يحيى السنوار.. من السجون الإسرائيلية إلى قيادة حماس - القائد الجديد في مواجهة التحديات

الأربعاء 07/أغسطس/2024 - 01:40 م
طباعة يحيى السنوار.. من أميرة الشريف
 
في تطورات حاسمة لحركة حماس، أعلنت الحركة تعيين يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي، خلفًا لإسماعيل هنية، بعد مشاورات استمرت لعدة أيام. يُعرف السنوار بتعمقه في تفاصيل الحركة وتاريخها، ويعتبر من أهم صناع القرار فيها، مما يجعله شخصية محورية في المرحلة المقبلة.
تم اختيار السنوار من قبل مجلس شورى حماس المؤلف من 50 عضوًا، وهو هيئة استشارية تتألف من مسؤولين منتخبين من قبل أعضاء حماس في أربعة فروع: غزة والضفة الغربية والشتات والسجناء الأمنيين في السجون الإسرائيلية.

النشأة والتعليم:
وُلد يحيى السنوار في 7 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة. حصل على درجة البكالوريوس في الدراسات العربية من الجامعة الإسلامية بغزة.
 بدأ يتولى أدوارًا قيادية في حركة حماس منذ تأسيسها عام 1987، حيث ساهم بشكل فعال في بناء أسس الحركة وتوجيهها.

الاعتقالات والسجن:
في عام 1989، حكمت محكمة إسرائيلية على السنوار بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة لدوره في قتل جنديين إسرائيليين. أمضى 22 عامًا في السجن، وكان واحدًا من أكثر من 1000 معتقل فلسطيني أُطلق سراحهم في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي احتجزته حماس كرهينة لمدة خمس سنوات.

الدور القيادي والدبلوماسي:
في عام 2017، انتخب السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة. منذ ذلك الحين، لعب دورًا دبلوماسيًا هامًا في محاولات إصلاح العلاقات بين حماس وحركة فتح في الضفة الغربية، وكذلك في إعادة تقييم علاقات حماس الخارجية. رغم ذلك، يعتقد البعض أنه لم يحقق نجاحًا سياسيًا بمثل نجاحه في التخطيط العسكري.

استجواباته وألقابه:
في مقابلة مع "إيه بي سي نيوز" في ديسمبر، ذكر مايكل كوبي، الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، أنه استجوب السنوار لأكثر من 150 ساعة. 
وصف كوبي السنوار بأنه شخص قوي وخالٍ من المشاعر، لكنه ليس مريضًا نفسيًا. 
وأضاف أن السنوار، الذي يُلقب بـ"جزار خان يونس" نسبةً إلى البلدة التي ينتمي إليها، تفاخر أثناء استجوابه بقتل المخبرين الفلسطينيين المشتبه بهم باستخدام "شفرة حلاقة" و"منجل".

التحديات والمستقبل:
وصفت إسرائيل السنوار بألقاب عديدة مثل "وجه الشر" و"الحي الميت"، واعتبرته مهندس عملية السابع من أكتوبر. وفق الإعلام الإسرائيلي، ظهر في فيديو وحيد خلال الحرب التي تقارب على إتمام شهرها العاشر، وهو يتنقل داخل أحد أنفاق غزة مع عائلته.
 من المتوقع أن يظهر قريبًا على الشاشة بصفته رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس، مما يضعه في مواجهة تحديات جديدة تتطلب قدرات دبلوماسية وعسكرية فائقة.

 تعيين السنوار يعيد سلطة حماس

يقول أوهاد حمو، محلل الشؤون الفلسطينية في القناة 12: "السنوار هو الآن أقوى شخصية في حماس، رسميًا أيضًا. كان هذا هو الحال بالفعل، والآن أصبح رسميًا". وأضاف: "إنه إظهار للإيمان" من قبل الحركة، التي "تتقلص قيادتها بسرعة، وتعيد المركز الرسمي لسلطة حماس إلى غزة"، في حين أن الكثير من القيادة الرسمية كانت في الخارج في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إسماعيل هنية وخالد مشعل.
وأشار حمو إلى أن هذا التعيين يأتي في وقت صعب جدًا لحماس في غزة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي تدمير قدراتها العسكرية والحكمية.
 وأكد أن "هذه خطوة ذات أهمية كبيرة" من قبل حماس، وهي "تعبير عن الإيمان بالرجل الذي يقودها في غزة، وإذا جاز لي القول، إلى الهاوية".

تشكيك إسرائيلي

شككت وسائل إعلام عبرية في قدرة يحيى السنوار على تولي إدارة المكتب السياسي لحركة حماس، مشيرة إلى أن هناك قيادي آخر سيقوم بهذه المهمة فعليًا. 
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "معاريف"، فإن اختيار السنوار شكل مفاجأة بالنسبة لإسرائيل، حيث يعتبر هذا الاختيار محاولة لاستعراض القوة. لكن الصحيفة ترى أن السنوار سيواجه صعوبة كبيرة في أداء دوره كرئيس للمكتب السياسي لحماس بينما يختبئ في غزة.
أوضح الخبير في المنظومة الاقتصادية لحركة حماس، إيال عوفير، أن اختيار السنوار يحمل رمزية أكثر من كونه خطوة عملية. 
بعد أسبوع فقط من اغتيال إسماعيل في طهران، يتوقع عوفير أن يواجه السنوار صعوبات كبيرة في أداء مهامه. وأضاف أن السنوار لن يكون قادرًا على التحرك بحرية داخل القطاع، مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة أشخاص فقط يعرفون كيفية الوصول إليه.
أشار الخبير الإسرائيلي إلى أن من المهم انتظار معرفة من سيدير المنصب عمليًا من قيادات الحركة في الخارج، حيث يعبر عن قناعة بأن منح السنوار لقب رئيس المكتب السياسي غير واقعي، وأن شخصية أخرى ستتولى الإدارة الفعلية.
وأكد أن الإعلان عن خلافة السنوار لهنية يحمل رسالتين أساسيتين: الأولى هي أن السنوار لا يزال على قيد الحياة رغم المحاولات الإسرائيلية لاغتياله، والثانية هي أن قيادة الحركة في غزة تزداد قوة مقارنة بقيادة الخارج التي ضعفت بشكل كبير قبل الانتخابات المقبلة لرئاسة الحركة في عام 2025.
رأى عوفير أن الإعلان عن السنوار كرئيس للمكتب السياسي شكل مفاجأة في ظل التكهنات الأخيرة حول خلافة إسماعيل هنية. أبرز الأسماء التي كانت مطروحة لخلافة هنية كانت محمد إسماعيل درويش وخالد مشعل، إلا أن السنوار تمكن من حسم الأمر لصالحه. يُذكر أن السنوار خلف هنية في رئاسة الحركة في غزة عام 2017، فيما تولى هنية آنذاك رئاسة المكتب السياسي العام.
يعتقد عوفير أن اختيار السنوار يعيد مركز ثقل حركة حماس إلى غزة، مما يؤثر على توازن القوى داخل الحركة. يأتي هذا على حساب قيادات حماس في الخارج مثل خالد مشعل وإسماعيل هنية الذي قُتل، وموسى أبو مرزوق.
بالمجمل، يعتبر تعيين يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس خطوة استراتيجية تعكس أهمية دوره التاريخي والمستقبلي في الحركة. بمزيج من الخبرة العسكرية والدبلوماسية، يواجه السنوار تحديات كبيرة في المرحلة القادمة، لكنه يبقى أحد الأركان الرئيسية في صياغة مستقبل حماس وتوجهاتها.

لمزيد من التفاصيل عن يحيي السنوار أضغط هنا

شارك