إيران تستغل الحوثيين لتحويل اليمن إلى منصة لتصفية الحسابات الإقليمية وتهديد المصالح الدولية
السبت 22/مارس/2025 - 09:42 ص
طباعة

في ظل التصعيد المستمر والتدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني، حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، من وصول قيادات من الحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني وخبراء إيرانيين إلى العاصمة المختطفة صنعاء، تحت غطاء ما يسمى بـ"المؤتمر الثالث لفلسطين"، مؤكداً أن هذا التصعيد الخطير يكشف بوضوح نوايا إيران في تأجيج الصراع باليمن، وتحويله إلى منصة لتصفية الحسابات الإقليمية وتهديد المصالح الدولية، في تحدٍ صارخ للقرارات الدولية، واستمرار لمشروعها التخريبي في المنطقة والعالم.
وأشار الوزير الإرياني إلى أن إيران لعبت منذ سنوات دورًا رئيسيًا في تسليح ودعم المليشيا الحوثية، وتحويلها إلى أداة لتمزيق اليمن، وتقويض الاستقرار الإقليمي، وتوسيع نفوذها العسكري في المنطقة، فيما يدفع الشعب اليمني الفاتورة، واليوم تدفع إيران بمزيد من الأسلحة والخبراء العسكريين إلى صنعاء، مستفيدةً من مطار صنعاء والمنافذ البحرية التي تسيطر عليها المليشيا، لتغذية الحرب وتمكين الحوثيين من التصعيد، ضاربةً عرض الحائط بالقرارات الدولية التي تفرض حظراً على تسليحهم.
وحذر الوزير من تنامي الدعم الإيراني المباشر للمليشيات الحوثية، وتعزيز العمليات العسكرية في اليمن، مما يحوّله إلى ساحة صراع إقليمية وخط إمداد جديد لما يسمى بـ"محور المقاومة"، مشددًا على أن هذا التوسع العسكري لا يهدد أمن اليمن فحسب، بل يشكل خطرًا مباشرًا على أمن المنطقة والملاحة الدولية، حيث يستخدم الحوثيون كأداة إيرانية لضرب استقرار المنطقة وفرض أجندة طهران في البحر الأحمر وباب المندب.
وفي مواجهة هذا التصعيد، دعا الإرياني المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تحويل اليمن إلى نقطة ارتكاز عسكرية لإيران وحلفائها، وذلك عبر فرض عقوبات على قيادات المليشيا الحوثية، وحظر دخول عناصر الحشد الشعبي والخبراء الإيرانيين واللبنانيين إلى اليمن، وتشديد الرقابة على الرحلات الجوية والمنافذ البحرية لمنع تهريب السلاح والمقاتلين، وفرض رقابة دولية على مطار صنعاء لضمان عدم استغلاله كمعبر عسكري بدلاً من منفذ إنساني.
وأكد الإرياني أن السكوت الدولي عن هذه التدخلات لم يعد خيارًا، مشددًا على ضرورة تحرك دولي عاجل لوقف التدخل الإيراني في اليمن قبل أن تتفاقم تداعياته على أمن المنطقة والعالم، وتحويل اليمن إلى منصة دائمة لنشر الفوضى وتوسيع دائرة الحرب الإقليمية. وأضاف أن التغاضي عن هذا العبث يعني التواطؤ مع مشروع تقويض الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة والعالم، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته واتخاذ خطوات فاعلة لكبح هذا التدخل قبل فوات الأوان.
ويرى مراقبون أن تحذيرات الوزير اليمني تعكس واقعًا متصاعدًا في اليمن، حيث أكدت تقارير استخباراتية وإعلامية، أن الحوثيين أصبحوا جزءًا من شبكة إيرانية متكاملة تعمل على زعزعة استقرار المنطقة، ويشير محللون إلى أن تحذيرات الإرياني تتماشى مع الأدلة المتزايدة حول تنامي النفوذ الإيراني في اليمن، خصوصًا بعد تراجع أدوار ميليشيات إيران في لبنان وسوريا، ما دفع طهران إلى تعزيز دور الحوثيين كذراعها الأقوى في المنطقة.
كما يرى خبراء في الشأن الإقليمي أن تصريحات الإرياني تعكس قلقًا مشروعًا بشأن تحول اليمن إلى ساحة صراع إقليمية جديدة، حيث تسعى إيران إلى استخدام الحوثيين كورقة ضغط في مفاوضاتها الدولية، مع استمرارها في تهريب الأسلحة وتقديم التدريب العسكري لهم عبر حزب الله والحشد الشعبي العراقي.
في المقابل، يشير بعض المحللين إلى أن المجتمع الدولي لم يتخذ حتى الآن إجراءات حاسمة لوقف هذا التدخل الإيراني، على الرغم من تصاعد التهديدات التي يمثلها الحوثيون على الأمن الإقليمي والملاحة الدولية، ويؤكدون أن الدعوات التي أطلقها الإرياني، بما في ذلك فرض عقوبات على القيادات الحوثية وتشديد الرقابة على الموانئ والمطارات، يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية دولية لاحتواء النفوذ الإيراني في اليمن.
وبالمجمل، يتفق المراقبون على أن تصريح الإرياني يعكس واقعًا خطيرًا يتطلب تحركًا دوليًا سريعًا، لا سيما في ظل تصاعد الهجمات الحوثية على خطوط الملاحة، واستمرار إيران في تقديم الدعم العسكري لهم، ما يجعل من اليمن نقطة ارتكاز رئيسية في مشروع طهران الإقليمي.