الدكتور محمد فياض يقدم "قضايا مهمشة في التاريخ الإسلامي"
الأربعاء 29/يناير/2025 - 03:20 م
طباعة


عن دار روافد للنشر صدر في اطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب كتاب قضايا مهمشة في التاريخ الإسلامي بين الفكر والمجتمع والاقتصاد والكنيسة " للاستاذ الدكتور محمد فياض الكتاب يضم مجموعة من الدراسات المتصلة على تفرقها نعتها الكاتب" بقضايا مهمشة " ووصف التهميش يكتسب معناه هنا من منطلقين ، المنطلق الأول : أنها قضايا لم تنل حظها من البحث والدراسة وبالتالي فهي قضايا مهمشة أو مسكوت عنها ، أما المنطلق الثاني فهو أنها تتماس بشكل أو بآخر مع عناصر مهمشة أو عناصر تم تهميشها أو حقائق تم التغافل عنها بفعل فاعل ، وبالتالي فإن موقع هذه القضايا وموقع أبطالها يقع موقع الهامش من المركز الذي كُتب إما برعاية رجال السلطة أو وفق التصورات السائدة في المجتمعات التي وقعت فيها هذه الأحداث ، وويقول "فياض "يمكن أن نستعرض القضايا الواردة في الكتاب على النحو التالي :
القضية الأولى : التهمة بالفلسفة في الدولة العباسية ، وهنا تحضر الفلسفة والفلاسفة ليسوا كمهمشين فقط بل كمتهمين لدرجة أن العمل بالفلسفة في بعض الفترات في الدولة العباسية كان يرقى لدرجة الجريمة .
القضية الثانية : عناصر النهب واللصوصية في مصر في العصر الفاطمي ، وهنا تحضر عناصر الفقراء والمهمشين واللصوص المدفوعين بظروف اقتصادية وأوجاع اجتماعية كمتهمين وموصومين بكافة النقائص دون الوقوف على دوافع تحركاتهم، والخلط بين اللصوص الذين مارسوا اللصوصية كحرفة وبين من دفعتهم ظروف العوز والجوع للقيام بهذه الممارسات ، فضلاً عما وصفتهم به المصادر بأقذع الأوصاف بتأريخ طبقي إستعلائي فهمشتهم حين كتبت عنهم وهمشتهم حين لم تكتب عنهم ، فضلاً عن تهمشيهم أصلاً في واقعهم الاجتماعي .
القضية الثالثة : ملامح التعامل الإداري بين كنيسة الإسكندرية والسلطة الإسلامية في مصر في عصر الولاة في ضوء المصادر القبطية ، وهي قضية لم تنل الحظ الكافي من الدراسة ولذلك تعتبر من القضايا المهمشة والتي أغفلت بعض المفاهيم وبعض أُطر العلاقات بين السلطة والكنيسة والتي تباينت بين مد وجزر .
القضية الرابعة : إنتاج وتجارة الملح في المغرب في العصر الوسيط ، وهي قضية ركز فيها الباحث على العمال والحرفيين العاملين بالملح حتى أن البعض وصف ما يعانوه بأنه جحيم الملح ، وبذلك فهي تقع ضمن صلب التأريخ للمهمشين .
وبناءاً على ما سبق فقد جابت تلك الدراسات رحلة بانورامية من العباسيين للفاطميين لمصر في عصر الولاة والكنيسة ومن المشرق للمغرب كان الخط المتصل للحديث عن قضايا مهمشة استحقت أن يخصص لها عمل يلقي الضوء ويميط اللثام عنها .
وأخيراً فإن الدكتور محمد فياض يؤمن أن الغوص في كواليس التاريخ لا تكتمل متعته وفائدته إلا عبر الولوج من أبوابه السحرية الموصودة وهي أبواب القضايا المسكوت عنها ، وأبطالها اللامفكر فيهم ،،،