دهس على أبواب قاعدة غليلوت.. العمود الفقري للاستخبارات الإسرائيلية/بعد غارات تركية.. "قسد" تنفي علاقتها بالهجوم قرب أنقرة/قائد «الحرس الثوري» يحذر إسرائيل من «عواقب مريرة» بعد هجومها على إيران
الإثنين 28/أكتوبر/2024 - 10:49 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 28 أكتوبر 2024.
الاتحاد: الأمم المتحدة: كافة سكان شمال غزة معرضون إلى خطر الموت
اعتبرت الأمم المتحدة أن كافة سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت، وأن المستشفيات قصفت والعاملين في المجال الطبي احتجزوا وأماكن الإيواء أخليت وأحرقت والمسعفين منعوا من إنقاذ الناس من تحت الأنقاض، معبرةً عن «الصدمة» جراء مستويات القتل والإصابات والدمار، جاء ذلك فيما قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة في قطاع وخصوصاً مناطق الشمال.
وأعرب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن «الصدمة» إزاء المستويات المروعة من الموت والإصابات والدمار في شمال غزة.
وقال: «حوصر المدنيون تحت الأنقاض، وحُرم المرضى والجرحى من الرعاية الصحية المنقذة للحياة، وتفتقر الأسر إلى الغذاء والمأوى، وسط تقارير واردة للأمم المتحدة تؤكد على تشتت الأسر واعتقال العديد من الأشخاص».
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام في بيان رسمي أمس: إن «محنة المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في شمال غزة لا تطاق ففي الأسابيع القليلة الماضية فقط، قُتل المئات من الناس، وأُجبر أكثر من 60 ألف شخص آخرين على الفرار مرة أخرى، وكثيرون منهم يخشون عدم قدرتهم على العودة».
ونوه البيان باستمرار السلطات الإسرائيلية في رفض الجهود المتكررة لتوصيل الإمدادات الإنسانية الأساسية من غذاء وماء ومأوى لإبقائهم على قيد الحياة، باستثناءات القليل منها، مما عرض ولا يزال حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر.
وأشار البيان إلى تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة مما عرض أيضاً حياة الآلاف من الأطفال للخطر.
بدورها، قالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، إنه لا يمكن السماح باستمرار ما تفعله القوات الإسرائيلية في شمال قطاع غزة.
وأضافت مسويا في بيان، أن «المستشفيات قصفت والعاملين في المجال الطبي احتجزوا وأماكن الإيواء أخليت وأحرقت والمسعفين منعوا من إنقاذ الناس من تحت الأنقاض».
ونبهت إلى أن «كل سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت»، مشيرة إلى تقارير تفيد بمقتل مئات الفلسطينيين فيما أجبر عشرات الآلاف على الفرار مرة أخرى.
أمنياً، قتل عشرات الفلسطينيين، وأصيب أكثر من 100 فيما لا يزال عدد آخر في عداد المفقودين، أمس، في غارات إسرائيلية على محافظتي غزة والشمال، بينما كثف الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي على مناطق جنوب ووسط القطاع.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن القوات الإسرائيلية قصفت مربعاً سكنياً في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع يضم 5 منازل على الأقل، ما أدى إلى مقتل أكثر من 40 فلسطينياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال وإصابة نحو 80 آخرين.
وأكد الدفاع المدني في غزة، أمس، مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية طالت مدرسة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي السياق، وصف أندريا دي دومينيكو، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتش» في فلسطين، الوضع الإنساني في شمال غزة بأنه «مروع»، وأن التصعيد والحصار على مخيم «جباليا» تسبب في كارثة إنسانية.
وقال دي دومينيكو لـ«الاتحاد»، إن سكان الشمال يتحملون أهوالاً لا تُوصف، وهناك الكثيرون من الأشخاص محاصرون، وأن التأخير في إنقاذهم يزيد من أعداد الضحايا بشكل يومي، وأن هناك من هم تحت الأنقاض في ظل عدم تمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم.
الخليج: معارك جنوب لبنان تحتدم.. وتصعيد للغارات والقصف الصاروخي
تصاعدت حدة المعارك الدائرة على حدود لبنان الجنوبية والغارات وعمليات القصف الصاروخي، أمس الأحد، بين مقاتلي «حزب الله» والقوات الإسرائيلية، التي أعلنت عن مقتل خمسة آخرين من جنودها وضباطها بما يرفع حصيلة القتلى إلى 20 وإصابة 88 عسكرياً خلال 48 ساعة، فضلاً عن تدمير دبابات، وسط تحذيرات من كلا الجانبين لسكان قرى لبنانية ومستوطنات إسرائيلية بالإخلاء، في وقت أقرّ الجيش الإسرائيلي بمقتل خمسة عسكريين جدد وجرح عدد آخر في معارك جنوب لبنان.
وأعلن «حزب الله، أمس الأحد قصف جنود إسرائيليين ومواقع عسكرية ومناطق في شمال إسرائيل، فيما تواصل القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان وشرقه وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت، يأتي ذلك غداة نشر «حزب الله» تحذيراً إلى سكان 25 مستوطنة في شمال إسرائيل، طالباً من سكانها «الإخلاء فوراً» لأنها تحوّلت إلى مكان انتشار واستقرار للقوات الإسرائيلية العسكرية التي تهاجم لبنان.
