروفاً مثقلة بالصراعات والتحديات وحالة انعدام الثقة بمستقبل أفضل. من المؤسف ان الانجرار وراء التطرف والموروثات الخاطئة هو السائد في المنطقة، لذا ثمة حاجة أكثر من أي يوم مضى لخلق شعور جماعي قوي مشترك بأهمية نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والسلام للمحافظة على حقوق المواطنين والعيش المشترك.
كل الديانات تضع الانسان فوق اي اعتبار. لذا خطاب الكراهية انحراف عن الدين الذي يدعو للتسامح والرحمة والاخوة. يقول الكتاب المقدس “اريد رحمة لا ذبيحة” (هوشع 6/6، متى 12/7). من يروج للكراهية يتخلى عن معرفة الله الحقيقي الرحمن، ويناقض جوهر الدين ورسالتَه في السلام والمحبة، وينتهك الكرامة الإنسانيّة. الدين لا يقبل احتقار الآخر والاهانة والاستخفاف والتجاهل هذه قيمة اساسية.. هناك حاجة ملحة إلى بنية حوارية تتغلب على منطق الصراع، من اجل حماية السلام وتأكيده دائمًا وفي كل سياق. لا خيار لعالمنا سوى التوجه نحو المستقبل دون مماطلة. على المرجعيات الدينية، محصنة بالضمير الحي، والهوية الوطنية المشتركة، العمل على التوعية الدينية الصحيحة، مستلهمة قيم الإنجيل والقرآن والمبادئ الأخلاقية المشتركة، واشاعة ثقافة الانفتاح الرحب على جميع البشر، الذين وفقا لتعاليم المسيح هم بنات وابناء الله، وفي الاسلام هم “عيلة الله”من هذا المنطلق
ثمة ضرورة لتغيير المناهج التعليمية الحالية بمناهج واعية ومتماسكة ومنفتحة على الآخر، والاعتراف به، وقبوله كأخ وكمواطن وتركز على الأخلاق الحميدة واحترام الناس، والمال العام ومحبة الوطن. هذه التربية ستساعد الناس على العيش في وئام ، وتُجنِّب الافعال السيئة.
الى جانب ذلك لمن الاهمية بقيام دولة ديمقراطية مدنية، مستقلّة وقوية، تحمي جميع المواطنين بكافة أطيافهم الدينية والقومية على حدٍّ سواء، مستندة إلى القانون العادل، وتقوم بتنشئتهم على الولاء المطلق للوطن، والارتقاء إلى آفاق جديدة، بما يحقق الأمان والاستقرار والنمو. لا مسلم ولا مسيحي، كلنا عراقيون
وفيما يلي نص كلمة غبطة البطريرك في الندوة:
خطاب الكراهية انحراف عن الدين
كل الشكر والامتنان لمؤسسة مسارات، ومديرها الاخ الدكتور سعد سلوم هذا الفارس الذي لا يكل ولا يمل في الدفاع عن القيم والثوابت الاجتماعية والإنسانية للمجتمع، والدعوة الى تفكيك خطاب الكراهية والفرقة الذي يشكل خطورة على النسيج الوطني. عالمنا فقد توازنه ، لذا يعيش ازمات متراكمة، وحالة من العسكرة، وحملة من التضليل الفكري والديني، وتراجعاً للقيم و للحوار والتفاهم، مما خلَّفَ ظروفاً مثقلة بالصراعات والتحديات وحالة انعدام الثقة بمستقبل أفضل. من المؤسف ان الانجرار وراء التطرف والموروثات الخاطئة هو السائد في المنطقة، لذا ثمة حاجة أكثر من أي يوم مضى لخلق شعور جماعي قوي مشترك بأهمية نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والسلام للمحافظة على حقوق المواطنين والعيش المشترك.
كل الديانات تضع الانسان فوق اي اعتبار. لذا خطاب الكراهية انحراف عن الدين الذي يدعو للتسامح والرحمة والاخوة. يقول الكتاب المقدس “اريد رحمة لا ذبيحة” (هوشع 6/6، متى 12/7). من يروج للكراهية يتخلى عن معرفة الله الحقيقي الرحمن، ويناقض جوهر الدين ورسالتَه في السلام والمحبة، وينتهك الكرامة الإنسانيّة. الدين لا يقبل احتقار الآخر والاهانة والاستخفاف والتجاهل هذه قيمة اساسية.. هناك حاجة ملحة إلى بنية حوارية تتغلب على منطق الصراع، من اجل حماية السلام وتأكيده دائمًا وفي كل سياق. لا خيار لعالمنا سوى التوجه نحو المستقبل دون مماطلة. على المرجعيات الدينية، محصنة بالضمير الحي، والهوية الوطنية المشتركة، العمل على التوعية الدينية الصحيحة، مستلهمة قيم الإنجيل والقرآن والمبادئ الأخلاقية المشتركة، واشاعة ثقافة الانفتاح الرحب على جميع البشر، الذين وفقا لتعاليم المسيح هم بنات وابناء الله، وفي الاسلام هم “عيلة الله”من هذا المنطلق
ثمة ضرورة لتغيير المناهج التعليمية الحالية بمناهج واعية ومتماسكة ومنفتحة على الآخر، والاعتراف به، وقبوله كأخ وكمواطن وتركز على الأخلاق الحميدة واحترام الناس، والمال العام ومحبة الوطن. هذه التربية ستساعد الناس على العيش في وئام ، وتُجنِّب الافعال السيئة.
الى جانب ذلك لمن الاهمية بقيام دولة ديمقراطية مدنية، مستقلّة وقوية، تحمي جميع المواطنين بكافة أطيافهم الدينية والقومية على حدٍّ سواء، مستندة إلى القانون العادل، وتقوم بتنشئتهم على الولاء المطلق للوطن، والارتقاء إلى آفاق جديدة، بما يحقق الأمان والاستقرار والنمو. لا مسلم ولا مسيحي، كلنا عراقيون