وول ستريت: وفاة الزعيم الرمزي لحزب الله وتداعياتها على الشرق الأوسط
السبت 28/سبتمبر/2024 - 01:56 م
طباعة
أعلنت إسرائيل عن مقتل حسن نصر الله، الزعيم الهائل لحزب الله، في أعقاب غارة جوية ضخمة على جنوب بيروت. لأكثر من ثلاثة عقود، كان نصر الله على رأس حزب الله، مما حوله إلى واحد من أكثر الجهات الفاعلة غير الحكومية تسليحًا في العالم.
إرث نصر الله المزدوج: التبجيل والازدراء
كان حسن نصر الله شخصية مثيرة للجدل بشكل كبير في الشرق الأوسط. بالنسبة لأتباعه، وخاصة بين المجتمع الشيعي المسلم، كان زعيمًا شبه مسيحاني أكسبه تحديه لإسرائيل إعجابًا واسع النطاق. زينت صورته اللوحات الإعلانية، وتم تشغيل خطبه من أجهزة ستيريو السيارات، وشعر بوجوده في جميع أنحاء المنطقة كرمز للمقاومة.
لكن بالنسبة لأعدائه، كان نصر الله تجسيدًا للإرهاب. لقد اعتبرته إسرائيل والعديد من الدول الغربية متطرفاً معادياً للسامية مسؤولاً عن العديد من الهجمات، بما في ذلك مقتل المئات من الأميركيين والإسرائيليين. كما عززت قيادته لحزب الله - وهي المجموعة التي صنفتها الولايات المتحدة وإسرائيل وعدة دول أخرى كمنظمة إرهابية - سمعته كخصم رئيسي في الصراع في الشرق الأوسط.
الأهمية الاستراتيجية لنصر الله
امتدت أهمية نصر الله إلى ما هو أبعد من دوره كزعيم مسلح. لقد كان شخصية حاسمة في شبكة إيران من الميليشيات المتحالفة، والتي يشار إليها غالبًا باسم "الأصل المركزي" لمحور إيران. إن وفاته، كما وصفها مسؤول إسرائيلي كبير، تمثل ضربة كبيرة لحزب الله ونفوذ إيران في المنطقة. وقد أشار فواز جرجس، وهو باحث في السياسة في الشرق الأوسط، إلى أن "نصر الله هو القلب النابض لحزب الله"، مما يؤكد أنه لا يمكن الاستعاضة عنه داخل المنظمة.
بدأ صعود نصر الله داخل حزب الله في عام 1992 بعد مقتل سلفه في ضربة إسرائيلية. تحت قيادته، تطور حزب الله من جماعة مسلحة إلى قوة سياسية ذات نفوذ كبير في الحكومة اللبنانية. كان نصر الله فعالاً في تحويل حزب الله إلى كيان قوي يتحدى القوات الإسرائيلية على جبهات متعددة، وأبرزها أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وحرب 2006.
تحول حزب الله وتأثير قيادة نصر الله
كانت قيادة نصر الله بمثابة تحول كبير في حزب الله. فقد أشاد مؤيدو الحزب بالنجاحات العسكرية التي حققتها الجماعة، وخاصة ضد إسرائيل، وخشي منها خصومها. كما عززت الخسائر الشخصية التي تكبدها نصر الله، مثل وفاة نجله الأكبر، هادي، في القتال ضد القوات الإسرائيلية، مكانته كزعيم شارك في معاناة شعبه. كما عزز التزامه بالقضية وعلاقاته الوثيقة مع قيادة إيران، وخاصة مع آية الله روح الله الخميني، دور حزب الله كلاعب رئيسي في الديناميكيات الشيعية السنية الأوسع في المنطقة.
تحت قيادة نصر الله، لعب حزب الله أيضاً دوراً مثيراً للجدل في الحرب الأهلية السورية، حيث دعم نظام بشار الأسد ضد مختلف قوى المعارضة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الرغم من أن هذا التورط عزز الخبرة العسكرية لحزب الله، إلا أنه شوه صورته بين بعض اللبنانيين الذين عارضوا تكتيكات الأسد الوحشية.
التحديات التي تواجه حزب الله بعد نصر الله
لقد ترك موت حسن نصر الله فراغاً قيادياً كبيراً داخل حزب الله. ففي الأشهر الأخيرة، كثفت إسرائيل حملتها ضد قيادة حزب الله، فقتلت العديد من كبار القادة، بما في ذلك فؤاد شكر وإبراهيم عقيل، الذين كانوا جزءاً لا يتجزأ من العمليات العسكرية للمنظمة. وقد أثار تقليص عدد كبار قادة حزب الله تساؤلات حول مستقبل المجموعة ومن سيحل محل نصر الله.
لاحظ مهند حاج علي، نائب المدير في مركز مالكولم كير كارنيغي للشرق الأوسط، أن تصرفات إسرائيل الأخيرة فرضت "تحولاً جيلياً" داخل قيادة حزب الله. وقد يكون لهذا التحول آثار عميقة على استراتيجية الجماعة وعملياتها، وخاصة مع استمرارها في مواجهة ضغوط شديدة من إسرائيل.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يظل حزب الله قوة هائلة. ويُعتقد أن الجماعة وسعت ترسانتها الصاروخية بشكل كبير، على الرغم من أنها امتنعت عن نشر أسلحتها الأكثر تقدمًا. وقد أقر قاسم قصير، وهو محلل لبناني لديه معرفة وثيقة بحزب الله، بالتحديات التي يفرضها فقدان القادة ذوي الخبرة لكنه أعرب عن ثقته في قدرات الجماعة، قائلاً: "التحديات كثيرة، والضغوط كبيرة، ولكن هناك طمأنينة بشأن قدرات الجماعة".
