تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 20 أكتوبر 2024.
الخليج: نتنياهو يتهم حزب الله بمحاولة اغتياله.. وإسرائيل تقتل 73 في غزة
أعلن الدفاع المدني في غزّة مقتل 73 شخصاً على الأقل مساء السبت بقصف صاروخي شنّه الطيران الإسرائيلي على بيت لاهيا بشمال القطاع الفلسطيني، فيما اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله بمحاولة اغتياله عبر هجوم بمُسيّرة، متوعداً إيران والفصائل المتحالفة معها بـ«دفع ثمن باهظ».
تصعيد عسكري
ويزيد اتهام نتنياهو هذا، الخشية من تصعيد عسكري إضافي في المنطقة، خصوصاً أن إسرائيل توعدت مراراً بالرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر وتُواصل حربها على حركة حماس بغزة وحزب الله بلبنان. من جهتها، أكدت بعثة إيران بالأمم المتحدة السبت أن حزب الله اللبناني هو من نفّذ الهجوم بمسيّرة على مقر إقامة نتنياهو، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا). ولم يُدلِ حزب الله من جانبه بأي تعليق حتى الآن. وصباح السبت، أورد مكتب نتنياهو أن «مُسيّرة أطلِقت نحو مسكن رئيس الوزراء في قيساريا» شمال تل أبيب، مضيفاً أن نتنياهو وزوجته «لم يكونا هناك ولم توقِع الحادثة ضحايا».
نتنياهو يتوعد بالرد
ولاحقاً، قال نتنياهو إن «حزب الله، حليف إيران الذي حاول اغتيالي أنا وزوجتي اليوم ارتكب خطأ كبيراً»، مضيفاً «أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمناً باهظاً».
قلق بالغ
وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نتنياهو بأنه «شعر بالقلق عندما سمع عن إطلاق مسيّرة باتجاه مقر إقامته»، وفق ما أعلن داونينغ ستريت. كما بحثا هاتفياً ملفات أخرى تتعلق بالشرق الأوسط، وفق بيان لمكتب ستارمر جاء فيه أنهما «ناقشا أيضاً الوضع بلبنان وأهمية إحراز تقدم في التوصل إلى حل سياسي».
مقتل العشرات
في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس، إنّ طواقمه «انتشلت 73 من القتلى وعدداً كبيراً من الجرحى جراء استهداف الطيران الإسرائيلي مربّعاً سكنياً يضمّ عائلات عدّة، منها الشريف والدريوي وعبيد والهندي والكحلوت... وهناك قتلى ما زالوا تحت الأنقاض». وأضاف «فرقنا ما زالت تعمل في المكان وتبحث عن ناجين لانتشالهم... ونواجه صعوبات في عدم توافر الإمكانات والمعدّات اللازمة لرفع الأنقاض». وتابع «نُقِل جميع القتلى والجرحى الذين انتشلتهم طواقم الدفاع المدني إلى مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا شمال القطاع». وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة حصيلة القتلى، وقال إن بينهم نساء وأطفالاً، مشيراً إلى أن القصف أصاب «منطقة سكنية مكتظة».
وذكر الجيش الإسرائيلي من جانبه أنّ حصيلة القتلى التي قدّمتها سلطات غزّة «لا تتوافق» مع المعلومات التي في حوزته، دون أن يقدّم تفاصيل أخرى.
أهوال تفوق الوصف
في الأثناء، أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالإنابة جويس مسويا أن الفلسطينيين يعانون «أهوالاً تفوق الوصف» في شمال قطاع غزة. وقالت «هُجّر عشرات آلاف الفلسطينيين قسراً. وبدأت الإمدادات الأساسية تنفد. وضُرِبت المستشفيات التي أصبحت مكتظة بالمرضى».
في غضون ذلك، عرض الجيش الإسرائيلي لقطات مصوّرة قال إنها تظهر الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس يحيى السنوار وعائلته في نفق بقطاع غزة قبل ساعات من شن الحركة الفلسطينية هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن اللقطات تُظهر السنوار برفقة أطفاله وزوجته وهم يمرّون داخل نفق قال إنه خزّن فيه إمدادات قبيل هجوم الحركة على جنوب إسرائيل.
دعوة لإيران
كما دعت مجموعة السبع «إيران إلى الامتناع عن تقديم دعم لحماس وحزب الله والحوثيين وآخرين خارج إطار الدولة، و(الامتناع) عن اتّخاذ أي إجراء إضافي من شأنه زعزعة استقرار المنطقة والتسبب بتصعيد يخرج عن السيطرة».
4 قتلى بغارة إسرائيلية على النبطية جنوبي لبنان
أفادت مصادر إعلامية بمقتل 4 أشخاص في غارة إسرائيلية على النبطية جنوبي لبنان.
وفي وقت سابق، طلب الجيش الإسرائيلي فجر الأحد من سكّان منطقتَين في الضاحية الجنوبيّة لبيروت إخلاءهما، تحسباً لقصف يعتزم شنّه على مبنيَيْن قال إنهما يضمّان منشآت لحزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي في رسالة إلى السكّان إنّ المبنيَين يقعان في منطقتَي حارة حريك والحدث. وأضاف «أنتم موجودون قرب منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدّها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب». وتابع الجيش «من أجل سلامتكم وسلامة أفراد عائلاتكم عليكم إخلاء هذه المباني والمباني المجاورة فوراً، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر»، مرفقاً رسالته هذه بصور للمبنيَين بواسطة الأقمار الاصطناعية.
وارتفع عدد القتلى نتيجة الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ بداية النزاع بين إسرائيل وحزب الله إلى 2448 فيما بلغ عدد المصابين 11 ألفاً و471، وفقاً لتقرير صدر ليل السبت.
10 دول غربية: نصف السودانيين في حاجة ماسة إلى المساعدة
دعت نحو عشر دول بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، أمس الأول الجمعة، الطرفين المتحاربين في السودان إلى ضمان وصول الإعانات الإنسانية إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى «مساعدة عاجلة».
ومنذ إبريل/ نيسان 2023 يشهد السودان حرباً بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو أودت بعشرات الآلاف.
وقد نزح حوالي 11.3 مليون شخص جراء الحرب، بينهم نحو 3 ملايين شخص فروا من السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي وصفت الوضع بأنه «كارثة» إنسانية.
ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم في دارفور.
وقالت الدول الغربية في بيان مشترك «إن العرقلة الممنهجة من كلا المعسكرين للجهود الإنسانية المحلية والدولية هي أساس هذه المجاعة».
وأضافت الدول في البيان، الذي وقّعه أيضاً المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات: «رغم حال الطوارئ الملحّة، تُواصل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع عرقلة المساعدات الإنسانية».
وأشار البيان إلى أن «ثمة حاجة ماسّة إلى تكثيف فوري ومنسّق للمساعدات، فضلاً عن الوصول الكامل والآمن وبلا عوائق للمساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين»، مذكّراً بأن على كلا الطرفين «واجب احترام التزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي».
وتُطالب الدول الغربية تحديداً برفع القيود المفروضة على عبور الحدود مع تشاد عند مدينة أدري، وبفتح «كلّ الطُرق الممكنة عبر الحدود»، بما يتماشى مع الالتزامات التي تعهّد بها الجانبان. وقد فشلت جولات عدّة من المفاوضات في وضع حد للمعارك في السودان.