وقال الحزب، في بيان الأحد إنه قصف بعد ظهر أمس الأحد قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة»، كما أعلن في بيان آخر قصف مدينة نهاريا في شمال إسرائيل بالصواريخ «دفاعاً عن لبنان وشعبه، وفي إطار التحذير الذي وجّهه الحزب لعدد» من بلدات شمال إسرائيل، وتبنّى الحزب في بيانات أخرى قصف تجمعات جنود في شمال إسرائيل، إضافة إلى شنّ «هجوم جوي بسرب من المسيّرات الانقضاضية على منطقة بارليف الصناعية شرق عكا»،التي تضم مصنعاً لمكونات الطائرات . وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وقوع إصابتين جراء استهداف هذه المنطقة.
في الأثناء، تواصلت الغارات الإسرائيلية على قرى وبلدات في جنوب لبنان وشرقه، وقتل ثمانية أشخاص على الأقلّ وأصيب 25 بجروح جراء غارة إسرائيلية قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية، وفي مدينة النبطية في الجنوب، تحدّثت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن «تدمير منزل تدميراً كاملاً، وإلحاق أضرار فادحة بالمباني السكنية والمحال التجارية وعشرات السيارات» في أحد أحياء المدينة بعد قصف إسرائيلي، وشنت الطائرات الإسرائيلية غارة على بلدة ديرعامص في قضاء صور، وفخخ الجيش الإسرائيلي مسجد بلدة الضهيرة الحدودية ودمره تدميراً كاملاً، كما قام بتفخيخ عدد من المنازل قرب مركز «اليونيفيل» في بلدة الضهيرة وفجرها ما أدى إلى تدميرها بصورة نهائية. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع «فان» في بلدة حوش بردى غرب بعلبك، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى. وسُجّلت أربع غارات على بلدة عيناثا قضاء بنت جبيل، إضافة إلى غارة على بلدة ديرميماس. كما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة يحمر الشقيف مستهدفاً منزلين ودمرهما، وأدى القصف إلى تدمير جزئي لأحد المنازل دون وقوع إصابات، كما تسببت غارة على زوطر الشرقية بسقوط ثلاثة قتلى.
ومن جانبه، أصدر الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد أوامر إخلاء لسكان 14 قرية في جنوب لبنان والتوجه إلى شمال نهر الأولي، محذّراً من أنه سيضرب أهدافاً لـ«حزب الله» فيها.
يأتي ذلك غداة غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وتفجير الجيش الإسرائيلي السبت منازل سكنية في بلدتين حدوديتين في جنوب لبنان، وفق الوكالة الوطنية، فيما قالت إسرائيل إنها استخدمت 400 طن من المتفجرات لتدمير نفق لـ«حزب الله» بعد شهر ونيّف على اندلاع الحرب، وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار بعد منتصف الليل على الضاحية الجنوبية، بعد ساعة من التحذير بوجوب إخلاء مبان سكنية في منطقتي الحدث وبرج البراجنة، وتوالت الغارات العنيفة على الضاحية حيث بلغ عددها 8 غارات، وقد استهدفت الغارات الحدث وشارع الجاموس وبرج البراجنة وأحدثت دوياً سمع في أرجاء بيروت، حيث ارتفعت السحب الدخانية من الأمكنة المستهدفة.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد أن خمسة جنود إضافيين «سقطوا في القتال» في جنوب لبنان، ليرتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم البري في لبنان إلى 37 جندياً و20 في اليومين الماضيين.
وصباح أمس الأحد، قال الجيش في بيان إنه «تمّ السماح بنشر أسماء أربعة جنود سقطوا في القتال في جنوب لبنان»، موضحاً أن أربعة جنود آخرين أصيبوا بجروح خطيرة، وأعلن في وقت لاحق مقتل جندي خامس في الظروف نفسها، من دون أن يحدد ما إذا كان من بين الجرحى، وينتمي الجنود الخمسة وجميعهم من قوات الاحتياط، إلى الكتيبة نفسها. وكان الجيش الإسرائيلي أقر، في بيان، بإصابة 27 عسكرياً في معارك لبنان خلال الـ24 ساعة، موضحاً أنه أُصيب 88 عسكرياً إسرائيلياً في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية، في وقت سابق من أمس، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن «مقتل 22 جندياً وضابطاً في الجيش الإسرائيلي بمعارك جنوب لبنان وغزة خلال الأسبوع الأخير».
إسرائيل تقتل العشرات في بيت لاهيا ومدرسة نازحين بغزة
قال مسؤولون في وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 50 فلسطينياً قتلوا في أنحاء قطاع غزة، معظمهم في شمال القطاع، جراء غارات إسرائيلية ومذبحة في مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، أمس الأحد، بينما أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها وقالت إن جميع سكان شمال القطاع مهددون بالموت.
وفي اليوم ال387 من الحرب، أكد الدفاع المدني في غزة مقتل تسعة أشخاص وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية طالت مدرسة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وقال الدفاع المدني في بيان «انتشال تسع ضحايا وعدد من الإصابات في قصف طائرات الاحتلال مدرسة أسماء التي تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ».
وبحسب الدفاع المدني تم التعرف إلى ستة جثامين من أصل تسعة وبينهم طفلة. وقال أحد النازحين الذي كان في المدرسة المستهدفة ويدعى ثائر الرنتيسي «ما حدث أن الناس كانوا يجلسون بأمان، أطفال أبرياء وشيوخ، حتى رأينا طائرة إف-16 تهدم المبنى فوق الناس والأطفال، والضحايا أطفال ونساء». وبحسب الرنتيسي «ما حدث في المدرسة كان مجزرة بكل معنى الكلمة، حيث تمزق كل الناس والأطفال».
