تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 21 سبتمبر 2024.
الاتحاد: تحذيرات أممية ودولية من مخاطر التصعيد بين لبنان وإسرائيل
توالت التحذيرات الأممية والدولية من خطورة التصعيد العسكري بين إسرائيل ولبنان إثر أعنف ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوبي لبنان.
وأعلن لبنان، أمس، مقتل 14 شخصاً وإصابة 66 آخرين، بينهم 9 جرحى حالتهم حرجة، وعدد من الأطفال والنساء، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، وذلك بغارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الجيش الإسرائيلي، عبر بيان، إنه اغتال في الغارة مسؤولاً عسكرياً بارزاً في «حزب الله».
وقال أيضاً إنه استهدف مئات من منصات إطلاق الصواريخ كانت مجهزة للإطلاق صوب إسرائيل في جنوب لبنان.
وقالت مصادر أمنية في لبنان إن الضربات كانت الأعنف منذ بدء العمليات القتالية في أكتوبر الماضي.
بدوره، رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق أكثر من 150 صاروخاً من لبنان تجاه مستوطنات الشمال، ما تسبب بحرائق وإصابة شخص، فيما ساهمت 4 طائرات إطفاء في عمليات السيطرة على مراكز الحرائق.
يأتي ذلك، فيما قال البيت الأبيض، في بيان أمس، إن واشنطن «لم تتلق» إخطاراً مسبقاً من إسرائيل بخصوص الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأردف البيت الأبيض: «لا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط أفضل طريق»، ناصحاً الأميركيين بعدم السفر إلى لبنان.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، أنه يعمل على إتاحة عودة السكان إلى منازلهم في المناطق الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
وقال بايدن للصحافيين في بداية اجتماع إنه «يريد التأكد من أن الناس في شمال إسرائيل، وكذلك جنوب لبنان قادرون على العودة إلى منازلهم، والعودة بأمان».
وأكد «وزير الخارجية ووزير الدفاع وفريقنا بأكمله يعملون مع مجتمع الاستخبارات لمحاولة إنجاز ذلك، سنواصل العمل حتى ننجزه، لكن أمامنا طريق طويل لنقطعه».
ومساء أمس الأول، أكدت الولايات المتحدة أنها لن تدعم أي عملية برية هجومية إسرائيلية في غزة أو في الشمال، وأن الرئيس جو بايدن كان واضحاً بشأن عدم إرسال أي قوات أميركية إلى القطاع المحاصر.
وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» سابرينا سينغ للصحفيين خلال مؤتمر صحفي بمقر الوزارة، إن «واشنطن عندما أنشأت ممراً بحرياً لتقديم مساعدات لسكان غزة لم تكن هناك قوات على الأرض للقيام بذلك».
وحثت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» أمس، على خفض التصعيد على الفور بعد زيادة كبيرة في الأعمال القتالية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقالت «اليونيفيل» إن «الساعات الـ 12 الماضية شهدت تصاعداً كبيراً في الأعمال القتالية عبر الخط الأزرق وفي جميع أنحاء منطقة عملياتها».
وقال المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، «يساورنا القلق من التصعيد المتزايد عبر الخط الأزرق ونحث جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد على الفور».
ويشير الخط الأزرق إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل.
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن المسار الدبلوماسي موجود في لبنان، مشدداً على أنه «لا أحد لديه مصلحة في التصعيد».
وقال ماكرون في مقطع فيديو موجه للبنانيين عبر موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «الحرب ليست حتمية.. ولا مغامرة إقليمية ولا مصلحة خاصة لأي طرف في إثارة صراع في لبنان».
وقال إن «المسار الدبلوماسي موجود وهو مطلب والمسار الذي تريد فرنسا أن تتبعه للبنان».
وأعرب ماكرون أنه «في حالة الارتباك وفي الحزن يكون الأمل سلعة نادرة، وفي ظل هذه الظروف أؤكد وقوف بلادي إلى جانب لبنان».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إنه لا تزال هناك فرصة لمنع تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.
وقال تاجاني في تصريحات صحفية أمس: «أعتقد أنه لا تزال هناك فرصة لمنع تصاعد التوتر في المنطقة، نحتاج إلى إقناع إسرائيل ولبنان بخفض التوتر، على جميع الأطراف منع تصعيد التوتر».
ضبط ثلاثة إرهابيين جنوب بغداد
أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية في العراق، أمس، عن تمكن مفارزها من الإطاحة بثلاثة عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي جنوبي العاصمة بغداد.
وذكرت المديرية في بيان أنه «بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، نفذ عناصر مديرية الاستخبارات العسكرية عمليات نوعية أسفرت عن إلقاء القبض على 3 إرهابيين مطلوبين للقضاء العراقي وفق أحكام المادة (4/ إرهاب) في ناحيتي الرشيد واليوسفية ومنطقة صخريجة جنوبي العاصمة بغداد»، مضيفةً أن «المديرية سلّمت الملقى القبض عليهم إلى جهات الطلب أصولياً».
وفي سياق آخر، تجددت تظاهرات واحتجاجات العاطلين عن العمل والخريجين في محافظة ذي قار جنوب العراق للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم.
وأغلق محتجون غاضبون مبنى شركة توزيع المنتوجات النفطية في محافظة ذي قار مطالبين بتعيينهم أسوة بأقرانهم.
