ايران تُبرر الهجوم.. بين الشرعية الدولية واستراتيجية الردع
الأربعاء 02/أكتوبر/2024 - 03:08 ص
طباعة
حسام الحداد
في تطور جديد للصراع في الشرق الأوسط بين ايران واسرائيل وبعد الهجمات الصاروخية التي شنتها ايران ضد اسرائيل انتقاما لمقتل قادة حماس وحزب الله والحرس الثوري أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، أن الهجمات الصاروخية على إسرائيل تعتبر "دفاع عن النفس"، لافتًا إلى أن الكيان الصهيوني هو من استدعى التصعيد في المنطقة.
وقال عراقجي عبر حسابه على منصة “تويتر” “في وقت سابق من هذا المساء، مارسنا حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مستهدفين فقط المواقع العسكرية والأمنية المسؤولة عن الإبادة الجماعية في غزة ولبنان”.
وأضاف “لقد فعلنا ذلك بعد ممارسة قدر هائل من ضبط النفس لمدة شهرين تقريبًا، لإفساح المجال لوقف إطلاق النار في غزة”.
وأشار إلى أن ردها على الاحتلال قد انتهى ما لم يقرر النظام الإسرائيلي مزيدًا من التصعيد، مؤكدًا أنه في حال هذا السيناريو، سيكون رد طهران أقوى.
ولفت “الآن أصبح لدى ممكِّني إسرائيل مسؤولية متزايدة لكبح جماح الحرب بدلاً من الانخراط في حماقتهم”.
وتصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشأن الهجمات الصاروخية على إسرائيل تقدم صورة متعددة الأبعاد حول موقف إيران من الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وكذلك العلاقة المتوترة بين إيران وإسرائيل. هذه التصريحات تحمل عدة دلالات تحليلية يمكن تفكيكها على النحو التالي:
تبرير الهجوم كدفاع عن النفس
إشارة عراقجي إلى الهجمات الصاروخية باعتبارها "دفاع عن النفس" استنادًا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، هي محاولة لتبرير الأعمال العسكرية الإيرانية ضمن إطار قانوني دولي. المادة 51 تتيح للدول الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم مسلح، ولكن تفسير إيران للهجوم الإسرائيلي في سياق الإبادة الجماعية يضع القضية في إطار أخلاقي وإنساني أكبر. بهذه الخطوة، تحاول إيران تقديم نفسها كمدافعة عن المظلومين في غزة ولبنان، وتحويل النقاش من نزاع إقليمي إلى قضية إنسانية دولية.
ضبط النفس الإيراني
الإشارة إلى "ضبط النفس" الذي مارسته إيران لمدة شهرين تظهر محاولة إيران لتصوير نفسها كقوة مسؤولة، غير متهورة، وتعطي الفرصة للحلول الدبلوماسية قبل اللجوء للقوة. هذه اللغة قد تستهدف الداخل الإيراني لتعزيز الدعم الشعبي للحكومة في مواجهة التوترات الإقليمية، كما تهدف إلى تقديم إيران في المجتمع الدولي كدولة تسعى إلى التهدئة لكنها مجبرة على الرد.
تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد
تصريحات عراقجي توضح بجلاء أن إيران تُلقي باللوم على إسرائيل في تصعيد الوضع، مؤكدة أن إسرائيل هي من بادرت بالأعمال العدائية سواء في غزة أو لبنان. هذه الرسالة موجهة ليس فقط للرأي العام الداخلي في إيران، بل أيضًا للمجتمع الدولي، حيث تحاول إيران تصوير نفسها كطرف مستجيب للاستفزازات الإسرائيلية وليس كمبادر.
تحذير من التصعيد المستقبلي
التهديد الواضح بأن الرد الإيراني سيكون أقوى إذا استمرت إسرائيل في التصعيد يعكس استعداد إيران للمواجهة العسكرية، ولكنه في نفس الوقت يضع الكرة في ملعب إسرائيل. هذه الرسالة قد تكون محاولة لردع إسرائيل عن مواصلة الأعمال العسكرية، محذرة من أن أي تصعيد إضافي سيواجه برد أكبر، وهو جزء من استراتيجية الردع الإيراني.
