«هدنة غزة» .. إنهاء الحرب واستئنافها بينهما شعرة/مطالب غربية وأممية بتحقيق العدالة في ليبيا «دون تدخلات سياسية»/«قوات الدعم السريع» تعلن اكتمال ترتيبات تشكيل الحكومة الموازية
الأحد 09/مارس/2025 - 09:29 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 9 مارس 2025.
الاتحاد: سوريا تستعيد عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي
قرر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في دورته العشرين الاستثنائية في مقر المنظمة بجدة، غرب السعودية استئناف عضوية سوريا في المنظمة بعد 13 عاما من التعليق. وقالت المنظمة، إن «المجلس طلب من أمين عام المنظمة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار، ورفع تقرير بشأنه للدورة القادمة لمجلس وزراء الخارجية».
وأعربت وزارة الخارجية السورية، في بيان على صفحتها بموقع فيسبوك، عن ترحيبها بالقرار، مؤكدة أنه «يمثل خطوة مهمة نحو عودة سوريا إلى المجتمعين الإقليمي والدولي كدولة حرة وعادلة».
في سياق آخر، من المقرر أن يجتمع كبار المسؤولين من تركيا والأردن وسوريا والعراق في عمان اليوم الأحد لإجراء محادثات أمنية إقليمية رفيعة المستوى، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية تركية أمس. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الشهر الماضي إن البلدان الأربعة ستتعاون في محاربة المتطرفين من تنظيم داعش. وسيبحث وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء الأجهزة الاستخباراتية من البلدان الأربعة التهديدات الأمنية وجهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وفقا للمصادر التركية.
توغل إسرائيلي في جنوب سوريا
توغلت القوات الإسرائيلية ليل أمس في بلدة جملة الواقعة غربي درعا بجنوب سوريا، حيث نفذت مداهمات استهدفت عدداً من المنازل في المنطقة، وسط استنفار أمني.
وفرضت قوات الاحتلال طوقاً أمنياً حول أحد المنازل في البلدة، وطلبت من مالكه الحضور إلى الموقع، في حين كانت زوجته وأطفاله داخل المنزل، حسبما أفادت تقارير إعلامية.
ونقل تلفزيون سوريا على موقعه الإلكتروني أمس عن مصادر محلية قولها إن جنود الاحتلال أجروا اتصالاً بمالك المنزل، مطالبين إياه بتسليم نفسه، من دون تقديم أي توضيحات حول الأسباب.
ووفق التلفزيون السوري، يأتي هذا التوغل ضمن سلسلة عمليات مماثلة شهدتها مناطق في الجنوب السوري خلال الفترة الأخيرة، في ظل تصاعد التوتر الأمني بالمنطقة.
الخليج: سفير أمريكي جديد لدى لبنان.. و«قانون البيجر» لتقليص نفوذ حزب الله
اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ميشال عيسى سفيراً للولايات المتحدة لدى لبنان، فيما قدم نائب جمهوري مشروع قانون للكونغرس الأمريكي يهدف لتقليص نفوذ «حزب الله» في لبنان، في وقت شنّ الجيش الإسرائيلي غارة استهدفت عنصراً في الحزب.
قال الرئيس الأمريكي إنه اختار ميشال عيسى ليكون سفيراً للولايات المتحدة لدى لبنان. وكتب على موقع تروث سوشيال: «ميشال رجل أعمال بارز وخبير مالي وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية».
من جهة أخرى، أعاد النائب الأمريكي الجمهوري غريغ ستيوب تقديم مسوّدة مشروع قانون إلى الكونغرس، يهدف إلى الضغط على الحكومة اللبنانية والجيش لتقليص نفوذ «حزب الله» وحلفائه في لبنان.
ويحمل المشروع اسم «منع الجماعات المسلحة من الانخراط في التطرف»، ويشترط اتخاذ الحكومة اللبنانية خطوات ملموسة خلال 60 يوماً لنزع سلاح الحزب، مع فرض عقوبات على الأفراد والكيانات المتورطة في دعمه.
كما ينص المشروع المعروف أيضاً ب«قانون بيجر»، على وقف التمويل الفيدرالي الأمريكي للجيش اللبناني ما لم يلتزم بشروط صارمة تتعلق بإنهاء نفوذ «حزب الله» وقطع أي صلات مع إيران.
وينص القانون على عدم استئناف التمويل الأمريكي للجيش اللبناني إلا بعد تأكيد وزير الخارجية للكونغرس تحقيق لبنان لمجموعة من الشروط، أبرزها إنهاء أي اعتراف رسمي بحزب الله وحلفائه، وسحب الشرعية السياسية عن «كتلة الوفاء للمقاومة» وحركة «أمل».
كما يدعو المشروع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559 لعام 2004، الذي يفرض تفكيك جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وإخراج قوات «حزب الله» من معاقلها المعروفة ومنع إعادة تمركزها.
