وفد من «حماس» في القاهرة لبحث دفع المفاوضات للدخول بالمرحلة الثانية/«قوات الدعم السريع» تعلن اكتمال ترتيبات تشكيل الحكومة الموازية/استهجان ليبي لدعوة «ميليشياوي» المواطنين إلى «الثورة»

السبت 08/مارس/2025 - 08:23 ص
طباعة وفد من «حماس» في إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 8 مارس 2025.

وام: «الوزاري الخليجي» يرفض الاعتداءات الإسرائيلية ضد سكان غزة

ترأس معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد الإمارات العربية المتحدة المشارك في اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دورته الـ163، الذي عقد أمس الأول، في مكة المكرمة.
وصدر عن الاجتماع بيان ختامي تضمن استعراضاً لآخر مستجدات العمل الخليجي المشترك، وتطورات القضايا السياسية الإقليمية والعالمية، والموقف من القضايا ذات الاهتمام الأساسي لدول المجلس، بما في ذلك رفضه للتطرف والإرهاب، ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني الشقيق، ورفض الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف سكان غزة.
 وكذلك دعم القضايا العربية الأخرى، بما في ذلك رفض الاحتلال الإيراني لجزر دولة الإمارات الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ودعم موقف دولة الإمارات في استعادة سيادتها عليها.
كما تضمن التنويه بالحوارات والعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
وتضمن البيان الختامي أيضاً إشادة المجلس الوزاري بإنجازات دول المجلس في استضافة مجموعة من الأحداث والمؤتمرات في دولة الإمارات لاسيما نجاح استضافة دولة الإمارات معرضي آيدكس ونافدكس في نسختهما الجديدة، خلال الفترة من 17 إلى 21 فبراير 2025، وفعاليات الدورة الثانية من المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح في 19 فبراير 2025، وأعمال «الندوة العالمية الرابعة لدعم التنفيذ 2025» للطيران المدني خلال الفترة من 10 حتى 12 فبراير 2025، وفعاليات الدورة الـ12 من القمة العالمية للحكومات المُنعقدة في إمارة دبي، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» خلال الفترة من 11 إلى 13 فبراير 2025.
كما عُقدت على هامش الاجتماع الوزاري 163، اجتماعات وزارية مشتركة مع كل من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية والجمهورية العربية السورية (كل على حدة).
وتم خلال الاجتماعات المشتركة بحث أوجه التعاون وتعزيز التنسيق مع الأشقاء من الدول الأربع في إطار خطط العمل المشتركة معها. 
كما تم خلال الاجتماعات، التي حضرها وزراء الخارجية ومعالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون، بحث التحديات والتطورات القائمة في المنطقة.

الاتحاد: الأمم المتحدة تدعو لوقف العنف وحماية المدنيين في سوريا

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن القلق إزاء الاشتباكات الأخيرة في سوريا.
وفي المؤتمر الصحفي أمس، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام يدين بشدة كل أعمال العنف في سوريا داعياً الأطراف إلى حماية المدنيين ووقف الأعمال العدائية.
وأضاف أن «الأمين العام يشعر بالقلق إزاء خطر تصعيد التوترات في سوريا في وقت ينبغي أن تكون فيه المصالحة والانتقال السياسي السلمي على رأس الأولويات بعد 14 عاماً من الصراع، فالسوريون يستحقون السلام المستدام والازدهار والعدالة».
بدوره، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون عن بالغ قلقه إزاء التقارير الواردة بشأن اشتباكات عنيفة في المناطق الساحلية.
وقال بيدرسون في بيان أصدره أمس، إنه «في ظل استمرار تطورات الأوضاع وسعينا للتأكد من الحقائق بدقة، فإن هناك حاجة فورية لضبط النفس من جميع الأطراف، وضمان الاحترام الكامل لحماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي».
وأعلنت السلطات السورية، أمس، فرض السيطرة الكاملة على طرطوس واللاذقية، وتمديد فرض حظر تجول عام في المدينتين حتى صباح اليوم السبت، بعد مواجهات مع مسلحين، ما استدعى استقدام تعزيزات وقوات إضافية من وزارة الدفاع، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا».
وذكرت «سانا» أنه تم تمديد فرض حظر تجول عام في مدينة طرطوس حتى الساعة 10 من صباح اليوم، وسمح فقط بالخروج لأداء صلاة الجمعة، وخلال فترة ما قبل موعد الإفطار بساعة حتى انتهاء وقت صلاة التراويح.
وشهدت مدينة طرطوس، صباح أمس، هدوءاً حذراً مقارنة بليلة الخميس، وسط حديث عن إصابات بين المدنيين نتيجة الرصاص الطائش الذي انتشر بكثافة خلال الاشتباكات وفق شهود عيان في المدينة.

الجيش الإسرائيلي يقتحم مساجد في نابلس ويضرم النار بأحدها

اقتحم الجيش الإسرائيلي، أمس، عدداً من مساجد مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة وأضرم النار في «مسجد النصر» التاريخي بالبلدة القديمة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي داهمت عدداً من المساجد وعبثت فيها.
وقالت الوكالة إن قوات الجيش أضرمت النار بـ«مسجد النصر» بالبلدة القديمة، فيما منعت الإطفائية من إخماد الحريق ما أدى إلى امتداد النيران لأجزاء واسعة.
وبحسب شهود عيان، فإن الحريق أتى على غرفة الإمام بشكل كامل، ما تسبب بتلف واجهات وسجاد المسجد.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عملية اقتحام الجيش الإسرائيلي لمسجد النصر بعدد كبير من الجنود.
ويعد مسجد النصر من أبرز المعالم التاريخية والأثرية بمدينة نابلس حيث يعود للعصر الروماني.