انتقاد الدعم الدولي لإسرائيل
العراقجي انتقد أيضًا "ممكني" إسرائيل، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة والدول التي تدعم إسرائيل. بتوجيه هذا الانتقاد، تسعى إيران إلى تصوير الصراع على أنه ليس فقط بين إيران وإسرائيل، بل هو مواجهة بين محور المقاومة المدعوم من إيران وبين المحور الغربي الذي تدعمه الولايات المتحدة. هذا النوع من الخطاب قد يستهدف تأليب الرأي العام الدولي ضد التحالف الغربي-الإسرائيلي.
التلاعب بالخطاب الدولي
إيران تستغل خطابها السياسي لتحويل الصراع إلى قضية دولية مرتبطة بالعدالة وحقوق الإنسان، وخاصة عندما تتهم إسرائيل بارتكاب "الإبادة الجماعية". هذا الخطاب يسعى إلى تحريك الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، وتشويه صورتها كدولة "معتدية"، فيما تطرح إيران نفسها كدولة "مدافعة عن المظلومين".
إرسال رسالة إلى الداخل الإيراني وحلفائها
من خلال هذه التصريحات، تهدف إيران إلى تعزيز موقفها الداخلي وتأكيد دورها الإقليمي كحامية للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. هذه الرسالة موجهة أيضًا إلى حلفاء إيران في لبنان وغزة، مثل حزب الله وحماس، لتأكيد التزام إيران بالدفاع عنهم ودعمهم في مواجهة إسرائيل.
الخلاصة
تصريحات عباس عراقجي توظف استراتيجية دبلوماسية وعسكرية متكاملة، تحاول من خلالها إيران تبرير هجماتها، وإلقاء اللوم على إسرائيل في التصعيد، وفي الوقت نفسه تحذير إسرائيل والدول الداعمة لها من مغبة التصعيد المستقبلي. هذه التصريحات تعكس رغبة إيران في الحفاظ على توازن دقيق بين التصعيد المحدود وفتح المجال أمام التهدئة، مع الاستمرار في تقديم نفسها كقوة إقليمية مسؤولة ومدافعة عن الشعوب المظلومة.
وقال عراقجي عبر حسابه على منصة “تويتر” “في وقت سابق من هذا المساء، مارسنا حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مستهدفين فقط المواقع العسكرية والأمنية المسؤولة عن الإبادة الجماعية في غزة ولبنان”.
وأضاف “لقد فعلنا ذلك بعد ممارسة قدر هائل من ضبط النفس لمدة شهرين تقريبًا، لإفساح المجال لوقف إطلاق النار في غزة”.
وأشار إلى أن ردها على الاحتلال قد انتهى ما لم يقرر النظام الإسرائيلي مزيدًا من التصعيد، مؤكدًا أنه في حال هذا السيناريو، سيكون رد طهران أقوى.
ولفت “الآن أصبح لدى ممكِّني إسرائيل مسؤولية متزايدة لكبح جماح الحرب بدلاً من الانخراط في حماقتهم”.
وتصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشأن الهجمات الصاروخية على إسرائيل تقدم صورة متعددة الأبعاد حول موقف إيران من الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وكذلك العلاقة المتوترة بين إيران وإسرائيل. هذه التصريحات تحمل عدة دلالات تحليلية يمكن تفكيكها على النحو التالي:
تبرير الهجوم كدفاع عن النفس
إشارة عراقجي إلى الهجمات الصاروخية باعتبارها "دفاع عن النفس" استنادًا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، هي محاولة لتبرير الأعمال العسكرية الإيرانية ضمن إطار قانوني دولي. المادة 51 تتيح للدول الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم مسلح، ولكن تفسير إيران للهجوم الإسرائيلي في سياق الإبادة الجماعية يضع القضية في إطار أخلاقي وإنساني أكبر. بهذه الخطوة، تحاول إيران تقديم نفسها كمدافعة عن المظلومين في غزة ولبنان، وتحويل النقاش من نزاع إقليمي إلى قضية إنسانية دولية.