البيان: لبنان بين فكي المساعي الدبلوماسية والتصعيد العسكري
تشهد لبنان تسابقاً بين المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى وقف قريب لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، والتصعيد العسكري ، حيث استهدفت مسيّرة أطلقت من لبنان مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في قيساريا، ما زاد من خطاب التصعيد. في وقت عبّر الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين، بوضوح، عن المطلوب أمريكياً لوقف اعتداءات إسرائيل على لبنان: «تعديل القرار 1701، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وأورد مكتب نتانياهو في بيان أن «مسيّرة أطلقت نحو مسكن رئيس الوزراء في قيساريا»، مضيفاً أن «رئيس الوزراء وزوجته لم يكونا هناك ولم يوقع الحادث أي ضحايا»، من غير أن يتضح ما إذا كان مسكن نتانياهو هو «المنشأة» التي ذكرها الجيش.
ونجحت المسيّرة في الوصول إلى «قيساريا» بعد أن أسقط الجيش مسيرتين أطلقتا كذلك من لبنان. وأظهرت لقطات فيديو المسيرة في سماء المنطقة ترافقها طائرة حربية إسرائيلية، قبل أن يتضح لاحقاً أنها اختفت عن أجهزة الرادار، ونجحت في الوصول إلى هدفها. وفتح الجيش تحقيقاً في الحادثة وتوعد بالتصعيد ردا على هذا الهجوم .
واقع الميدان
ثمّة كلاماً عن أن مجريات هذه الحرب التي أطبقت على لبنان تتجه نحو مزيد من فصول تصعيديّة، ارتسمت معالمها بوضوح، أولاً من خلال إقدام إسرائيل على مزيد من المجازر بين المناطق المأهولة، وثانياً من خلال المواقف القديمة - المتجدّدة التي أعلنها «حزب الله»، ولا يزال، معيداً عبرها ربط لبنان بغزّة، ومنذراً بتعميم الحرب وتعميقها.
وعلى وقع ازدياد منسوب وحشيّة المجازر التي ترتكبها إسرائيل في المناطق اللبنانية، شهدت مدينة جونية، أمس، ضربة إسرائيلية سابقة من نوعها في عمق قضاء كسروان، إذ استهدفت رجلاً وزوجته بدقّة، فيما تردّد أن المستهدف هو قيادي عسكري في مخابرات «حزب الله»، وأن الجيش الإسرائيلي استخدم صاروخ «النينجا» في البداية، وبعدها حاول الشخص المستهدف الفرار فتمّت ملاحقته بالمسيّرة وأطلقت صاروخاً متفجراً أودى بحياته وحياة زوجته.
ضغوط
واللافت أن لبنان مقبل على التصعيد طالما أن الظروف لم تنضح بما فيه الكفاية للذهاب إلى تسوية، إلا أن مصادر سياسية متابعة لـ«البيان»، أشارت إلى أن الضغوط الأمريكية على لبنان «ستشتد»، لافتةً إلى أن الرسالة الأمريكية تعكس ما مفاده أن الفرصة متاحة حالياً لإجراء الانتخابات الرئاسية، تحت ضغط اعتداءات إسرائيل وتراجع نفوذ «حزب الله».
وعشيّة انعقاد مؤتمر باريس لدعم لبنان في 24 من الشهر الجاري، ووصول هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع المقبل، رأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه «ربما يتعين إعادة النظر في بعثة اليونيفيل في لبنان»، لافتاً في الوقت عينه إلى أن وقف إطلاق النار هو «الأولوية».
ولم تثمر غزارة التحركات والاتصالات الجارية في مختلف الاتجاهات عن أي تقدم ملموس في اتجاه وقف إطلاق النار ونسج تسوية تنهي الهجوم الإسرائيلي المتواصل فصولاً على لبنان، بينما كل ما يرشح في هذا الإطار، وبحسب تأكيد أوساط مطلعة لـ«البيان»، ما زال يصب في خط التشاؤم، مع ما يعنيه الأمر من أن أي تفاؤل بالانفراج هو سابق لأوانه.
ذلك أن كل المعلومات تتقاطع على تأكيد أن وقف إطلاق النار لن يحصل الآن. وعليه، فإن ثمة خشية من أن ترفع إسرائيل وتيرة الحرب بشكل جنوني، كما يهدد مسؤولوها، وذلك من قبيل التحاور مع لبنان بالنار ومحاولة فرض الخيارات بالقوة.
مخاوف
وفي موازاة انسداد الأفق الدبلوماسي، تتبدى صورة داخلية مربكة بالكامل، حيث النزوح الكثيف يضغط بثقل على كل مفاصل الدولة والمؤسسات الاجتماعية، والصعوبة الكبرى في توفير المتطلبات الإغاثية لما يزيد على مليون ونصف مليون نازح منتشرين في كل الأرجاء اللبنانية، مع ما يعنيه الأمر، وفق تأكيد مصادر متابعة لـ«البيان»، من ازدياد التعقيدات وتعمق المخاوف من المجهول الأخطر.
أما المعطيات اليومية، فتشير إلى أن إسرائيل لم تعد في وارد تطبيق وقف لإطلاق النار قبل استكمال تنفيذ مخططها في لبنان، وبالتالي هي ماضية في تنفيذ سياسة الأرض المحروقة التي طبقتها في النبطية، إذْ حلت بلديتها بالدم وارتكبت جريمة حرب جديدة من دون أن تنتظر تأنيب العالم.
أما «قانا الجليل»، فنامت على أشلائها، واستفاقت على حزن جديد، وهي التي تعرف عدوها بشهادة مجزرتيْن اثنتين على مر التاريخ الحديث. علماً أن ميدان الكلام لا يتسع لتعداد المجازر، من الجنوب إلى قرى البقاع، حيث يعلو الركام أكثر فوق أطلال البلاد، بفعل الحرب التدميرية.
ليبيا توحد جهودها لاسترجاع أموالها المنهوبة
أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا أن ممثلين عن وزارتي الخارجية والمالية ومصرف ليبيا المركزي والمصرف الليبي الخارجي، بحثوا آلية موحدة لتحصيل بقية القروض والأموال الليبية في الخارج، وإيجاد حلول تحقق المصلحة المشتركة وتحافظ على العلاقات الإيجابية مع الدول المعنية.
وأعلنت وزارة الخارجية أن هذه المباحثات تأتي بعد كشف تقرير هيئة الرقابة الإدارية، تجاوز القروض والودائع الليبية في الخارج وفوائدها، حاجز الـ6 مليارات دولار، وتابعت أن الاجتماع ضمّ كلاً من أشرف محمد التائب، مدير إدارة التعاون الدولي، مع مصطفى علي كشادة، مدير إدارة المؤسسات المالية والتعاون الفني بوزارة المالية، ومدير ونائب مدير إدارة التمويل الدولي بالمصرف الليبي الخارجي، ورئيس قسم المساهمات والقروض بمصرف ليبيا المركزي، وعدد من المختصين الذين ناقشوا جهود الجهات المقرضة لتحصيل القروض المستحقة للدولة الليبية، والتي أسفرت عن تحصيل جزء منها.
وبحسب المراقبين ، فإن الأموال الليبية المشتتة بين عشرات الدول كودائع وقروض، ليست هي ذاتها الأموال المجمدة في المصارف الأجنبية والتي كانت تبلغ قرابة 200 مليار دولار قبل اندلاع الحرب الأهلية في العام 2011، لكنها تناقصت على مدار العقد الماضي إلى 67 مليار دولار، وفق ما كان صرح به رئيس حكومة الوفاق الوطني السابقة فائز السراج.
وتسعى وزارة الخارجية، ممثلة في إدارة التعاون الدولي، إلى تنظيم العلاقات المالية والدبلوماسية بين ليبيا والدول المقترضة، بهدف تنسيق الجهود لضمان تنفيذ ومتابعة الاتفاقيات المالية بفعالية، وتحقيق أقصى استفادة منها، كما تم بحث آلية موحدة لتحصيل بقية القروض والأموال الليبية في الخارج، وإيجاد حلول تحقق المصلحة المشتركة وتحافظ على العلاقات الإيجابية مع الدول المعنية، وفق بيان خارجية حكومة عبدالحميد الدبيبة.