الأمم المتحدة: الأولوية لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا

شددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، على ضرورة أن تظل قضية توحيد المؤسسة العسكرية أولوية للسلطات في جميع أنحاء ليبيا. جاءت تصريحات هانا تيتيه خلال لقائها برئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، الفريق أول محمد الحداد.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا أن اللقاء الذي جمع المبعوثة الأممية في العاصمة طرابلس والفريق الحداد، نوقشت خلاله التطورات الراهنة في البلاد.
وأشارت المبعوثة الأممية إلى أن أمن واستقرار البلاد أمران حاسمان لأي عملية سياسية للمضي قدما، في وقت بحث اللقاء السبل التي يمكن من خلالها للبعثة الأممية دعم بفاعلية أكثر جهود ليبيا نحو توحيد المؤسسات العسكرية، وتعزيز أمن الحدود ومعالجة المجالات الرئيسية الأخرى للأمن القومي.

الخليج: الشرع : الأحداث الأخيرة اختبار لسوريا الجديدة ونريد صلاح البلاد

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع صباح السبت، أن بلاده أقوى وأكثر وحدة من أي وقت مضى، مشددًا على أن بعض «فلول النظام السابق» حاولوا اختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها، إلا أن الشعب والقوات الأمنية يقفون صفًا واحدًا في وجه أي محاولات لزعزعة الاستقرار.


وأضاف الشرع، في خطاب متلفز، أن سوريا موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، قائلًا: «إذا مست محافظة سورية بشوكة، تداعت لها جميع المحافظات لنصرتها وعزتها».

وأكد أن سوريا اليوم لا فرق فيها بين سلطة وشعب، فهي تعني الجميع، ومهمة للجميع.

وتابع الرئيس السوري مؤكدًا أنه لا خوف على بلد يوجد فيه مثل هذا الشعب وهذه الروح الوطنية، موجهًا رسالة إلى فلول النظام السابق بقوله: «لقد قاتلناكم في معركة التحرير رغم حرصكم على قتلنا، ولكننا اليوم لا نسعى للانتقام، بل نريد صلاح البلاد التي دمرتموها، ولا غاية لنا في دمائكم».


تهجير قسري وهدم مزيد من المنازل في طولكرم ومخيميها

دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها، أمس الجمعة، يومه ال40 توالياً، واليوم ال27 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني، .
ودعا وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس قواته للاستعداد للبقاء طويلاً في مخيمات الضفة الغربية إلى نهاية العام، وأشار إلى أن الجيش نجح في تهجير أكثر من أربعين ألفاً من مخيمي طولكرم خلال ستة أسابيع.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، ونشرت آلياتها وفرق المشاة في الشوارع والأحياء، لا سيما في المناطق الجنوبية والغربية ووسط السوق، إضافة إلى محيط ومداخل مخيمي طولكرم ونور شمس، بالتزامن مع إطلاق الرصاص والقنابل الصوتية والضوئية، وسماع دوي انفجارات ضخمة.
وتمركزت آليات الاحتلال والجرافات الثقيلة أمام المنازل والمباني السكنية في شارع نابلس، الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال داهمت عدة منازل في شارع نابلس وأجبرت سكانها على إخلائها قسراً، بعد أن أمهلتهم حتى الساعة العاشرة صباحاً لمغادرتها.كما داهم جيش الاحتلال بناية أبو منتصر العسس في إسكان ضاحية اكتابا شرق المدينة، وفتش الشقق السكنية وخرب محتوياتها.
وحول مخيم طولكرم، استمرت قوات الاحتلال في نشر آلياتها في أحيائه، تركزت في حارات المطار وأبو الفول ودبة أم جوهر في حارة البلاونة، ومنعت الدخول إليها وسط إطلاق الرصاص الحي تجاه من يحاول ذلك.
وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال صعدت عملياتها في المخيم، من تدمير ممنهج لكل زاوية منه، بحيث تحول لمنطقة فارغة من سكانه، باستثناء عدد قليل من العائلات في بعض الحارات على مداخله، حيث الدمار الشامل في البنية التحتية، والمنازل التي تعرضت للهدم والتخريب والحرق، بينما تم تحويل المتبقية منها لثكنات عسكرية، بالتزامن مع عمليات تفجير واسعة داخل المخيم.
وفي مخيم نور شمس، هدمت جرافات الاحتلال منازل ومباني سكنية في حارة المنشية، في إطار خطة تهدف إلى شق طريق جديد لتغيير المعالم الجغرافية للمخيم، وذلك بعد إخطار الاحتلال بهدم 17 منزلاً في هذه المنطقة. يشار إلى أن جرافات الاحتلال هدمت في الأيام الأخيرة أكثر من 11 منزلاً في إطار المخطط ذاته.
وفي أنحاء أخرى من الضفة الغربية، اقتحمت القوات الإسرائيلية المنازل وخمسة مساجد في مدينة نابلس. وجرفت القوات أراضي في حوارة جنوب نابلس لشق طريق استيطاني. واقتحمت دورا ومخيم الفوار جنوب الخليل وشنت حملة اعتقالات. 