وأكد الغاضبون استمرارهم في الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم في إصدار أوامر التعيين لنحو 5 آلاف خريج وخريجة بعد وصول موافقة رئيس الوزراء العراقي عليها، متوعدين باعتصام مفتوح أمام مبنى الشركة النفطية في حال لم يتم تلبية مطالبهم.
وتشهد المحافظات العراقية منذ سنوات احتجاجات لآلاف الخريجين العاطلين عن العمل يطالبون من خلالها السلطات الحكومية بإنصافهم وتوفير فرص عمل لهم في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لحل أزمة البطالة.
تركيا: توقيف 88 شخصاً في عمليات أمنية ضد «داعش»
أعلن وزير الداخلية التركية علي يرلي قايا، أمس، إلقاء القبض على 88 شخصاً يشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وأوضح قايا، أن «توقيف المشتبهين جرى في إطار عملية بالتنسيق بين دائرتي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في المديرية العامة للأمن».
وقال الوزير التركي: «تم إلقاء القبض على 88 مشتبهاً بهم في عمليات مستمرة منذ 5 أيام ضد تنظيم داعش الإرهابي في 23 ولاية».
وتشن قوات الأمن التركية مداهمات لملاحقة عناصر «داعش» رداً على الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في البلاد على مدار السنوات الماضية.
الخليج: تحذير أممي من خسائر كارثية في السودان
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إن المزيج القاتل من الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، يخلق عاصفة مثالية لخسارة كارثية في الأرواح في السودان، فيما ارتكبت قوات الدعم السريع، موجة جديدة من الانتهاكات المروعة بقرى ولاية الجزيرة وسط البلاد، شملت القتل ونهب الممتلكات.
وفي أحدث تحديث أصدره المكتب، أمس الأول الخميس، أفاد بأن برنامج الأغذية العالمي، يعمل على مدار الساعة على الوصول إلى 8.4 مليون شخص بحلول نهاية العام للتغلب على الجوع في البلاد، مشيراً إلى أن البرنامج ساعد في عام 2024 وإلى الآن أكثر من 5 ملايين شخص، بمن فيهم 1.2 مليون في منطقة دارفور، وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة.
ويأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه منظمة اليونيسيف، نقل إمدادات التغذية المنقذة للحياة الكافية لعلاج حوالي 215 ألف طفل، يعانون سوء التغذية الحاد في السودان. وقدمت اليونيسف وشركاؤها لحوالي 6.6 مليون طفل في السودان وأسرهم مياه شرب آمنة هذا العام، في وقت تتفاقم فيه حالات تفشي الأمراض، بما في ذلك الكوليرا.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن مفوضية اللاجئين تقدم خدمات الحماية الأساسية، وتساعد على نقل الأعداد الهائلة من الوافدين الجدد بعيداً عن المناطق الحدودية إلى أماكن أكثر أماناً في بلدان اللجوء، منبهاً إلى أن هذه الجهود يعرقلها بشدة نقص التمويل والفيضانات وانعدام الأمن.
وتم تمويل خطة هذا العام التي تبلغ 1.5 مليار دولار، لدعم الاستجابة الإقليمية للاجئين في 7 دول مجاورة، بأقل من ربع المبلغ، حيث لم يتم جمع سوى 347 مليون دولار فقط.
وفي الوقت نفسه، تم تمويل الاستجابة داخل السودان بأقل من النصف، حيث تلقت خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2024 نحو 1.3 مليار دولار فقط، من 2.7 مليار دولار لازمة للوصول إلى حوالي 14.7 مليون شخص في البلاد حتى نهاية العام.
من جانبه، أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك إلى أنه في يوم الأربعاء المقبل، سيكون هناك حدث وزاري رفيع المستوى بشأن الأزمة المتصاعدة في السودان والمنطقة.
وأوضح أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يستضيفان هذا الحدث، إلى جانب مصر والسعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
من جهة أخرى، قال شهود عيان، إن قوات الدعم السريع قتلت مواطناً خلال عمليات نهب إثر اقتحامهما قرية «حجاز» ريفي أبو قوتة. بالتزامن اتهم مؤتمر الجزيرة قوات الدعم السريع بقتل أربعة مدنيين إثر هجوم شنته الخميس على قرية «أم جلود» التابعة لمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة.
ونقل شهود العيان ولجان مقاومة أبو قوتة أن قوات الدعم السريع داهمت، الأربعاء، «كمبو موسى» وطالبت السكان بجمع كافة الدراجات النارية واضطر السكان لتسليمهم تحت إكراه السلاح.
وأفاد شهود العيان أن القوة المداهمة طالبت أيضاً بمبالغ مالية، كما نهبت كل الأبقار.
وتشهد قرى أبوقوتة منذ الأسبوع المنصرم موجة جديدة من جرائم وانتهاكات الدعم السريع.
وذكر بيان أصدرته لجان مقاومة أبوقوتة، أن «قوات الدعم السريع هاجمت قرية قوز الناقة في ريفي أبوقوتة، ما أدى إلى مقتل نحو 40 شخصاً وإصابة العشرات».
في السياق، قالت شبكة أطباء السودان، إن تقريراً لفريقها بولاية الجزيرة أحصى 704 قتلى و3492 جريحاً استقبلتهم مستشفيات محلية المناقل من 7 محليات بالولاية منذ سيطرة الدعم السريع على أجزاء من ولاية الجزيرة.