وكان ستيوب قد قدم القانون لأول مرة إلى الكونغرس في 18 سبتمبر/إيلول الماضي.
يذكر أنه في 17 و18 سبتمبر 2024، شهد لبنان وسوريا سلسلة تفجيرات متزامنة استهدفت أجهزة إلكترونية، أبرزها أجهزة البيجر(النداء الآلي أو الطنان) وأجهزة الاتصال اللاسلكي (ووكي-توكي)، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى وإصابة آلاف آخرين بينهم أطفال.
على صعيد الأرض، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه استهدف عنصراً في حزب الله في جنوب لبنان غداة إغارته على مواقع عسكرية تابعة للحزب.
وقال الجيش في بيان «أغارت طائرة لسلاح الجو على مخرب من حزب الله عمل على إقامة بنية تحتية لتوجيه أنشطة للحزب في جنوب لبنان». وأكد البيان أن إسرائيل ستمنع إعادة «تموضع حزب الله» في المنطقة. وكان الجيش أعلن الجمعة أنه أغار على «مواقع عسكرية» تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، متحدثاً عن رصد «مواقع تخزين عتاد عسكري ومنصات إطلاق صواريخ»، وأكد أن وجود هذه الأسلحة في المواقع المذكورة «يشكل تهديداً» وأن الجيش «سيواصل العمل لإزالة أي تهديدات ضد إسرائيل».
من جانبها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن سلسلة من الضربات الإسرائيلية استهدفت عدة مناطق جنوبية، بما في ذلك تلة في جبل الريحان بمنطقة جزين، ووادٍ في منطقة صيدا، وعدة بلدات في الجنوب.
وكان مئات اليهود المتشددين (الحسيديم) برفقة جنود إسرائيليين عبروا الحدود إلى الأراضي اللبنانية الجمعة للصلاة في مقام ديني قديم، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في لبنان، حيث اتهمهم الجيش «بانتهاك» سيادته. وأشار إلى أن «قوات العدو سمحت للمستوطنين بالوصول إلى ما يزعم أنه مقام ديني في منطقة العباد - حولا في الجنوب».
وأظهرت مقاطع فيديو إسرائيلية المصلين في مقام يُعتقد أنه يخص الحاخام «آشي»، وهو عالم يهودي من القرن الرابع الميلادي. ويكون الموقع على الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 للفصل بين لبنان وإسرائيل.
الهدوء يعود إلى منطقة الساحل السوري
دعا الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، حملة السلاح من عشيرة الرئيس السابق بشار الأسد، إلى تسليم أنفسهم «قبل فوات الأوان»، فيما بسطت قوى الأمن سيطرتها على اللاذقية وطرطوس، وصدت هجمات على قاعدة عسكرية ومستشفى.
وقال الشرع «لقد اعتديتم على كل السوريين وإنكم بهذا قد اقترفتم ذنباً عظيماً لا يغتفر، وقد جاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه، فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان»، وذلك في خطاب بثّته قناة الرئاسة السورية على منصة تلغرام. وتابع «سنستمر بحصر السلاح بيد الدولة ولن يبقى سلاح منفلت».
وشهدت منطقة الساحل السوري، أمس السبت، «هدوءاً نسبياً»، لكن القوات الأمنية واصلت عمليات «الملاحقة والتمشيط في الأماكن التي يتحصن فيها المسلحون»، وأرسلت تعزيزات إضافية.
وأعلن مصدر في وزارة الدفاع السورية «بالتنسيق مع إدارة الأمن العام، تم إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، وذلك لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجياً إلى المنطقة». وقال إن الوزارة «شكلت سابقاً لجنة طارئة لرصد المخالفات، وإحالة من تجاوز تعليمات القيادة خلال العملية العسكرية والأمنية الأخيرة إلى المحكمة العسكرية». وأفاد بأنّ قوات الأمن عززت انتشارها السبت لا سيما في مدن بانياس واللاذقية وجبلة، بهدف «ضبط الأمن». ونقلت صحيفة «الوطن» السورية، السبت، عن مصدر عسكري قوله إنه تم إيقاف العملية العسكرية في منطقة الساحل غرب البلاد، لحين إخراج العناصر غير المنتمين إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية. وشدد المصدر على ملاحقة حاملي السلاح.
وتصدّت قوات الأمن فجر السبت لهجوم من قبل من أسمتهم «فلول النظام البائد» استهدف المستشفى الوطني في مدينة اللاذقية. وأفادت وزارة الدفاع فجر السبت، بإفشال هجوم لفلول النظام السابق على قيادة القوات البحرية بمدينة اللاذقية شمالي غرب سوريا.