وكان الطيران الإسرائيلي قد قصف مرتين المدرسة نفسها كانت آخرهما في 19 أكتوبر الحالي، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. وبمقتل الصحفيين الثلاثة يرتفع عدد الضحايا الصحفيين إلى 180 صحفياً وصحفية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وشهدت الشهور الأخيرة استهداف القوات الإسرائيلية العديد من المدارس في قطاع غزة بعدما تحولت إلى مراكز نزوح، لكن الجيش يؤكد دائماً أنه يستهدف مقاتلي حماس، وهو ما تنفيه الحركة.
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 40 شخصاً وإصابة أكثر من 80 آخرين بقصف إسرائيلي لمربع سكني في بيت لاهيا شمالي القطاع. وقالت الوزارة، في بيانها أمس الأحد، إن الجيش الإسرائيلي «أخرج المنظومة الصحية في شمال القطاع عن العمل لقتل أكبر عدد من المواطنين». وأضافت: «لا نعرف مصير نحو 300 من الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان، ونحمّل الاحتلال المسؤولية عن حياتهم».
من جانب آخر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «الصدمة» إزاء المستويات المروعة من الموت والإصابات والدمار في شمال غزة. وقال «حوصر المدنيون تحت الأنقاض، وحُرم المرضى والجرحى من الرعاية الصحية المنقذة للحياة، وتفتقر الأسر إلى الغذاء والمأوى، وسط تقارير واردة للأمم المتحدة تؤكد تشتت الأسر واعتقال العديد من الأشخاص».
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام في بيان رسمي، إن محنة المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في شمال غزة لا تطاق، ففي الأسابيع القليلة الماضية فقط، قُتل المئات من الناس، وأُجبر أكثر من 60 ألف شخص آخرين على الفرار مرة أخرى، وكثيرون منهم يخشون عدم قدرتهم على العودة.
ونوه البيان إلى استمرار السلطات الإسرائيلية في رفض الجهود المتكررة لتوصيل الإمدادات الإنسانية الأساسية من غذاء وماء ومأوى لإبقائهم على قيد الحياة، باستثناءات القليل منها، ما عرّض، ولا يزال، حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر. وأشار البيان إلى تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة، ما عرض أيضاً حياة الآلاف من الأطفال للخطر.
البيان: هل تهدأ جبهة لبنان بالعودة إلى القرار 1701؟
في وقت يتركّز الاهتمام الدولي على تطبيق القرار 1701 لإنهاء التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وفي مقدّمة بنود القرار أن تصبح منطقة عمليّاته جنوب نهر الليطاني في يد الجيش اللبناني وقوات (اليونيفيل)، فإن لبنان الرسمي يترقب عودة المستشار الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين إلى بيروت، خلال الساعات القليلة المقبلة، لاستئناف مهمّة الوساطة.
ورأت مصادر سياسية لبنانية أن الولايات المتحدة تفعل الضغوط على إيران، للوصول إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار، واستغلال الأيام القليلة المتبقية عن الانتخابات الأمريكية لتحقيق ذلك، من خلال ضغط إيراني على حركة «حماس» و«حزب الله» لتمرير الشروط المفروضة دولياً، مع ما يعنيه الأمر، وفق قولها لـ«البيان»، إنها مرحلة جديدة تريد واشنطن استغلالها للضغط على إيران ووقف دعمها العسكري لحلفائها في المنطقة.
ووفق تأكيد مصادر دبلوماسيّة لـ«البيان»، تتحرّك المفاوضات مجدّداً بقيادة أمريكية حول غزّة وكذلك لبنان، من خلال الزيارة التي يقوم بها هوكشتاين إلى إسرائيل، وفي حال حقق نتائج إيجابية، يمكن أن يتوجه إلى لبنان لإتمام الاتفاق. علماً أن شروط هوكشتاين واضحة ومعروفة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يقول إنه اتفق معه على تطبيق القرار 1701 كاملاً، فيما يتحدث الأمريكيون عن آلية تنفيذ هذا القرار، بمعنى تجنّب الاتجاه نحو تعديل القرار أو إصدار قرار جديد في مجلس الأمن الدولي، لتعذّر ذلك بسبب الفيتو الروسي والصيني، وكي لا تكون واشنطن مضطرة للتفاوض مع روسيا والصين في هذه المرحلة.
ترجمة الميدان
وفي المعلومات التي توافرت لـ«البيان»، ستتركز المفاوضات الأمريكية والإسرائيلية على مسألة ضمان أمن إسرائيل بسحب سلاح «حزب الله»، وسيكون لذلك صيغ كلامية متعدّدة، كاستخدام مصطلح انسحاب الحزب إلى شمال نهر الليطاني، أو حصر السلاح بيد الدولة، وصيغ أخرى. وفي المعلومات أيضاً، يريد الإسرائيليون استغلال الضغط الأمريكي لتحقيق أهدافهم بالسياسة، في حال لم يتمّ تحقيقها عسكرياً، خصوصاً أن «حزب الله» يواصل القتال بشراسة، ويعتبر أن صمود مقاتليه في الجنوب هو أبرز أوراق القوّة التي يستخدمها لبنان في مفاوضاته، وستدفع هوكشتاين لإقناع الإسرائيليين بالتخلّي عن مواصلة العملية البرّية جنوباً.
وبانتظار مسار المفاوضات السياسية والعمليات العسكرية، توجهت أنظار بعض الداخل إلى التحضيرات الجارية على مستوى عواصم القرار، سعياً إلى «إعلان مبادئ» جديد، وربما بدء الإعداد لـ«اتفاق إطار»، يشبه إلى حدّ بعيد ذلك الذي سبق إحياء المفاوضات غير المباشرة بشأن الترسيم البحري مع إسرائيل، برعاية الأمم المتحدة وبضمانة الإدارة الأمريكية، وذلك مع علم الجميع بأن أياً من هذه المسارات لن يصل إلى نهايته في غياب رئيس للجمهورية الذي له الحق وحده بالتعاطي مع الاتفاقيات والمفاوضات الدولية.
