«مفاوضات غزة».. تقدم في ملفات وتعثر في أخرى / المبعوث الأمريكي: لا منتصر «عسكرياً» في حرب السودان /ليبيا تخسر نصف إنتاجها النفطي يومياً جراء أزمة «المركزي»
الاتحاد: «مفاوضات غزة».. تقدم في ملفات وتعثر في أخرى
تونس.. تحركات مكثفة لسد الشغور في المواقع القيادية
البيان: اجتياح الضفة.. إجراء استباقي أم هدف سياسي؟
لم تكد الضفة الغربية تلتقط أنفاسها بعد عمليات الجيش الإسرائيلي العام 2002، إبان الاجتياح الشهير المعروف بالسور الواقي، حتى أصبحت مستباحة، يدخلها الجيش الإسرائيلي متى وكيفما شاء، ذلك أن إسرائيل استباحت اتفاق أوسلو، الذي صنف مدن الضفة الغربية كمناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية.
ويعود، اليوم، التحسب في مدن الضفة الغربية ومخيماتها، لا سيما في المحور الشمالي جنين، طولكرم، وطوباس لما سيكون مع إعادة احتلال هذه المناطق، وإعلان الجيش الإسرائيلي أن عملياته فيها ستستمر عدة أيام، وربما أسابيع، وسط مخاوف من أن تتدحرج كرة النار سريعاً إلى مدن فلسطينية أخرى.
وبات الفلسطينيون يبحثون عن اليوم التالي لمد حزام التصعيد إلى مدن الضفة الغربية، وغدت الأسئلة الأكثر شيوعاً: هل يتبنى الفلسطينيون وحدة الساحات أمام إعلان إسرائيل تعدد الجبهات؟ وفي ظل تهديدات قادة إسرائيليين بتحويل جنين وطولكرم إلى غزة ثانية هل يتولد حطام القطاع في الضفة الغربية؟
يجيب الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يستغل حالة الإنهاك التي تغلف المشهد الفلسطيني، لفرض رؤيته لحل الصراع، مبيناً أن إعادة احتلال شمال الضفة الغربية يتجاوز التبريرات الإسرائيلية المعلنة، بقدر ما هو للإسراع في تنفيذ خطة الحسم، التي يتبناها نتنياهو وائتلافه، والهادفة كذلك لمنع إقامة كيان مستقل للفلسطينيين.
ورجح أبو غوش أن تتوسع دائرة الاستهداف الإسرائيلية سريعاً في الضفة الغربية لتطال مناطق أخرى، ولم يستبعد أن يرافق ذلك محاولات تهجير وأوامر إخلاء، في نسخة كربونية لما يجري في قطاع غزة.
زر تصعيد
بدوره يرى الكاتب والباحث، سليمان بشارات، أن هناك أهدافاً سياسية تسعى إسرائيل لتحقيقها من خلال إعادة احتلال مدن الضفة، وفي مقدمتها إعادة السيطرة عليها، دون إغفال الهدف المعلن منع العمليات، التي يدشنها فلسطينيون بين الحين والآخر ضد أهداف إسرائيلية، وتكررت أخيراً في تل أبيب والقدس والأغوار، وأثارت مخاوف لدى الإسرائيليين بعودة عمليات التفجير.
وألمح الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري، إلى إمكانية ضم إسرائيل مناطق من الضفة الغربية وتهجير أهلها، وتجميعهم في معازل مفصولة عن بعضها بعضاً، تمهيداً لمخطط إسرائيل الكبرى، مبيناً أن ما يجري في شمال الضفة الغربية أكبر بكثير من الرد على الهجمات الفلسطينية.
ووفق مراقبين لم يكن عادياً عودة جبهة الضفة الغربية لمسرح الاشتباك، بل إن بعضهم يرى أن ضغط نتنياهو على زر التصعيد في جنين وطولكرم وطوباس، يندرج في الإطار الاستباقي قبل تصاعد الهجمات الفلسطينية، وإحياء العمليات المنظمة، لا سيما مع تهديد فصائل فلسطينية بأنها ستعود إلى الواجهة.