وإثر تعرض قوة تابعة لها لكمين في محيط بلدة جبلة، أوقع 16 قتيلاً، أرسلت قوات الأمن تعزيزات عسكرية إلى الساحل وفرضت حظر التجول. وقال مسؤول أمني سوري إن عشرات من أفراد قوات الأمن قتلوا في اشتباكات عنيفة مع مسلحين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 350 شخصاً من طائفة الرئيس السابق بشار الأسد قتلوا منذ الخميس الماضي. وأقر مسؤولون سوريون بوقوع «انتهاكات» خلال العملية، وألقوا باللوم فيها على حشود غير منظمة من المدنيين والمقاتلين الذين سعوا إما إلى دعم قوات الأمن الرسمية وإما إلى ارتكاب جرائم وسط فوضى القتال.
وفي وقت سابق، قال مصدر أمني باللاذقية لوكالة «سانا» إن فلول النظام السابق استهدفت المستشفى الوطني باللاذقية، مشيراً إلى أن قوى الأمن العام تقوم بالتصدي لهم.
«التعاون الإسلامي» تتبنى الخطة العربية لإعادة إعمار غزة
ترأس خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي في دورته العشرين بشأن الوضع في غزة، والذي عقد أمس الأول الجمعة في جدة بالمملكة العربية السعودية.وتبنّت منظمة التعاون الإسلامي، فجر أمس السبت، في الاجتماع الخطة العربية لإعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين، كبديل عن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما أعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا دعمها الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، بينما أكدت حركة «حماس»، خلال محادثات أجرتها في القاهرة، أن هناك مؤشرات إيجابية بشأن مفاوضات المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ألقى المرر، في هذا الاجتماع الاستثنائي الذي حضره عدد كبير من وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، كلمة دولة الإمارات والتي أكدت أنّ هذا الاجتماع الاستثنائي يُعقد في لحظة مفصلية وبالغة الأهمية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يُتطلب فيه اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة تحديات صعبة تهدد القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة وأمنها. وقال المرر في الكلمة إنّ الأوضاع الحالية تتطلب المزيد من التنسيق والتعاون بين دول المنظمة باتباع مسار مختلف يغلّب الحلول السياسية والسلمية للصراع بدلاً من المواجهة والدمار. فليس مقبولاً العودة إلى الوضع الذي كان سائداً في قطاع غزة قبل السابع من أكتوبر 2023.وفي ضوء ما شهده قطاع غزة والأرض الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر 2023، ومع استمرار العنف والهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، فقد عبّرت الكلمة عن إدانة واستنكار دولة الإمارات لتلك الأعمال، ومطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة. كما أكد المرر رفض دولة الإمارات القاطع لجميع المحاولات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، الأمر الذي يؤدي لمزيد من عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة. وشدد المرر على أن الحلول المؤقتة لغزة مصيرها الفشل، وأنه يتوجب الدفع بعملية تؤمّن حلاً مسؤولاً ومستداماً ليس فقط لمستقبل قطاع غزة، بل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يوفر أفقاً سياسياً على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، وبما يؤدي إلى حل مستدام يوفر الاستقرار والازدهار للمنطقة ويحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكداً أنه لن يكون متاحاً العمل على إعادة إعمار قطاع غزة دون وجود أفق سياسي يؤمن حلاً مستداماً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فليس من المقبول تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ولا بقاء قطاع غزة دون سلطة وطنية فلسطينية شرعية كفوءة ومسؤولة وقادرة على حصر السلاح بيدها، وعلى توفير الأمن والاستقرار وسيادة القانون.وأكد المرر أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً في استمرار الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء الفلسطينيين، وأن عملية «الفارس الشهم 3» مستمرة ومتواصلة لتوفير المستلزمات المنقذة للحياة في قطاع غزة وبكل الطرق الممكنة البرية والبحرية والجوية.
وجاء الاجتماع الوزاري للمنظمة التي يبلغ عدد أعضائها 57 دولة، بعد ثلاثة أيام من تبني الجامعة العربية للخطة التي قدمتها مصر خلال قمة في القاهرة. وتلحظ الخطة التي صاغتها القاهرة إعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين مع عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع. وجاء في بيان صباح أمس السبت، أن منظمة التعاون الإسلامي «تتبنى الخطة... بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة». وأضافت المنظمة التي تمثّل دول العالم الإسلامي أنها «تحث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على تقديم الدعم اللازم للخطة بسرعة».
وأكد المجلس الوزاري، الرفض المطلق والتصدي الحازم للخطط الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني فرادى أو جماعات، داخل أرضهم أو خارجها، أو التهجير القسري أو النفي والترحيل بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف أو مبرر، باعتبار ذلك تطهيراً عرقياً وانتهاكاً جسيماً للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية بموجب ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ومساساً مرفوضاً بسيادة الدول واستقرارها وتهديداً لأمنها وسلامة أراضيها، مديناً سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة إلى إجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه.