دعوة
جاء ذلك بعد أيام من دعوة ليبيا الدول التي هربت إليها مبالغ مهمة من أموالها إلى التعاون في الكشف عن تلك الأموال وتسهيل استعادتها لاستخدامها في تطوير القطاعات الخدمية.
وطالبت الوزيرة المفوضة ببعثة ليبيا الدائمة لدى الأمم المتحدة انتصار الطمزيني خلال المناقشة العامة السنوية للجنة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بضرورة إدخال إصلاحات جوهرية على النظام المالي الدولي وتغيير آليات الحوكمة الاقتصادية العالمية والتعاون لتسهيل استعادة الأموال المهرّبة، كما شددت على أهمية إنشاء آلية أكثر فعالية لحل أزمة الديون وتوفير التمويل الطويل الأجل لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل اتساع فجوة التمويل.
وكشف الوزير المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية الطاهر الباعور أن ليبيا تطالب بمعلومات عن إدارة الأموال المجمدة، مشيراً إلى قبول فكرة رقابة دولية ليبية مشتركة لتلك الأصول.
وتحدث الوزير عن أسباب صعوبة قرار مثل رفع التجميد، من أبرزها حاجة البلاد أولاً إلى «سلطة موحدة وإدارة موحدة وأن تكون عملية الصرف ذات معايير دولية وشفافة، كما تحتاج للتقيد بالكثير من الشروط لرفع التجميد عن الأموال».
أموال مشتتة
وقال الباعور إن حكومته أبلغت لجنة رفع العقوبات ومجلس الأمن ولجان التقصي وغيرها «بأن ليبيا لا تطالب برفع التجميد، وإنما بإدارة أموالنا تحت التجميد»، لأن هذه الأموال كبيرة جداً وموزعة في الكثير من البنوك العالمية، ونتيجة هذا التجميد حجبت معلومات عنها، موضحاً: «نحن نطالب في هذا الاتجاه بأن نكون على علم بإدارة الأموال تحت التجميد باعتبارها حقًا للدولة الليبية»، مردفاً «أن المؤسسة الليبية للاستثمار قدمت الكثير من المقترحات لإدارة هذه الأموال، وحسب المعلومات المتوفرة هناك قبول لهذه الفكرة، بحيث تكون رقابة مشتركة لإدارة الأموال، وفي قادم الأيام سيكون جديد في هذا الملف».
وبحسب رئيس هيئة الرقابة الإدارية، عبدالله قادربوه، فإن ليبيا تواجه العديد من المشاكل بشأن الأموال المجمدة والمهربة والاستثمارات الضائعة، داعياً إلى ضرورة تكاثف الجهود من أجل استعادتها، لافتاً إلى أن الهيئة تولي اهتماماً كبيراً بمخرجات نتائج هذه الدورة، وخاصة في مجال التعاون الدولي لمكافحة الفساد.
العين الإخبارية: حماس بين تياري مشعل والحية.. توافقات يفرضها الزمن الصعب
تبحث حركة حماس بعد مقتل زعيمها يحيى السنوار عن قيادة جديدة بين قطبين برؤى متباينة، لكن صعوبة اللحظة قد تدفعهما إلى البحث عن مسار التوافق.
واستنفر مرشد إيران علي خامنئي، ورئيسها مسعود بزشكيان، لتأكيد مواصلة طهران دعم حركة حماس، في أعقاب مقتل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.
ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا"، اليوم السبت، رسالتي نعي من خامنئي وبزشكيان للسنوار، الذي قُتل في مطاردة بالمصادفة نفذتها قوات إسرائيلية في حي تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء الماضي، وهو النبأ الذي أُعلن الخميس ليخلط الأوراق داخل حماس، وربما يضع الحرب في المنطقة أمام مرحلة جديدة.
وحرص خامنئي خصوصا، في رسالته، على تأكيد مواصلة دعم إيران لحماس، فيما بدا أنه محاولة لدفع وتمكين التيار الموالي لإيران داخل الحركة.
وقال الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، في حديث لـ"العين الإخبارية" "على الرغم من أن حماس تسعى دائما لتصوير نفسها على أنها حركة ربانية وترفض الحديث عن صراعات أو خلافات داخلها، لكن في الحقيقة هي حركة سياسية تشهد خلافات وصراعات كأي تكوين سياسي".
وأوضح غطاس أن هناك جناحين داخل الحركة الآن، الأول موال لجماعة "الإخوان"، ويُفضل الوقوف على مسافة من طهران، وهو جناح يقوده خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في الخارج، ويضم نائب رئيس الحركة موسى أبومرزوق، والثاني تيار قريب من إيران ويرى مصلحة الحركة في الاصطفاف معها والانخراط في المحور الذي تقوده، وهذا التيار يقوده بالأساس القياديان في الحركة خليل الحية ومحمود الزهار، لكن الأخير اختفى وليس معروفا مصيره ولا مكانه.
ولاحظ غطاس أنه خلافا لرئيس المكتب السياسي السابق إسماعيل هنية، الذي نعاه الحية ومشعل، فإن السنوار نعاه الحية فقط، ولم يُعلق على رحيله لا مشعل ولا أبومرزوق.
وأوضح أن التيارين سيظلان متعايشين، أحدهما يتقدم ويطغى على الآخر في ظرف معين، ثم يتراجع لحساب الطرف الآخر، لافتا إلى أن الحركة لديها مصالح اقتصادية وامتدادات وأعضاء كثر، لذا سيظل التياران تجمعهما المصالح المشتركة.
وخليل الحية كان نائبا للسنوار في قيادة قطاع غزة، ومقربا منه، وهو وضع شروطا لعودة الأسرى الإسرائيليين في خطابه لنعي السنوار، ليبدو كأنه يضع الخطوط العريضة في هذا الملف.
أما مشعل، الذي احتفظ لسنوات بمنصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فتوارى لسنوات قبل أن يعود إلى الواجهة مجددا في الشهور الأخيرة.
وأشار غطاس إلى أن ظهور مشعل تزامن مع خسائر محور إيران في الحرب الحالية، لافتا إلى أنه بعد اغتيال (إسماعيل) هنية (رئيس المكتب السياسي للحركة) كان هذا المحور قويا، ولحسن نصر الله (زعيم) حزب الله تأثير بارز في هذه المعادلة، وبعدما حل بالحزب اللبناني ومواصلة الضربات لهذا التحالف، بات تيار إيران داخل حماس ضعيفا إلى حد كبير، فعاد مشعل لتصدر المشهد، في انعكاس لصعود "تيار الإخوان" داخلها، خصوصا أنه سعى في خطابه الأخير إلى التطرف في مواقفه.
وأوضح غطاس أن ضعف "محور المقاومة" سيصب في صالح "تيار الإخوان داخل حماس"، واختيار رئيس المكتب السياسي في المرحلة المقبلة سيُظهر إلى حد كبير أيهما حسم تلك المنافسة.
وبخصوص المجلس العسكري لكتائب القسام قال غطاس عن المجلس الذي كان يضم 14 شخصا، لم يعد أحد حيا منهم على الأرجح، إلا محمد السنوار قائد خان يونس، وعز الدين حداد قائد الشمال، والقيادة في الغالب في يد السنوار.
وأوضح أن المكتب السياسي للحركة داخل غزة كان يضم 18 عضوا أغلبهم قُتل وآخرون فروا، والوضع الآن لا يسمح بإعادة تشكيله بسبب صعوبة استطلاع آراء مجلس الشورى، ومن ثم يتعذر الآن إعادة بناء هذا الهيكل، ومن الأرجح أن تتولى القيادات في الخارج تيسير الأمر عبر التوافق بلا انتخابات، لاختيار قائم بأعمال رئيس المكتب السياسي، إلى حين ما تسمح الظروف بإجراء الانتخابات.
مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تتجه لإخفاء هوية خليفة السنوار...
تتجه حركة «حماس» إلى إخفاء هوية رئيس مكتبها السياسي الجديد بعد اغتيال إسرائيل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار في قطاع غزة، بعد أقل من 3 شهور على اغتيال الرئيس السابق إسماعيل هنية في طهران.
وقالت مصادر في «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة نقاشات داخل الحركة حول هذه المسألة. وأضافت: «تتجه قيادة الحركة لاتخاذ قرار استثنائي بشأن هوية رئيس مكتبها السياسي الجديد، وإبقاء الاسم طي الكتمان على الأرجح، بسبب التحديات الأمنية التي تفرض نفسها على الحركة».
وكشفت المصادر أن هناك شبه إجماع داخل قيادة الحركة، في الخارج والداخل، حول هذا الشأن.
وأكدت أن هذه الخطوة هدفها إعطاء المسؤول الجديد مساحة أكبر للعمل وتجنيبه الملاحقة الإسرائيلية، وجعل الأمر أصعب على إسرائيل التي تعمل على اغتيال معظم قادة الحركة.
وأضافت أن هذه الخطوة «تسمح أيضاً بتسيير العمل بسلاسة أكبر، ومن شأنها أن تحافظ على النظام العام داخل الحركة وتماسكها، وأن تحافظ على التسلسل الهرمي».
ومن بين أشياء أخرى تريد «حماس» وضع إسرائيل في حيرة بشأن من سيتخذ القرارات إذا ما تم استئناف المفاوضات حول وقف النار وتبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة.
وتناقش قيادة «حماس»، منذ الجمعة الماضي، بعد إعلان نعي السنوار الرسمي، من سيكون بديله المحتمل، وهل سيتم إعلان هويته أم لا.
واختيار السنوار قبل حوالي 3 أشهر لقيادة «حماس» جاء أصلاً لاعتبارات عدة، أولها البعث برسالة تحدٍ لإسرائيل ورغبته الشخصية في ذلك، وتأكيد «حماس» على الاستمرار في خيار «طوفان الأقصى»، لكن أيضاً الخروج من أزمة الضغوط الهائلة على قيادة الخارج، سواء بالملاحقة الإسرائيلية، أو الضغوط السياسية التي يمارسها الوسطاء، أو الضغوط على الدول المستضيفة لطرد قيادة الحركة.
مرشحون محتملون...
درويش «رجل الظل»
ويوجد عدة مرشحين محتملين لخلافة السنوار الذي لم ينافسه أحد على منصب رئيس المكتب السياسي بعد اغتيال هنية في طهران في 31 يوليو (تموز) الماضي.
وتتجه الأنظار إلى محمد درويش (أبو عمر حسن)، وهو رئيس مجلس شورى «حماس»، ويعدُّ شخصية غير معروفة، حتى برز إثر اغتيال هنية. وهناك من يعتقد أن حظوظه كبيرة للغاية، وقد ظهر في لقاءات رسمية عدة مؤخراً متقدماً قيادات تاريخية في الحركة.
وقال مصدر في «حماس» إن درويش الذي كان يعدُّ رجل الظل بدأ يظهر مسؤولاً أول في الحركة ويستقبل الزوار مؤخراً.
وعاش درويش حياته في الخارج، وكان أقرب إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، التي انبثقت عنها في الأساس حركة «حماس»، قبل أن تدخِل تغييرات على ميثاقها الداخلي وتفك الارتباط لاحقاً بجماعة «الإخوان».
خليل الحية.. نائب السنوار
إضافة إلى درويش، يبرز اسم خليل الحية، الذي يُعتقد أنه نائب السنوار، وتحوّل إلى عنوان للحركة في ظل اختفاء السنوار في القطاع وبعد اغتياله.
والحية مسؤول سياسي قديم في قطاع غزة، وأصبح لاحقاً نائب السنوار في قيادة القطاع ومقرباً منه، ثم مسؤول «حماس» في غزة، وهو من يقود الآن فريق المفاوضات لوقف الحرب وإتمام صفقة تبادل، وقد ظهر باسم الحركة في أكثر من مناسبة مهمة، بما فيها خطابه في ذكرى هجوم السابع من أكتوبر، وخطابه الأخير الذي نعى فيه السنوار قائلاً إنه «قائد معركة طوفان الأقصى»، مؤكداً «أن الحركة ماضية على عهد القادة المؤسسين والشهداء حتى تحقيق تطلّعات شعبنا في التحرير الشامل والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس».
وأعلن الحية أيضاً أن «أسرى الاحتلال لدى المقاومة لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة والانسحاب منها وخروج أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال».
ويعد الحية أحد صقور «حماس» سياسياً، وكان يتفق مع السنوار على أهمية التحالف مع إيران.
خالد مشعل... أقرب إلى «الإخوان» من إيران
إلى جانب الحية ودرويش، يوجد خالد مشعل وموسى أبو مرزوق ومحمد نزال أسماء مطروحة لقيادة الحركة.
احتفظ مشعل بمنصبه رئيساً للمكتب السياسي لـ«حماس» حوالي 21 عاماً، وهو يشغل الآن منصب رئيس «حماس» في إقليم الخارج. ويُعتقد أنه اعتذر، بعد اغتيال هنية، عن تولي المنصب لظروف صحية وأخرى تتعلق بطبيعة الوضع الحالي، ولا يُعرف موقفه الحالي من تولي قيادة الحركة خلفاً للسنوار.
ومشعل معروف سياسياً على نطاق واسع، وهو أقرب إلى تيار «الإخوان» من إيران.
محمد نزال... صقور «حماس»
ولا يمكن إغفال قوة محمد نزال التي ظهرت في الانتخابات الأخيرة.
ونزال من الضفة الغربية لكنه ولد ونشأ في العاصمة الأردنية عمّان ثم درس في الكويت، ثم التحق بـ«حماس» مع بداية تأسيسها قبل أن ينتخب عضواً في المكتب السياسي عام 1996 وحتى الآن. يُعدُّ نزال أحد صقور «حماس».
أبو مرزوق... الرئيس الأول للمكتب السياسي
وبين الأسماء المطروحة أيضاً موسى أبو مرزوق، وهو أحد مؤسسي حركة «حماس» عام 1987 وكان الرئيس الأول لمكتبها السياسي. وهو حالياً نائب رئيس الحركة في الخارج. وهو من مواليد عام 1951 في مخيم للاجئين بمدينة رفح (عائلته تهجرت من قرية بقضاء الرملة).
ويتوقع في كل الأحوال أن يتم اختيار قائد «حماس» من بين هؤلاء، وليس أي أحد داخل قطاع غزة، بعد السنوار، وفي ظل انقطاع في الاتصالات مع بعض قادة المكتب السياسي في غزة.
ويوجد نظام داخلي في «حماس» لاختيار خليفة في أي منصب شاغر.
تكتيك إخفاء اسم قائد «حماس»
وتكتيك إخفاء اسم قائد «حماس» لجأت إليه الحركة في عام 2004، بعد اغتيال إسرائيل مؤسسها أحمد ياسين في 22 مارس (آذار)، ثم خليفته عبد العزيز الرنتيسي بعد أقل من شهر في 17 أبريل (نيسان) من العام نفسه.
ولم تعلن «حماس» بعدها لفترة طويلة اسم قائد الحركة في فلسطين لتجنيبه الملاحقة الإسرائيلية.
وكان السنوار اغتيل في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في ضربة قاسية للحركة جاءت بعد حوالي 3 شهور على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق إسماعيل هنية في طهران.