محادثات تهدئة في الدوحة وقصف مستمر على غزة
تشهد الدوحة جهوداً من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب على غزة المستمرة منذ ما يزيد على عام، حيث لقي ما لا يقل عن 45 فلسطينياً حتفهم، أمس، في أنحاء القطاع، معظمهم في الشمال، قضوا جراء غارات إسرائيلية لا تتوقف.
وقال مسؤول مطّلع لـ«رويترز» إن مدير المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي موجودان بالدوحة في سياق تجدد جهود وقف إطلاق النار، مضيفاً أن المحادثات تسعى للتوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح بعض الأسرى لدى حركة حماس مقابل إطلاق إسرائيل سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وقال المسؤول إن المحادثات تهدف إلى إقناع إسرائيل و«حماس» بالموافقة على وقف القتال لمدة تقل عن شهر، على أمل أن يؤدي ذلك إلى اتفاق أكثر استدامة.
ولم يصدر بعد تعليق من «حماس»، لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة قوله لها «أتوقع أن تستمع حماس إلى العروض الجديدة، لكنها لا تزال مصممة على أن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء الحرب وخروج القوات الإسرائيلية من غزة».
وقضى، أمس، 43 فلسطينياً على الأقل في شمال غزة. وقال مسعفون ووكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) الرسمية في وقت سابق، أمس، إن 20 شخصاً قضوا نحبهم في غارة جوية على منازل في مخيم جباليا في شمال غزة الذي يشهد هجوماً عسكرياً إسرائيلياً مستمراً منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وأضاف المسعفون أن غارة جوية إسرائيلية، على مدرسة تؤوي عائلات فلسطينية نازحة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، أدت إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 20 آخرين، كثيرون منهم في حالة حرجة. وكان من بين ضحايا المدرسة ثلاثة صحفيين. ووصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الذي تديره حماس مقتلهم بأنه «اغتيال».
وأضاف أن هذا يرفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم النيران الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر العام الماضي إلى 180. في تلك الأثناء، ذكرت وكالة (وفا) الفلسطينية الرسمية أن عدد قتلى الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل في وقت متأخر من مساء السبت على منطقة سكنية في بلدة بيت لاهيا القريبة ارتفع إلى 40 قتيلاً. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ ثلاثة أسابيع على جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال القطاع أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 800 شخص.
البعد الإنساني
في الأثناء، قالت الأمم المتحدة، إن محنة المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة «لا تطاق»، وإن الصراع «يستمر دون مراعاة تذكر لمتطلبات القانون الدولي الإنساني». وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك في بيان: «يشعر الأمين العام بالصدمة إزاء المستويات المروعة للوفيات والإصابات والدمار في الشمال، حيث يُحاصر المدنيون تحت الأنقاض ويُحرم المرضى والجرحى من الرعاية الصحية المنقذة للحياة، وتفتقر الأسر إلى الغذاء والمأوى، وسط تقارير عن تشتت شمل الأسر واحتجاز الكثيرين».
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية تعرقل جهود توصيل الغذاء والدواء وغير ذلك من الإمدادات الإنسانية الأساسية، مما يعرّض حياة الناس للخطر، وإن الدمار والحرمان الناجمين عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الشمال يجعل الحياة هناك غير محتملة.
العربية نت: العراق يشكو إسرائيل للأمم المتحدة.. والسبب إيران
أعلنت الحكومة العراقية، اليوم الاثنين، تقديم مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي، تضمّنت إدانة "الانتهاك الصارخ" الذي ارتكبته إسرائيل بخرق طائراتها "المعتدية" أجواءَ العراق وسيادته، واستخدام المجال الجوي العراقي لضرب إيران، يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ووجه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وزارة الخارجية بالتواصل مع الجانب الأميركي، بشأن هذا الخرق، طبقاً لبنود اتفاق الإطار الستراتيجي الثنائي، والتزام الولايات المتحدة تجاه أمن وسيادة العراق.
الحفاظ على استقرار المنطقة
وأكدت الحكومة العراقية في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، التزامها الثابت بسيادة العراق واستقلاله وحرمة أراضيه، وبأنها تعمل على مختلف الأصعدة لمواجهة هذه الانتهاكات، وتشدد على عدم السماح باستخدام الأجواء أو الأراضي العراقية للاعتداء على دول أخرى، خصوصًا دول الجوار التي تجمعها بالعراق علاقات احترام ومصالح مشتركة.
ولفت البيان الى أن "هذا الموقف يعكس حرص العراق على اتباع سياسة الحفاظ على استقرار المنطقة، من خلال منع أي استغلال لأراضيه في صراعات إقليمية، ودعمه حلَّ النزاعات عبر الحوار والتفاهم المتبادل".
وأبلغت الخارجية العراقية في وقت سابق، سفراء من أعضاء مجلس الأمن الدولي على التأكيد الحفاظ على سيادة العراق، وعدم التجاوز عليه.
وحسب "فرانس برس"، كانت هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية ذكرت السبت أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي العراقي المتاح للجيش الأميركي "لإطلاق عدد من الصواريخ المحمولة جوا البعيدة المدى والمجهزة برؤوس حربية خفيفة للغاية" نحو إيران في هجومها الذي قالت إسرائيل إنه استهدف بطاريات صواريخ ومصانع لإنتاج الصواريخ.