ودان المجلس، سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة إلى إجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه، رافضاً أي محاولات إسرائيلية لتغيير التركيبة السكانية في الأرض الفلسطينية. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بعد الاجتماع: «بالتأكيد إنه أمر شديد الإيجابية أن يتبنّى الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة المصرية... التي أصبحت الآن خطة عربية إسلامية». وأضاف أن الخطوة المقبلة تتمثّل في أن «تكون الخطة خطة دولية، من خلال تبنّي الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية كاليابان وروسيا والصين وغيرهم للخطة... هذا ما سنسعى إليه، ونحن لدينا تواصل مع كل الأطراف بما في ذلك الطرف الأمريكي».
من جهة أخرى، رحبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، أمس السبت، بالخطة العربية بشأن غزة، معتبرة في بيان مشترك أنها توفر «مساراً واقعياً لإعادة إعمار» القطاع. وجاء في البيان الصادر في برلين عن وزراء خارجية هذه الدول أنه «في حال تنفيذها»، فإن هذه الخطة تعد «بتحسن سريع ودائم في الظروف المعيشية الكارثية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة» جراء الحرب الإسرائيلية على غزة.
في غضون ذلك، أعلنت حركة حماس، أمس السبت، أنها أجرت محادثات في العاصمة المصرية، حول مخرجات القمة العربية الأخيرة، واتفاق وقف النار في غزة. وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، أمس السبت إن الحركة ترى مؤشرات إيجابية فيما يتعلق ببدء المرحلة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف في بيان: «جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات المرحلة الثانية والمؤشرات إيجابية نحو ذلك». إلى ذلك، ذكر مصدر أمريكي لموقع «والا» الإسرائيلي، أمس السبت، إن إدارة الرئيس السابق جو بايدن، أجرت محادثات غير مباشرة مع حركة «حماس» عبر جهة أمريكية غير رسمية، لكنها مقربة من الحكومة الأمريكية.
البيان: «هدنة غزة» .. إنهاء الحرب واستئنافها بينهما شعرة
يحاول وسطاء هدنة غزة الدفع قدماً باتجاه تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ما يمهد الطريق لإنهاء الحرب، وسط تقارير إسرائيلية ترجح العودة إليها، رغم وجود مفاوضات واتصالات حثيثة للحفاظ على الهدنة والانتقال للمراحل التالية.
حركة حماس تتحدث عن مؤشرات إيجابية بشأن إمكانية «البدء بمفاوضات المرحلة الثانية». وقال المتحدث باسمها عبداللطيف القانوع، في بيان إن «جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات المرحلة الثانية والمؤشرات إيجابية نحو ذلك».
وقال قيادي آخر لوكالة فرانس برس إن «حماس أبدت استعدادها للتوصل لصفقة تبادل لإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين ومن بينهم الأسرى الذين يحملون جنسيات أمريكية، والاتفاق حول المعايير الخاصة بعدد المعتقلين الفلسطينيين الواجب إطلاق سراحهم مقابل كل أسير».
وأكد القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «حماس» تريد التوصل لاتفاق شامل يضمن وقفاً دائماً وشاملاً لإطلاق النار ويوفر الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة وإنهاء الحصار والبدء بإعمار القطاع وتوفير الدعم المالي بناء على مخرجات القمة العربية الطارئة الأخيرة في القاهرة.
وقد صدر أمس، دعم أوروبي للخطة العربية لإعادة الإعمار، ما يعني دعماً تلقائياً لإنهاء الحرب، حيث أعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، دعم الخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة. وزراء خارجية الدول الأربع أكدوا، في بيان نقلته وكالة «وام»، أن الخطة تظهر مساراً واقعياً لإعادة الإعمار وتتعهد، إذا تم تطبيقها، بتحسين سريع ومستدام للظروف المعيشية الكارثية للفلسطينيين في غزة.
استئناف الحرب
في الأثناء، تكشف «وول ستريت جورنال» عن أن إسرائيل أعدت خطة تدريجية لتصعيد الضغوط على «حماس»، بما في ذلك قطع إمدادات الحياة الأساسية عن غزة، وشن غارات، وإجبار سكان القطاع الذين عادوا إلى الشمال على الإخلاء مرة أخرى، وإعادة التوغل العسكري، إذا لم تطلق «حماس» سراح الأسرى المتبقين.
وبحسب الصحيفة، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بالعودة إلى الحرب إذا رفضت «حماس» الامتثال لمطالب الإفراج عن الأسرى المتبقين خلال ستة أسابيع.
وتقول إن إسرائيل بدأت تنفيذ أولى مراحل عودتها للحرب من خلال منع دخول السلع إلى غزة، أما المرحلة التالية وفقاً لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فتشمل قطع الكهرباء والمياه، الأمر الذي نوقش في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأخير.