ألغام تصعيد
وما يثير الحيرة والمخاوف عند السواد الأعظم من الفلسطينيين أن عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تزامنت مع جولة جديدة لمفاوضات التهدئة في العاصمة القطرية الدوحة، تبدو محفوفة بألغام التصعيد، ما يترك علامات استفهام كبرى، حيال تشظي عمليات الضفة عن الحرب الأم في قطاع غزة، وتوسيع دائرة النار بدلاً من إخمادها، وثمة من يقرأ في الانتقال إلى الضفة الغربية، تسليماً من تل أبيب بأن الحرب على قطاع غزة باتت عديمة الجدوى، ومن هنا جاء مد الحزام الناري كغطاء أمان قبل ولوج مفاوضات هدنة غزة الجديدة، وربما إفشالها.
المبعوث الأمريكي: لا منتصر «عسكرياً» في حرب السودان
أكد المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، ألا طرف في حرب السودان يمكنه الانتصار عسكرياً، مشدداً على ضرورة وضع حد لهذا الصراع الدامي. واتهم بيرييلو من سمَّاها «قوى سلبية»، بمحاولة الاستثمار في هذه الحرب، وإعاقة الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع، بما يشكل تهديداً بعيد المدى لأمن المنطقة برمتها.
وأشار بيرييلو، في مؤتمر صحافي عبر منصة «ZOOM»، إلى أن غياب الإرادة السياسية وراء عدم تحقيق النتائج المرجوة، لافتاً إلى استمرار التواصل مع الجيش السوداني، وأن المحادثات يجب أن تبدأ مباشرة. وأضاف بيرييلو: «ندرك ضرورة إيجاد طريق للسلام عبر عودة الأطراف إلى مفاوضات السلام، بما يسهم في استقرار السودان والمنطقة، الذي تم في جنيف جاء بناء على اتفاق جدة، ونعمل على البناء على اتفاق جدة، بالتعاون مع الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، البعض استخدم تنفيذ اتفاق جدة ذريعة للهروب من مسؤولياته، نحث الشركاء على المساعدة في إنهاء الحرب، ومساعدة السودانيين على إعادة الإعمار، نعمل على إيجاد طريق للسلام، ندعم سيادة ووحدة السودان، بناء سودان ديمقراطي، وتمكين السودانيين من تحقيق تطلعاتهم».
وشدد بيرييلو على الحاجة الملحة لتلبية الاحتياجات، ومحاربة المجاعة، وإيصال المساعدات والحد من العنف، قائلاً: «نواصل جهودنا الإغاثية، لكن يجب أولاً وقف الأعمال العدائية بين الطرفين المتقاتلين». وحث بيرييلو الشركاء على المساعدة في إنهاء الحرب، ومساعدة السودانيين على إعادة الإعمار، نعمل على إيجاد طريق للسلام عبر عودة الأطراف إلى مفاوضات السلام، بما يسهم في استقرار السودان والمنطقة. وأوضح بيرييلو أن الجهود مستمرة في دعم المحادثات، والعمل مع الشركاء لتحقيق النتائج المرجوة وحماية المدنيين، والتعاون مع الكل، بمن فيهم المسؤولون في بورتسودان، مشيراً إلى التواصل يومياً مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
رهان أمريكي
وفيما أكد بيرييلو العمل من أجل إيصال المساعدات، كشف عن أن الرئيس جو بايدن يراهن على إحداث تغييرات ملموسة في هذا الشأن. وقال بيرييلو: «نتطلع لتوفير حماية أكبر للمدنيين، ونعمل مع النساء في مواضيع المجازر في السودان، ونواصل مطالبنا لاتخاذ خطوات إضافية من كافة الأطراف، يجب احترام حياة المدنيين في السودان، وفي دول الجوار التي تؤوي لاجئين».
