التايم: في أعقاب القصف الإسرائيلي لبيروت.. ما الذي ينتظر حزب الله؟
السبت 28/سبتمبر/2024 - 01:51 م
طباعة
في تصعيد دراماتيكي للصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله، أثارت الغارة الجوية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت تساؤلات بالغة الأهمية حول مستقبل الميليشيا المدعومة من إيران. ومع تكبد حزب الله خسائر كبيرة ومواجهته لهجمات إسرائيلية لا هوادة فيها، فقد تتغير ديناميكيات القوة في المنطقة.
حملة إسرائيل العنيدة ضد حزب الله
استهدفت الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة، والتي وصفت بأنها واحدة من أكثر الغارات الجوية كثافة في التاريخ الحديث، الضاحية الجنوبية ـ معقل معروف لحزب الله. وسارعت قوات الدفاع الإسرائيلية إلى إعلان مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إن العملية استهدفت مقر حزب الله، الذي زعمت أنه تم وضعه بشكل استراتيجي تحت المباني السكنية. إن هذه الضربة، التي تأتي في إطار حملة أوسع نطاقاً ضد الميليشيا، تأتي في أعقاب اغتيال عدد من كبار قادة حزب الله، بما في ذلك فؤاد شكر، وإبراهيم قبيسي، ومحمد سرور.
وقد أثار تأكيد جيش الدفاع الإسرائيلي على أن حزب الله بنى عمدا مراكز قيادته تحت هياكل مدنية الإدانة والدعم. ويزعم المنتقدون أن مثل هذه التكتيكات تخاطر بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين، في حين يؤكد المؤيدون على ضرورة تفكيك ما تعتبره إسرائيل تهديداً إرهابياً كبيراً. ويقال إن الضربة الجوية تسببت في انفجارات ثانوية، مما يشير إلى وجود مستودع ذخيرة، مما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض.
رد حزب الله: الانتقام وضبط النفس
في أعقاب هذه الهجمات، تعهد زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بتوجيه "عقاب عادل" لإسرائيل. ومع ذلك، وعلى الرغم من إطلاق وابل من الصواريخ على البلدات الإسرائيلية الشمالية، فإن جهود المجموعة أحبطت إلى حد كبير من قبل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية. وهذا يثير المخاوف بشأن انخفاض قدرة حزب الله على الاستجابة بفعالية للعدوان الإسرائيلي، وخاصة مع استمراره في خسارة القادة الرئيسيين والبنية الأساسية.
إن الموجة الأخيرة من الاغتيالات المستهدفة، بما في ذلك استخدام أجهزة النداء المفخخة، لم تضعف القدرات العملياتية لحزب الله فحسب، بل كشفت أيضاً عن مدى ضعف المجموعة. وقد أدى اكتشاف حيازة السفير الإيراني في لبنان لأحد هذه الأجهزة إلى تورط طهران في الصراع، وسلط الضوء على الروابط العميقة بين حزب الله وداعميه الإيرانيين.
معضلة إيران: التدخل أم إعادة التقييم؟
والسؤال المركزي الآن هو ما إذا كانت إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، ستتدخل بشكل أكثر مباشرة رداً على الخسائر المتزايدة التي تكبدتها المجموعة. ويواجه الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان قراراً حاسماً. ففي حين خاض حملته الانتخابية كإصلاحي يسعى إلى تحسين العلاقات مع الغرب، فإن الأحداث الأخيرة وضعته في موقف صعب.
فمن ناحية، قد يصعد بيزشكيان تورط إيران، مما يعرضه لمزيد من الانتقام الإسرائيلي والإدانة الدولية. ومن ناحية أخرى، قد يختار ممارسة ضبط النفس، على أمل أن يتحول الرأي العام العالمي في نهاية المطاف ضد إسرائيل مع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في لبنان. ولكن مثل هذا التقاعس قد يؤدي إلى تآكل نفوذ إيران في لبنان، وتقويض عقود من الاستثمار الاستراتيجي في المنطقة.
إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد على المخاطر العالية لهذا القرار. ففي تحذيره لطهران من النفوذ العسكري الإسرائيلي، صرح نتنياهو: "إذا ضربتمونا، فسوف نضربكم. لا يوجد مكان في إيران لا تستطيع الذراع الطويلة لإسرائيل الوصول إليه!". وهذا الإعلان الجريء لا يترك مجالاً للشك في استعداد إسرائيل لتصعيد الصراع إذا استفزت.
التداعيات الإقليمية: ميزان القوى المتغير
إن الصراع الجاري له تداعيات أوسع نطاقاً على الشرق الأوسط. فقد يؤدي تراجع حزب الله المحتمل إلى تغيير ميزان القوى في لبنان وإضعاف نفوذ إيران في مختلف أنحاء المنطقة. وقد يشجع هذا التحول جهات فاعلة أخرى، مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل، على متابعة استراتيجيات أكثر عدوانية ضد إيران ووكلائها.
وعلاوة على ذلك، فإن الوضع يعقد البيئة السياسية والاقتصادية الهشة بالفعل في لبنان. في ظل معاناة البلاد من الدمار الذي خلفته الغارات الجوية وارتفاع حصيلة القتلى، تلوح احتمالات تجدد الاضطرابات المدنية في الأفق. وسوف يكون رد فعل المجتمع الدولي على هذه التطورات حاسماً في تشكيل مستقبل لبنان والمنطقة الأوسع.