وقالت «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن إسرائيل قد تشن عملية عسكرية شاملة على غزة، تستخدم فيها قوات أكبر من تلك التي شاركت في جولات القتال السابقة بهدف إعادة احتلال أجزاء من القطاع.
وفيما تؤكد «اندبندنت عربية» أن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية تامير هايمن - باعتباره رئيساً حالياً لمعهد أبحاث الأمن القومي - أشرف على إعداد وثيقة مبادئ تهدف إلى إنهاء الحرب، تقول إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد إيال زامير اعتبر العودة للقتال مسألة وقت، وأن واحداً من أبرز قراراته كان إقالة الناطق بلسان الجيش دانيال هاغاري.
وتشير الصحيفة إن عاماً ونصف عام من الحرب على مختلف الجبهات من دون انتصار كامل في أي منها، هو وضع دفع نخبة من المحللين والأمنيين والعسكريين السابقين في تل أبيب لوضع ما سموها «مبادئ توجيهية للعقيدة والسياسة للأمن القومي لعامي 2025 - 2026»، على أن تكون محوراً لاتخاذ القرارات بالاتجاه الذي يؤدي إلى إنهاء الحرب.
وثيقة مبادئ
وقال هايمن الذي أشرف على إعداد الوثيقة «إن إسرائيل تسعى لشرق أوسط جديد، وهي ما زالت تخوض حرباً لم تتحقق أهدافها بالكامل»، مضيفاً إن «ما نقدمه لصناع القرار وثيقة يجري العمل عليها منذ أشهر عدة وشارك فيها نخبة من المحللين المتخصصين في مختلف المجالات، ونريد أن تكون بمثابة بوصلة مهنية للأجهزة الأمنية، فضلاً عن كونها أساساً للخطاب العام والتفكير الاستراتيجي».
ورأى هايمن أن «الكل فشل... القيادة السياسية والأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية وغيرها من الجهات المرتبطة بالأمن القومي، بمن في ذلك منظمات المجتمع المدني ومعاهد البحوث، سواء من خلال المسؤولية المباشرة أو الارتباط غير المباشر».
ورغم أن معظم المشاركين في الوثيقة ممن يتبنون مطلب الانسحاب الكامل من غزة وبلورة صيغة تشمل هدوءاً في المنطقة، يشكل مضمون التوصيات في حد ذاته نوعاً من التوتر وإطالة الحرب.
نداء المفرج عنهم
طالب 56 أسيراً إسرائيلياً مفرجاً عنهم في عمليات التبادل، طالبوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالكامل وضمان الإفراج عمن تبقى من محتجزين في غزة.
وجاء في رسالة هؤلاء، التي نشرت ليل الجمعة عبر إنستغرام، «نحن الذين عشنا نعلم أن العودة إلى الحرب تهدد حياة أولئك الذين تركناهم خلفنا». وطالب الموقعون، ومنهم ياردن بيباس الذي لقيت زوجته وولداهما حتفهما أثناء الاحتجاز في القطاع، نتانياهو بـ«تنفيذ الاتفاق بالكامل».
ثمة عوامل تدفع باتجاه الحرب، وعوامل مضادة، وبينهما شعرة، فأيهما سيفرض نفسه. الأيام أو الأسابيع المقبلة تحمل الإجابة.
لبنان بين «الإصلاح» الحكومي والهمّ الجنوبي
غداة إطلاق مجلس الوزراء اللبناني ورشة الإصلاح الشامل على مختلف الصعد الإدارية والمالية والقضائية، والتي تشكّل حجر الزاوية لإعادة النهوض بمؤسّسات الدولة، عاد الملفّ الجنوبي ليتصدّر بقوّة أولويّات المشهد الداخلي، وذلك من بوّابتيْن ميدانيّة وماليّة، عدا عن كون إسرائيل لا تريد الانسحاب من النقاط الـ5 التي لا تزال تحتلّها في جنوب لبنان.
وبرز خرق إسرائيلي جديد للسيادة اللبنانية، تمثل في دخول مجموعة من يهود الحريديم إلى «قبر العبّاد»، الواقع عند أطراف بلدة حولا الحدوديّة، تحت غطاء «زيارة دينية» لقبر «الحاخام آشي»، الأمر الذي أثار مزيداً من التساؤلات المريبة، في ظلّ الإحراج الذي يواجهه لبنان بالتعويل على الضغط الدبلوماسي، الأمريكي خصوصاً، على تلّ أبيب لجعلها تنكفئ عن الاختراقات، وإفساح المجال أمام السلطات اللبنانية لتنفيذ التزاماتها في ما يعود للاتفاق والقرار 1701.