ودعا بيرييلو الشركاء على المساعدة في إنهاء الحرب، ومساعدة السودانيين على إعادة الإعمار، مؤكداً دعم سيادة ووحدة السودان وبناء سودان ديمقراطي، وتمكين السودانيين من تحقيق تطلعاتهم. وثمّن المبعوث الأمريكي، دور الرئيس جو بايدن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، لإحلال السلام في السودان، مشيراً إلى تبرع أمريكا بأكثر من مليار دولار للاجئين السودانيين، ودعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار السوداني.
أخطر أزمة
ووصف بيرييلو الأزمة الإنسانية في السودان، بأنها الأخطر في العالم، مثمناً دور عمال الإغاثة الذين يخاطرون، بل ويضحون بحياتهم، من أجل مساعدة المدنيين. وأوضح بيرييلو أن العاملين في الحقل الإنساني يواجهون صعوبة في إيصال المساعدات، مشيراً إلى الحاجة لإيصال المساعدات لمتضرري الفيضانات في السودان. وثمّن بيرييلو، دور مصر لاستقبالها أكثر من مليون لاجئ ولعبها دوراً في المحادثات، مضيفاً: «نتمنى العمل الجماعي المحوري لمصر وغيرها من الدول لإحراز تقدم في هذا الملف». وقال بيرييلو: «نريد إصال الأغذية والأدوية للمدنيين، ملايين الأطنان من المساعدات تصل إلى الناس سنعمل مع كل الأطراف في الداخل نركز على إيصال المساعدات وإيقاف القصف نواصل الجهود الجماعية وإزالة الغموض والادعاءات الباطلة التي تشكك في هذه الجهود».
الخليج: ليبيا تخسر نصف إنتاجها النفطي يومياً جراء أزمة «المركزي»
وتوقف أكثر من نصف إنتاج ليبيا من النفط، أي نحو 700 ألف برميل يومياً، مع تصاعد المواجهة بين الفصائل السياسية المتنافسة للسيطرة على مصرف ليبيا المركزي وعائدات النفط، بإنهاء أربع سنوات من السلام النسبي.
وقال مهندسون لرويترز، أمس الخميس، إن الإنتاج في حقول النفط التي تسيطر عليها شركة الواحة للنفط، وهي تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، انخفض إلى 150 ألف برميل يومياً من 280 ألف برميل يومياً، وأضافوا أنه من المتوقع أن ينخفض الإنتاج أكثر.
وقال مهندسون إن الإنتاج توقف أو انخفض أيضاً في حقول الشرارة والسرير وأبو الطفل وآمال ونافورة. ووفقاً لحسابات رويترز، أدت تلك التوقفات أو الانخفاضات لوقف إنتاج نحو 700 ألف برميل يومياً من النفط. وضخت ليبيا نحو 1.18 مليون برميل يومياً في يوليو الماضي.
وتعهدت حكومة «الاستقرار» المدعومة من البرلمان في الشرق بإبقاء إنتاج ليبيا من النفط متوقفاً حتى يعيد المجلس الرئاسي المعترف به دولياً وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس بغرب البلاد محافظ مصرف ليبيا المركزي المخضرم الصديق الكبير إلى منصبه.
من جانبه، أعلن محمد المنفي، أمس الخميس، قبول دعوة البعثة الأممية للمشاركة في حوار وطني لمعالجة مسألة المصرف المركزي، وذلك وفقاً للمادة الرابعة بالفقرتين 5 و7 من خارطة الطريق الصادرة عن ملتقى الحوار السياسي، وانتقال الاختصاص إلى المؤسسات المشكلة للملتقى.
ورحب المنفي في سلسلة منشورات على حسابه بمنصة «إكس»، ببيان مجلس الأمن بشأن الوضع في ليبيا، ودعا مجدداً رئيس مجلس النواب لإعادة النظر في ما وصفه ب«قراره بإيقاف العمل بالاتفاق السياسي من جانب واحد، ومعالجة الآثار المترتبة على ذلك».