وفد من «حماس» في القاهرة لبحث دفع المفاوضات للدخول بالمرحلة الثانية

وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة لإجراء مباحثات اليوم السبت بشأن الهدنة في غزة، بعد إعلان مصر أنها تجري اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف لسرعة التوصل للمرحلة الثانية من التهدئة في قطاع غزة، في وقت اتهم أكثر من 30 خبيراً أممياً إسرائيل ب«عسكرة المجاعة» في غزة.
فقد وصل وفد من حماس إلى القاهرة عشية إجراء مباحثات بشأن الهدنة مع إسرائيل في قطاع غزة، بحسب ما أفاد مسؤولان في الحركة أمس الجمعة وقال أحد المسؤولَين لوكالة فرانس برس: «إن وفداً قيادياً رفيع المستوى في الحركة برئاسة محمد درويش القائم بأعمال رئيس الحركة وصل إلى القاهرة بعد ظهر أمس الجمعة»، مشيراً إلى أنه سيلتقي اليوم «السبت مع المسؤولين في مصر للتشاور حول تطورات الوضع وما وصلت إليه الجهود لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وما يتعلق ببدء المرحلة الثانية».
ودعت حماس الجمعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء فلسطينيين أفرجت عنهم إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عقب لقائه رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين في القطاع أفرجت عنهم الحركة وقال عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم: إن على ترامب الذي تحدث عن «معاناة لا يمكن تصوّرها» للرهائن الإسرائيليين، أن «يظهر المستوى ذاته من الاحترام حيال الأسرى السياسيين الفلسطينيين ويخصص وقتاً للقائهم والاستماع إلى قصصهم»، وذلك في رسالة مفتوحة موجّهة إلى الرئيس الأمريكي وأشار إلى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يبلغ 9500 شخص.
والتقى ترامب في البيت الأبيض الخميس ثماني رهائن أفرجت عنهم حماس في إطار اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، بعد نحو 15 شهراً من اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع وأتاحت عودة 33 من الرهائن إلى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، في ما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع في رسالة نصية لرويترز: «تهديد ترامب المتكرر ضد شعبنا يشكل دعما لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع بحق شعبنا» وأضاف: «المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين دخول الاحتلال لمفاوضات المرحلة الثانية وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء».
وبثت حماس أمس الجمعة شريط فيديو ظهر فيه الجندي الإسرائيلي الأسير متان إنجليتس، حيث طالب دولة إسرائيل بفعل كل ما تستطيع لإعادة الجنود الأسرى وحذر رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد وقادة الجيش من أي محاولة لإعادة الأسرى بالقوة ولن تنجح وقال: إن الأسرى يريدون العودة إلى أسرهم أحياء لا في توابيت وأكد أن الوسيلة الوحيدة الآمنة لعودة الأسرى عبر الانتقال للمرحلة الثانية من المفاوضات، وطالب الأسرى الذين سبق أن أفرج عنهم والجمهور الإسرائيلي للتظاهر في الشوارع للضغط على الحكومة وناشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل والضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإجباره على الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات في اتفاق وقف النار وإطلاق الأسرى.
من جهتها أعلنت مجموعة تضم أكثر من ثلاثين خبيراً مستقلاً من الأمم المتحدة أنّ إسرائيل تستأنف «عسكرة المجاعة» في قطاع غزة «من خلال اتخاذ قرار بخرق» اتفاق وقف إطلاق النار وتعليقها إدخال المساعدات الإنسانية وفي بيان، اعتبر الخبراء التابعون لمجلس حقوق الإنسان لكنهم لا يتحدثون باسمه، أنّ القرار يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقالوا: «نشعر بالقلق إزاء قرار إسرائيل تعليق دخول كل السلع والإمدادات، إلى قطاع غزة، بما في ذلك المساعدات الإنسانية الحيوية» وأضاف الخبراء وبينهم مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي: «إن إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة، تبقى دائماً ملزمة بضمان توفير القدر الكافي من الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من خدمات الإغاثة» ورأى الخبراء التابعون للأمم المتحدة أنّه «من خلال قطع الإمدادات الحيوية عمداً، تستخدم إسرائيل مرة أخرى المساعدات كسلاح» واعتبروا أنّ هذا الأمر يشكّل «انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، فضلاً عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً لنظام روما الأساسي».
على صعيد آخر، قصفت القوات الإسرائيلية مساء الخميس تجمعاً شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة أدى سقوط عدد من الضحايا وفي رفح أطلقت طائرات «كواد كابتر» وآليات النار صوب منازل الأهالي بالقرب من مدرسة القادسية غرب المدينة دون وقوع إصابات.