دهس على أبواب قاعدة غليلوت.. العمود الفقري للاستخبارات الإسرائيلية
قاعدة غليلوت في تل أبيب.. هدف قديم جديد لعمليات حزب الله اللبناني خلال التصعيد الأخير، كونها تضم المهام والوحدات الاستخباراتية الإسرائيلية.
آخر العمليات قرب هذه القاعدة كانت عملية دهس طالت عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين في غليلوت شمال تل أبيب، اليوم الأحد، بعدما اصطدمت شاحنة بمحطة للحافلات بالقرب من قاعدة تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي.
عملية الدهس أدت إلى مقتل 6 وإصابة 29، بينهم حالات حرجة. وبحسب الشرطة الإسرائيلية، فإن حادثة الدهس التي وقعت في منطقة غليلوت في تل أبيب سيتم التعامل معها على أنها "هجوم إرهابي"، رغم عدم اليقين حول هوية منفذ الهجوم.
وبحسب مراسل "العربية" و"الحدث"، فقد تم إطلاق النار على سائق الشاحنة وهو من عرب 48 ويحمل الجنسية الإسرائيلية.
هذا وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه ينتظر نتائج التحقيق في الهجوم الذي وقع في غليلوت صباح اليوم، مؤكدا ملاحقة من وصفهم بالقتلة ومن أرسلوهم، حتى النهاية، وذلك وفق قوله.
وتحظى قاعدة غليلوت بأهمية قصوى، فهي تعتبر العمود الفقري للاستخبارات الإسرائيلية.
قاعدة غليلوت
وتضم قاعدة غليلوت "أمان".. ذراع إسرائيل الاستخباراتية، إذ تضم هذه القاعدة المقر المركزي لشعبة الاستخبارات العسكرية، أو ما يعرف باسم "أمان". وهي أكبر الوحدات الاستخباراتية، بالإضافة إلى المقر الرئيسي لوحدتي 8200 و9900. أكبر الوحدات في شعبة الاستخبارات العسكرية.
وتقع قاعدة غليلوت الإسرائيلية في مدينة رمات شارون، الواقعة على بعد كيلومتر ونصف من تل أبيب، وأكثر من 110 كيلومترات من الحدود اللبنانية، فيما تقدر مساحتها بنحو 250 ألف متر مربع.
بعد غارات تركية.. "قسد" تنفي علاقتها بالهجوم قرب أنقرة
نفى قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، مظلوم عبدي، أن يكون منفذو الهجوم الذي وقع قرب أنقرة، الأسبوع الماضي، دخلوا من الأراضي السورية كما تقول تركيا التي شنّت غارات أدّت إلى مقتل 17 شخصاً في مناطق الإدارة الذاتية.
وقال عبدي في مقابلة أجرتها معه وكالة "فرانس برس" أمس السبت: "بعد الادعاءات التركية، قمنا بفتح تحقيق داخلي، ويمكنني التأكيد أن لا أحد من المهاجمين دخل من الأراضي السورية إلى تركيا".
وأضاف عبدي: "ليس لدى الدولة التركية أي أدلة تدعم هذا الادعاء، ولا توجد لنا أي علاقة بهذا الهجوم الذي وقع في أنقرة".
وأكّد قائد قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة من الولايات المتحدة، أن "قرارنا هو عدم تنفيذ عمليات وهجمات داخل الأراضي التركية. لم نقم بأي عمليات هناك، ولن نفعل، وميادين قتالنا هي الأراضي السورية".
من جهته، أعلن حزب العمال الكردستاني، الجمعة، مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف الأربعاء مقر الشركة التركية لصناعات الفضاء قرب أنقرة وأودى بخمسة أشخاص. وفور وقوع الهجوم الذي أسفر عن خمسة قتلى و22 جريحاً، اتهمت السلطات التركية حزب العمال الكردستاني بتنفيذه. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الوحدة التي نفذت الهجوم قدمت من سوريا المجاورة. وردّت تركيا بتنفيذها منذ مساء الأربعاء سلسلة من الغارات الجوية في سوريا والعراق.
وبحسب عبدي، أدّت الغارات التركية على شمال سوريا إلى "مقتل 17 شخصاً، منهم اثنان فقط من العسكريين، بينما البقية كانوا من المدنيين".
ورأى عبدي أن الهدف من الهجوم "ليس مجرد الرد على الأحداث التي وقعت في أنقرة، بل هناك أهداف أخرى تتعلق باستهداف المؤسسات ومصادر المعيشة للسكان"، مضيفاً أن "الهدف الأساسي هو إضعاف الإدارة الذاتية والقضاء عليها، مما يجبر السكان على الهجرة".
واعتبر أن "الدولة التركية تستفيد من الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، حيث تتجه الأنظار نحو غزة ولبنان والهجوم الإسرائيلي على إيران"، مشيراً إلى أنها تستغل هذه الأحداث "لتحقيق ما عجزت عنه في السابق، ولذلك تستمر في هجماتها".
واعتبر أن الغارات التركية من شأنها التأثير "سلباً على إجراء حوار مع تركيا" في خضم "وساطة قائمة بيننا وبين الأتراك لإجراء حوار سياسي وعسكري".
مواقف ضعيفة
وتصنّف أنقرة الوحدات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، منظمة "إرهابية" وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.
وتشنّ تركيا أساساً بين حين وآخر ضربات بطائرات مسيّرة تستهدف مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أميركياً والتي خاضت معارك شرسة ضد تنظيم داعش انتهت بدحره من آخر مناطق سيطرته عام 2019.
ولا تزال خلايا من التنظيم المتطرف تنشط في البادية السورية المترامية الأطراف، منفذةً هجمات ضد الجيش السوري والقوات الكردية.