وبحسب التقرير، فإن 90% من القتلى جميعهم إصابات مباشرة بالرصاص الحي، وسجلت محلية الحصاحيصا ومحلية جنوب الجزيرة أكبر عدد للقتلى والجرحى.
إسرائيل تتجاوز المزيد من الخطوط الحمر في لبنان
استعرت حدة المواجهات بين إسرائيل ولبنان، أمس الجمعة، في تصعيد لافت ينذر بتطورات خطِرة إزاء سير الأحداث على كلا الجانبين، وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال قائد «قوة الرضوان» وهي قوات خاصة تابعة لـ«حزب الله»، إضافة إلى قياديين آخرين، استهدف حزب الله، بعشرات الصواريخ ثكنات ومقار عسكرية ومستوطنات، في حين نفت تايوان وبلغاريا علاقتهما بأجهزة الاتصال والتفجيرات الناجمة عنها.
وذكرت مصادر أمريكية، أن إسرائيل خططت على مدى 15 عاماً لعملية تفجير أجهزة الـ«بيجر».
وأعلن مصدر مقرّب من حزب الله، مقتل إبراهيم عقيل، قائد وحدة النخبة في الحزب المعروفة باسم «قوة الرضوان»، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في خضم تصعيد ملحوظ بين الطرفين.
وادعى الجيش الإسرائيلي في بيان متقضب أنه شنّ «غارة دقيقة في منطقة بيروت». وبعيد الضربة، ذكر مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرجأ موعد مغادرته إلى الولايات المتحدة يوماً واحداً إلى 25 أيلول/سبتمبر، بسبب الوضع الأمني على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وأتت الضربة في أسبوع، يشهد زيادة ملحوظة في منسوب التصعيد المتواصل منذ أكثر من 11 شهراً بين إسرائيل و«حزب الله»، لا سيما بعد تفجير أجهزة اتصال عائدة لعناصر الحزب، الثلاثاء والأربعاء، في عملية إسرائيلية، أسفرت عن مقتل قرابة 40 شخصاً وإصابة نحو ثلاثة آلاف بجروح.
وأوضحت وزارة الصحة اللبنانية أن غارة، أمس الجمعة، أدت إلى مقتل 14 شخصاً وجرح 66 آخرين على الأقل، جروح ثمانية منهم في حالة حرجة. وقال المصدر المقرّب من الحزب: «الغارة الإسرائيلية استهدفت قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل، وأدت لمقتله». وأوضح المصدر أن عقيل، كان «الرجل العسكري الثاني في «حزب الله» بعد فؤاد شكر»، الذي قتل بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية في 30 تموز/يوليو. وبحسب موقع برنامج «جوائز من أجل العدالة» الأمريكي، خصصت الولايات المتحدة سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن عقيل الذي تصفه بأنه من القادة «الأساسيين» في الحزب، وأحد أعضاء «مجلسه الجهادي». وأشارت إلى ضلوعه في تفجيرين في بيروت استهدفا مقر السفارة الأمريكية والمارينز عام 1983، وأسفرا عن مقتل مئات الأمريكيين. وأشار موقع «أكسيوس» الأمريكي نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، إلى أنه تم القضاء على كامل القيادة العليا لقوة الرضوان التابعة لحزب الله بالغارة وهم نحو 20.
من جهته، قال «حزب الله»، أمس الجمعة إنه قصف العديد من المقار والثكن العسكرية الإسرائيلية بصليات من صواريخ الكاتيوشا، لاسيما مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة «عين زيتيم»، ومقر الاستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات في قاعدة «ميشار»، ومقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة «ميرون» والمقر المستحدث للفرقة 91 في «اييليت هشاحر».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنه تم إطلاق أكثر من 170 صاروخاً خلال الساعة الأخيرة باتجاه المستوطنات الشمالية من جنوب لبنان.
من جهة أخرى، استُجوب ممثلا شركتين تايوانيتين في إطار التحقيق في مصدر أجهزة الاتصال «بيجر» التي كانت في حوزة عناصر من «حزب الله»، وفق ما أفادت النيابة العامة.
وفي هذا الصدد، قال وزير الاقتصاد التايواني إن هناك مكونات مستخدمة في صنع آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية «بيجر» التي انفجرت يوم الثلاثاء في لبنان لم تُصنع في تايوان. وأخبر وزير الاقتصاد كيو جيه-هوي الصحفيين «المكونات هي الدوائر المتكاملة منخفضة الكلفة والبطاريات». وعندما سئل عما إذا كانت مكونات أجهزة البيجر التي انفجرت مصنوعة في تايوان، قال: «أستطيع أن أقول بيقين إنها لم تصنع في تايوان»، مضيفاً أن السلطات القضائية تحقق في الأمر.
ومن جانبها، استبعدت بلغاريا، أمس الجمعة، أي تورط مباشر لشركة «نورتا غلوبل» ومقرها في صوفيا في إنتاج وتسليم أجهزة الاتصال (بيجر) التي كانت بحوزة عناصر من «حزب الله».
وقالت وكالة الأمن القومي في بيان: «بعد عمليات التحقق التي أجريت، ثبت بشكل غير قابل للجدل أنه لم يتم في بلغاريا استيراد أو تصدير أو تصنيع أي معدات اتصال مماثلة لتلك التي انفجرت في 17 أيلول/سبتمبر».