الشيباني: نواجه حرباً خفية ومعلنة لكسر إرادة السوريين

قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الجمعة، إن ما شهدته مدن البلاد الساحلية يأتي في إطار «حرب خفية» لكسر الإرادة، مؤكداً أن ذلك «لا يمكن أن ينجح في دولة جيشها هو الشعب».
جاء ذلك في سلسة منشورات على منصة إكس، قال فيها: «كنا وما زلنا نواجه منذ اليوم الأول حرباً خفية ومعلنة لكسر إرادة الشعب السوري وهزيمته في ميدان الأمن والسياسة والحوكمة من خلال بث الفوضى من جهة، ومحاولات الإغلاق السياسي في الخارج من جهة أخرى». وتابع: «كما أظهر الشعب السوري وعياً فريداً وحساً وطنياً بتكاتفه وحمايته للمصالح الوطنية ووقوفه خلف قيادته، وخاصة في المناطق التي كان الخارج يراهن عليها».
وأردف الشيباني: «عبرنا خلالها عن الرؤية الوطنية التي تفسح المجال لبناء وطن كريم يمثل جميع أطياف الشعب السوري، ويحقق لهم المشاركة والتمثيل بميزان القانون والحقوق والواجبات».
ولفت إلى أن الشعب «استعاد حكم بلاده بعد أكثر من خمسين سنة من الإقصاء والاستبداد، وضحى كل بيت سوري لأجل هذه اللحظة بكل ما يملك، وما جرى يوم أمس الاول (الخميس) لا يمكن أن ينجح في دولة جيشها هو الشعب ذاته».
وختم بالقول: في الوقت الذي أطمئن شعبنا بأن سوريا اليوم تجاوزت الاختبار مرة جديدة وتشق طريقها نحو المستقبل بقوة وثبات.
وعبّر الوزير عن شكر بلاده للدول الشقيقة والصديقة التي عبرت عن موقفها الداعم للحكومة السورية في مواجهتها «لفلول» الرئيس المخلوع بشار الأسد.

البيان: غزة.. طبول الحرب تُقرع والمخاوف تتزايد من عودة المجاعة

حالة من القلق والترقب تسيطر على أهالي قطاع غزة، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد مهلة الـ10 أيام، وتهديدات أمريكية إسرائيلية بجحيم الحرب، وسط مخاوف من عودة المجاعة في ظل استمرار إغلاق معابر غزة، ومنع إدخال المساعدات الإغاثية للسكان.

وطغى قرع طبول الحرب على طبلة المسحراتي الذي ظهر على استحياء في شوارع غزة، وفقط بصيص من الأمل، يمكن أن يربط على قلوب الغزيين، وسط أمنيات بحل أزمة مفاوضات المرحلة الثانية وتمديد التهدئة الحالية، وصولاً إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، وحتى يتسنى ذلك سيبقى المشهد على حاله من القلق والتوجس من عودة ثنائية الحرب والمجاعة.

ويعيش نازحو غزة الذين عادوا إلى منازلهم ظروفاً صعبة، ألقت بظلال قاتمة على وقع تهديدات إسرائيلية وأمريكية أخذت تتصاعد، ما أثار الهلع في نفوسهم من عودة مشاهد الحرب التي لم تفارق مخيلتهم بعد، ولعل الخطوة الأخطر من وجهة نظرهم، تمثلت في إغلاق المعابر، ووقف دخول المساعدات.

ووفق أحمد عوض الله، فالتهديدات التي يسمعها تؤشر بوضوح على أن إسرائيل عازمة على العودة إلى الحرب، حتى لو استعادت كافة الرهائن، مرجحاً أن تكون الأوضاع في غزة أسوأ من الـ15 شهراً التي دارت خلالها الحرب، مضيفاً: «كل هذه الضغوط تهدف إلى دفعنا إلى الرحيل عن غزة، لكننا لن نستجيب لهذه التهديدات، وباقون في أرضنا.

. خلال الحرب عانينا من مجاعة قاسية، ومع تسارع وتيرة التهديدات بعودة الحرب، طلبت من زوجتي ترشيد استهلاك المعلبات والمواد التموينية المتبقية لدينا، مشيراً إلى اختفاء غالبية السلع الأساسية من أسواق قطاع غزة رغم غلاء أسعارها، ما يؤشر على حرص السكان على عدم الوقوع في شرك المجاعة مرة أخرى.

وبدأ تسخين الأوضاع في غزة يظهر جلياً من خلال تكثيف تحليق الطائرات الحربية، وشن بعض الغارات المتقطعة، التي استهدفت بعض التجمعات وأوقعت ضحايا، في خطوة يرى فيها أهالي القطاع تمهيداً لما هو أشد وأخطر.

مخاوف

«يبدو أن إسرائيل تخطط بالفعل للعودة إلى الحرب، وعلى الوسطاء إرغامها على الالتزام بالتفاهمات المبرمة في اتفاق وقف إطلاق النار، ونخشى أن نضطر للنزوح مرة أخرى، سئمنا الحرب وحياة الخيام، ولا نرغب في مغادرة منازلنا ولو كانت ركاماً»..

هكذا عبر عبد الظاهر مقداد من غزة عن مخاوفه، مبيناً أن سكان قطاع غزة دخلوا مرحلة حرق الأعصاب، بعدما أرعبتهم التهديدات المتكررة والمتوالية بشأن عودة جحيم الحرب.

وأضاف لـ«البيان»: «الأوضاع متوترة في قطاع غزة، وهناك مخاوف كبيرة من مجاعة جديدة في ظل تنصل إسرائيل من اتفاق الهدنة، وعدم التوافق على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الكل يشعر بالقلق ويتابع الأخبار بشيء من الخوف والريبة، ونخشى عودة المجازر والنزوح».

