الحرب الاسرائيلية الايرانية: تحديات واستجابات في ظل التوتر المتزايد
الإثنين 16/يونيو/2025 - 03:38 م
طباعة

تتصاعد الحرب الجارية بين إيران وإسرائيل بوتيرة غير مسبوقة، مما يُثير حالة خوف عميقة داخل النظام الإيراني من تداعيات هذا الصراع الذي يهدد بتوسيع نطاقه ليشمل المنطقة بأسرها. النظام يحاول إخفاء هذا القلق خلف خطابات رسمية مفعمة بالحماس تتحدث عن الصمود والقدرة على تحقيق النصر العسكري، لكن الضربات المتكررة التي تشنها إسرائيل، مدعومة بصمت دولي أو دعم غير مباشر من حلفائها، تكشف عن انهيار تدريجي في الثقة الداخلية والمصداقية الدولية للنظام. هذا التقرير يهدف إلى استعراض التحديات الناشئة عن الحرب الجارية، بما في ذلك مواقف المجتمع الدولي، الاستجابات الشعبية والرسمية داخل إيران، والتداعيات المحتملة على الاقتصاد والدبلوماسية، مع التركيز على الرعب الذي ينتاب القادة من فقدان السيطرة وسط هذا الصراع المستمر الذي يتطلب تحليلاً معمقاً لفهم مساره المستقبلي.
فضاء الصحف اليوم
• هم ميهن في مقالها "مجلس الأمن أعطى إسرائيل إشارة خضراء"، تناولت بتفصيل دور مجلس الأمن الدولي في هذا الصراع، مشيرة إلى أن صمته أو فشله في اتخاذ إجراءات حاسمة قد شجع إسرائيل على تصعيد الضربات العسكرية ضد إيران. الصحيفة أوضحت أن النظام يعاني من حالة خوف شديد من عزلة دولية متزايدة، حيث يرى أن هذا الصمت يعكس دعماً ضمنياً لإسرائيل من قوى غربية رئيسية، مما يزيد من الضغط على القادة الإيرانيين لإيجاد استراتيجية دفاعية فعالة. الكاتب أبرز تناقضاً بين الادعاءات الرسمية بأن إيران تستمد قوتها من دعم شعبي وعربي واسع، والواقع الذي يكشف عن ضعف دبلوماسي واضح أمام التحالفات الدولية المعادية.
• هم ميهن في مقالها "حرب جديدة، أسئلة كثيرة، وإجابات قليلة"، ركزت على الغموض المحيط بالأهداف والاستراتيجيات في هذا الصراع، مشيرة إلى أن النظام يواجه صعوبة كبيرة في صياغة رؤية واضحة للتعامل مع الضربات الإسرائيلية. الصحيفة أكدت أن هذا الغموض يزيد من حالة الرعب داخل القيادة، حيث يخشى المسؤولون من أن تتحول الحرب إلى نزاع طويل الأمد قد ينتهي بانهيار الاقتصاد أو فقدان السيطرة السياسية. الكاتب أشار إلى تناقض واضح بين الشعارات الثابتة التي تتحدث عن الانتصار الوشيك، والفوضى الاستراتيجية التي تعيق اتخاذ قرارات حاسمة.
• اعتماد في مقالها "التوازن لصالح إيران"، تناولت قدرات إيران العسكرية والردعية، مشيرة إلى أن النظام يراهن على استراتيجية ردع ذكية تعتمد على القدرات الصاروخية والعمليات غير النظامية. الصحيفة أوضحت أن الخوف من فشل هذه الاستراتيجية يدفع القادة إلى اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر، مثل تصعيد العمليات العسكرية أو التهديد بإغلاق مضايق استراتيجية، مما يُبرز تناقضاً بين الثقة المعلنة في القدرات الدفاعية والقلق الداخلي من نتائج التصعيد.
• آرمان ملي في مقالها "ظلال المفاوضات بين إيران والغرب"، ركزت على إمكانية إحياء المفاوضات كخيار للخروج من الصراع، مشيرة إلى أن النظام يعاني من قلق متزايد حول تعثر هذه المحادثات بسبب استمرار الحرب. الصحيفة أكدت أن الضغط الدولي قد يدفع إيران إلى التفاوض، لكن الشروط الصعبة المفروضة من الغرب تزيد من مخاوف القادة من التنازل عن مكتسبات استراتيجية، مما يُعزز التناقض بين الدعوة للسلام كخيار نظري والالتزام بالمقاومة كسياسة فعلية.
• شرق في مقالها "كيف يمكن إيقاف الحرب؟"، تناولت اقتراحات عملية للتهدئة، مشيرة إلى أن النظام يواجه تحدياً كبيراً في صياغة خطة لوقف النزاع دون خسارة هيبته. الصحيفة أوضحت أن الفشل في تحقيق التهدئة قد يؤدي إلى انهيار اقتصادي أو اجتماعي، بينما النجاح في ذلك يتطلب تنازلات قد تعرض النظام لانتقادات داخلية، مما يُظهر تناقضاً بين الحاجة إلى السلام والالتزام بالمواجهة.
الخاتمة
الحرب الجارية بين إيران وإسرائيل تُمثل اختباراً حاسماً للنظام الإيراني، حيث تتداخل التحديات العسكرية، الدبلوماسية، والاقتصادية لتشكل أزمة وجودية معقدة. من الناحية التحليلية، يبدو أن الضربات الإسرائيلية، مدعومة بصمت أو دعم غير مباشر من مجلس الأمن والقوى الغربية، قد أضعفت موقف إيران دبلوماسياً، مما يزيد من حالة الرعب داخل القيادة من فقدان السيطرة أو العزلة الدولية. ومع ذلك، فإن الاستجابات الداخلية، مثل ظهور حركات شعبية دفاعية أو الرهان على الردع الذكي، تشير إلى محاولة لتعزيز الجبهة الداخلية، لكنها تواجه تناقضاً كبيراً مع الواقع الاقتصادي المتدهور والاعتماد على شعارات قد لا تتحقق. من منظور مستقبلي، تتعدد السيناريوهات: قد تؤدي الضغوط إلى مفاوضات طارئة قد تنقذ النظام مؤقتاً، لكنها قد تكون بتكلفة تنازلات كبيرة، أو قد يستمر الصراع مما يهدد بانهيار شامل إذا لم يتم التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الحرب. الجانب الدولي يلعب دوراً حاسماً، حيث موقف أوروبا وأمريكا قد يحدد ما إذا كانت الحرب ستتسع جغرافياً أم ستُحصر في إطار إقليمي. في النهاية، النجاح في إدارة هذا الصراع يتطلب توازناً دقيقاً بين المقاومة والتفاوض، وأي انحراف قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة، سواء كانت انتصاراً مؤقتاً أو كارثة طويلة الأمد تهدد بزوال النظام نفسه.