تنظيم "حراس الدين" فرع القاعدة في سوريا يعلن حله، ما مستقبل عناصره؟
الأربعاء 29/يناير/2025 - 07:14 م
طباعة

أعلن تنظيم "حراس الدين"، وهو فرع تنظيم القاعدة في سوريا، عن حل نفسه بشكل رسمي، مشيرًا إلى أن "التطورات الأخيرة" على الساحة السورية هي التي دفعته لاتخاذ هذا القرار. وجاء الإعلان في بيان نشر على قنواته الرسمية عبر تطبيق "تيليغرام" اليوم الثلاثاء، حيث أكد التنظيم أن القرار تم بناءً على توجيه "أميري" من القيادة العامة لتنظيم القاعدة في أفغانستان.
وكان "حراس الدين" قد تأسس في فبراير 2018، عقب انفصال "هيئة تحرير الشام" (التي كانت تعرف سابقًا بـ"جبهة النصرة") عن تنظيم القاعدة. إلا أن التنظيم لم يستطع الحفاظ على قدراته العسكرية والسياسية على مر السنوات الأخيرة، إذ تعرض لعدة ضربات قوية، بما في ذلك غارات جوية أمريكية، وهو ما أفقده العديد من قياداته البارزة وأدى إلى تراجع قدراته الميدانية.
القرار استجابة للتطورات العسكرية والسياسية
يأتي إعلان حل "حراس الدين" في وقت حساس، حيث يعكس استجابة للتغيرات الكبيرة على الساحة السورية. فقد تعرض التنظيم لضغوط عسكرية شديدة من قبل "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على معظم مناطق الشمال السوري، فضلاً عن الخسائر التي تكبدها جراء الغارات الجوية الأمريكية والتي استهدفت قياداته البارزة في السنوات الأخيرة.
القرار يُعتبر خطوة لتوحيد صفوف القوى الجهادية في سوريا وتحديدًا تلك الموالية لتنظيم القاعدة، إذ سيتبع التنظيم حلًا تدريجيًا وينضم عناصره إلى الجيش السوري المزمع تأسيسه تحت سلطة أحمد الجولاني، قائد "هيئة تحرير الشام".
دور حركة طالبان في الحل
وبحسب مصادر سورية خاصة لموقع "المنشر الإخباري"، فقد تم التوصل إلى هذا القرار من خلال سلسلة من الاتصالات بين أحمد الجولاني وحركة طالبان الأفغانية. وتؤكد المصادر أن الحركة قد لعبت دورًا رئيسيًا في إقناع قيادات تنظيم القاعدة في أفغانستان بحل "حراس الدين" في سوريا. وقد أجرى وزير الخارجية في حكومة طالبان، مولوي أمير خان متقي، اتصالات هاتفية مع أسعد الشيباني، وزير الخارجية في سلطة أحمد الجولاني في نهاية ديسمبر الماضي، حيث تم مناقشة دعم حركة طالبان لسلطة الجولاني في سوريا.
وفي إطار هذه التحركات، وعد أحمد الجولاني بدمج عناصر "حراس الدين" في الجيش السوري الذي سيتم تأسيسه، بقيادة القائد العسكري لهيئة تحرير الشام، مرهف أبو قصرة.
المستقبل السياسي والعسكري في سوريا
من المتوقع أن يكون هذا التطور بداية لمرحلة جديدة من التحالفات الجهادية في سوريا، حيث تتزايد التوجهات نحو توحيد القوى التي تلتزم بالأيديولوجية السلفية الجهادية تحت قيادة الجولاني. من جهة أخرى، فقد أثار هذا القرار تساؤلات حول مستقبل الفصائل الجهادية في المنطقة، لا سيما في ظل التأثير المتزايد من تنظيم القاعدة المركزي وحركة طالبان.
ويتوقع أن يؤدي هذا الدمج إلى تعزيز قدرات "هيئة تحرير الشام" العسكرية في مواجهة القوى المعارضة الأخرى، خصوصًا في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية. ومع ذلك، يبقى الوضع في الشمال السوري في حالة من عدم الاستقرار، حيث يواجه الجولاني تحديات كبيرة تتعلق بكيفية دمج هذه العناصر في صفوف الجيش المزمع تشكيله وتأثير ذلك على توازن القوى في المنطقة.
يعد قرار حل تنظيم "حراس الدين" بمثابة نقطة تحول هامة في الصراع السوري، خصوصًا مع التنسيق العميق بين الجولاني وحركة طالبان. هذا التطور يعكس التغيرات المستمرة في تحالفات القوى الجهادية في سوريا، ويعزز بشكل كبير من النفوذ العسكري والسياسي للجولاني في المنطقة.