ودعا رئيس المجلس الرئاسي للجوء إلى خيار «استشارة الشعب» بشأن المواد الخلافية بالقوانين الانتخابية، واعتبر ذلك بمثابة «وسيلة للوصول إلى توافق وطني، بهدف إجراء انتخابات عامة قبل 17 فبراير 2025»، معلناً تأييده مواصلة العمل على ما جرى إنجازه من قبل اللجنة العسكرية المشتركة «6+6».
من جهتها، أطلقت البعثة الأممية مبادرة لعقد اجتماع طارئ تحضره الأطراف المعنية بأزمة مصرف ليبيا المركزي للتوصل إلى توافق، وهو ما اعتبرت السفارة الأمريكية لدي ليبيا أنه «يمهد الطريق إلى الأمام لحل الأزمة المحيطة بمصرف ليبيا المركزي»، وحثت «جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة».
بدوره، قال بيان نشرته صفحة المصرف المركزي على موقع «فيسبوك» إن المحافظ المكلف من المجلس الرئاسي عبد الفتاح عبد الغفار بحث مع مديري المصارف العامة والخاصة ومَن ينوب عنهم ملف صرف المرتبات للقطاعات العامة بالدولة في موعدها المحدد، ومعالجة أزمة نقص السيولة في المصارف لتخفيف معاناة المواطنين، إضافة إلى تطوير أنظمة الدفع الإلكتروني.
وبحث عبد الغفار خلال الاجتماع آلية التنسيق، وتعاقُد المصارف مع بيوت الخبرة، والاستعانة بالكفاءات، والاستفادة من التجارب الدولية من أجل تعزيز الوضع المالي للمصارف وتطويرها لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتسهيلها.
الجيش العراقي يعلن إسقاط «مسيّرة تركية» في كركوك
وبحسب مصدر مسؤول في الشرطة العراقية، نجم عن إسقاط المسيرة التركية إصابة نجار إثر سقوطه في موقع بناء وسط كركوك وتم نقله إلى المستشفى.
وقال نائب قائد الدفاع الجوي في كركوك العميد عبد السلام رمضان للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في مكان سقوط الطائرة، «تم إسقاط طائرة تركية مسيرة اخترقت الأجواء العراقية».
وأوضح أن الطائرة جاءت «من اتجاه السليمانية»، ثاني أكبر مدينة في إقليم كردستان العراقي، ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع تقريباً من مقتل صحفيتين تعملان لحساب مؤسسات على صلة بحزب العمال الكردستاني في ضربة بطائرة بدون طيار، في منطقة شرق السليمانية.
على صعيد متصل، أكد مسؤول في وزارة الدفاع التركية لصحفيين، أمس الخميس، أنّ الوجود التركي في سوريا المجاورة يهدف إلى منع هذه البلاد التي مزّقتها الحرب من الوقوع تحت تأثير الجماعات «الإرهابية».
يأتي ذلك بعد تصريحات للرئيس السوري الأحد الماضي أكد فيها أنّه لا يشترط انسحاب القوات التركية من مناطق في سوريا كي يحدث تقارب بين البلدين، الأمر الذي كانت تشترطه دمشق.
وقال المصدر مشترطاً عدم الكشف عن هويته إنّ «الوجود التركي في سوريا يمنع تقسيم الأراضي السورية وإنشاء ممر إرهابي».
وتسيطر القوات التركية والفصائل المدعومة من الأتراك على مساحات شاسعة في شمال سوريا. وكانت أنقرة قد شنّت هجمات متتالية عبر الحدود منذ عام 2016، بهدف تطهير المنطقة من قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديموقراطية، فرعاً من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه «جماعة إرهابية».
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع التركية لصحفيين «نريد سوريا مزدهرة، وليس سوريا فريسة لعدم الاستقرار وللمنظمات الإرهابية».
وقال المصدر الوزاري «أعرب رئيسنا شخصياً عن رغبته في إجراء محادثات وحوار على كافة المستويات».
الشرق الأوسط: تجاوب سوداني مع اشتراطات مصرية جديدة لدخول البلاد
وقامت السلطات المصرية أخيراً بتحديث «إجراءات الحجر الصحي بنقاط الدخول الجوية والبرية والبحرية للبلاد، لضمان سلامة جميع المقيمين على أراضيها».