ورغم أن بيته ظل قائماً ولم يتضرر خلال الحرب، إلا أن مقداد لم يعد إليه، مفضلاً الانتظار إلى ما بعد المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، ولأنه يخشى نقض الاتفاق وربما قصف منزله فوق رؤوس أفراد عائلته، وفق قوله.

واستناداً إلى النخب السياسية والكثير من المراقبين، فقد وضعت إسرائيل شروطاً تعجيزية، ولا يمكن القبول بها لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية، وتبدي رغبة جامحة في نسف اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف الحرب، للحفاظ على الائتلاف الحاكم في إسرائيل ومنع انهياره، وعليه ففرص العودة إلى القتال آخذة في الارتفاع.

انفلات أمني يتغذى على التعثر السياسي

يقترب عمر التغيير في سوريا من إتمام 3 أشهر بسقوط نظام الأسد وفراره وتسلم المعارضة السلطة بقيادة أحمد الشرع. شهدت هذه الشهور حالات مد وجزر أمني، مرتبطة بالتقدم في المجال السياسي، فقد أدت حالة الفراغ السياسي إلى أجواء انفلات أمني في عدد من المناطق.

وسقط عشرات القتلى غالبيتهم من قوات الأمن السوري ومسلحين موالين للرئيس السابق بشار الأسد خلال اشتباكات «غير مسبوقة» في محافظة اللاذقية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين فرضت السلطات الأمنية حظر تجوال في المنطقة.

بناء على الانقلات الأمني، فإن السلطة الجديدة لا تسيطر بعد على مناطق شاسعة من سوريا، تأتي أولاً مناطق قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، وثروات المنطقة الشرقية والزراعية. واضطرت السلطة الجديدة إلى توقيع اتفاق مع «قسد» لتوريد النفط والغاز من هناك لتشغيل مصافي النفط.

كما لم تنجح قوات دمشق في دخول منطقة السويداء جنوب سوريا، حيث تشترط القوى الفاعلة هناك دستوراً وطنياً شاملاً لا يقصي أي مكون والابتعاد عن الفئوية وعقلية التغلب، وهو ما يبدو أنه بعيد المنال حالياً حيث تشهد السلطة اتجاهات متناقضة بعضها وطني وبعضها فئوي.

أما أخطر المناطق الأمنية فهي الساحل السوري، وذلك لأن قوات دمشق انتشرت هناك بالفعل، على عكس منطقتي شرق الفرات والسويداء، لكنها تواجه صعوبة في بناء علاقة مع السكان بسبب حساسيات أمنية وملاحقات تظهر للسكان وكأنها استهداف متعمد.

ووفق مصادر مطلعة، فإن الرئيس السوري، أحمد الشرع، طلب من قواته التعامل بمهنية شديدة مع السكان في منطقة الساحل، فهي ساحة اختبار لما ستكون عليه سوريا من انسجام وتفاهم. غير أن التناقضات تزداد حدة، فأسلوب التسويات الفردية للضباط والعاملين لدى النظام السابق ما زال فعالاً ويؤتي ثماره، وكانت أداة استقرار اجتماعية مهمة حتى الآن وتمنع عمليات الانتقام العشوائية التي كانت تقلق السلطة الجديدة، وقد نجحت في هذا الاختبار، أي منع عمليات تصفية وانتقام منهجية ضد أتباع النظام المخلوع.

برغم ذلك، هناك استياء مصدره عدم وجود عملية سياسية شاملة لا تقصي أحداً، فما ظهر من تعيينات انتقائية للجنة الحوار الوطني ثم لجنة الإعلان الدستوري، أظهرت أن هناك مساراً رئيساً للعملية السياسية يتقدم سواء شملت الأطراف السورية الأخرى أم لا، وهذا الإقصاء السياسي كما يسميه بعض المنتقدين يفتح ثغرات في الإنجازات الأمنية التي قامت بها دمشق في ضبط الأوضاع الأمنية، وهو ما يحدث في مناطق حمص والساحل.

كما أن العلاقات مع قسد مشوشة أيضاً، فهي تارة توحي أنها إيجابية وتارة تشير إلى توتر وقرب صدام عسكري، والأمر ذاته ينطبق على السويداء، وحتى فصائل معارضة في الشمال السوري ودرعا والتي لم تسلم فصائلها أسلحتها لوزارة الدفاع. والنقطة الأخرى التي تغيب عن التحليلات أن النظام القضائي في سوريا شبه معطل بسبب عملية تدقيق في ملفات القضاة.

حيث أن الفساد كان قد نهش القضاء السوري في عهد الرئيس المخلوع، وتستغرق عملية بناء قضاء جديد وقتاً وقد يتعثر أيضاً حيث إن المرجعية القضائية ليس واحدة بين ما كان سائداً لدى النظام السابق والحالي. لذلك حين يتعرض المواطنون لمضايقات أمنية فإنه ليس أمامهم من باب للجوء إليه سوى الجهات الأمنية نفسها مباشرة بدون أي سلك قضائي للشكاوى.