ومنذ العام 2016، شنّت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في سوريا استهدفت بشكل رئيسي المقاتلين الأكراد الذين لطالما أعلنت أنقرة سعيها إلى إبعادهم عن المنطقة الحدودية.
وتتولّى الإدارة الذاتية الكردية إدارة المناطق التي تسيطر عليها في شمال وشمال شرق سوريا، عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية.
ورأى عبدي أن "مواقف التحالف الدولي تبدو ضعيفة" إزاء الهجمات التركية "على الرغم من الاجتماعات المستمرة معهم". واعتبر أن موقف التحالف "ليس بالمستوى المطلوب لوقف الهجمات، ويجب الضغط على تركيا على أعلى المستويات لإيقاف هذه العمليات، لأن هذه الهجمات لا تتعلق بنا فقط بل تمس قواتهم أيضاً".
وفيما يقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، أعرب عبدي عن أمله في "أن يستمر أي طرف يفوز في الانتخابات في التعاون" على صعيد مكافحة تنظيم داعش.
وأشار إلى أنه "في عام 2019، كانت لدينا تجربة غير موفقة مع إدارة الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب" الذي أعلن عزمه على سحب قوات أميركية من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
واعتبر عبدي أن "حدوث انسحاب أميركي من مناطقنا سيكون له تأثير سلبي على وضعنا". لكنه أكد "نحن واثقون بأن الولايات المتحدة تتخذ قراراتها بناء" على مصالحها الاستراتيجية.
الشرق الأوسط: تصاعد المطالبة بقوات حفظ سلام في السودان وفرض حظر تسلح
علت الأصوات المحلية والدولية المطالبة بتدخل أممي في السودان، وإرسال قوات حفظ سلام دولية لحماية المدنيين، بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مؤخراً ولاية الجزيرة الزراعية، جنوب الخرطوم، وذلك قبل ساعات من جلسة مجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين، التي ينتظر أن تبحث تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد سبل حماية المدنيين، وسط مطالبات من منظمات حقوقية ومدنية دولية ومحلية باتخاذ مواقف أكثر حسماً لوقف حرب السودان.
وطالبت منظمة حقوق الإنسان «هيومان رايتس ووتش» الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ببدء الاستعدادات لإرسال بعثة أممية لحماية المدنيين في السودان. وقالت على صفحتها الرسمية: «يتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن تبدأ في التخطيط لنشر بعثة لحماية المدنيين في السودان، حيث يواجه ملايين النازحين خطر المجاعة بعد عام ونصف عام من اندلاع النزاع المسلح العنيف».
وأعربت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، يوم الأحد، عن «صدمتها» من «الجرائم الفظيعة» المرتكبة في ولاية الجزيرة، حيث أبلغ ناشطون عن مقتل 50 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 200، في هجوم شنته «قوات الدعم السريع».
«صُدمت وذُهلت»
وقال منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، كليمنتاين سلامي، في بيان: «لقد صدمت وذهلت بشدة من تكرار انتهاكات حقوق الإنسان من النوع الذي شهدناه في إقليم دارفور العام الماضي، مثل الاغتصاب والهجمات المستهدفة والعنف الجنسي والقتل الجماعي، فهذه جرائم فظيعة». وأضافت: «تتحمل النساء والأطفال والفئات الأكثر ضعفاً وطأة الصراع الذي أودى بالفعل بحياة كثير من الناس».
وكانت «البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان» قد طالبت هي الأخرى بنشر بعثة دولية لحماية المدنيين، قائلة إن حجم الأزمة السودانية وعناد الطرفين المتحاربين يتطلب ذلك، وعدّت نشر بعثة لحماية المدنيين في السودان أمراً «لا يحتمل التأجيل».
من جانبها، دعت «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية، المعروفة اختصاراً بـ«تقدم»، في بيان، يوم الأحد، كلاً من «مجلس السلم والأمن الأفريقي» و«مجلس الأمن الدولي» لاتخاذ موقف دولي أكثر صرامة تجاه أطراف النزاع الداخلية والخارجية، واتخاذ «التدابير الضرورية لتوفير الحماية للمدنيين في كافة أنحاء السودان».
كما وجّهت «تقدم» رسالتين إلى كل من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تطالبهما باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين، ودعت إلى عقد اجتماع للقيادات المدنية والدينية والأهلية وصناع الرأي للتشاور حول سبل محاربة خطاب الكراهية، الذي زادت حدته في البلاد منذ اندلاع الحرب بين الطرفين في منتصف أبريل (نيسان) 2023.
ووفقاً لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، يحدد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لمجلس الأمن بشأن الأزمة السودانية، الخطوات التي ينبغي على الدول الأعضاء اتخاذها لحماية المدنيين في السودان، والضغط على الجيش و«قوات الدعم السريع» المتحاربين للتوقف عن ارتكاب الجرائم ضد المدنيين.
تقرير غوتيريش
ويتضمن تقرير غوتيريش كذلك المطالبة بوقف إمدادات الأسلحة للطرفين، فيما قالت «هيومان رايتس ووتش» إنها تأكدت أن كلا الطرفين حصل على أسلحة وعتاد عسكري جديد من شركات مسجلة في عدد من البلدان، من بينها الصين وإيران وروسيا وصربيا، وهي أسلحة يمكن استخدامها في ارتكاب مزيد من الفظائع وتطيل أمد الحرب.