أما التطوّر الثاني من البوّابة المالية والإعمارية، فجاء عبر تقرير للبنك الدولي، قدّر فيه التكلفة الاقتصادية للحرب في لبنان بـ14 مليار دولار تقريباً، وإعادة الإعمار بحوالي 11 مليار دولار. وعلمت «البيان» من أوساط دبلوماسية أن على لبنان وضع مهلة زمنية لتسليم «السلاح غير الشرعي»، في إشارة إلى سلاح «حزب الله»، ذلك أن «لا شيء اسمه إعادة إعمار من دون دولة»، لافتةً إلى أن المجتمع الدولي حاسم بأن الأموال تأتي إلى الدولة فقط.
وفي ضوء هذين التطوّرين، أفادت أوساط مطلعة لـ«البيان» أن الجلسات المقبلة لمجلس الوزراء ستتخذ وتيرة سريعة للتعجيل في إنجاز الأولويات الأكثر إلحاحاً في كلّ الاتجاهات الإصلاحية، وأن هذا الأمر سيترافق مع تكثيف التحرّك الرسمي والدبلوماسي على كل المستويات المطلوبة لمواجهة معالم التصعيد الإسرائيلي في انتهاك اتفاق وقف النار والقرار 1701.
الشرق الأوسط: مطالب غربية وأممية بتحقيق العدالة في ليبيا «دون تدخلات سياسية»
واصل عضو المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني، الترويج لمبادرته المثيرة للجدل، بشأن العمل بنظام الأقاليم الثلاثة، بمجالس تشريعية ومحافظات تنفيذية في البلاد، وسط مطالب غربية وأممية بتحقيق العدالة بعيداً عن التدخلات السياسية.
أكد بيان مشترك للرؤساء المشاركين لمجموعة العمل، المعنية بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، التابعة للجنة المتابعة الدولية المعنية بليبيا ضمن عملية برلين، التي تضم هولندا وسويسرا وبعثة الأمم المتحدة، عقب اجتماعهم مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على التزامه الراسخ بحقوق الإنسان والعدالة والمحاسبة، وفقاً للقانون الدولي، بوصفها ركائز أساسية لتحقيق السلام المستدام والمصالحة في ليبيا.
وأعلن البيان المشترك، مساء الجمعة، الدعم الكامل لعمل المحكم. وأكد مجدداً على أهمية التحقيق في الجرائم الفظيعة المرتكبة في ليبيا، ومقاضاة مرتكبيها، مشيراً إلى أن السعي لتحقيق العدالة يجب أن يظل مستقلاً ونزيهاً، وخالياً من التدخلات السياسية. وعدّ أن تفويض المحكمة، الذي منحه مجلس الأمن الدولي، يلعب دوراً حاسماً في ضمان المحاسبة على هذه الجرائم.
وثمَّن البيان جهود المحكمة لضمان محاسبة موثوقة ومركزة على الضحايا على المستويين الدولي والوطني، وطالب بأن تظل العدالة للضحايا والناجين في صميم المرحلة الانتقالية التي تمرُّ بها ليبيا، مشدداً على أن الإفلات من العقاب على الجرائم الدولية لا يمكن أن يكون خياراً مطروحاً. كما حثَّ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على التعاون الكامل مع المحكمة، تماشياً مع إحالة مجلس الأمن، بما في ذلك ضمان الوصول الكامل لمحققي المحكمة الجنائية الدولية، وتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعزيز الأطر القانونية المحلية للمحاسبة.
وعدّ البيان أيضاً أن ضمان المحاسبة على الجرائم السابقة ليس عائقاً أمام السلام، بل هو أساسه، في حين يسعى الليبيون إلى تحقيق المصالحة الوطنية والحكم الديمقراطي، مُجدِّداً الالتزام بدعم جهود ليبيا لتعزيز حقوق الإنسان، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، وإنهاء حلقة الإفلات من العقاب.
في غضون ذلك، نقل الكوني، عن بعض نخب وأكاديميي فزان، التقاهم مساء الجمعة، دعمهم مبادرة «نظام الأقاليم الثلاثة»؛ لضمان تحقيق الاستقرار في كل مناطق ليبيا، والمحافظة على وحدتها، وتأكيدهم على ضرورة أن يكون إقليم فزان رقماً مهماً في المعادلة الليبية، نظراً لامتلاكه ثروات طبيعية وكفاءات بشرية.
وبحسب بيان لـ«الرئاسي»، فقد استعرض الوفد المشكلات والصعوبات، التي تعوق تقديم الخدمات للمواطنين في كثير من المجالات، وحالة التهميش التي تكبدها الإقليم؛ بسبب عدم حصوله على نصيبه من مقدرات البلاد، وتجاهل حقوقه المشروعة، وعدّوا مبادرة الكوني نقطة انطلاق ليكون لفزان دوره المحوري في توحيد ليبيا.