وأجبر اغتيال السنوار الحركة على بدء مشاورات واسعة يفترض أن تطال لاحقاً سياستها في المستقبل فيما يتعلق بالمواجهة الحالية والمفاوضات حول وقف النار.
وأعاد رحيل السنوار القرار في «حماس» للخارج بعدما كان قطاع غزة مركز ثقله.
وأغلب الظن أن تخضع القرارات في المستقبل إلى نقاش جماعي أوسع مع غياب قادة تاريخيين مؤثرين.
ولا يدور الحديث عن قيادة جماعية على غرار «حزب الله» اللبناني، لكن اللجوء إلى ترسيخ أوسع للتشاور الجماعي.
ومنذ تأسيس «حماس» عام 1987 تولى 4 أشخاص رئاسة المكتب السياسي، وهم موسى أبو مرزوق الذي تولى أول منصب رئيس للمكتب السياسي من 1992 إلى 1996، وخالد مشعل الذي تولى رئاسة المكتب السياسي من 1996 إلى 2017، وإسماعيل هنية خلفاً لمشعل منذ عام 2017 حتى اغتياله هذا العام، ثم يحيى السنوار، على أن يتم اختيار رئيس خامس خلال أيام، على الأرجح.
فصائل عراقية تعلن قصف 4 أهداف في إسرائيل والجولان بالمسيّرات
شنّت «المقاومة الإسلامية في العراق»، السبت، سلسلة هجمات بالطيران المسيّر طالت أهدافاً في مناطق متفرقة من إسرائيل والجولان.
وذكرت بيانات متفرقة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»، نقلتها «وكالة الأنباء الألمانية»، أن هذه الفصائل العراقية «قصفت اليوم بالطيران المسيّر أربعة أهداف في الجولان المحتل وأم الرشراش - إيلات المحتلة».
وأكدت الفصائل العراقية أنها «مستمرة في عمليات دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة»، رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
الجيش يتقدم شرق ولاية الجزيرة وفي الخرطوم
دارت معارك طاحنة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» بالقرب من مدينة الفاو في ولاية القضارف، شنت خلالها قوات الجيش هجوماً من 4 محاور، حققت خلاله تقدماً لافتاً، اضطرت «قوات الدعم السريع» للتراجع، قبل أن ينسحب الجيش ويعود إلى مناطقه السابقة، حسب تقارير لمواقع على شبكة الإنترنت قريبة من الجيش السوداني، لكن قادة في «الدعم السريع» قللوا من تلك الأنباء، وعدوها «مجرد تضليل إعلامي».
وفي الخرطوم، واصلت قوات سلاح المدرعات التابعة للجيش التقدم في بعض المناطق، لكنها مُنيت بهزيمة في ولاية سنار؛ حيث نصبت لها «قوات الدعم السريع» كميناً محكماً، وألحقت بها خسائر فادحة. كما دارت معارك كبيرة في الفاشر بعد توقف لأسابيع.
وقال شهود عيان إن قوات الجيش، المتمركزة بمنطقة الفاو في ولاية القضارف، شنت هجوماً كبيراً من 4 محاور، مستهدفة طرد «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على ولاية الجزيرة والفاو وجسر دوبا والخياري وميجر خمسة، وأفلحت في إجبار القوات المدافعة على التراجع، وسيطرت على عدة بلدات، منها حفيرة والنفيدية والبويضاء، وغيرها، واقتربت كثيراً من بلدة شبارقة الاستراتيجية.
ولم يتسنَّ الحصول على معلومات من «قوات الدعم السريع» التي اعتادت بث مقاطع فيديو للعمليات العسكرية، إثر إصدار قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) تعليمات مشددة إلى قواته بمنع التصوير وبث مقاطع فيديو للعمليات العسكرية التي درجوا على ترويجها في منصاتهم.
«إكس» توقف حسابات لـ«الدعم»
وأوقفت منصة «إكس» (تويتر سابقاً) حسابات «قوات الدعم السريع» الرسمية، بما فيها حساب قائد القوة، وهي الحسابات الرئيسية التي تعتمد عليها هذه القوات في نشر أخبارها، دون إبداء الأسباب، واكتفت بالقول إنها «تنتهك القوانين»، وذلك بعد عدة أشهر من حذف منصة «فيسبوك» حسابات «الدعم السريع» للأسباب نفسها.
وفي السياق نفسه، شهدت مدينة الفاشر، في ولاية شمال دارفور، معارك عنيفة بين الجيش والقوات المشتركة الحليفة له من جهة، و«قوات الدعم السريع» في جنوب وشرق المدينة من جهة ثانية، من دون حدوث اختراق لافت من قبل الطرفين، فيما استمر تبادل القصف المدفعي بين القوتين المتقاتلتين.
وفي الخرطوم، يتداول نشطاء موالون للجيش أنباء عن تقدم لقوات سلاح المدرعات على حساب «قوات الدعم السريع» في جنوب الخرطوم، وعن أنها استولت على مناطق جديدة في ضاحية اللاماب، واستولت على كمية كبيرة من عتاد «قوات الدعم السريع» التي انسحبت شمالاً.
وفي جنوب ولاية سنار، وقرب الحدود مع ولاية النيل الأزرق بالقرب من بلدة قربين، أوقعت «قوات الدعم السريع» قوات مكونة من الجيش وقوات «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة مالك عقار و«المستنفرين»، كانت قادمة من الفرقة الرابعة مشاة في الدمازين، في كمين محكم، قتلت خلاله عدداً كبيراً من جنود القوة المهاجمة التي اضطرت للتراجع جنوباً.
ونقل الناشط محمد خليفة، الشهير بلقب «خال الغلابة»، عبر صفحته على «فيسبوك»، أن الجيش والقوات المشتركة التي هاجمت «قوات الدعم السريع» في محور الفاو انسحبت من المناطق التي سيطرت عليها، الجمعة، إلى منطقة الخياري، فيما استمر القصف المدفعي المتبادل بين قوات الطرفين.
«الدعم السريع»: ألحقنا هزيمة كبيرة بالجيش
وتداولت منصات تابعة لمؤيدين لـ«قوات الدعم السريع» أن «قوات الدعم» ألحقت هزائم كبيرة بالجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه.
وفي مقابلة تلفزيونية مع «الشرق»، قال مستشار «قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، إن قواته لا تزال بكامل قوتها، وإنها ألحقت هزائم كبيرة بما أطلق عليها «العصابات» في منطقة جبل أوم في ولاية غرب دارفور، واضطرتها لعبور الحدود إلى تشاد وتسليم أسلحتها للقوات التشادية.
وقال طبيق إن قواته أفشلت أيضاً «مغامرة» قامت بها قوات الجيش بعد زيارة نائب القائد العام الفريق شمس الدين الكباشي لولاية القضارف، وألحقت بها خسائر فادحة في الأفراد والعتاد في منطقة الفاو. وأضاف ساخراً: «إننا نسمع بانتصارات الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي، لإرضاء حلفائه من الإسلاميين، ودعاة استمرار الحرب»، متوعداً بتحقيق انتصارات قريبة على الجيش في المحاور كافة.
«مجرد تضليل وخداع»
وقال شاهد من «قوات الدعم السريع» في الخرطوم، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما يردده الموالون للجيش من انتصارات «مجرد تضليل وخداع»، وإن «قوات الدعم» في محاور القتال كافة على أهبة الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات. وتابع: «القوات التي دخلت منطقة المقرن أُلحقت بها خسائر كبيرة، وما تزال جثثهم على الطرقات، وإن تحرك قوات المدرعات بمنطقة الشجرة مجرد مزاعم، وإنهم ما زالوا محاصرين، وما يتناقلونه مجرد (فرفرة مذبوح)». وعادة، لا يمكن التحقق من صحة أخبار المعارك؛ لأن كلا الطرفين يزعم انتصارات على الآخر. لكن المؤكد أن قوات الجيش والقوات الموالية له و«المستنفرين» وأنصارهم الإسلاميين، لجأوا إلى تكتيكات هجومية، بعد أن ظلت في حالة دفاع طوال عام ونصف العام، واستطاعت عبور 3 جسور في الخرطوم، واستردت منطقة جبل موية الاستراتيجية بولاية سنار.