واشترطت القاهرة حسب إفادة رسمية للقنصلية المصرية في بورتسودان، ضرورة تقديم المسافرين السودانيين كافة قبل الحصول على تأشيرة دخول «شهادة صحية معتمدة وموثقة من وزارة الصحة السودانية لتطعيم شلل الأطفال (جرعة سولك)». وطالبت بأن تتم «مراعاة بداية من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل مرور 4 أسابيع على التطعيم قبل تاريخ الوصول لمصر، وبما لا يتجاوز 12 شهراً من التطعيم».
وتستضيف مصر أكثر من نصف مليون سوداني، فروا من الحرب الداخلية بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» التي اندلعت في منتصف أبريل (نيسان) من العام الماضي، فضلاً عن آلاف من السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات. وقال وزير الخارجية والهجرة المصرية، الدكتور بدر عبد العاطي، في يوليو (تموز) الماضي، إن بلاده «تعد أكبر دولة مجاورة للسودان استضافت سودانيين، منذ اندلاع الحرب، وعلى مدار عشرات السنين الماضية».
وبحث وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، في اجتماع مع مسؤولين بوزارة الصحة الاتحادية في السودان، الأربعاء، «ترتيبات الاشتراطات الصحية الجديدة لدخول مصر، والمتعلقة بحصول جميع المقدمين لطلب التأشيرة من جميع الأعمار على التطعيم ضد شلل الأطفال»، حسب إفادة لـ«الصحة السودانية».
ولاقت الاشتراطات الجديدة لتأشيرات السفر إلى مصر تجاوباً من السودانيين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل البعض على «غروب القنصلية المصرية في بورتسودان» بـ«فيسبوك» بشأن ضرورة الحصول على تطعيم «شلل الأطفال»، وتساءل آخرون عن «أماكن الحصول على التطعيم، وكيفية استخراج الشهادات».
ورجح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية - المصرية»، محمد جبارة، أن «تُشكل الاشتراطات الصحية الجديدة عقبة أمام استخراج تأشيرات نسبة كبيرة من السودانيين الراغبين في السفر لمصر». وأرجع ذلك إلى «صعوبة توافر تطعيمات شلل الأطفال في المنافذ الحدودية في ظل ظروف الحرب»، إلى جانب «إشكالية حصول سودانيين على التطعيم في فترات سابقة، دون أن تكون لديهم أوراق ثبوتية».
وأوضح جبارة لـ«الشرق الأوسط» أنه «من حق السلطات المصرية اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة لحماية المصريين من أي أمراض معدية، خصوصاً في ظل ظروف الحرب السودانية»، مقترحاً أن يتم «اشتراط المسافرين لمصر الحصول على التطعيم ضد شلل الأطفال في المنافذ البرية والبحرية والجوية، مع توافرها في تلك المنافذ».
في حين لا يرى رئيس «جمعية الصحافيين السودانيين» بمصر، عادل الصول، «وجود ضوابط تعجيزية في اشتراطات سفر السودانيين إلى القاهرة». وقال إن «الإجراءات الاحترازية التي تطالب بها السلطات المصرية طبيعية ولا بد منها، لحماية السودانيين أنفسهم، والبلد المضيف أيضاً».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه «مع ظروف الحرب وموجات السيول التي تعرضت لها السودان أخيراً أدت إلى انتشار أمراض وأوبئة داخل البلاد»، مشيراً إلى أن «هناك إشكالية في حمل بعض السودانيين تلك الأمراض دون علم»، لافتاً إلى أن «هناك تجاوباً من السودانيين مع اشتراطات التطعيم، لأنها حماية لهم بالأساس».