فضلاً عن ذلك فإن التوغل الإسرائيلي المستمر في القنيطرة والجزء السوري من الجولان يحرج خطاب السلطة الجديدة، حيث أنها لا تستطيع مجابهة أي توغل إسرائيلي، لكنها تطلق الحملات الأمنية ضد خصومها داخل سوريا، الأمر الذي يجعل بعض السوريين يعتقدون باتباع دمشق ازدواجية أمنية. أمام هذه الهشاشة الأمنية، يأمل السوريون أن تبادر السلطة إلى تصحيح مسار العملية السياسية التي تسير حتى الآن وفق المخطط لها من جانب دمشق، لكنها تفقد رصيدها حتى لدى شريحة من المؤيدين لها.

سوريا.. بسط السيطرة الكاملة على طرطوس واللاذقية

أعلنت السلطات السورية، أمس، فرض السيطرة الكاملة على طرطوس واللاذقية، وتمديد فرض حظر تجول عام في المدينتين حتى السبت. ونفذت قوات الأمن انتشاراً وعمليات تمشيط في المنطقة الساحلية، إذ أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 69 مسلحاً على أيدي هذه القوات، بعد اشتباكات غير مسبوقة خاضتها مع مسلحين موالين للنظام السابق. وأعلنت السلطات تمديد حظر التجول في مدينتي طرطوس واللاذقية.

وأفاد المرصد السوري بإقدام عناصر من قوات الأمن على قتل 69 شاباً ورجلاً في بلدتي الشير والمختارية في ريف اللاذقية، وفق مقاطع فيديو تحقق من صحتها، وشهادات حصل عليها من عدد من أقرباء الضحايا وأفراد عائلاتهم. بدوره، قال مصدر أمني في وزارة الداخلية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية، إنه بعد قيام فلول النظام السابق باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن، توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل، ما أدى لبعض الانتهاكات الفردية، مضيفاً:

«نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري». وفي منشور على منصة إكس، قال رئيس جهاز الاستخبارات العامة، أنس خطاب، إن إدارة العمليات العسكرية لطالما وجهت وحداتها إلى ضرورة ضبط النفس وحسن التعامل مع الآخرين، مضيفاً: «ما زلنا حتى اللحظة ندعو إلى ذلك، فالمصالح العليا مقدمة على كل شيء».

ووصلت تباعاً تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الساحلية، وهي بدأت عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة في محافظتي طرطوس واللاذقية، تستهدف فلول النظام السابق ومن قام بمساندتهم ودعمهم، وفق ما نقلت «سانا» عن مصدر قيادي في إدارة الأمن العام. وشمل التمشيط مدينة جبلة ومحيطها. كما أعلنت السلطات السورية، تمديد حظر التجول في مدينتي طرطوس واللاذقية حتى صباح السبت.

تظاهرات

إلى ذلك، خرج مئات الآلاف من السوريين، أمس، في مظاهرات في عموم مناطق سيطرة الحكومة السورية الجديدة، تأييداً لقوات وزارة الدفاع والأمن العام في معاركهم في محافظتي طرطوس واللاذقية. وشهدت العاصمة دمشق ومدن ريفها مظاهرات حاشدة شارك بها الآلاف، إضافة إلى مظاهرات في محافظات درعا والقنيطرة وحمص وحماة وحلب والرقة ودير الزور، فضلاً عن المناطق الواقعة في الشمال السوري.

إدانة وتحذير

وفي ردود الأفعال على المشهد الملتهب، أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة للجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في سوريا واستهدافها القوات الأمنية. وأكدت المملكة وقوفها إلى جانب الحكومة السورية فيما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي.

كما حذرت تركيا، من أي استفزاز يهدد السلام، إذ قال الناطق باسم الخارجية التركية، أونجو كيتشيلي، إن التوترات في اللاذقية ومحيطها واستهداف قوات الأمن قد يقوض الجهود الهادفة إلى قيادة سوريا نحو الوحدة والأخوة، لافتاً إلى أن مثل هذه الاستفزازات يمكن أن تصبح تهديداً للسلام في سوريا والمنطقة.

بدورها، دعت روسيا إلى التهدئة ووضع حد لسفك الدماء في سوريا، إذ قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: «ندعو القادة السوريين القادرين على التأثير على تطور الوضع ميدانياً إلى بذل أقصى جهودهم من أجل وضع حد لسفك الدماء في أسرع وقت ممكن»، مؤكدة استعداد بلادها لتنسيق الجهود بشكل وثيق مع الشركاء الأجانب لتهدئة الوضع.

الشرق الأوسط: ترمب لخامنئي: التفاوض أفضل لكم

أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطاباً إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يحثه فيه على «التفاوض». وقال ترمب، في مقابلة مع «فوكس بيزنس»، إنه «يفضل التحدث حول اتفاق نووي مع إيران».

وأضاف: «قلت إنني آمل أن تتفاوضوا؛ لأن الأمر سيكون أفضل كثيراً لإيران». وأوضح: «البديل هو أن نفعل شيئاً؛ لأنه لا يمكنك السماح بسلاح نووي آخر». بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، أن طهران لن تتفاوض مباشرة مع واشنطن.

وفي موسكو، بحث دبلوماسيان، روسي وإيراني، الجهود الدولية لحلّ أزمة برنامج طهران النووي، في حين لوّح البرلمان الإيراني بفرض مزيد من القيود على مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعا مديرها، رافائيل غروسي، إلى «ضبط تصريحاته».