ضبط النفس الإيراني
الإشارة إلى "ضبط النفس" الذي مارسته إيران لمدة شهرين تظهر محاولة إيران لتصوير نفسها كقوة مسؤولة، غير متهورة، وتعطي الفرصة للحلول الدبلوماسية قبل اللجوء للقوة. هذه اللغة قد تستهدف الداخل الإيراني لتعزيز الدعم الشعبي للحكومة في مواجهة التوترات الإقليمية، كما تهدف إلى تقديم إيران في المجتمع الدولي كدولة تسعى إلى التهدئة لكنها مجبرة على الرد.
تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد
تصريحات عراقجي توضح بجلاء أن إيران تُلقي باللوم على إسرائيل في تصعيد الوضع، مؤكدة أن إسرائيل هي من بادرت بالأعمال العدائية سواء في غزة أو لبنان. هذه الرسالة موجهة ليس فقط للرأي العام الداخلي في إيران، بل أيضًا للمجتمع الدولي، حيث تحاول إيران تصوير نفسها كطرف مستجيب للاستفزازات الإسرائيلية وليس كمبادر.
تحذير من التصعيد المستقبلي
التهديد الواضح بأن الرد الإيراني سيكون أقوى إذا استمرت إسرائيل في التصعيد يعكس استعداد إيران للمواجهة العسكرية، ولكنه في نفس الوقت يضع الكرة في ملعب إسرائيل. هذه الرسالة قد تكون محاولة لردع إسرائيل عن مواصلة الأعمال العسكرية، محذرة من أن أي تصعيد إضافي سيواجه برد أكبر، وهو جزء من استراتيجية الردع الإيراني.
انتقاد الدعم الدولي لإسرائيل
العراقجي انتقد أيضًا "ممكني" إسرائيل، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة والدول التي تدعم إسرائيل. بتوجيه هذا الانتقاد، تسعى إيران إلى تصوير الصراع على أنه ليس فقط بين إيران وإسرائيل، بل هو مواجهة بين محور المقاومة المدعوم من إيران وبين المحور الغربي الذي تدعمه الولايات المتحدة. هذا النوع من الخطاب قد يستهدف تأليب الرأي العام الدولي ضد التحالف الغربي-الإسرائيلي.
التلاعب بالخطاب الدولي
إيران تستغل خطابها السياسي لتحويل الصراع إلى قضية دولية مرتبطة بالعدالة وحقوق الإنسان، وخاصة عندما تتهم إسرائيل بارتكاب "الإبادة الجماعية". هذا الخطاب يسعى إلى تحريك الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، وتشويه صورتها كدولة "معتدية"، فيما تطرح إيران نفسها كدولة "مدافعة عن المظلومين".
إرسال رسالة إلى الداخل الإيراني وحلفائها
من خلال هذه التصريحات، تهدف إيران إلى تعزيز موقفها الداخلي وتأكيد دورها الإقليمي كحامية للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. هذه الرسالة موجهة أيضًا إلى حلفاء إيران في لبنان وغزة، مثل حزب الله وحماس، لتأكيد التزام إيران بالدفاع عنهم ودعمهم في مواجهة إسرائيل.
الخلاصة
تصريحات عباس عراقجي توظف استراتيجية دبلوماسية وعسكرية متكاملة، تحاول من خلالها إيران تبرير هجماتها، وإلقاء اللوم على إسرائيل في التصعيد، وفي الوقت نفسه تحذير إسرائيل والدول الداعمة لها من مغبة التصعيد المستقبلي. هذه التصريحات تعكس رغبة إيران في الحفاظ على توازن دقيق بين التصعيد المحدود وفتح المجال أمام التهدئة، مع الاستمرار في تقديم نفسها كقوة إقليمية مسؤولة ومدافعة عن الشعوب المظلومة.