في غضون ذلك، أكد مصدر استخباراتي أمريكي لشبكة «إيه بي سي نيوز» أن إسرائيل كان لها دور في تصنيع أجهزة الاستدعاء التي انفجرت في لبنان، مبيناً أنه تم التخطيط للعملية على مدى 15 عاماً. وكشف المصدر أن التخطيط لعمليات «اعتراض سلسلة التوريد» تم التخطيط لها منذ 15 عاماً على الأقل، مبيناً أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA كانت مترددة منذ فترة طويلة في استخدام هذا التكتيك لأن الخطر على الأبرياء مرتفع للغاية.
وأكد المصدر أن التخطيط للهجوم شمل شركات وهمية، مع طبقات متعددة من ضباط المخابرات الإسرائيلية وأصولهم التي تواجه شركة شرعية أنتجت أجهزة الاستدعاء، مع عدم علم بعض أولئك الذين يقومون بالعمل لصالح من يعملون.
بعد استهدافه بغارة إسرائيلية في بيروت.. من هو إبراهيم عقيل؟
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن المستهدف من الغارة التي نفذها الجيش الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، الجمعة، هو قائد وحدة العمليات الخاصة في حزب الله إبراهيم عقيل.
ونفّذت إسرائيل غارة جوية على محيط منطقة الجاموس في ضاحية بيروت الجنوبية، وأظهر بث مباشر من «رويترز» سحابة كثيفة من الدخان تتصاعد فوق بيروت، بعد أن قال سكّان إنهم سمعوا دوّي انفجار قوي.
من هو إبراهيم عقيل؟
إبراهيم عقيل، الملقّب بـ «الحاج تحسين»، يعد من القيادات العسكرية البارزة داخل «حزب الله» اللبناني، فهو عضو في أعلى مجلس عسكري تابع للحزب الذي يعرف باسم المجلس الجهادي.
وذكر مركز «ألما» الإسرائيلي المتخصص في شؤون المنطقة الشمالية، أن إبراهيم عقيل هو رئيس وحدة العمليات في حزب الله، وهو المسؤول عن القوات الخاصة والوحدة الجوية، أي منظومات الصواريخ والطائرات بدون طيار، وقوة الرضوان التي كان يقودها وسام الطويل، الذي تمت تصفيته في يناير/كانون الثاني.
وسبق أن خصّصت الولايات المتحدة 7 ملايين دولار مكافأة لمن يقدّم معلومات عنه، فهو مطلوب من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «إف بي آي»، منذ اتهامه بتفجير السفارة الأمريكية في بيروت ومركز المارينز عام 1983.
وبحسب ما ذكرت الحكومة الأمريكية عبر موقعها الرسمي، فإنه «خلال الثمانينات، كان عقيل عضواً رئيسياً في تنظيم الجهاد الإسلامي والذي تبنى تفجيرات السفارة الأمريكية في بيروت في إبريل 1983، وتسبب في مقتل 63 شخصاً، وهجوم ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في أكتوبر 1983، والذي أدى إلى مقتل 241 كادراً أمريكياً».
وأضافت: «في غضون الثمانينات، أمر عقيل بأخذ رهائن أمريكيين وألمان في لبنان واحتجزهم هناك».
وتابعت: «في 21 يوليو 2015، صنّفت وزارة الخزانة الأمريكية عقيل كإرهابي لقيامه بالعمل لصالح حزب الله أو نيابة عنه. بعد ذلك، في 10 سبتمبر 2019، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية عقيل على أنه إرهابي عالمي مصنّف بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي 13224 بصيغته المعدلة».
أيضاً يلاحق القضاء اللبناني عقيل لارتباطه بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق شفيق الوزان.
ولعب إبراهيم عقيل دوراً محورياً في تطوير القدرات العسكرية لحزب الله، خصوصاً في مجال العمليات الميدانية والاستخباراتية.
ويعد من القادة المؤثرين الذين شاركوا في تنظيم وتوجيه عمليات عسكرية معقدة ضد الجيش الإسرائيلي، سواء في الجنوب اللبناني أو خلال الصراعات الإقليمية الأخرى.
وعلى الرغم من ذلك كله، يعد عقيل من الشخصيات العسكرية الغامضة نسبياً، حيث إن المعلومات العلنية عنه قليلة مقارنة بدوره الكبير في الحزب، بسبب طبيعة دوره الأمني والعسكري بداخله.
البيان: تفاقم أزمة المركزي الليبي مع استمرار الصراع السياسي
يتجه الوضع في ليبيا نحو أزمة أعمق نتيجة النزاع المستمر حول السيطرة على البنك المركزي والنفط، ما أدى إلى شلل في الاقتصاد وتفاقم معاناة المواطنين، مع سلسلة اتهامات متبادلة بين المصرف المركزي والمجلس الرئاسي حول كيفية إدارة أموال الدولة والالتزامات المالية.
فيما أشعلت تصريحات محافظ المصرف المركزي المقال الصديق الكبير جدلاً واسعاً حول طبيعة التقرير المالي الصادر عن المحافظ المكلف من قبل المجلس الرئاسي. ووفقاً لـ «الكبير»، شهدت مصروفات باب المرتبات زيادة بمقدار مليار دينار ليبي، رغم أن مرتبات شهر أغسطس لم تكن مدرجة في التقرير.
تحذير
وحذر الصديق الكبير من أن «سيناريو النفط مقابل الغذاء قادم إلى ليبيا إذا طالت أزمة المصرف المركزي»، وذلك في ظل استمرار عجز المشاورات بين مختلف الفرقاء على حلحلة الأزمة المتفاقمة منذ 19 أغسطس الماضي.