يمثل موت حسن نصر الله نهاية حقبة لحزب الله والشرق الأوسط الأوسع. لقد حولت قيادته حزب الله إلى لاعب رئيسي في المشهد الجيوسياسي في المنطقة، لكن وفاته تترك المنظمة عند مفترق طرق.
إرث نصر الله المزدوج: التبجيل والازدراء
كان حسن نصر الله شخصية مثيرة للجدل بشكل كبير في الشرق الأوسط. بالنسبة لأتباعه، وخاصة بين المجتمع الشيعي المسلم، كان زعيمًا شبه مسيحاني أكسبه تحديه لإسرائيل إعجابًا واسع النطاق. زينت صورته اللوحات الإعلانية، وتم تشغيل خطبه من أجهزة ستيريو السيارات، وشعر بوجوده في جميع أنحاء المنطقة كرمز للمقاومة.
لكن بالنسبة لأعدائه، كان نصر الله تجسيدًا للإرهاب. لقد اعتبرته إسرائيل والعديد من الدول الغربية متطرفاً معادياً للسامية مسؤولاً عن العديد من الهجمات، بما في ذلك مقتل المئات من الأميركيين والإسرائيليين. كما عززت قيادته لحزب الله - وهي المجموعة التي صنفتها الولايات المتحدة وإسرائيل وعدة دول أخرى كمنظمة إرهابية - سمعته كخصم رئيسي في الصراع في الشرق الأوسط.
الأهمية الاستراتيجية لنصر الله
امتدت أهمية نصر الله إلى ما هو أبعد من دوره كزعيم مسلح. لقد كان شخصية حاسمة في شبكة إيران من الميليشيات المتحالفة، والتي يشار إليها غالبًا باسم "الأصل المركزي" لمحور إيران. إن وفاته، كما وصفها مسؤول إسرائيلي كبير، تمثل ضربة كبيرة لحزب الله ونفوذ إيران في المنطقة. وقد أشار فواز جرجس، وهو باحث في السياسة في الشرق الأوسط، إلى أن "نصر الله هو القلب النابض لحزب الله"، مما يؤكد أنه لا يمكن الاستعاضة عنه داخل المنظمة.
بدأ صعود نصر الله داخل حزب الله في عام 1992 بعد مقتل سلفه في ضربة إسرائيلية. تحت قيادته، تطور حزب الله من جماعة مسلحة إلى قوة سياسية ذات نفوذ كبير في الحكومة اللبنانية. كان نصر الله فعالاً في تحويل حزب الله إلى كيان قوي يتحدى القوات الإسرائيلية على جبهات متعددة، وأبرزها أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وحرب 2006.
تحول حزب الله وتأثير قيادة نصر الله
كانت قيادة نصر الله بمثابة تحول كبير في حزب الله. فقد أشاد مؤيدو الحزب بالنجاحات العسكرية التي حققتها الجماعة، وخاصة ضد إسرائيل، وخشي منها خصومها. كما عززت الخسائر الشخصية التي تكبدها نصر الله، مثل وفاة نجله الأكبر، هادي، في القتال ضد القوات الإسرائيلية، مكانته كزعيم شارك في معاناة شعبه. كما عزز التزامه بالقضية وعلاقاته الوثيقة مع قيادة إيران، وخاصة مع آية الله روح الله الخميني، دور حزب الله كلاعب رئيسي في الديناميكيات الشيعية السنية الأوسع في المنطقة.
تحت قيادة نصر الله، لعب حزب الله أيضاً دوراً مثيراً للجدل في الحرب الأهلية السورية، حيث دعم نظام بشار الأسد ضد مختلف قوى المعارضة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الرغم من أن هذا التورط عزز الخبرة العسكرية لحزب الله، إلا أنه شوه صورته بين بعض اللبنانيين الذين عارضوا تكتيكات الأسد الوحشية.
التحديات التي تواجه حزب الله بعد نصر الله
لقد ترك موت حسن نصر الله فراغاً قيادياً كبيراً داخل حزب الله. ففي الأشهر الأخيرة، كثفت إسرائيل حملتها ضد قيادة حزب الله، فقتلت العديد من كبار القادة، بما في ذلك فؤاد شكر وإبراهيم عقيل، الذين كانوا جزءاً لا يتجزأ من العمليات العسكرية للمنظمة. وقد أثار تقليص عدد كبار قادة حزب الله تساؤلات حول مستقبل المجموعة ومن سيحل محل نصر الله.
لاحظ مهند حاج علي، نائب المدير في مركز مالكولم كير كارنيغي للشرق الأوسط، أن تصرفات إسرائيل الأخيرة فرضت "تحولاً جيلياً" داخل قيادة حزب الله. وقد يكون لهذا التحول آثار عميقة على استراتيجية الجماعة وعملياتها، وخاصة مع استمرارها في مواجهة ضغوط شديدة من إسرائيل.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يظل حزب الله قوة هائلة. ويُعتقد أن الجماعة وسعت ترسانتها الصاروخية بشكل كبير، على الرغم من أنها امتنعت عن نشر أسلحتها الأكثر تقدمًا. وقد أقر قاسم قصير، وهو محلل لبناني لديه معرفة وثيقة بحزب الله، بالتحديات التي يفرضها فقدان القادة ذوي الخبرة لكنه أعرب عن ثقته في قدرات الجماعة، قائلاً: "التحديات كثيرة، والضغوط كبيرة، ولكن هناك طمأنينة بشأن قدرات الجماعة".
يمثل موت حسن نصر الله نهاية حقبة لحزب الله والشرق الأوسط الأوسع. لقد حولت قيادته حزب الله إلى لاعب رئيسي في المشهد الجيوسياسي في المنطقة، لكن وفاته تترك المنظمة عند مفترق طرق.