تأكيد فرنسي وأممي على ضرورة حلحلة الأزمة الليبية
قال سفير فرنسا لدى ليبيا، مصطفى مهراج، إن الاجتماع الذي عُقد برئاسته المشتركة مع بعثة الأمم المتحدة للمجموعة الأمنية المنبثقة عن مؤتمر برلين، إلى جانب القائمة بأعمال البعثة الأممية، ستيفاني خوري، أكد أهمية إطلاق المسار السياسي لتمكين المسار الأمني من إنجاز أهدافه، وحلحلة الأزمة السياسية، كما أكد على دعم مجموعة «5+5» في كل مهامها، وأهمية توحيد كل المؤسسات، بما فيها المؤسسة العسكرية من أجل استقرار ووحدة وأمن ليبيا.
وأوضح مهراج أن الاجتماع، الذي عُقد، مساء الجمعة، بالمقر الجديد لمجموعة «5+5» بمدينة بنغازي (شرق)، بعد 4 سنوات من اتفاقية وقف إطلاق النار، شهد «تبادلات مثمرة حول التحديات الأمنية والعسكرية».
وبدوره، قال السفير الروسي، أيدار أغانين، إنه ناقش، السبت، مع الممثلة الخاصة لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي لدى ليبيا، وحيدة العياري، تسيير ملف المصالحة الليبية الوطنية، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي في التنسيق والتعامل مع الأطراف الليبية المعنية.
إضافةً إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» المؤقتة، إنها تابعت، السبت، بطرابلس، خلال اجتماع مشترك بحضور مسؤولي المصرفين المركزي والخارجي، ملف القروض الليبية الممنوحة لبعض الدول، وجهود الجهات المقرضة لتحصيل القروض المستحقة للدولة الليبية، التي أسفرت عن تحصيل جزء منها، موضحةً أنه تم أيضاً بحث آلية موحدة لتحصيل بقية القروض والأموال الليبية في الخارج، وإيجاد حلول تحقق المصلحة المشتركة، وتحافظ على العلاقات الإيجابية مع الدول المعنية.
ومن جانبه، قال وزير الحكم المحلي بحكومة «الوحدة»، بدر الدين التومي، إنه بحث، مساء الجمعة، مع وزير الإدارة العامة الإيطالية، باولو زانغريلو، على هامش «منتدى كومولاك 2024» الآفاق المشتركة في التحول الرقمي، وتفعيل الإدارة المحلية، لافتاً إلى تأكيد الجانبين على ضرورة التنسيق والتواصل المستمر، والعمل على وضع خطة مشتركة تكفل تنفيذ المشاريع المتفق عليها، مبرزاً أن التعاون القطاعي يسهم بشكل كبير وإيجابي في توطيد أواصر العلاقات.
ومن جهتها، حذرت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» المواطنين من توقُّعات المركز الوطني للأرصاد الجوية، بخصوص سقوط أمطار متفرقة على المناطق الساحلية الممتدة من رأس إجدير إلى مصراتة، مشيرة إلى أن هذه الأمطار قد تؤدي إلى جريان بعض الأودية، وتجمع المياه في المناطق المنخفضة. وأكدت الوزارة أنها أصدرت تعليمات إلى كل مديريات الأمن والأجهزة الأمنية لاتخاذ كل التدابير والإجراءات الأمنية، ورفع درجة الاستعداد لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وطالبت الجميع بأخذ الحيطة والحذر، واتباع إرشادات السلامة العامة.
في المقابل، وفي أول رد فعل على قرار وزير الداخلية بحكومة «الاستقرار»، عصام أبو زريبة، بدمج 37 مديرية أمن في المنطقتين الشرقية والجنوبية، وتقليصها إلى 16 مديرية، احتج أهالي بلدية ساحل الجبل الأخضر في بيان لهم، السبت، على القرار، وطالبوا بالتراجع عنه.
من جهة أخرى، أعلن مستشفى «الخُمس التعليمي»، أن قسم الطوارئ استقبل، مساء الجمعة، 7 مصريين، إثر انفجار محرك مركب صيد (جرافة)، مشيراً إلى وقوع 3 وفيات و4 إصابات خطيرة، وتم تحويل حالتين منهم إلى مستشفى شارع الزاوية بطرابلس، بينما توجد حالتان تحت المتابعة داخل المستشفى.
وأكد عميد بلدية الخُمس، علي الذيب، أن المتوفين الثلاثة نتيجة انفجار محرك الجرافة يحملون الجنسية المصرية، مشيراً إلى إجراء تحقيقات من قِبل القوات البحرية، سيُكشف عن نتائجها فور اكتمالها. ورصدت وسائل إعلام محلية تصاعُد أعمدة دخان من ميناء مدينة الخُمس؛ إثر الحريق الذي نشب في الجرافة داخل الميناء.
القوات السورية تقصف محيط نقطة تركية... وقتلى بالمواجهات مع «تحرير الشام»
تصاعد التوتر بشدة في مناطق خفض التصعيد بشمال غربي سوريا، المعروفة بـ«منطقة بوتين - إردوغان»، في ظل استعدادات «هيئة تحرير الشام»، وفصائل معارضة مسلحة أخرى للهجوم على القوات السورية في حلب ومحاور أخرى.
واستهدفت القوات السورية بالمدفعية الثقيلة محيط النقطة العسكرية التركية في قرية معارة النعسان بريف إدلب الشرقي، الواقعة على محاور التماسّ مع القوات السورية والميليشيات الموالية لها.
وقُتل عنصر من «هيئة تحرير الشام» إثر قصف مدفعي نفّذَته القوات السورية على نقاط في محور جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، إلى جانب قصف محور فليفل وكنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ومحيط قرية السرمانية بريف حماة الغربي، ومحيط معارة النعسان بريف إدلب، وقرية كفرتعال بريف حلب الغربي.
كما قُتل ضابط سوري برتبة مقدم، في استهداف «هيئة تحرير الشام» بالمدفعية الثقيلة تجمّعات للقوات السورية في ريف اللاذقية الشمالي.
وقصفت القوات السورية، السبت، بقذائف المدفعية الثقيلة، محيطَ تفتناز في شرق إدلب، التي توجد بها أيضاً نقاط عسكرية تركية، جرى تعزيزها في الفترة الأخيرة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مناطق عدة في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا، ليل الجمعة - السبت، شهدت قصفاً متبادلاً بين «هيئة تحرير الشام» والقوات السورية.
وقصفت القوات السورية بالمدفعية الثقيلة محور فليفل ومحيط كنصفرة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ومحيط قرية السرمانية بريف حماة الغربي، ومحيط معارة النعسان بريف إدلب، وقرية كفرتعال بريف حلب الغربي.
ومع تصاعد الاشتباكات، دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة، حيث استهدفت القوات السورية بنحو 30 قذيفة مدفعية وصاروخية قرى وبلدات تقاد وكفرعمة والأبزمو وكفرنوران ومكلبيس وكفرتعال وأطراف الأتارب غرب حلب.
وطال القصف السوري أيضاً قرى في ريف إدلب الجنوبي، منها الفطيرة وسفوهن وكفرعويد وكنصفرة ومعربليت ومجدليا وسان بجبل الزاوية.
وقصفت «هيئة تحرير الشام» مواقع القوات السورية في مدينة سراقب شرق إدلب، مؤكدة مقتل 4 جنود سوريين، وإصابة 7 آخرين.