وأكد الكبير أن هناك 29 مؤسسة مالية دولية رئيسية أوقفت تعاملها مع المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه «على تواصل مستمر ومباشر مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري وأنهم على إحاطة بشكل مستمر بشأن تطورات هذه الأزمة الخطيرة على البلاد».
وأوضح الكبير أن الأطراف الدولية غير مستعدة للتعامل مع جهة جلبها قرار معيب وهم على دراية بالاتفاق السياسي والوضع في ليبيا، لافتاً إلى أن المؤسسات الدولية أوقفت تعاملها مع ليبيا وإذا استمر الوضع الحالي، فإنه يخشى من سيناريو النفط مقابل الغذاء، في إشارة إلى البرنامج الذي وضعته الأمم المتحدة في العراق في العام 1995.
علاقات
ويرى مراقبون، أن تحذيرات الكبير يمكن اعتبارها رسالة واضحة للفرقاء الليبيين وللقوى المالية والاقتصادية، انطلاقاً من علاقاته الواسعة مع المؤسسات المالية الدولية، ومن اتصالاته مع عدد من العواصم الإقليمية والدولية المؤثرة في المشهد الليبي، لا سيما أن واشنطن وعواصم غربية أخرى كانت طرحت في مناسبات عدة إمكانية اعتماد آلية للتصرف في مداخيل النفط في ليبيا.
كما كان المبعوث الخاص الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند قد دعا القادة الليبيين إلى وضع آلية شاملة للتحكم في الإيرادات النفطية كطريقة بناءة لمعالجة التظلمات حول توزيع عائدات النفط ولإرساء الشفافية من دون المخاطرة بسلامة الاقتصاد الليبي.
في الأثناء، كشف تقرير للخارجية الأمريكية عن فشل ليبيا في الإيفاء بتعهداتها المتعلقة بالشفافية المالية، فيما يأتي ذلك وسط أزمة البنك المركزي ما يزيد الضغوط على حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
وقالت الخارجية الأمريكية في تقرير الشفافية المالية لسنة 2024 إن ليبيا فشلت على غرار السنوات الماضية في اعتماد متطلبات الشفافية المالية وفق معايير وضعها الكونغرس.
وطالب التقرير المسؤولين الليبيين بالعمل على «إنفاق الأموال العامة بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة»، داعياً «للتوصل إلى حل وسط بشأن التوزيع العادل لعائدات النفط الليبية».
وفشلت البعثة الأممية في إقناع المجلس الرئاسي ومجلسي النواب والدولة بالاتفاق على حلحلة لأزمة المصرف المركزي رغم اتفاق مجلسي النواب والدولة على جملة الشروط المطلوب توفرها في المترشحين لمنصب المحافظ.
إسرائيل تعلن اغتيال 11 قيادياً في «حزب الله»
اشتعل الفتيل بين إسرائيل وحزب الله في لبنان سواء في معاقل الحزب بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت أم على مناطق التماس على الحدود، ففيما وجهت إسرائيل ضربة موجعة للحزب باستهداف أسفر عن مقتل أحد قادته وآخرين، سدد الحزب ضربات لثكنات ومقار عسكرية إسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، القضاء على إبراهيم عقيل، قائد قوة الرضوان وحدة النخبة في حزب الله، وقادة كبار آخرين، في غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال ناطق باسم الجيش: مع إبراهيم عقيل تمت تصفية نحو 11 مسؤول من قوة الرضوان التابعة لحزب الله.
ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن عقيل والقادة الآخرين الذين قتلوا في غارة كانوا يخططون» لهجوم على شمال إسرائيل كانوا ينوون التسلل إلى المجتمعات الإسرائيلية وقتل المدنيين الأبرياء. وقال الناطق باسم الجيش، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحافي، إن نحو 11 قادة قتلوا في الغارة إلى جانب عقيل.
ونفذت إسرائيل غارة على الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت، مشيراً إلى أنه وفي هذه اللحظة لا توجد تغييرات في الإرشادات الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية، بسقوط قتلى وجرحى في الغارة التي استهدفت منطقة الجاموس بحي القائم في الضاحية الجنوبية، مشيرة إلى أن أكثر من غارة استهدفت مبنى في منطقة القائم في شارع مكتظ بالمارة.
وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، أن طائرة حربية إسرائيلية من طراز إف - 35 شنت غارة بصاروخين مستهدفة شقة في الجاموس، ما تسبب في خسائر بشرية، وإحصاء أطفال بين القتلى.
وفيما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء المنطقة، هرعت سيارات الإسعاف، والصليب الأحمر، وفرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني إلى المكان المستهدف، وعملوا على نقل الإصابات وسط انتشار للجيش اللبناني. وقال أحد سكان حي الجاموس، إن منزله اهتز بالكامل، مضيفاً إنه سمع دوي انفجارين قويين.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي، على بلدة عيتا الشعب الجنوبية، وبلدة كفرشوبا وأطراف بلدة ياطر في جنوب لبنان.