«قوات الدعم السريع» تعلن اكتمال ترتيبات تشكيل الحكومة الموازية

أعلنت «قوات الدعم السريع» السودانية عن اكتمال الاستعدادات لتشكيل «حكومة سلام ووحدة» في مناطق سيطرتها، وأوضحت أنها ستحمي هذه الحكومة من غارات الطيران الحربي التابع للجيش، لكي تستطيع الحكومة الجديدة تقديم الخدمات لسكان تلك المناطق، بما في ذلك توفير ماكينات طباعة العملة والجوازات.

وتوعدت «قوات الدعم السريع» بمواصلة القتال، حتى هزيمة «القوة الباطشة (في إشارة إلى الجيش) وتحرير ولايات: الشمالية، ونهر النيل، والبحر الأحمر، وكسلا، من سيطرة الحركة الإسلامية» التي تتهمها «الدعم السريع» بالتحكم في قرارات الجيش.

وقال قائد ثاني «قوات الدعم السريع»، الفريق أول عبد الرحيم حمدان دقلو، خلال مخاطبته جماعات سياسية ومدنية وأهلية في العاصمة الكينية نيروبي، إن «ترتيبات تشكيل الحكومة قد اكتملت، وإن ماكينات طباعة جوازات السفر وطباعة العملة أصبحت جاهزة، بجانب تجهيز مآرب أخرى تهم الحكومة» لم يكشف عنها.

«تحالف تأسيس»
ووقعت «قوات الدعم السريع» مع حركات مسلحة، أبرزها «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، بالإضافة إلى قوى سياسية ومدنية، أبرزها حزب «الأمة القومي»، ميثاقاً سياسياً تكوّن بموجبه ما أطلقوا عليه اسم «تحالف تأسيس»، ويهدف لتشكيل حكومة موازية ومناوئة لتلك التي يقودها الجيش، وتتخذ من مدينة بورتسودان عاصمة مؤقتة لها، منذ أن فقد الجيش السيطرة على العاصمة الخرطوم بعد أشهر من اندلاع الحرب مع «قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023.

وقال دقلو إن المناطق التي تسيطر عليها قواته ستكون محمية حماية كاملة من هجمات الطيران الحربي التابع للجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وذلك في تلميح لامتلاك قواته مضادات طيران فعالة. وتعهد دقلو بالعمل على إعمار ما دمرته الحرب، وإقامة مشروعات تنمية في المناطق التي يسيطر عليها، وإن بناء ما سمَّاه «السودان الجديد» سيكتمل في وقت وجيز بعد القضاء على أعداء السودان، وفق تعبيره. وأعلن دقلو عن اقتراب عودته إلى ميدان القتال وقيادة العمليات بنفسه، قائلاً: «سنقاتلهم أينما كانوا، وحق الشعب السوداني لن يضيع أبداً، حتى تخليص شعبنا ليعيش حراً ونزيهاً». وتابع: «ولايات الشمالية، ونهر النيل، وبورتسودان، وكسلا، كلهم نعدهم أهلنا، وسنحررهم من الفلول»، في إشارة إلى أنصار النظام السابق من جماعة الإخوان المسلمين.

مخاوف من التقسيم
وأعلنت «قوات الدعم السريع» السودانية اكتمال الاستعدادات لتشكيل «حكومة سلام ووحدة» في مناطق سيطرتها، وأوضحت أنها ستحمي هذه الحكومة من غارات الطيران الحربي التابع للجيش.

وأثارت خطوة تكوين حكومة موالية لـ«قوات الدعم السريع» بموازاة حكومة الجيش في بورتسودان، مخاوف بين عدد من السودانيين، من أن تؤدي لتفاقم القتال وتجزئه السودان، وذلك على الرغم من تأكيدات تحالف «تأسيس» حرصه على وحدة البلاد. كما أدت الخطوة إلى تقسيم أكبر تحالف لقوى مدنية في البلاد المعروف باسم «تقدم»، إلى مجموعتين: إحداهما بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، التي غيّرت اسمها الآن إلى تحالف «صمود»، وهي تعارض قيام حكومة موازية، بينما المجموعة الأخرى تؤيد قيام مثل هذه الحكومة وتنسق مع الأطراف الأخرى في تحالف «تأسيس».

وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي عزام عبد الله، إن فكرة الحكومة الموازية نشأت بعد أن حرمت حكومة البرهان المواطنين خارج مناطق سيطرتها من خدمات البنوك والتعليم، وحق الحصول على الأوراق الثبوتية وجوازات السفر. وأضاف عبد الله على حسابه في منصة «يوتيوب»، قائلاً: «السودان حالياً مقسوم... والسبب أن الحكومة التابعة للجيش أصدرت عملة جديدة، وحرمت المواطنين من خارج مناطق سيطرة الجيش، من خدمة البنوك، وأيضاً الحصول على الأوراق الثبوتية والجوازات».

دولياً، أعربت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عن «قلقها البالغ» من تداعيات قيام حكومة موازية في السودان، خوفاً من أن يفاقم ذلك الصراع المسلح الذي يهدد بتفكيك السودان. وأحدث استمرار القتال لنحو عامين، انقساماً حاداً في البلاد، بين ولايات الوسط والشمال والشرق حيث يسيطر الجيش، ومناطق غرب البلاد وجنوبها حيث تسيطر «قوات الدعم السريع»، خصوصاً في مناطق دارفور وكردفان وجنوب النيل الأزرق.