وعدّ الكوني هذا التأييد دفعةً معنويةً لاستمرار المطالبة بحقوق فزان المشروعة، مؤكداً أن فزان هو العمق الاستراتيجي للبلاد ومصدر خيراته، الذي يعاني تدنياً كبيراً في مستوى الخدمات؛ بسبب غض طرف الحكومات المتعاقبة أخيراً.
وأشاد الكوني بتحمل الأهالي ضعف الخدمات طيلة السنوات الماضية، والحفاظ على وحدة ليبيا المنهكة والممزقة، وجادل مجدداً بأن نظام الأقاليم بمجالس تشريعية، والمحافظات التنفيذية يبقى الحل الأمثل لتحقيق الاستقرار للمحافظة على وحدة ليبيا.
إلى ذلك، ناشدت بلدية ترهونة، رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، ضرورة التدخل العاجل ودعمها بالإمكانات اللازمة، بعد هطول أمطار غزيرة، وارتفاع منسوب المياه في مناطق عدة، مؤكدة أهمية توفير الاحتياجات المطلوبة لتفادي أي تفاقم في الأوضاع، وحمايةً للأرواح والممتلكات.
وقالت البلدية إن لجنتها للطوارئ واصلت مع الأجهزة الأمنية والعسكرية عملها داخل المدينة، الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة طرابلس؛ لرفع المعاناة عن المواطنين. ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فقد غمرت المياه الشوارع والطرق والمستشفى العام، ما أدى لإغلاق مختلف المسارات الرئيسية وتعطيل الحركة بها.
واكتفت وزارة الموارد المائية، بتحذير مستخدمي طريق العربان - سوق الخميس امسيحل، من خطورة السير على هذا الطريق؛ بسبب سيلان وادي الحمام؛ مما أدى إلى إغلاقه بالكامل، ودعت لاستخدام الطرق البديلة.
فى شأن آخر، قال وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة، بدر التومي، إنه بحث مع رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، نيكوليتا جيوردانو، سبل تعزيز التعاون عبر مشروعات تنموية مشتركة، لافتاً إلى أهمية هذا التعاون في مواجهة مخاوف الرأي العام بشأن حساسية ملف الهجرة، في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها البلاد، بوصفه يلامس كثيراً من القطاعات، ويجب العمل عليه وفق الأطر والتنسيقات المعتمدة.
من جهته، أدرج القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، تفقده مساء الجمعة بعض المشروعات الحيوية في مدينة بنغازي (شرق)، بما في ذلك مشروع إعادة توسيع مينائها البحري، في إطار ما وصفه بـ«حرصه المستمر على متابعة تنفيذ المشروعات الاستراتيجية، والوقوف على مدى تقدمها وفق الخطط الزمنية المحددة»، مؤكداً ضرورة إنجاز هذه المشروعات وفق أعلى المعايير الفنية والهندسية، بما يسهم في دعم البنية التحتية وتعزيز التنمية.
عقوبات أميركية «واسعة» تحدق بالعراق
كشف مسؤولان أميركيان لـ«الشرق الأوسط» عن أن عقوبات «واسعة» من المحتمل أن تفرض على أجهزة حكومية وسياسية وفصائل في العراق.
وقال دبلوماسي أميركي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عقوبات من المنتظر فرضها تباعاً على مجموعات عراقية استناداً إلى المذكرة الرئاسية للأمن القومي 2». وأوضح أن «العقوبات سوف تستهدف أفراداً وكيانات قدمت تسهيلات أو أعمالاً تجارية وموارد غير قانونية لإيران». ولن تأخذ العقوبات في الاعتبار «الجهات المرجعية» للمشمولين، سواء كانت غطاءً حكومياً أو «الحشد الشعبي»، أو الفصائل، وفقاً للدبلوماسي.
وقال دبلوماسي أميركي ثانٍ، كان قد عاد أخيراً من بغداد، إن «العقوبات التي قيد الدراسة، لا تهدف إلى تقويض النظام في العراق، بل لاستئصال شبكة المصالح الإيرانية».
وشبّه الدبلوماسي العقوبات بـ«جرعات مكثفة متتالية من العلاج الكيماوي لجسد مصاب بأورام سرطانية».
«قوات الدعم السريع» تعلن اكتمال ترتيبات تشكيل الحكومة الموازية
أعلنت «قوات الدعم السريع» السودانية عن اكتمال الاستعدادات لتشكيل «حكومة سلام ووحدة» في مناطق سيطرتها، وأوضحت أنها ستحمي هذه الحكومة من غارات الطيران الحربي التابع للجيش، لكي تستطيع الحكومة الجديدة تقديم الخدمات لسكان تلك المناطق، بما في ذلك توفير ماكينات طباعة العملة والجوازات.
وتوعدت «قوات الدعم السريع» بمواصلة القتال، حتى هزيمة «القوة الباطشة (في إشارة إلى الجيش) وتحرير ولايات: الشمالية، ونهر النيل، والبحر الأحمر، وكسلا، من سيطرة الحركة الإسلامية» التي تتهمها «الدعم السريع» بالتحكم في قرارات الجيش.
