مواجهة التطرف في الأحداث الرياضية الكبرى: تحليل للتحديات والسياقات

الإثنين 09/سبتمبر/2024 - 10:52 ص
طباعة مواجهة التطرف في حسام الحداد
 
في دراسة جديدة صادرة عن مركز تريندز للبحوث والاستشارات، قدم الباحث حمد الحوسني تحليلاً معمقًا حول "مواجهة التطرف في الأحداث الرياضية الكبرى" جاءت هذه الدراسة في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم، حيث سلطت الضوء على التحديات في منع الهجمات في الأحداث الرياضية الكبرى، و إجراءات مكافحة الإرهاب في الأحداث الرياضية، وأكد الباحث أن التغييرات المعقدة التي طرأت على الأحداث الرياضية الكبرى تشير إلى أن المنظمات المتطرفة العنيفة لا تزال تشكل تهديداً كبيراً ، مشيرًا إلى أن هذه القضية تمثل تحديًا حاسمًا في استراتيجيات مكافحة الارهاب.
وكما جاء في مقدمة الدراسة تعتبر مسابقات الألعاب الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم من أبرز الأحداث الرياضية العالمية التي تستقطب اهتمام الملايين، سواء من الرياضيين أو المتفرجين. هذه الفعاليات ليست مجرد استعراض رياضي، بل تمثل رمزاً للوحدة بين الشعوب وتعبيراً عن التعاون بين الدول. ومع ذلك، فإن هذه الأحداث ذات الشعبية العالية تجذب أيضاً الجماعات المتطرفة التي تسعى لاستغلال الاهتمام العالمي لأغراض دعائية. وقد أصبح تنظيم مثل هذه الفعاليات، من خلال التغطية الإعلامية الواسعة، هدفاً للجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش والقاعدة والجماعات اليمينية المتطرفة، التي تسعى إلى تنفيذ هجمات لجذب انتباه المجتمع الدولي.
أما عن الأهداف الإرهابية في الأحداث الرياضية الكبرى، يسعى الإرهابيون إلى استهداف الأحداث الرياضية الكبرى ليس فقط لتفكيك رمز الوحدة والسلام الذي تمثله هذه الفعاليات، ولكن أيضًا لبث الرعب وتعزيز أجنداتهم السياسية أو الدينية. إذ يتواجد في هذه التجمعات الضخمة العديد من الشخصيات الإعلامية والسياسية، مما يجعلها ساحة مثالية لتحقيق أهدافهم المدمرة. ولذلك، أصبح من الضروري تعزيز التدابير الأمنية خلال هذه الأحداث لضمان عدم تحولها إلى مسارح للعنف.
وقدم الباحث لمحة تاريخية عن الإرهاب في الأحداث الرياضية حيث شهد التاريخ العديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت الفعاليات الرياضية. ومن أبرز هذه الهجمات، مذبحة ميونيخ عام 1972، حين قامت جماعة "أيلول الأسود" الفلسطينية بأسر وقتل 11 رياضياً إسرائيلياً خلال الألعاب الأولمبية. كما شهدت باريس في عام 2015 هجوماً إرهابياً استهدف "ستاد دو فرانس" أثناء مباراة كرة قدم بين فرنسا وألمانيا.
أما عن أسباب استهداف الأحداث الرياضية من وجهة نظر الباحث تعتبر الفعاليات الرياضية الكبرى مثل الأولمبياد وكأس العالم رموزاً للوحدة والسلام والتعاون بين الأمم. الجماعات الإرهابية، سواء كانت ذات توجهات دينية أو سياسية، تستغل هذه الرمزية لاستهداف القيم التي تمثلها هذه الأحداث. كما أن التغطية الإعلامية الواسعة لهذه الفعاليات تمثل فرصة ذهبية لهذه الجماعات لنشر أفكارها وترويج أيديولوجياتها.
كما قدم الباحث رؤيته حول التحديات الأمنية في منع الهجمات، فرغم الجهود المبذولة، تواجه أجهزة الأمن تحديات كبيرة في منع الهجمات على الفعاليات الرياضية الكبرى. من أبرز هذه التحديات هو الحجم الضخم للحشود وتوزيعهم في أماكن متعددة، مما يجعل من الصعب تأمين كافة المواقع في نفس الوقت. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الجهات الأمنية تحديات في التنسيق بين مختلف الدول والمنظمات الأمنية، خاصة في ظل التباين في القوانين والأنظمة بين الدول.
كذلك أصبحت التكنولوجيا الحديثة، مثل الرسائل المشفرة والطائرات بدون طيار، أحد أبرز التحديات الأمنية التي تواجه الجهات المسؤولة عن تأمين الفعاليات الكبرى. ومع تقدم الإرهابيين في استخدام هذه التقنيات، تصبح عملية مراقبة وتحليل التهديدات أكثر تعقيداً.
ومن الهجمات البارزة التي استهدفت الفعاليات الرياضية هجوم ماراثون بوسطن في عام 2013، الذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. كما أن هجوم "ستاد دو فرانس" يعد أحد الأمثلة على كيفية استغلال الجماعات الإرهابية للفعاليات الرياضية الكبرى لتنفيذ أجنداتها.
وفي ضوء التهديد المستمر الذي تمثله الجماعات الإرهابية، أصبح من الضروري تطوير استراتيجيات أكثر شمولية لمكافحة الإرهاب خلال الفعاليات الرياضية الكبرى. ويجب أن تشمل هذه الاستراتيجيات تعزيز التعاون الدولي، استخدام التكنولوجيا الحديثة في الكشف عن التهديدات، وتعزيز التدابير الأمنية لضمان سلامة الرياضيين والجماهير على حد سواء.

شارك