وأبدت المنظمة المعنية بمراقبة حقوق الإنسان، في بيانها، أسفها على أن تقرير غوتيريش يعلن أن «الظروف لا تسمح بنشر قوة أممية بنجاح»، موضحة أن «انتظار نتائج مفاوضات وقف إطلاق النار أو الظروف المثالية لنشر البعثة ليس خياراً لأن المدنيين يحتاجون إلى الحماية الآن».
ودعت المنظمة مجلس الأمن الدولي إلى توسيع نطاق حظر الأسلحة الأممي المفروض حالياً على إقليم دارفور في غرب السودان، لكي يشمل البلد بكامله، وأيضاً لفرض عقوبات على المسؤولين عن الانتهاكات والتجاوزات، مع التأكيد على محاسبتهم. وقالت: «ينبغي أن ينتهي إهمال معاناة المدنيين السودانيين، وإن وقت العمل قد حان الآن».
وتصاعدت أحداث العنف بصورة ملحوظة الأسبوع الماضي، في شرق ولاية الجزيرة بوسط السودان، إثر انشقاق القائد في «قوات الدعم السريع»، أبو عاقلة كيكل، وإعلان انضمامه للجيش، ما أدى إلى مقتل العشرات، وجرح مئات، وتشريد ونزوح آلاف المدنيين في عدد من المدن والبلدات في تلك الولاية، وعلى رأسها مدن تمبول ورفاعة والهلالية.
وما زالت المنطقة تشهد حالة من التوتر الحاد، وسط دعوات للتحشيد والتسلح بين المجتمعات الأهلية المدنية، ما ينذر بمواجهات طاحنة بين الأهالي الذين سلّحهم الجيش ضد «قوات الدعم السريع». وكان قائد الجيش الفريق البرهان قد وعد بتسليح القبائل في منطقة البطانة التي تقطنها عشائر الشكرية والبطاحين، لمواجهة «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على ولاية الجزيرة، ويخشى على نطاق واسع من انتقال الحرب إلى حرب أهلية بين العشائر المختلفة.
تحرك دبلوماسي فرنسي «نشط» في ليبيا... ماذا يستهدف؟
تكثَّفت المساعي الدبلوماسية الفرنسية بين الأفرقاء الليبيين على مدار شهر أكتوبر (تشرين الأول)، الحالي عبر سلسلة لقاءات أجراها بول سولير المبعوث الخاص للرئيس إيمانويل ماكرون إلى ليبيا، وسفير باريس لدى ليبيا مصطفى مهراج.
النشاط الدبلوماسي الفرنسي في ليبيا، الذي زادت بشأنه التساؤلات، عدّه محللون «محاولة من جانب فرنسا، التي لا تملك تصوراً سياسياً واضحاً، لتعويض غيابها في دول الساحل الأفريقي بعد موجة الانقلابات التي اجتاحتها، وما تبعها من انعكاسات على قضايا الإرهاب والهجرة غير النظامية».
وفي غرب البلاد، أجرى مبعوث ماكرون نهاية سبتمبر (أيلول) ومطلع شهر أكتوبر الحالي، لقاءات مع كل من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبيه عبد الله اللافي وموسي الكوني، ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، ونائبة المبعوث الأممي، ستيفاني خوري.
تحركات المبعوث الفرنسي لم تتوقف منذ توليه مهامه قبل 3 أعوام. وقد أدرجها الباحث والمحلل السياسي الليبي عبد الحكيم فنوش، ضمن محاولات «استكشاف تصورات، واصطفاف، الأطراف الليبية الفاعلة للمرحلة المقبلة؛ بحثاً عن إمكانية التأثير في السلطات القائمة أو المتصور تشكلها».
واقتصر فحوى الرسائل الفرنسية التي حملها سولير خلال لقاءاته مع الفاعلين في ليبيا منذ مطلع هذا الشهر، على «أولوية الملف الليبي في اهتمامات فرنسا»، و«السعي لمساعدة ليبيا على الخروج من الانسداد السياسي، والدفع نحو الوصول إلى الانتخابات».
ولم تشمل تحركات مبعوث الرئيس الفرنسي، الفاعلين في شرق البلاد خلال زيارته الأخيرة، إلا أن السفير الفرنسي أجرى مباحثات لاحقة هذا الشهر مع القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وبحث مع الأخير «الوصول إلى إنهاء الأزمة الليبية بإجراء الانتخابات».
وتلحظ الباحثة الفرنسية المتخصصة في الشأن الليبي فيرجيني كولومبييه، هدفاً آخر لمبعوث ماكرون والسفير الفرنسي هو «تحديد مسارات قابلة للتطبيق نحو إعادة توحيد مؤسسات البلاد، والوصول إلى سلطة تنفيذية موحدة جديدة قبل إجراء الانتخابات».
لكن كولومبييه، تشير في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أن كلاً من سولير ومهراج «لا يملكان خطة واضحة لتحقيق ذلك»، في إشارة إلى إمكانية تشكيل «الحكومة الموحدة»، وتوحيد المؤسسات الليبية.
وفي غياب المسار السياسي الواضح في ليبيا، ركَّز سولير ومهراج في الأشهر الأخيرة على القضايا الأمنية. ووفق ما رجَّحت الباحثة الفرنسية، فإن الدبلوماسيَّين الفرنسيَّين انطلقا من فرضية «أن ملف الأمن يوفر فرصة أكثر إيجابية لتحقيق اختراق، والاستفادة من علاقتهما بقوات القيادة العامة في شرق البلاد دون إثارة الانتقادات».
وترجع الباحثة الفرنسية الاهتمام الفرنسي بالمسار الأمني ومكافحة الإرهاب، إلى «رغبة باريس في تعويض الانتكاسات التي منيت بها في منطقة الساحل». إضافة إلى ما ترى أنها رؤية فرنسية تنطلق من أن «دعم اتفاق بين الفصيلين العسكريَّين يمكن أن يساعد على تأمين الحدود الجنوبية لليبيا».
