شحنة طائرات مسيّرة في قبضة الأمن اليمني.. كيف يواصل الحوثيون تعزيز ترسانتهم؟
الجمعة 28/مارس/2025 - 10:46 ص
طباعة

في ظل الجهود المستمرة لمكافحة عمليات التهريب التي تهدد الأمن الوطني والإقليمي، وفي سياق تصعيد الرقابة على المنافذ الحدودية لمواجهة عمليات التهريب التي تستهدف تعزيز قدرات الجماعات المسلحة، أعلنت السلطات اليمنية، الإثنين، عن ضبط شحنة كبيرة من مكونات الطائرات المسيّرة أثناء محاولة تهريبها عبر الحدود الشرقية للبلاد، حيث تمكنت السلطات من ضبط 800 مروحة طيران مسيّر خلال محاولة تهريبها من سلطنة عمان عبر المنفذ البري بمحافظة المهرة، شرقي اليمن.
ووفقًا لوكالة "سبأ" للأنباء، تمكن موظفو الجمارك بالتعاون مع الجهات الأمنية في جمرك منفذ صرفيت من إحباط محاولة تهريب الشحنة التي تتكون من مراوح طيران مسيّر صينية الصنع تابعة لشركة (GEFMAN).
وتتميز هذه المراوح بقوة تصل إلى 1050 وات، وهي ثلاثية الشفرات ومصنوعة من ألياف زجاجية وكربونية، مما يجعلها ذات كفاءة عالية للاستخدام في الطائرات المسيّرة، وكانت الشحنة المهربة مخفية داخل سيارة من نوع توسان، حيث تم توزيعها داخل المقصورة الأمامية والخلفية للسيارة في محاولة لإخفائها عن أعين الرقابة، وفقًا لمصادر أمنية.
وأكد مدير عام جمرك صرفيت، أحمد باكريت، أهمية هذه العملية في الحد من عمليات التهريب التي تهدد الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة تأتي تنفيذًا لقانون الجمارك والتشريعات ذات الصلة، وانسجامًا مع توجهات الحكومة واللجنة العليا لمكافحة التهريب.
وأضاف باكريت أن موظفي الجمارك بالتعاون مع الجهات الأمنية يعملون على تكثيف الجهود لمكافحة تهريب السلع الممنوعة، مؤكداً التزامهم بمسؤولياتهم الوطنية في التصدي لأي محاولات تهدد الأمن الوطني والإقليمي والدولي، كما أشاد بالدور الكبير الذي تلعبه قيادتا وزارة المالية ومصلحة الجمارك في دعم عمليات التفتيش والمراقبة، وتوفير التدريب والتأهيل اللازم لكوادر الجمارك، مما ساهم في تحقيق العديد من النجاحات في مجال مكافحة التهريب.
وعلى صعيد متصل، صرّح وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بأن تمكن الأجهزة المختصة في جمرك منفذ صرفيت من ضبط 800 مروحة طيران مسيّر، كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، يمثل تطورًا خطيرًا يؤكد مضي المليشيا في تعزيز قدراتها العسكرية وتطوير ترسانتها من الطائرات المسيّرة، التي استخدمتها بشكل متكرر في زعزعة استقرار المنطقة واستهداف الملاحة الدولية.
وأشار الإرياني إلى أن ضبط هذه الشحنة الكبيرة يأتي في وقت حرج، حيث تواصل المليشيا تصعيد هجماتها العدائية التي تهدد أمن البحر الأحمر والممرات البحرية الدولية، بدعم مباشر من إيران التي تزودها بالأسلحة والخبراء في انتهاك صارخ للقرارات الأممية، وأكد أن استمرار هذا الدعم يعزز قدرة الحوثيين على تطوير أسلحة متقدمة وتدريب المقاتلين، ما يضاعف من خطر هجماتهم الإرهابية التي تهدد الاقتصاد العالمي.
وأضاف الإرياني أن نجاح هذه العملية يبعث برسالة قوية حول عزم الدولة على التصدي لكل ما يهدد أمنها القومي والإقليمي، ويعزز مكانة اليمن كشريك موثوق في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة التهديدات الأمنية المتزايدة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بسبب نشاطات المليشيات المدعومة من طهران.
وشدد الإرياني على أن استمرار تدفق هذه التقنيات يعزز قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات إرهابية ضد السفن التجارية وناقلات النفط والمنشآت الحيوية في المنطقة، والتي تمثل شريان حياة للاقتصاد العالمي، ودعا إلى ضرورة تعزيز الرقابة البحرية والبرية على المنافذ الحيوية التي يمكن أن تُستخدم في عمليات التهريب، لضمان الحد من تدفق المعدات المتطورة المستخدمة في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة.
وأكد الوزير أن ضبط هذه الكمية الكبيرة من المكونات العسكرية يستدعي تحركًا دوليًا أكثر حزماً لوقف عمليات تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي، والضغط على إيران للالتزام بالقرارات الأممية ووقف توريد الأسلحة والذخائر للمليشيا الحوثية، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على الجهات التي تدعم تهريب الأسلحة.
واختتم الإرياني تصريحاته بالتأكيد على ضرورة تكثيف المجتمع الدولي دعمه للحكومة اليمنية في محاربة شبكات التهريب التي تغذّي مليشيا الحوثي بالسلاح والمعدات العسكرية، وإقرار رقابة صارمة على المنافذ البحرية والبرية التي تُستخدم في تهريب الأسلحة والذخائر، وتوفير آليات تنسيق دولية فعالة لمكافحة هذه العمليات، وشدد على أهمية تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته الكاملة في مكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات الحوثية التي لا تؤثر فقط على أمن اليمن، بل تمس أمن وسلامة المنطقة والعالم بأسره.