من قصف المنازل إلى تشريد النساء.. "حنكة آل مسعود" تدفع ثمن إرهاب الحوثيين

الثلاثاء 14/يناير/2025 - 11:43 ص
طباعة من قصف المنازل إلى فاطمة عبدالغني – أميرة الشريف
 
بعد قصف مكثف بالأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة على المنازل ودور العبادة، وحصار استمر عشرة أيام، وقطع تام لشبكتي الهاتف والإنترنت عن أهالي قرية "حنكة آل مسعود" التابعة لمديرية القريشية في محافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء، شنت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني حملة واسعة من الجرائم والانتهاكات بحق أهالي القرية.
 وذكرت المصادر أن الميليشيات اختطفت أكثر من 400 مدني، بينهم أطفال وشيوخ، ونقلت 360 منهم إلى سجن إدارة أمن مديريات رداع في منطقة الكمب، و60 آخرين إلى السجن المركزي بمدينة رداع.
كما أقدمت الميليشيات على تفجير ثلاثة منازل، تعود ملكيتها إلى علي أحمد الجوبلي المسعودي، ومحمد صالح الجوبلي المسعودي، ومحمد أحمد حسين المسعودي. وأحرقت خمسة منازل بالكامل، وفخخت ستة منازل بالمتفجرات، مع تهديد مستمر بتفجيرها. 
إضافة إلى ذلك، اقتحمت الميليشيات أكثر من 11 منزلاً في القرية، ونهبت كافة محتوياتها من مجوهرات ووثائق ملكية الأراضي والعقارات، فضلاً عن مقتنيات ثمينة أخرى وبلغ إجمالي المنازل التي تعرضت للاعتداءات المختلفة 22 منزلاً.
من ناحية أخرى، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية بتشريد عشرات النساء من منازلهن في قرى حنكة آل مسعود.
ويُظهر الفيديو مشاهد مؤلمة لنساء من منطقة قيفه يُجبرن على مغادرة منازلهن تحت تهديد السلاح، وسط حالة من الخوف والذعر. هذه المشاهد أثارت موجة غضب واستياء واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون عن استنكارهم لما وصفوه بالجريمة الإنسانية البشعة.
وعلق عدد من الناشطين المحليين على المقطع بعبارات غاضبة، وأكد الناشطون أن هذه الممارسات تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وجريمة إنسانية تستوجب التدخل العاجل. وطالبوا الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين من بطش الميليشيا.
وكانت حنكة آل مسعود تعرضت لحصار خانق استمر أكثر من أسبوع، تخلله قصف مكثف تسبب في تهجير بعض السكان، كما قطعت الميليشيات شبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت بشكل كامل عن القرية والقرى المجاورة، لمنع توثيق ونقل جرائمها التي شملت التصفيات الجسدية والاختطافات والترحيل القسري.
وعلى وقع تنكيل الحوثيين بأهالي قرية "حنكة آل مسعود"، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني" أن مليشيات الحوثي على تنسيق وتعاون مع التنظيمات الإرهابية (القاعدة، داعش) برعاية ايرانية، وارتكبت نمطاً من الأنشطة الإرهابية التي لم يسبق لأي جماعة إرهابية ارتكابها عبر التاريخ، وباتت عدد من الدول بينها (الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، أستراليا، ونيوزيلندا)، تصنفها كـ "منظمة إرهابية".
واوضح معمر الإرياني في تصريح صحفي، أن شعار محاربة تنظيم "داعش" هو القناع الذي اختارته مليشيا الحوثي للتسويق لمشروعها الانقلابي، وتقديم نفسها للعالم، وتبرير اجتياحها للمدن اليمنية، عند اقتحامها العاصمة صنعاء، العام 2014، لكن سرعان ما إتضح أن هذا الشعار لم يكن إلا ذريعة للتغطية على الأهداف الحقيقية، والتي تتمثل في فرض السيطرة وإحكام قبضتها على اليمن، والتغطية على جرائمها الوحشية ضد اليمنيين.
وأشار الإرياني إلى انه وفي العديد من المناطق، من محافظة عمران إلى مديريتي أرحب وهمدان، الى محافظة إب وتعز، وحجور في حجة، وصولا إلى محافظة البيضاء، استمرت مليشيا الحوثي على مدار عشر سنوات من الانقلاب، في استخدام هذا الشعار كذريعة لشن حملات دامية ضد القبائل اليمنية، للتنكيل بالمناهضين لها، وارهاب المدنيين، وتدمير مناطق كاملة تحت ذريعة محاربة "داعش".
وأضاف الارياني: "نجد أنفسنا اليوم أمام مشهد مكرر في محافظة البيضاء، حيث تتعرض قرية "حنكة آل مسعود" لقصف مُدمر، في عملية وحشية تزهق الأرواح، وتدمر المنازل، وتستهدف دور العبادة، والذريعة المستمرة هي "ملاحقة عناصر داعش"، وعلى الرغم من هذا الادعاء فإن ممارسات مليشيا الحوثي في هذه المنطقة بحق المدنيين، لا تختلف عن أساليب التنظيمات الإرهابية نفسها".
ولفت الارياني الى ان مليشيا الحوثي اقدمت على شن هجمات إرهابية ضد السفن التجارية وناقلات النفط في تهديد خطير وغير مسبوق لسلامة الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية في أحد اهم الممرات الدولية، واختطفوا موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية، بل وحتى من موظفي السفارات الأجنبية، واستخدمتهم ورقة للضغط وابتزاز المجتمع الدولي.
وأكد الإرياني أن ما يفعله الحوثيون اليوم يظهر بوضوح أن شعاراتهم ليست إلا أداة للتغطية على الجرائم التي يرتكبونها ضد المدنيين، وإذا استمر العالم في غض الطرف عن هذه الجرائم، فإن ذلك سيزيد من تعميق المأساة اليمنية التي لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على حياة الشعب اليمني الذي يعاني من آثار حرب لا تنتهي، في ظل صمت دولي مخزي ومعيب.

شارك