وهاجمت 4 طائرات مسيّرة تابعة للقوات السورية مواقع قرب مدينة دارة عزة، ومحاور الفوج 111 بريف حلب الغربي، ضمن «منطقة بوتين - إردوغان».
وأرسل الجيش التركي رتلاً عسكرياً هو الثالث إلى المنطقة خلال أسبوع، تألّف من 28 آلية عسكرية، بينها مدرعات إلى النقطة التركية شرق مدينة الأتارب بريف حلب الغربي.
وفي الوقت ذاته تتواصل الغارات الجوية الروسية، وتحليق الطائرات الحربية، والطيران المسيّر الروسي بشكل مكثف في سماء المنطقة.
على صعيد آخر، أعلنت 3 مجموعات من فصيل «الجبهة الشامية»، انضمامها إلى صفوف الفرقة 51، والفرقة الرابعة العاملة ضمن «الفيلق الثالث» لـ«الجيش الوطني السوري»، الموالي لأنقرة بضغط تركي.
وأفاد المرصد السوري بانضمام مجموعات «تجمع أهل الديار»، بقيادة رضوان قرندل، و«اللواء الخامس»، بقيادة محمود شوبك، و«كتائب الساجدون لله»، بقيادة بكري عبود، إلى الفرفتين، ورحّبت الحكومة السورية المؤقتة بهذه الخطوة.
وجاءت الخطوة بسبب خوف هذه المجموعات من تخاذل فصيل «الجبهة الشامية»، الذي لم يتمكن من تقديم الدعم الكافي لفصيل «لواء صقور الشمال» في مواجهة الضغط التركي عن طريق فصيل «السلطان مراد» والقوة المشتركة، المتمثلة بفصيلَي «فرقة الحمزة» و«السلطان سليمان شاه»، ما أدّى إلى حدوث خلافات داخلية انتهت بحل الفصيل، وطرده من المنطقة، بسبب معارضته فتح المعابر بين مناطق سيطرة المعارضة والقوات السورية في حلب، في إطار مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وتحاول القوات التركية بعد حل فصيل «صقور الشمال» حل فصيل «الجبهة الشامية»، بسبب عدم انصياعه لأوامرها وتقديم الدعم إلى «لواء صقور الشمال» المنحلّ.
وشهدت مناطق في ريف حلب الشمالي، خلال الأيام الماضية، هجمات واشتباكات عنيفة بين فصيل «لواء صقور الشمال»، المدعوم من «الجبهة الشامية»، ضد القوة المشتركة و«فصيل السلطان مراد»، ما أسفر عن سقوط 12 قتيلاً، بينهم 4 عناصر من القوة المشتركة، و6 من «صقور الشمال»، إضافةً إلى عشرات الإصابات من الأطراف المتقاتلة، كما قُتل رجل وامرأة، وأُصيب 27 مدنياً، بينهم 3 أطفال.
من ناحية أخرى، استهدفت القوات التركية والفصائل الموالية لها في منطقة «نبع السلام» شمال شرقي سوريا، بالمدفعية الثقيلة، قرية السويدية الواقعة شرق بلدة عين عيسى، ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
العربية نت: وثائق خطيرة سربت عن خطة إسرائيل لضرب إيران.. واشنطن تحقق
بعد التسريبات الخطيرة التي شهدتها الساعات الماضية حول خطط إسرائيلية مرتقبة لضرب مواقع إيرانية، ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي نفذ مطلع الشهر الحالي، أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن فتحت تحقيقا.
فقد كشف ثلاثة مسؤولين أميركيين أن تحقيقا فتح لمعرفة كيفية تسريب تلك الوثائق السرية التي تقيم خطط إسرائيل لمهاجمة إيران.
"تبدو حقيقية"
كما أشار مسؤول أميركي رابع إلى أن هذه الوثائق تبدو حقيقية، وفق ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" اليوم الأحد.
إلى ذلك، أوضح أحد المسؤولين أن التحقيق سيبحث أيضًا كيفية الحصول على هذه المستندات، وما إذا كان أحد أعضاء مجمع الاستخبارات الأميركية سربها عمداً أو تم الحصول عليها بطريقة أخرى، مثل الاختراق أو القرصنة.
كذلك سيشمل التحقيق البحث والتدقيق في إمكانية حصول اختراق لمعلومات استخباراتية أخرى.
إلى ذلك، أردف المسؤول أنه كجزء من هذا التحقيق، يعمل المسؤولون على تحديد من كان لديه حق الوصول إلى الوثائق قبل نشرها.
وكانت تلك الوثائق التي نسبت إلى وكالة الاستخبارات الأميركية ووكالة الأمن القومي، كشفت أن إسرائيل تواصل تحريك أصولها العسكرية للقيام بضربة ردًا على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني في الأول من أكتوبر، بمعاونة "عيونها الخمس" أي الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وكندا ونيوزيلندا وأستراليا.
هذا ونشرت تلك المستندات التي تم تصنيفها على أنها سرية للغاية، عبر حسابات على تليغرام أمس، ثم تطرقت إليها شبكة "سي أن أن" و"أكسيوس" لاحقا.
يذكر أن هذه التسريبات أتت في وقت حساس جدا، مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط مع احتمال تفجر حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران.
كما جاءت على وقع المخاوف الدولية من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، مع ترقب الرد الإسرائيلي، وبينما تواصل إسرائيل حربها في غزة ولبنان.
مسيرات حزب الله شوكة بخاصرة إسرائيل.. والحل بالعودة لهذا المدفع
تتعرض إسرائيل بشكل شبه يومي لهجوم من مسيرات تنطلق من لبنان، وتستهدف أماكن متفرقة وبعيدة نوعا ما، بعضها يصل إلى أهدافه ويلحق ضرارا والبعض الآخر تتمكن أجهزة الرادار من كشفه وإسقاطه قبل وصوله للهدف المحدد.
إلا أن ما شهده اليوم من استهداف مسيرة لمنزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو وما له من تأثير معنوي على الطرفين سلبا وإيجابا، والمسيرة التي استهدفت قاعدة عسكرية وأوقعت قتلى وجرحى بصفوف العسكريين.
ومع كل هجوم تبرز التساؤلات بشأن فعالية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خصوصا القبة الحديدية مع هذه المسيرات.
ويقول تقرير للإعلام الإسرائيلي إنه مع تصاعد التوترات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، برز أسطول حزب الله الضخم من الطائرات بدون طيار المصنوعة في إيران كتهديد كبير، حيث اختبر حدود أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في البلاد.
وقد أظهرت هذه المسيرات قدرات "مثيرة للقلق" في إسرائيل على اختراق المجال الجوي للبلاد، لاسيما أنها قادرة على التهرب غالبًا من واحدة من أكثر شبكات الدفاع الجوي تقدمًا في العالم.
وتصف "إسرائيل هيوم" ترسانة الطائرات بدون طيار التابعة لحزب بالله بـ"شوكة حقيقية" في خاصرة إسرائيل.
ما الذي يجعل المسيرات المصنوعة في إيران تهديدًا حقيقيًا، وكيف يمكن مواجهتها؟
مجموعة الطائرات بدون طيار التي تلقاها حزب الله من إيران تطورت إلى تهديد حقيقي وتحدٍ كبير لإسرائيل. لقد كان حزب الله يستخدم الطائرات بدون طيار، في المقام الأول لأغراض الاستطلاع، منذ ما قبل حرب لبنان الثانية في عام 2006. ومع تقدم برنامج الطائرات بدون طيار الإيرانية على مدى العقدين الماضيين، تم تجهيز حزب الله، بعدد كبير من الأدوات الإيرانية المتطورة للاستطلاع والهجوم وتدمير الأهداف.