وقال قائد ثاني «قوات الدعم السريع»، الفريق أول عبد الرحيم حمدان دقلو، خلال مخاطبته جماعات سياسية ومدنية وأهلية في العاصمة الكينية نيروبي، إن «ترتيبات تشكيل الحكومة قد اكتملت، وإن ماكينات طباعة جوازات السفر وطباعة العملة أصبحت جاهزة، بجانب تجهيز مآرب أخرى تهم الحكومة» لم يكشف عنها.
«تحالف تأسيس»
ووقعت «قوات الدعم السريع» مع حركات مسلحة، أبرزها «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، بالإضافة إلى قوى سياسية ومدنية، أبرزها حزب «الأمة القومي»، ميثاقاً سياسياً تكوّن بموجبه ما أطلقوا عليه اسم «تحالف تأسيس»، ويهدف لتشكيل حكومة موازية ومناوئة لتلك التي يقودها الجيش، وتتخذ من مدينة بورتسودان عاصمة مؤقتة لها، منذ أن فقد الجيش السيطرة على العاصمة الخرطوم بعد أشهر من اندلاع الحرب مع «قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023.
وقال دقلو إن المناطق التي تسيطر عليها قواته ستكون محمية حماية كاملة من هجمات الطيران الحربي التابع للجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وذلك في تلميح لامتلاك قواته مضادات طيران فعالة. وتعهد دقلو بالعمل على إعمار ما دمرته الحرب، وإقامة مشروعات تنمية في المناطق التي يسيطر عليها، وإن بناء ما سمَّاه «السودان الجديد» سيكتمل في وقت وجيز بعد القضاء على أعداء السودان، وفق تعبيره. وأعلن دقلو عن اقتراب عودته إلى ميدان القتال وقيادة العمليات بنفسه، قائلاً: «سنقاتلهم أينما كانوا، وحق الشعب السوداني لن يضيع أبداً، حتى تخليص شعبنا ليعيش حراً ونزيهاً». وتابع: «ولايات الشمالية، ونهر النيل، وبورتسودان، وكسلا، كلهم نعدهم أهلنا، وسنحررهم من الفلول»، في إشارة إلى أنصار النظام السابق من جماعة الإخوان المسلمين.
مخاوف من التقسيم
وأعلنت «قوات الدعم السريع» السودانية اكتمال الاستعدادات لتشكيل «حكومة سلام ووحدة» في مناطق سيطرتها، وأوضحت أنها ستحمي هذه الحكومة من غارات الطيران الحربي التابع للجيش.
وأثارت خطوة تكوين حكومة موالية لـ«قوات الدعم السريع» بموازاة حكومة الجيش في بورتسودان، مخاوف بين عدد من السودانيين، من أن تؤدي لتفاقم القتال وتجزئه السودان، وذلك على الرغم من تأكيدات تحالف «تأسيس» حرصه على وحدة البلاد. كما أدت الخطوة إلى تقسيم أكبر تحالف لقوى مدنية في البلاد المعروف باسم «تقدم»، إلى مجموعتين: إحداهما بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، التي غيّرت اسمها الآن إلى تحالف «صمود»، وهي تعارض قيام حكومة موازية، بينما المجموعة الأخرى تؤيد قيام مثل هذه الحكومة وتنسق مع الأطراف الأخرى في تحالف «تأسيس».
وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي عزام عبد الله، إن فكرة الحكومة الموازية نشأت بعد أن حرمت حكومة البرهان المواطنين خارج مناطق سيطرتها من خدمات البنوك والتعليم، وحق الحصول على الأوراق الثبوتية وجوازات السفر. وأضاف عبد الله على حسابه في منصة «يوتيوب»، قائلاً: «السودان حالياً مقسوم... والسبب أن الحكومة التابعة للجيش أصدرت عملة جديدة، وحرمت المواطنين من خارج مناطق سيطرة الجيش، من خدمة البنوك، وأيضاً الحصول على الأوراق الثبوتية والجوازات».
دولياً، أعربت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عن «قلقها البالغ» من تداعيات قيام حكومة موازية في السودان، خوفاً من أن يفاقم ذلك الصراع المسلح الذي يهدد بتفكيك السودان. وأحدث استمرار القتال لنحو عامين، انقساماً حاداً في البلاد، بين ولايات الوسط والشمال والشرق حيث يسيطر الجيش، ومناطق غرب البلاد وجنوبها حيث تسيطر «قوات الدعم السريع»، خصوصاً في مناطق دارفور وكردفان وجنوب النيل الأزرق.
وتدخل الحرب في السودان عامها الثالث في منتصف أبريل (نيسان) المقبل، وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين بين نازح ولاجئ في دول الجوار.