وتدخل الحرب في السودان عامها الثالث في منتصف أبريل (نيسان) المقبل، وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين بين نازح ولاجئ في دول الجوار.

استهجان ليبي لدعوة «ميليشياوي» المواطنين إلى «الثورة»

استهجن ليبيون دعوة أطلقها صلاح بادي، قائد ما يُعرف بـ«لواء الصمود» في غرب ليبيا، إلى «الثورة» ضمن هجومه على الحكومتين المتنازعتين على السلطة، موجهاً إليهما انتقادات واتهامات بـ«الفساد».

جاء الظهور النادر لبادي ضمن تسجيل مصور، حمل أيضاً رسالة وجّهها لمن أسماهم «الشرفاء» من أنصار معمر القذافي للمشاركة في «بناء المستقبل»، مشيراً إلى أنه «لا فرق بين حفيده وحفيد القذافي»، لكن دعوته قوبلت باستهجان أيضاً من جانب معسكر النظام السابق.

«الثورة» التي يحرض عليها بادي تستهدف من أسماه «حكم العائلتين»، في إشارة إلى الدبيبة وحفتر، في غرب ليبيا وشرقها.

ومن بين أنصار نظام القذافي، استهجن المحلل السياسي عثمان بركة، تصريحات بادي، واستبعد أن يستجيب أنصار النظام السابق لدعوة بادي، أو أن «يضعوا يدهم في يد» من وصفها بـ«ميليشيات ساهمت في تدمير بلدهم ومقدرات وطنهم»، بحسب إفادته لـ«الشرق الأوسط».

وبادي كان ضابطاً سابقاً في قوات القذافي، لكنه انشق في فبراير (شباط) 2011 وأسّس ميليشيا خاضت صراعاً دامياً في مصراتة، علماً أنه مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن منذ 2018، بتهمة «تقويض جهود الحل السياسي في ليبيا».

وانتقد بركة على نحو حاد دعوة بادي لـ«الثورة»، قائلاً: «ليس له مصداقية، ولسنا ضعفاء أو جهلاء»، عادّاً أن هجومه على الحكومتين «لا يقع في دائرة اهتمام المناصرين لنظام القذافي؛ لأن همومهم أكبر من الصراع القائم».

وتداولت وسائل إعلام ليبية وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لكلمة بادي، إلا أن القاسم المشترك بينها هو وصفه بـ«المُعاقب دولياً»، في حين لم تخرج أي مبادرات تساند دعوته لـ«الثورة».

ويُتهم قائد ميليشيا «لواء الصمود» على نطاق واسع بقيادة حملة عسكرية لتهجير أهالي مدينة تاورغاء (240 كيلومتراً شرق طرابلس) التي كانت تدين بالولاء للنظام السابق بعد عام 2011، قبل اتفاق مصالحة مع مصراتة أنهى سنوات من الصراع والتهجير.

وهنا يشكك الناشط التاورغائي (نسبة إلى تاورغاء)، عياد عبد الجليل، في مصداقية حديث بادي، وقال متسائلاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كيف يتحدث عن ثورة ضد فساد، ويدعو إلى مصالحة مع نظام سابق؛ وقد تورط في مأساة تهجير أهالي تاورغاء؟!».

من جهته، أدرج المحلل العسكري، محمد الترهوني، هذه التصريحات ضمن «صراع بين ميليشيات في مصراتة وطرابلس وتسخين الأجواء»، عادّاً دعوة بادي الليبيين إلى التحرك ضد الحكومتين من بين «محاولات متكررة لجس نبض الليبيين قبل افتعال الأزمات».

وسبق أن أعلنت ميليشيا «لواء المرسى - سرية الموت»، التابعة لبادي، في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، عن تحريك عدد من ألويتها باتجاه العاصمة طرابلس، في خطوة لتعزيز الوجود الميداني ورفع مستوى الجاهزية.

وفي سياق الاستهجان والتشكيك في حديث بادي ودعوته الليبيين للقيام بثورة، توقع وكيل وزارة الخارجية السابق، حسن الصغير، أن يكون هدف هذا الظهور هو «الوقوف أمام دعوة الحكم الفيدرالي التي أطلقها نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني». ويستند الصغير في توقعه إلى حديث قائد «لواء الصمود» عن مشروع الكوني، وأن «تقسيم ليبيا صار أمراً واقعاً بين إقليمين وحكومتين وجيشين».

ووفقاً لتقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، فإن بادي هو قائد أيضاً لـ«لواء المرسى» المصراتي، التابع لـ«قوة درع ليبيا الوسطى». وسبق أن قاد هجوماً للسيطرة على مطار طرابلس الدولي في يوليو (تموز) 2014؛ ما أسفر عن تدمير 15 طائرة مدنية ليبية. وفي عام 2018 فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على بادي بتهمة تقويض الأمن عبر توجيه هجمات على جماعات موالية لحكومة «الوفاق» السابقة.

وتعاني ليبيا من انقسام بين حكومتين: إحداهما في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية بقيادة أسامة حمّاد في شرق ليبيا، مكلفة من مجلس النواب، وتحظى بدعم من قائد «الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر.

شارك