مرصاد
يشير التقرير إلى أنه من المرجح أن تكون الطائرة بدون طيار التي ضربت القاعدة العسكرية من طراز "مرصاد" التي صنعها الإيرانيون. إنها طائرة صغيرة برأس حربي متفجر يزن حوالي 44 رطلاً ويمكن أن تصل إلى سرعات تصل إلى حوالي 124 ميلاً في الساعة. هذه أداة يمتلكها حزب الله ونشرها مؤخرًا أكثر من مرة.
DR3
حزب الله يمتلك كمية غير معروفة من صواريخ كروز الثقيلة والكبيرة من طراز DR3 . وتضم ترسانة حزب الله من الطائرات بدون طيار العديد منها لمهام الهجوم و"الانتحار"، ولكل منها مزايا وعيوب مميزة.
يمتلك حزب الله كمية غير معروفة من صواريخ كروز الثقيلة والكبيرة من طراز DR3، والتي تأتي من طائرات بدون طيار روسية الصنع من طراز توبوليف تم تحويلها إلى مركبات "انتحارية" يمكنها الوصول إلى مدى يزيد عن 124 ميلاً برأس حربي ثقيل يبلغ وزنه 661 رطلاً. وتأتي هذه مع مزايا كبيرة ولكن أيضًا مع عيوب واضحة. تتطلب الطائرات بدون طيار الثقيلة قاذفة ضخمة يجب وضعها في مبنى أو على شاحنة ويمكن اكتشافها بسهولة نسبية.
في الأسابيع الأخيرة، وثقت القوات الإسرائيلية بحسب التقرير تدمير العديد من هذه الطائرات بدون طيار المخبأة في جنوب لبنان.
كرار
كرار هي طائرة بدون طيار إيرانية الصنع تعتمد على طائرة سترايكر الأميركية التي تعمل بمحركات نفاثة. تعتبر طائرة كرار نوعا من "طائرات الفقراء المقاتلة"، لأنها تجمع بين قدرات الهجوم الانتحاري وإسقاط القنابل وحتى إطلاق الصواريخ جو-جو ضد الطائرات. مداها طويل نسبيًا.
ومع ذلك، فإن محرك طائرة كرار النفاث وتوقيع الرادار المرتفع نسبيًا يجعلها أقل فعالية للمهام العميقة في الأراضي الإسرائيلية وأكثر عرضة لمجموعة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
أبابيل-تي
سلسلة أبابيل، التي سميت على اسم نوع من الطيور ، هي العمود الفقري لأسطول الطائرات بدون طيار الإيرانية. خدمت النماذج المبكرة من السلسلة حزب الله في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ووصل بعضها حتى إلى حركة حماس.
وأبابيل-تي هو نموذج متقدم من السلسلة مع نظام ملاحة محسن ومحرك احتراق داخلي فعال وهادئ يصعب اكتشافه بواسطة الرادار. تتمتع أبابيل-تي بالخفة الكافية للاستفادة المثلى من التضاريس اللبنانية وبالتالي التهرب من الاعتراض أثناء طريقها إلى حدود إسرائيل. لا تحتاج إلى قاذفة كبيرة ويمكن نشرها من أي تضاريس تقريبًا.
ومع ذلك، فإن مداها الصغير نسبيًا، حوالي 75 ميلًا فقط، يحد من تشغيلها في مناطق قريبة نسبيًا من الحدود، وقد يؤدي تقدم الجيش الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية إلى تقليل الاستخدام الفعال لهذه الطائرات بدون طيار في الأراضي الإسرائيلية.
شاهد-136
لقد أثبتت شاهد-136 حتى الآن أنها واحدة من أهم الأصول في ترسانة الطائرات بدون طيار لحزب الله. لديها محرك كهربائي هادئ وتوقيع راداري منخفض للغاية، مما يجعل من الصعب جدًا اعتراضها. يبلغ مداها ما يقرب من 500 ميل ورأس حربي خارق للدروع يبلغ وزنه حوالي 18 رطلاً.
نظرًا لصعوبة اعتراضها، فهي بطيئة نسبيًا وتطير بسرعة حوالي 75 ميلاً في الساعة فقط، وهي جزء بسيط من طائرات بدون طيار انتحارية أخرى في حوزة حزب الله. ومع ذلك، فإن أنظمتها البسيطة نسبيًا تمنحها ميزة أخرى - فهي رخيصة جدًا، حيث تكلف 20 ألف دولار فقط لكل وحدة، مما يعني أنه يمكن الاحتفاظ بها بكميات كبيرة، كما يفعل حزب الله بحسب التقرير.
من السهل جدًا إطلاقها ولا تحتاج سوى إلى مساحة أرضية ضئيلة للانتشار. كل هذه الصفات تجعلها طائرة بدون طيار مثالية للهجوم في تكتيك السرب.
كيف تواجه إسرائيل هذه المسيرات؟
المسيرات هي شكل متطور من أشكال القتال التي تغيرت تقريبًا إلى ما هو أبعد من التعرف عليها في السنوات الأخيرة وتركت العديد من الجيوش في جميع أنحاء العالم، تكافح مشاكل وتحديات كبيرة.
يضيف التقرير أنه بالنسبة لإسرائيل، هناك العديد من المشاكل المركزية في التعامل مع التهديد. أولاً، يصعب اعتراض الطائرات بدون طيار ذات التوقيع الراداري المنخفض التي تحلق بالقرب من الأرض، كما أن التضاريس الجبلية في جنوب لبنان والجليل تجعل من الصعب اكتشاف هذه المسيرات واعتراضها. والمشكلة الثانية هي أنه حتى عندما يحدث الكشف المبكر عن المركبة، تكون نافذة الاعتراض صغيرة جدًا وأحيانًا يتم تفويتها تمامًا.
مشكلة أخرى هي تكتيك استخدام سرب من الطائرات بدون طيار، وهي كمية كبيرة ومنسقة من المركبات التي يمكن أن تصل من عدة أماكن في وقت واحد، "تحتل" مجموعة الدفاع الجوي، وتضمن أن بعض المركبات على الأقل ستضرب الهدف بدقة مميتة.
إن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية مليئة ببعض أفضل وسائل الكشف والاعتراض في العالم، ولكنها تكافح حتى في التعامل مع هذا التهديد. يوضح تال إنبار، الباحث البارز في تحالف الدفاع الصاروخي، أن المؤسسة الدفاعية ليست مندهشة
الحل بالعودة.. لاستخدام مدافع فولكان
يوضح تال إنبار، الباحث البارز في تحالف الدفاع الصاروخي، لإسرائيل هيوم أن الحل الجزئي المحتمل للتهديد هو العودة إلى استخدام مدافع فولكان، التي تطلق قذائف صغيرة بمعدل هائل ويمكن وضعها في العديد من النقاط الرئيسية في جميع أنحاء الشمال كجزء مكمل لمجموعة الاعتراض.
ويتابع: بالإضافة إلى ذلك، فإن دخول نظام الليزر إلى الخدمة التشغيلية يمكن أن يساعد جزئيًا على الأقل في سد الثغرات أثناء أسراب الطائرات بدون طيار وتحسين قدرات الاعتراض.
ويعطي مثلا أنه في أوكرانيا، تمكنت وحدات صغيرة من "صائدي الطائرات بدون طيار" على شاحنات صغيرة مسلحة مزودة بمدافع من إلحاق خسائر فادحة بمجموعة المسيرات الروسية، كما نجحت أنظمة الدفاع بمدافع مثل "جيبارد" الألمانية في مواجهة طائرات شاهد الروسية.
ويشير إلى "أنه حتى الحلول التي توصلت إليها أوكرانيا لا تمثل سوى نجاح جزئي وأن الخبرة والتنسيق والتعلم على مر السنين فقط هي التي سترجح كفة المدافع في المعركة ضد طائرات المحور الإيراني بدون طيار".