من جهته أعلن وزير الصحة السوداني، الخميس، «اكتمال ترتيبات تطعيم المسافرين لمصر بلقاح شلل الأطفال في عدد من المراكز، اعتباراً من بداية سبتمبر (أيلول) المقبل». وأشار إلى أن «ظهور متحور شلل الأطفال في الفترة الأخيرة بالسودان كان نتيجة لانخفاض معدلات التطعيم في الفترة السابقة، رغم خلو بلاده من المرض منذ 2009».
وأوضح الوزير السوداني أن الاشتراطات الصحية الجديدة المرتبطة بإجراءات السفر إلى مصر «ترتبط باللوائح الدولية الصحية لتطعيم المسافرين ضد شلل الأطفال التي أقرتها اللوائح الدولية لمنظمة الصحة العالمية، ويجري الترتيب للنقاش حولها مع المسؤولين في مصر لاعتماد أنسب الاستراتيجيات التي تتماشى مع الوضع الحالي في البلدين ومما يسهل على المسافرين».
النفط يصعد وسط مخاوف من اضطراب إمدادات الشرق الأوسط
بحلول الساعة 0410 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر (تشرين الأول)، التي ينتهي أجلها يوم الجمعة، 23 سنتاً أو 0.3 في المائة إلى 80.17 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) الأكثر تداولاً فازدادت 20 سنتاً أو 0.2 في المائة إلى 79.02 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 18 سنتاً، أو 0.2 في المائة إلى 76.09 دولار.
وارتفع الخامان بأكثر من دولار عند التسوية (الخميس)؛ بسبب مخاوف بشأن إمدادات النفط. وكسب برنت 1.5 في المائة، بينما ازداد الخام الأميركي 1.7 في المائة خلال الأسبوع حتى الآن.
وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق «لدى فيليب نوفا»، «إن المخاوف المستمرة بشأن اضطراب الإمدادات الليبية تفاقمت بسبب خطط العراق لتعويض زيادة الإنتاج، وقد تؤدي تلك العوامل مجتمعة إلى تضرر الإمدادات العالمية من النفط». لكنها أشارت إلى «أن التوقعات الاقتصادية القاتمة للصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، لا تزال تشكّل عقبة مستمرة أمام الطلب على النفط».
وتوقف أكثر من نصف إنتاج ليبيا من النفط، أو نحو 700 ألف برميل يومياً (الخميس)، وتم تعليق الصادرات في موانئ عدة بعد أزمة بين فصائل سياسية متنافسة.
وقد تصل خسائر الإنتاج الليبي إلى ما بين 900 ألف ومليون برميل يومياً، وربما تستمر لأسابيع عدة، وفقاً لشركة «رابيدان إنرجي غروب» للاستشارات.
في الوقت نفسه، من المتوقع أيضاً أن تتقلص الإمدادات العراقية بعد أن تجاوز إنتاج البلاد حصتها المتفق عليها مع «أوبك بلس»، حسبما قال مصدر مطلع لـ«رويترز» الخميس.
ويخطط العراق لخفض إنتاجه النفطي إلى ما بين 3.85 مليون و3.9 مليون برميل يومياً الشهر المقبل.
لكن لا يزال خاما برنت وغرب تكساس الوسيط يتجهان لتكبد خسائر في أغسطس (آب) بنسبتَي 0.7 في المائة و2.3 في المائة على الترتيب، في ثاني انخفاض شهري على التوالي.
وتستمر المخاوف بشأن الطلب من التأثير في السوق، إذ أظهرت بيانات أميركية انخفاض مخزونات الخام خلال الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس بنحو ثُلث المتوقع.
وقال محللون في بنك «إيه إن زد» في مذكرة: «السوق تشعر بالقلق بشأن التوقعات متوسطة الأجل، بينما تبدو توازنات العرض والطلب على النفط لعام 2025 ضعيفة». وأضافوا: «نعتقد بأن (أوبك) لن يكون أمامها خيار سوى تأجيل التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج الطوعية إذا كانت تريد أسعاراً أعلى».
ومن المقرر أن تنهي منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف باسم «أوبك بلس»، تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً تدريجياً على مدار عام اعتباراً من أكتوبر 2024 إلى سبتمبر (أيلول) 2025.