كما استهدف القصف المدفعي أطراف بلدات يارون، بيت ليف، وحانين، زبقين، الطيري الجنوبية، فضلاً عن تنفيذ غارات على بلدات ميس الجبل وكفركلا وعيترون والطيبة وأطراف بلدتي العديسة وكفركلا في جنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه تم إلغاء أوامر تقيد الحركة والتجمعات الكبيرة صدرت مساء أول من أمس لعدد من التجمعات السكنية في شمال إسرائيل وهضبة الجولان.
استهداف ثكنات
في الأثناء، أعلن حزب الله، أن عناصره استهدفوا، أمس، مجدداً ثكنات إسرائيلية عدة بصواريخ الكاتيوشا، مشيراً إلى قصف مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف بصليات، فضلاً عن قصف مقر قيادة الجمع الحربي لفرقة الجولان في ثكنة يردن بصواريخ الكاتيوشا.
كما أكد الحزب، أن عناصره قصفوا مقر قيادة فرقة الجولان 210 في نفح بالصواريخ. واستهدف الحزب جنوداً إسرائيليين في موقع المطلة الإسرائيلي بصاروخ موجه، وثكنات بيريا وكيلع والعليقة. وقالت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية، أمس، إن نحو 150 صاروخاً أطلقت من لبنان عبر الحدود، مشيرة إلى أنه لم ترد تقارير بعد عن وقوع خسائر بشرية.
دعوات تهدئة
إلى ذلك، حثت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان يونيفيل، على خفض التصعيد على الفور، بعد زيادة كبيرة في الأعمال القتالية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقال الناطق باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي: يساورنا القلق من التصعيد المتزايد عبر الخط الأزرق ونحث جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد على الفور.
وفيما قال البيت الأبيض الأمريكي، إن الحل الدبلوماسي ممكن وملح. مشيراً إلى الخوف والقلق من التصعيد المحتمل. ودعت بريطانيا، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
الشرق الأوسط: «الحرس الثوري» ينفي مقتل أحد قادته في بيروت
أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية بأن الأنباء المتداولة عن مقتل أحد قادة «الحرس الثوري» في هجوم إسرائيلي على بيروت «غير صحيحة».
ونقلت الوكالة، الجمعة، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن «محمد رضا فلاح زاده نائب قائد (فيلق القدس) لم يُقتل في الهجوم الإرهابي الذي شنته إسرائيل على جنوب بيروت»، وأشارت إلى أن المعلومات المنشورة في وسائل الإعلام «غير دقيقة تماماً».
وتابعت الوكالة: «لم يكن هناك أي من عناصر (الحرس الثوري) في المنطقة المستهدفة بالعملية الإرهابية في بيروت».
كانت تقارير أفادت بمقتل فلاح زاده في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف اجتماعاً لقيادة «قوة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني في الضاحية الجنوبية ببيروت.
وقال مصدران أمنيان في لبنان إن الجيش الإسرائيلي قتل قيادياً بارزاً في جماعة «حزب الله» في ضربة على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، الجمعة، بما يشكل تصعيداً حاداً في العمليات القتالية بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران.
«الدفاع» العراقية: لا نشك في ولاء «البيشمركة»
دافعت وزارة الدفاع العراقية عن تسليم قوات «البيشمركة» مدافع «هاوتزر» أميركية الصنع. وأكدت الوزارة، في بيان صحافي، أنَّ «قوات البيشمركة قوة وطنية لا يشك في ولائها للعراق».
وأوضحت الوزارة أنَّ التعاقد على شراء المدافع تم في فترة وزير الدفاع الأسبق عرفان الحيالي، وتم التعديل عليه في فترة وزير الدفاع السابق جمعة عناد، قبل تسليمها «بموجب مذكرة رئيس أركان الجيش للقائد العام للقوات المسلحة» في الحكومة الحالية.
وأثارت المدافع جدلاً سياسياً كبيراً، لا سيما بعد اعتراض زعيم حزب «تقدم» محمد الحلبوسي على صفقة تسليمها إلى أربيل. وقال الحلبوسي، الأسبوع الماضي، إنَّ «هذا النوع من الأسلحة يجب أن يكون حكراً بيد الجيش العراقي»، قبل أن يستدرك أمس الجمعة، قائلاً: «لا أخشى من استخدام (البيشمركة) للمدافع الأميركية، في ظلّ وجود قادة عقلاء في كردستان».
باحثة بريطانية تعوِّل على الضغوط الدولية لمنع تفكك السودان
في ظل تصاعد النزاع في السودان، تزداد المخاوف من تقسيم البلاد إلى كيانات متنازعة تحت حكم حكومتين متنافستين. وتتصاعد الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، مما يهدد بتفكك البلاد إلى مناطق متباينة ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. وفي مواجهة هذه الأزمة، تصبح الحاجة إلى ضغط دولي منسق وفعال أكثر إلحاحاً للحيلولة دون تفكك السودان وضمان استقرار المنطقة بأسرها.
تقول الباحثة والدبلوماسية البريطانية روزاليند مارسدن، في تقرير للمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) إن الحرب في السودان المستمرة منذ 17 شهراً، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتشريد 10 ملايين شخص؛ 2 مليون إلى الدول المجاورة، و8 ملايين داخلياً.
وأحدثت الحرب أسوأ أزمة جوع في العالم، مما دفع ملايين الأشخاص إلى حافة مجاعة من صنع الإنسان.