وسُجل انحسار كبير في النفوذ الفرنسي بأفريقيا، خصوصاً في دول منطقة الساحل، إثر الانقلابات التي حدثت في دول مثل بوركينا فاسو والنيجر ومالي، وكلها تأسَّست على الرغبة في إنهاء الوجود الفرنسي بالمنطقة.
وعلى نحو أكثر تخصيصاً، يشير الباحث الليبي عبد الحكيم فنوش إلى ما عدّه «سعياً فرنسياً لتوثيق العلاقة مع قوات الجيش في شرق ليبيا، التي تسيطر على الحدود الجنوبية».
في الوقت ذاته، يرصد فنوش رهان باريس على «الاستفادة من علاقات (الجيش الوطني) المؤثرة مع دول الساحل لخدمة مصالحها»، مشيراً على نحو أكثر تحديداً إلى «القضايا الحدودية المرتبطة بتهديدات الجماعات المتطرفة أو القوى المعارضة للسلطات القائمة في دول الساحل، التي تتحرك على الحدود الليبية»، إضافة إلى «ضبط تدفقات الهجرة غير النظامية عبر الحدود».
وسبق أن واجهت فرنسا كثيراً من الانتقادات من حلفائها الغربيين بين عامي 2014 و2019؛ بسبب دعمها القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» في الحرب على الإرهاب في بنغازي ودرنة والمنطقة الوسطى.
لكن يرجح متابعون لشؤون شمال أفريقيا، ومنهم الباحث المختص في الشأن الليبي محمد الجارح، أن «باريس اكتسبت جرعة ثقة بعدما شعرت بصحة وقوة موقفها الداعم للقيادة العامة في بنغازي طيلة هذه السنوات»، مدللاً على ذلك «بالزيارات المتعددة الوفود من الدول الأوروبية، خصوصاً إيطاليا وبريطانيا، علاوة على الولايات المتحدة الأميركية».
ومع ذلك، ووفق الخبيرة الإيطالية فيرجيني كولومبييه، فإن سولير ومهراج «بذلا جهوداً كبيرة لتعويض التأثير السلبي لدعم فرنسا الطويل الأمد لقوات حفتر».
في هذه الأثناء، يرى متابعون للشأن الليبي أنه لا يمكن عزل الجهود الفرنسية الأخيرة عن سياقات التنافس بين موسكو وباريس، مع وجود مئات من المرتزقة التابعين لمجموعة «فاغنر» العسكرية في ليبيا، بحسب تقرير سري للأمم المتحدة في عام 2020.
ويقول الجارح، وهو شريك تنفيذي في «ليبيا ديسك للاستشارات» إن «الموقف الفرنسي يتبنى فكرة عدم ترك فراغ في العلاقة مع القيادة العامة في بنغازي ومع برقة بشكل عام، قد تملأه أطراف أخرى مثل روسيا».
ويشرح الجارح بالقول: «وجهة نظر باريس تدفع باتجاه التعامل مع الوجود التركي في غرب البلاد، والوجود الروسي في الشرق بالآلية والمستوى نفسيهما»، موضحاً أن وجهة نظر باريس هي أن «الوجود التركي يعدّ مبرراً للوجود الروسي والعكس صحيح، وأن السبيل الوحيد لإنهاء هذا المبرر هو خروج الطرفين».
على مسار موازٍ، يطرح الدافع الاقتصادي نفسه على أجندة التحركات الفرنسية في ليبيا، إذ كانت «فرص التعاون في المشروعات التنموية والبنية التحتية» على جدول أعمال مباحثات سولير مع رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة، هذا الشهر.
ويقول الجارح: «فرنسا تبدي اهتماماً كبيراً بالجانب الاقتصادي، إذ تنشط (توتال) الفرنسية في قطاع النفط والغاز بليبيا، وهناك رغبة من قبل الشركات الفرنسية للمشاركة في قطاعات مختلفة في ليبيا؛ أهمها قطاع الإعمار».
وسبق أن زار وفد فرنسي مكون من ممثلين لـ9 شركات فرنسية، المنطقة الشرقية بدعوة من «صندوق الإعمار والتنمية»، بقيادة بلقاسم حفتر، نجل المشير خليفة حفتر مطلع يونيو (حزيران) الماضي.
قائد «الحرس الثوري» يحذر إسرائيل من «عواقب مريرة» بعد هجومها على إيران
توعَّد قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي إسرائيل، الاثنين، بـ«عواقب مريرة» بعد استهدافها مواقع عسكرية إيرانية السبت.
ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن سلامي قوله إن إسرائيل «فشلت في تحقيق أهدافها المقيتة» من خلال ضرباتها التي وصفها بأنها «سوء تقدير وعجز» محذراً الدولة العبرية من «عواقب مريرة لا توصف»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ونفذت إسرائيل السبت ضربات جوية على مواقع عسكرية في إيران، رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران عليها، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).
وأعلن الجيش الإيراني، السبت، مقتل أربعة من ضباطه في مركز الدفاع الجوي بميناء معشور جنوب غربي البلاد. وقالت مصادر إن الضربات الإسرائيلية أوقعت عشرات الضحايا.
أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر السبت، ألحق أضراراً جسيمة بمرافق في قاعدة بارشين العسكرية، جنوب شرقي طهران، وهو موقع مرتبط ببرنامج إيران السابق للأسلحة النووية، بالإضافة إلى منشآت خلط وقود الصواريخ الصلب في قاعدة أخرى، تتصل ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.