يمثل القصف الأخير لبيروت لحظة محورية في الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله. وبينما تكافح الميليشيات لتحمل خسائر كبيرة وتواجه مستقبلاً غير مؤكد، يصبح دور إيران بالغ الأهمية على نحو متزايد. ومن المرجح أن تحدد قرارات الرئيس بيزيشكيان في الأيام والأسابيع المقبلة مسار الصراع ومدى التورط الإيراني.
حملة إسرائيل العنيدة ضد حزب الله
استهدفت الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة، والتي وصفت بأنها واحدة من أكثر الغارات الجوية كثافة في التاريخ الحديث، الضاحية الجنوبية ـ معقل معروف لحزب الله. وسارعت قوات الدفاع الإسرائيلية إلى إعلان مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إن العملية استهدفت مقر حزب الله، الذي زعمت أنه تم وضعه بشكل استراتيجي تحت المباني السكنية. إن هذه الضربة، التي تأتي في إطار حملة أوسع نطاقاً ضد الميليشيا، تأتي في أعقاب اغتيال عدد من كبار قادة حزب الله، بما في ذلك فؤاد شكر، وإبراهيم قبيسي، ومحمد سرور.
وقد أثار تأكيد جيش الدفاع الإسرائيلي على أن حزب الله بنى عمدا مراكز قيادته تحت هياكل مدنية الإدانة والدعم. ويزعم المنتقدون أن مثل هذه التكتيكات تخاطر بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين، في حين يؤكد المؤيدون على ضرورة تفكيك ما تعتبره إسرائيل تهديداً إرهابياً كبيراً. ويقال إن الضربة الجوية تسببت في انفجارات ثانوية، مما يشير إلى وجود مستودع ذخيرة، مما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض.
رد حزب الله: الانتقام وضبط النفس
في أعقاب هذه الهجمات، تعهد زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بتوجيه "عقاب عادل" لإسرائيل. ومع ذلك، وعلى الرغم من إطلاق وابل من الصواريخ على البلدات الإسرائيلية الشمالية، فإن جهود المجموعة أحبطت إلى حد كبير من قبل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية. وهذا يثير المخاوف بشأن انخفاض قدرة حزب الله على الاستجابة بفعالية للعدوان الإسرائيلي، وخاصة مع استمراره في خسارة القادة الرئيسيين والبنية الأساسية.
إن الموجة الأخيرة من الاغتيالات المستهدفة، بما في ذلك استخدام أجهزة النداء المفخخة، لم تضعف القدرات العملياتية لحزب الله فحسب، بل كشفت أيضاً عن مدى ضعف المجموعة. وقد أدى اكتشاف حيازة السفير الإيراني في لبنان لأحد هذه الأجهزة إلى تورط طهران في الصراع، وسلط الضوء على الروابط العميقة بين حزب الله وداعميه الإيرانيين.
معضلة إيران: التدخل أم إعادة التقييم؟
والسؤال المركزي الآن هو ما إذا كانت إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، ستتدخل بشكل أكثر مباشرة رداً على الخسائر المتزايدة التي تكبدتها المجموعة. ويواجه الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان قراراً حاسماً. ففي حين خاض حملته الانتخابية كإصلاحي يسعى إلى تحسين العلاقات مع الغرب، فإن الأحداث الأخيرة وضعته في موقف صعب.
فمن ناحية، قد يصعد بيزشكيان تورط إيران، مما يعرضه لمزيد من الانتقام الإسرائيلي والإدانة الدولية. ومن ناحية أخرى، قد يختار ممارسة ضبط النفس، على أمل أن يتحول الرأي العام العالمي في نهاية المطاف ضد إسرائيل مع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في لبنان. ولكن مثل هذا التقاعس قد يؤدي إلى تآكل نفوذ إيران في لبنان، وتقويض عقود من الاستثمار الاستراتيجي في المنطقة.
إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد على المخاطر العالية لهذا القرار. ففي تحذيره لطهران من النفوذ العسكري الإسرائيلي، صرح نتنياهو: "إذا ضربتمونا، فسوف نضربكم. لا يوجد مكان في إيران لا تستطيع الذراع الطويلة لإسرائيل الوصول إليه!". وهذا الإعلان الجريء لا يترك مجالاً للشك في استعداد إسرائيل لتصعيد الصراع إذا استفزت.
التداعيات الإقليمية: ميزان القوى المتغير
إن الصراع الجاري له تداعيات أوسع نطاقاً على الشرق الأوسط. فقد يؤدي تراجع حزب الله المحتمل إلى تغيير ميزان القوى في لبنان وإضعاف نفوذ إيران في مختلف أنحاء المنطقة. وقد يشجع هذا التحول جهات فاعلة أخرى، مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل، على متابعة استراتيجيات أكثر عدوانية ضد إيران ووكلائها.
وعلاوة على ذلك، فإن الوضع يعقد البيئة السياسية والاقتصادية الهشة بالفعل في لبنان. في ظل معاناة البلاد من الدمار الذي خلفته الغارات الجوية وارتفاع حصيلة القتلى، تلوح احتمالات تجدد الاضطرابات المدنية في الأفق. وسوف يكون رد فعل المجتمع الدولي على هذه التطورات حاسماً في تشكيل مستقبل لبنان والمنطقة الأوسع.
يمثل القصف الأخير لبيروت لحظة محورية في الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله. وبينما تكافح الميليشيات لتحمل خسائر كبيرة وتواجه مستقبلاً غير مؤكد، يصبح دور إيران بالغ الأهمية على نحو متزايد. ومن المرجح أن تحدد قرارات الرئيس بيزيشكيان في الأيام والأسابيع المقبلة مسار الصراع ومدى التورط الإيراني.