وفشلت سلسلة من جهود الوساطة الدولية في وقف النزاع. وفي منتصف أغسطس (آب) الماضي، كانت أحدث محاولة وساطة أميركية لإعادة تنشيط عملية وقف إطلاق النار المتوقفة، بهدف جمع وفود رفيعة المستوى من الطرفين المتحاربين؛ القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع». وكانت المحادثات في جنيف تهدف إلى تحقيق وقف شامل للأعمال العدائية على مستوى البلاد، مما يسمح بالوصول الإنساني إلى جميع أنحاء البلاد، وإنشاء آلية قوية للمراقبة والتحقق. واستضافت المفاوضات المملكة العربية السعودية وسويسرا، مع حضور الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة بصفتهم مراقبين. وتم تحقيق بعض التقدم المحدود في الوصول الإنساني إلى دارفور. ووافقت القوات المسلحة السودانية على إعادة فتح معبر أدري المؤقت من تشاد، الذي أغلق بشكل تعسفي في فبراير (شباط)، بينما قامت «قوات الدعم السريع» بفتح طريق الدبة.
أسباب فشل جنيف
تقول مارسدن في تقريرها، حسب وكالة «رويترز»، إن السبب الرئيسي لفشل محادثات وقف إطلاق النار هو أن كلاً من القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» ما زالت تسعى لتحقيق نصر عسكري. ورفضت القوات المسلحة السودانية إرسال وفد إلى جنيف، حيث وضعت شروطاً مسبقة غير واقعية، واعترضت على وجود الإمارات العربية المتحدة، التي تتهمها بتسليح «قوات الدعم السريع». وأجبر هذا الوسطاء على التواصل افتراضياً مع ممثلي القوات المسلحة السودانية، بينما أجروا محادثات شخصية مع «قوات الدعم السريع». وتضيف مارسدن أنه على الرغم من أن القوات المسلحة السودانية تخسر على أرض المعركة، فإنها لا ترغب في التفاوض من موقع ضعف، وزادت من تكثيف القصف الجوي منذ محادثات جنيف. ويأمل قادتها أن تغير الأسلحة المتقدمة من إيران والصين وروسيا وغيرها من الدول، مسارَ المعركة.
كما يواجه قائد القوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ضغوطاً من الإسلامويين المتشددين لمواصلة الحرب، لا سيما من أولئك المرتبطين بعلي كرتي، الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية وزير الخارجية السابق في عهد الرئيس المعزول عمر البشير. وتوفر الألوية الإسلاموية الأفراد للقوات المسلحة السودانية، كما أن السيطرة الإسلاموية على وزارة الخارجية السودانية جعلت الموقف الدبلوماسي للقوات المسلحة عدائياً أمام أي تقدم.
«الدعم» في انتظار موسم الجفاف
وتأمل «قوات الدعم السريع»، التي أنشأها أيضاً نظام البشير، في تحقيق مكاسب إقليمية إضافية بمجرد بدء موسم الجفاف في أكتوبر (تشرين الأول). وقد أبدت هذه القوات تعاوناً أكبر في المحافل الدولية، مستغلة تعنت القوات المسلحة السودانية لتظهر بصورة إيجابية. وخلال محادثات جنيف، وافقت «قوات الدعم السريع» على مدونة سلوك لحماية المدنيين، تلاها توجيه من قائدها، الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي». ولكن التزاماتها تظل مقوضة بشكل كبير بسبب سجلها في ارتكاب الفظائع، بما في ذلك القتل المستهدف على أساس عرقي، وتوسيع الهجمات على المدنيين، بحسب مارسدن.
وفي ظل هذا الجمود، يجب زيادة الضغط على الدول التي تدعم الحرب من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي واللوجيستي للأطراف المتحاربة. وكان تجديد نظام العقوبات وحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على دارفور مؤخراً، والذي تم تطبيقه منذ عام 2005، ولكن لم يتم تنفيذه بفاعلية، فرصةً ضائعة لتوسيع حظر الأسلحة ليشمل جميع أنحاء السودان، بالنظر إلى انتشار النزاع والأدلة التي تشير إلى حصول كلا الطرفين المتحاربين على أسلحة جديدة من عدة دول.
إجراءات دولية صارمة
وتوضح مارسدن أن الأولوية الآن يجب أن تكون اتخاذ مجلس الأمن إجراءات أكثر صرامة في مواجهة الانتهاكات المتعلقة بالحظر الحالي. كما أن هناك حاجة لفرض عقوبات على الأشخاص الذين يعيشون في الديمقراطيات الغربية، ويقومون بنشر خطاب الكراهية والدعوة إلى استمرار الحرب. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تواصل الولايات المتحدة وشركاؤها العمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك مصر والإمارات العربية المتحدة، لمحاولة استغلال نفوذها على الطرفين المتحاربين، وإقناعهما بأن الجميع خاسر إذا استمرت الحرب. وفي هذا الصدد، قد تكون جماعة «التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان»، التي تم إنشاؤها في جنيف وتضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والاتحادين الأوروبي والأفريقي، والأمم المتحدة، منصة مهمة. كما ستكون الجلسة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة مهمة لتعزيز هذه الرسائل.
