إعادة تشديد العقوبات على إيران: ماذا يعني قرار ترامب للاقتصاد الإيراني؟
الثلاثاء 04/فبراير/2025 - 06:31 م
طباعة

في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن مسؤول أمريكي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيأمر بإعادة تطبيق سياسة "الضغوط القصوى" على إيران اعتبارا من الثلاثاء 4 فبراير 2025.
وأوضح المسؤول أن الهدف من هذا القرار هو سد جميع السبل أمام إيران للحصول على أسلحة نووية، بالإضافة إلى مواجهة "النفوذ الخبيث" الإيراني في المنطقة.
وفقا للتقرير، سيتاح لوزير الخزانة الأمريكي بموجب هذا القرار ممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على إيران، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة وتنفيذ آليات لمعاقبة من ينتهك العقوبات المفروضة سابقا.
كما سيتم إطلاق حملة تهدف إلى تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وهو جزء من جهود واشنطن لزيادة الضغوط الاقتصادية على طهران.
إضافة إلى ذلك، سيتعاون ممثلو الولايات المتحدة في الأمم المتحدة مع شركاء دوليين للعمل على "استكمال آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران.
وفي السياق ذاته، أبلغت الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) مجلس الأمن الدولي في ديسمبر 2024 بأنها مستعدة لتفعيل "آلية الزناد" لاستعادة العقوبات ضد إيران.
إعادة تطبيق هذه السياسة تأتي بعد فترة من تراجع الضغوط الأميركية على طهران خلال ولاية الرئيس جو بايدن، الذي شهدت خلالها صادرات النفط الإيرانية قفزة ملحوظة.
حيث ارتفعت صادرات النفط الإيرانية إلى مستويات قياسية بلغت 1.85 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي.
الخلافات بين ترامب وبايدن حول إيران
اتهم الرئيس ترامب إدارة بايدن بإضعاف موقف الولايات المتحدة تجاه إيران خلال السنوات الأربع الماضية، مشيرا إلى أن سياسات الضغط القصوى التي طبقها كانت أكثر فاعلية.
في الوقت نفسه، يعتبر المسؤولون الإيرانيون أن سياسة الضغط القصوى فشلت في تحقيق أهدافها، على الرغم من تأكيدهم بأن العقوبات الأمريكية الصارمة أثرت سلبا على الوضع الاقتصادي في إيران.
بعد إعلان ترامب عن إعادة العمل بسياسات الضغط القصوى، شهدت الأسواق الإيرانية ارتفاعا كبيرا في سعر الدولار مقابل التومان الإيراني، حيث وصل إلى 85 ألف تومان، مما يعكس حالة القلق الاقتصادي التي تمر بها إيران جراء الضغوط الأميركية المستمرة.
لقاء ترامب ونتنياهو: تحالف استراتيجي ضد إيران
في نفس اليوم، التقى ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث ناقش الطرفان سبل مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
بحسب تقارير، يبدو أن ترامب مستعد لتقديم عرض دبلوماسي صارم لإخضاع النظام الإيراني، في حين أن نتنياهو يحتمل أن يكون مستعدا للقيام بخيارات عسكرية ضد إيران في حال فشل الحل الدبلوماسي.
خامنئي يراقب بقلق
من جهة أخرى، يراقب المرشد الإيراني علي خامنئي باهتمام شديد تطورات اللقاء بين ترامب ونتنياهو، حيث يشعر بالقلق من تأثيرات هذا التحالف على إيران.
تشير بعض التقارير إلى أن خامنئي قد يترقب رد فعل ترامب تجاه طهران، ومن ثم سيقرر الخطوات التالية. من المحتمل أن تكون الخطوات الأميركية القادمة أكثر صرامة من أي وقت مضى، في الوقت الذي يشهد فيه الوضع الاقتصادي الإيراني تدهورا ملحوظا.
تحولات داخل إيران: تزايد الاستياء الشعبي
في الداخل الإيراني، يتصاعد الاستياء الشعبي من سياسات الحكومة الحالية، حيث تشير التقارير إلى أن الشعب الإيراني يعاني من تدهور الظروف الاقتصادية وزيادة التضخم. في الوقت نفسه، تشهد المدن الإيرانية تجمعات احتجاجية أسبوعية تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية، وهو ما يراه المراقبون إشارة إلى أن إيران في "حالة ما قبل انتفاضة".
بينما يترقب خامنئي نتائج لقاء ترامب ونتنياهو، يواجه النظام الإيراني تحديات كبيرة على جبهات متعددة، سواء على الصعيد الداخلي أو في سياق العلاقات الدولية.