احتمالات التقسيم
وترى مارسدن، حسب «رويترز»، أن السودان يواجه احتمالاً حقيقياً للتقسيم الفعلي تحت حكومتين متنافستين، وقد يصل الأمر إلى تفكك أكبر. فقد تعهد أحد كبار ضباط الجيش السوداني مؤخراً بأن الجيش سيتشبث بالسلطة لعشرين عاماً أخرى إذا انتصر، بينما سيؤدي انتصار «قوات الدعم السريع» إلى تحويل الدولة إلى جزء من إمبراطورية أعمال عائلة دقلو. وتضيف أنه إذا أراد المدنيون الداعمون للديمقراطية في السودان تغيير هذه الحسابات، فيجب عليهم التوحد على منصة مناهضة للحرب، وجعل أصواتهم مركزية في تشكيل جهود بناء السلام المستقبلية. والدعم الدولي ضروري لتحقيق هذا الهدف. ويعني هذا عدم منح الشرعية لأي من الطرفين المتحاربين، بل تعزيز دور المدنيين في المبادرات الدبلوماسية، والضغط من أجل انتقال سلمي إلى حكومة مدنية ديمقراطية في أنحاء البلاد. وتقول مارسدن إنه إذا تفكك ثالث أكبر بلد في أفريقيا، فإن ذلك سيكون له تأثيرات على السودانيين لأجيال. كما سينشر عدم الاستقرار إلى جيرانه الهشين، وإلى ما وراء ساحله على البحر الأحمر الذي يمتد لمسافة 800 كيلومتر.
العين الإخبارية: «لوبينغ» تقضي على آخر أمل لـ«إخوان تونس».. تأييد سجن الغنوشي
بينما كانت تعد جماعة الإخوان في تونس العدة للعودة إلى المشهد السياسي، تحت ستار الانتخابات الرئاسية المرتقبة، منيت ذراعها السياسية (حركة النهضة) بقرار قضائي، ورط رئيسها، وأجهض آمالها.
وقضت الدائرة الجناحية المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي لدى محكمة الاستئناف بتونس بإقرار الحكم الابتدائي القاضي بالسجن مدة ثلاثة سنوات مع النفاذ العاجل في حق زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي وصهره وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام، في قضية التمويل الأجنبي المعروفة إعلاميا بقضية «لوبينغ».
وكانت الدائرة الجناحية بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي (محكمة مختصة) قضت حضوريا في حق راشد الغنوشي وغيابيا في حق رفيق عبد السلام المتواجد خارج البلاد وتحديدا في بريطانيا مدة ثلاثة أعوام سجنا مع النفاذ العاجل.
كما قضت بتغريم راشد الغنوشي ورفيق عبد السلام بمعية الممثل القانوني لحركة النهضة بقيمة التمويل الأجنبي المتحصل عليه فيما يعرف إعلاميا بقضية عقود «لوبينغ».
وفي 13 يوليو/تموز الماضي، قضت المحكمة الابتدائية بتونس، بسجن زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي وصهره رفيق عبدالسلام لمدة 3 سنوات في هذه القضية.
لكن ماذا نعرف عن «لوبينغ»؟
في تقريرها العام حول نتائج مراقبة تمويل الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية السابقة والتشريعية لعام 2019، رصدت محكمة المحاسبات أن حركة النّهضة تعاقدت في 2014 مع شركة الدعاية والضغط BCW الأمريكية لمدّة 4 سنوات بمبلغ قدره 285 ألف دولار.
وجرى تجديد هذا العقد من 16 يوليو/تموز 2019 إلى 17 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، بمبلغ قدره 187 ألف دولار، ما اعتبرته المحكمة «شبهة تمويل أجنبي»، بنص الفصل 163 من القانون الانتخابي.
وبحسب العقد، تحاول الحركة الاعتماد على لوبي دعائي خارجي للإيهام بوزنها في تونس، ما يشجع لاحقا الدوائر الخارجية على المراهنة عليها، في هدف أساسي يقوم على التأثير على موقف الإدارة الأمريكية والرأي العام الأمريكي ودفعه نحو تبني موقف من تطورات تونس على أنها "انقلاب على الديمقراطية" وليس تصحيحا لأخطائها القاتلة.
وفي17 أبريل/نيسان 2023، سجنت السلطات التونسية راشد الغنوشي في قضية التآمر على أمن الدولة، عقب التحريض والدعوة للفوضى والفتنة.
ويُحاكم الغنوشي طبقاً لأحكام الفصل 72 من المجلة الجزائية التي تنص على أنه «يعاقب بالإعدام مرتكب الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة أو حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضاً بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي».
تورط النهضة
وفقًا للفصل الـ19 من المرسوم عدد 87 لسنة 2011 المؤرخ في 24 سبتمبر/أيلول 2011 والمتعلق بتنظيم الأحزاب السياسية في تونس، فإنه يُحجر على الأحزاب السياسية قبول تمويل مباشر أو غير مباشر نقدي أو عيني صادر عن أي جهة أجنبية، أو تمويل مباشر أو غير مباشر مجهول المصدر.
فيما تنص الفقرة الثالثة من الفصل 28 من ذات المرسوم على أنه يتم حل الحزب، وذلك عندما يتمادى في ارتكاب المخالفة رغم التنبيه عليه"، ما يعني أن النهضة الإخوانية قد تتلاشى قريبا بفعل القانون تماما كما اضمحلت بحكم الشعب.
وتحجر النصوص القانونية على الأحزاب تلقي تمويلات أجنبية، ما يفجر التساؤل حول مصدر الأموال التي دفعتها الحركة مقابل عقد الدعاية، وهي التي تدعي أن إيراداتها متأتية من مساهمات أعضائها، في مبالغ لا يمكن أن تضاهي حجم العقد في جميع الأحوال.